آخر.. ما تبقى من القمر

***91;size="5"***93;آخر.. ما تبقى من القمر***91;/size***93;

التقته على أولى بوابات الجامعة وهو يلجُ الحياة هناك.. بين زحمة المراجع وصليل الكتب، حيث المحموم من الرغبة شديدة التوق في التزود من العلم والمعرفة وبين التسلية والمرح واللهو فمن أراد هذا ، فله ، ومن أناخ قافلته عند ذلك، فله هناك، حيث تشرع الحياة بداية جديدة وليست لتنفي عنها البدايات الأول بقدر ما لترسخها وتؤكد وجودها.
ممتلئاً جاء حتى النخاع من هدوء القرية، يحمل حقيبةً، أكثر ما تحوي.. توجس ممزوج برهبة، فالعالم هنا ليس كهناك، محكوم هنا بأشياء لا تجرؤ على إعلان نفسها هناك.. يستبيح ، ما يراق فيه الدم هناك.. وبرغم ذلك كله لم يكن من الذين في طبعهم الخوف من اقتحام المجهول والمعرفة التي ليست محدودة منذ اليوم الأول دار بينهما حديث بلا كلمات. حديث يجمع حلاوة الكلام ورقة الصمت . لم يكن إلا التقاء العين بالعين، ولم يكن إلا عجز الشفاه وسكون القلوب وراء النطق.. نوع غريب من اللغة ساد، فقط العيون من كانت لها سطوة الكلام. كانت كثيرة النظر إليه برغم أنه لم يكن أنيقاً ليجذب ودّ إعجابها، ولا مهندم الثياب بما يكفي لإرضاء نظرة لفتاة عادية ناهيك عن تلك التي تشرئب لها الجباه وتتبع خطاها العيون. أما هو، فلم يكن في طبعه المغامرة برغم أنه خبأ عن نفسه نبأ أنها اندست في سريرته منذ اللحظة الأولى.. واكتفى بألا ينبس حرفاً عنها.. وآثر أن ينكفيء على ذاته.
توكأت الأيام عصا المضُي حتى وصلت إجازة نصف العام ، هنا بدأت الشمس تحمل ألقاً جديداً.. بدأ هو يتململ من الساعات وهن يتلكأن بتؤدة نحو نهاية الإجازة.. ومرت الأيام ثقيلة ثقيلة والتقيا على شرفة يوم توسط ليلته القمر، ورُصِعت بالنجوم مجالات السحرَ .
كانت الأشياء كعادتها في الجامعة، كما مضوا للإجازة جاءوا ليجدوها إلا أن ثمة أشياء أخرى تغيرت في مجرى العطلة التي استمرت فقط لعشرة أيام.. التقاها وهي تهم بالخروج من قاعة المحاضرات فعجز عن الكلام فصمت ومضت.. شاخت كل أحاسيسه التي بدأت بضة الشباب البارحة عندما رآها مع آخر تحادثه وكلماتها تناغم كلماته وتُهديه السلام. أحس بتغول الحزن على دواخله وتراكُم أسىً .
لم يتمالك نفسه ولم يمنعها من البكاء فبكى ، ولكن في كهف الدواخل، مضى بعيداً وحفظ مسافة ليست تمكنها من رؤيته ناهيك عن سماع ما يمور في دخيلته من حزن.. لم يدر أنها كانت ترقبه من بعيد بعين من يريد أن يعلم أي منقلب سيردُ إليه حزنه.. اختفى بعد أن غمرته جمهرة من أصدقاء تهللت وجوههم لرؤيته بعد الإجازة ! وانخرط في الحديث معهم وضاع في زحمتهم ولم ينسها.
وامتدت الساعات لتعلن العاشرة مساء، وهو الوقت الذي من غير المسموح للطلاب التواجد بعده في حرم الجامعة. وبدأت أرتال الطلبة تتوافد تجاه البوابة الرئيسة للجامعة.. كل يحادث الآخر، إلاه.. فقد كانت خطواته تتقدم خطوة لتعود عشرة، أحس أن ثمة من يحاول تجاوز الأعداد الكبيرة من البشر ليصل إليه.. ثمة من يطلق حروف اسمه من خلفه، من البعيد.. استدار لينظر، لا شيء.. إلا بعض ما تبقى من ضياء القمر.

غاية في الروعة هذا السرد
وقمة التراجيديا الداخلية للانسان
تسلم وما عدمناك اخ عصمت
محبتي

تحية اخ عصمت
حقيقةً سرد فى الغاية الجمال وكأنى عايشت تلك الاحداث ,,,,
واصل اخ عصمت وستجدنا دوماً فى انتظار ابداعاتك ,,,,

اخي عصمت هذا هو الحال ماسردته هو واقع ولم يكن من نسج الخيال واكيد انت عشت هذه القصة الواقعية لك ودي نتمني ان تزدنا بما عندك ولاتبخل علينا

الاخ عصمت
مساء الخير
انه ليس اخر شعاع من القمر انه بدايه اشعاعانك لنا
دمت
وتحياتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بابكر عبد الرازق بخيت

غاية في الروعة هذا السرد
وقمة التراجيديا الداخلية للانسان
تسلم وما عدمناك اخ عصمت
محبتي

إن الحوار مع النفس من أصعب اللحظات لأنك لا يمكن لك أن تزيف الأشياء لذلك تبدو الأمور بلا عتمه وهذا هو سر التراجيديا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sit_albanat

الاخ عصمت
مساء الخير
انه ليس اخر شعاع من القمر انه بدايه اشعاعانك لنا
دمت
وتحياتي

القمر يكون بدراً دوماً بحضوركم الأنيق
شكراً لهذه الكلمات الرقيقة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدجبو الخليفه

اخي عصمت هذا هو الحال ماسردته هو واقع ولم يكن من نسج الخيال واكيد انت عشت هذه القصة الواقعية لك ودي نتمني ان تزدنا بما عندك ولاتبخل علينا

المشاعر الإنسانية جزء مشترك بين الناس جميعاً
يبقى التصوير الفني هو الذي يبرز هذه المشاعر الجياشة