التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
قريبا
آخر 10 مواضيع
الفقرا العزمو القطر (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 223 - الوقت: 06:16 AM - التاريخ: 01-18-2024)           »          إلى وطني .. لن تأتي العصافيرُ[ (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 653 - الوقت: 06:16 PM - التاريخ: 10-03-2023)           »          كل المواسم يا بلد إطاقَشَن (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 392 - الوقت: 06:11 PM - التاريخ: 10-03-2023)           »          الشوق غلب (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 882 - الوقت: 04:36 AM - التاريخ: 05-29-2023)           »          سلام ومحبة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7743 - الوقت: 08:04 AM - التاريخ: 10-03-2022)           »          «الفقرا» شوق وحنين (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10347 - الوقت: 01:25 PM - التاريخ: 08-13-2022)           »          جمعية الصفوة السودانية تحتفي بتدشين كتاب ذكرياتي مع الشيخ الوالد محمد أحمد حسن بقاعة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10283 - الوقت: 03:00 PM - التاريخ: 07-16-2022)           »          يوم الرحول.. (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6081 - الوقت: 03:36 PM - التاريخ: 07-14-2022)           »          سلام ومحبة (الكاتـب : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 6869 - الوقت: 07:16 PM - التاريخ: 05-08-2022)           »          مبروووك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 7300 - الوقت: 04:33 AM - التاريخ: 08-15-2021)


الإهداءات


العودة   منتديات الحصاحيصا نت alhasahisa > «۩۞۩-المنتديات العامه-۩۞۩» > «۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩»

«۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩» ساحه للحوار الحر والمواضيع العامه التى تهم كل ابناء مدينة ومحلية الحصاحيصا بصفة خاصة وكل السودانين بصفة عامة

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-05-2011, 06:42 AM


ود طابت غير متواجد حالياً
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 فترة الأقامة : 5381 يوم
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم : 26
 معدل التقييم : ود طابت is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي خواطر عن رحلة محمد أحمد سلامة للهند - 2



للهند فى قلوبنا محبة وذكرى جميلة .
اجمل ايام العمر قضيناها فى بلاد المهاتما .
وقد وفقت فى نقلها لكم عبر هذا الموقع الجميل
http://www.alhasahisa.net/vb/showthread.php?t=13870
..........
..........
..........
وانا ببحث فى عمنا ( قوقل ) وجدت واحد من زملائنا القدامى قد كتب خواطره عن الهند . وبصراحة اعجبت بها غاية الإعجاب .
والله مرات أضحك ومرات أبكى .
ولتعميم الفائدة لجميع الأخوة سوف أفرد لها بوست خاص ..
وهذا هو الرابط ...
http://www.hilalalsudan.net/forum/showthread.php?30282-ذكرياتك-في-الهند
كاتب هذه المذكرات هو الزميل محمد أحمد سلامة درس فى مدينة مدراس .
والله قمة فى الروعة والسرد الجميل الجاذب والذاكرة الحديدية .
وخليكم قراب لمتابعة رحلة محمد أحمد سلامة الى الهند .
وحقوق الطبع طبعاً محفوظة لكاتب الخواطر ومنتيات الهلال .
ودمتم .



 توقيع : ود طابت

أبو علام

رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 06:43 AM   #2




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي



الكاتب / محمد أحمد سلامة - مدينة مدراس




1


طبعا اخوك وبعد زهجة السودان وتمنى النفس بالحاجات الهندية الحلوة "طبعا اخوك مرضان افلام هندية " ... عبيت ليك الخيال بانطلاقة ولا انطلاقات الود أمبيلى وجريت ليك جرى على العلاقات الثقافية عشان تعبئة الاوراق وتجهيز أوراق السفر الى الهند ..
ومنها على خطوط الطيران " سودان أير " وعملت ليك الحجز والتاشيرة .. وبالعربى الفصيح جهزت روحى لمغادرة بدون عودة الى السودان ، وعبيت ليك شنطة كاربة ومليتها ليك هدوم شتاء " قايل روحى ماشى موسكو " ..
المهم مشيت ودعت الحلة وناسها الحلوين والشباب ما قصروا عملوا لاخوك حفلة شاى كاربة وودعونى وداع يليق بالمقام السامى لنا ... وتوكلت على الحى الدايم ويا الهند جاك بلا ..
ذهبت الى مطار الخرطوم وتفاجأت بوجود صديقى مرتضى المتوجه معى الى الهند وحمدت الله كثيرا على وجوده " فبينى وبينك الواحد لمن يكون مسافر اول مرة على بلاد بره بتكون صعبة شديد والواحد بكون شايل قلبو فى ايدو " ..
ركبنا الطيارة بعد عمل الاجراءات وتأخير إستمر لاكثر من أربعة ساعات ووجدت عدد كبير من الشباب متوجة للهند فقمنا بحملة سريعة للتعارف بغرض بث الطمأنينة فى النفوس ، وجلست بالقرب من صديقى مرتضى الذى بث فينى خوفا منذ بداية الرحلة .. حيث إنكسر به الكرسى بتاع الطيارة ..
وجاءت الطامة الكبرى بعد ان أعلن الطيار ان التأخير الذى حدث كان بسبب عطل فى الطائرة .. رغم انو الجماعة تحت قالوا لينا انو التأخير بسبب تأخر طاقم الطائرة عن مواعيد الاقلاع
يار بى الطيارة دى بتكركب كدة مالها ... ياربى الطيارة دى جناحها ده بولع ويطفى مالو ... وياربى الطيارة دى بتقدر توصلنا ابوظبى سالمين ... كرهنى القعده جنبو ...
المهم قرينا الشى الحافظنو من القرآن الكريم وتوكلنا على الحى الدايم الذى لا يموت ... وحمدت الله كثيرا عندما وجدت الاخ محمد الفاتح الذى يعمل مضيف بسودانير حيث تمت مراعاتنا تماما من ناحية الاكل والشراب ... وبعد مرور نصف ساعة ولا ساعة الا ربع تفاجئنا بكركبة فى الطيارة غير طبيعية وبصوت المضيفة وهى تأمرنا بالتزام الكراسى ..
أها الجقلبة بدت وأخوك بقى أكعب من مرتضى ... حسى انا السفرنى شنو ؟ ما كان أخير لى أقعد فى السودان وأخش الكلية الحربية ولا أقرأ كلية الحقوق بالانتساب التى قبلت بها فى جامعة القاهرة فرع الخرطوم ... ومرتضى داك ما بعرف الحصل عليهو شنو ... لانى بقيت فى تولا أو روحى .
المهم بعد شوية قالوا لينا راح ننزلكم فى مطار الملك عبدالعزيز فى السعودية الى ان يتم اصلاح العطل ... ووصلنا السعودية وروحنا قد وصلت الحلقوم ... ولطعنا هناك مدة ساعتين تلاتة وباب الطيارة فاتح والحر فاسخنا والرطوبة قارضانا ..





ونواصل فى الحلقة القادمة ...


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 06:45 AM   #3




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




طبعا بعد فسخة الحر والرطوبة ديك الجعريبة زادت والزهجة كملت وطمبلت ، وبقينا نجوط فى طاقم الطائرة وقلنا ليهم نزلونا هنا لغاية ما تصلحوا الطيارة ... فرد على ود حلتنا محمد الفاتح المضيف قائلا بتهكم : ليه عايزين تعمروا وتزوغوا ولا شنو ؟ ..
المهم عرفنا انو سمعتنا كسوادنة فى السعودية زى الطين ... ناس شلعوها الخوالدة ما خلو لينا نحن اولاد الناس حاجة نتكل عليها .. واضطرينا قعدنا ساعاتنا ديك ونحن بنحسب فى المدة وقلنا أهى بتتعدى ..
مع المغربية ديك جاءتنا الانباء بانفراج الاوضاع وتم الافراج عن الرهائن المساكين ودورت الطيارة متوجهة الى مدينة ابوظبى ... ولم تخذلنا الطيارة ووصلت برواقة وسلاسة تحسد عليها " على ما يبدو ان الاسبيرات بتاعت مطار الخرطوم كانت ضاربة " .. ووصلنا الى مطار ابوظبى الدولى ...
وعاد هى ما جضاضة " هو ما مطار " يا ابورداد .. طبعا فى الزمن داك كان حاجة كده مبالغة ، المهم اخوانك طقشتم ليك نسمة الحضارة الرهيبة والمبنى الفخيم ولقينا ليك واحد مستنينا فى البوابة يكورك المسافرين بطيران الخليج يمشوا بى هنا والمسافرين بالطيران الهندى يفرتقوا بى هنا ... وكانت المفاجعة ان تفرتقت بنا السبل انا وصديقى مرتضى حيث كان من المسافرين بطيران الخليج ..
وفى اللحظة ديك لا هان على أبكى واشاكلك ولا هان على اغضب عليك يا ناس سودانير حيث وجدت صديقى المتكل عليهو قد فارقنى وأصبحت لوحدى فى مهب الريح .. وكان صديقى يبادلنى نفس الشعور حيث شعرت بانو الدنيا دارت بيهو وبقى مسكييييييييييييين وحالتو تحنن الكافر ..
المهم بعد داك حبيت ليك سودانير للطيش وكفرت ليها كل اللى عملتو فينا وقربت أديهم نيشان ، حيث تفاجأنا بواحد عريض المنكبين شلولخ وهو يقول لينا الطيارة اللى رايحة الهند طارت وانتو راح تقعدوا معانا لبعد بكرة عشان تحصلوا الطيارة التانية وسوف تنزلوا فى فندق معانا هنا ..
عسل يا ناس جات راقدة معاى واطة أصلا عندى أخوى فى العين وممكن اتصل عليهو عشان اشوفوا وأشوف بنتو " ولوية " التى ولدت حديثا ولم يراها أحد من ناس السودان ، وطبعا ساقونا ليك بعربية حافلة ونزلونا كل اتنين فى اوضة ، وعاد هى ما أوضة يا ابو رداد .. والفندق على ما أذكر كان اسمو فندق نيهال ... حاجة عجيبة كدة واساسا شكلو من برة غريب حيث كان شكلة مثل الهرم المقلوب نحيف من تحت وعريض من فوق ..
الجماعة اخدوا مننا جوازاتنا ونزلونا ليك فى الفندق الماخمج .. وانقشطنا جوه الغرف " المرتاحة " على قول ولدنا فاروق جبره وصدمنا بالرفاهية التى وجدناها هناك ، وألذ ما فى الموضوع انو الراجل اللى نزلوه معاى " والله ما متذكر اسمو " قال لى الناس دى مجدعة البشاكير دى فى الواطة عشان شنو ؟ أها قمنا نتشوبر وعايزين نرفعها لنكتشف ان هذا هو موقعها الاصلى فهى معده لتمسح عليها أرجلك بعد الاستحمام ... شفت جنس الخسار والودار ده ...
طبعا بالليل داك قمت ليك على التلفون واتصلت ليك بالحاج كمال الاخ الاكبر لنا ، وخلعتو ليك جنس خلعة ، اصلو ما متوقع انو اكون فى ابوظبى .. المهم قال لى خلاص اخد راحتك لغاية ما نصلك لانو المشوار بياخد ليهو ساعتين ..
اخدنا لينا حمام ابن كلب وارتحنا شوية وجابو لينا عشا مدنكل ضربناهو ويا السرير جاك زول ... وبعد فترة بسيطة جانا تلفون من الاستقبال وكان أخى موجود تحت ، فدعوته الى الغرفة حتى يشوف اخوة متجدع التجديعه الرهيبة دى ... وطبعا الراجل قال لينا ما فى طريقة تقعدوا هنا ما دام عندكم يومين تشيلو عفشكم وتمشوا معاى البيت وبرجعكم قبال مواعيد الطيارة " يعنى اخوك ما اتجدع كويس فى الفندق الفخيم " ...
كسحنا مع تباشير الفجر انا واخى وزوجته ومعنا ذلك الطالب الذى كان معى فى الغرفة والمولوده الحديثة " ولوية " ووصلنا الى مدينة العين الجميلة الخضراء التى بات لى معها قصص وذكريات فيما بعد .. ووجدنا ابناء اخى فى انتظارنا على أحر من الجمر ، وكانت هليلة وهيصة لم نشهد لها مثيلا واستقبالات رسمية وشعبية على أعلى مستوى حيث قام اخى بدعوة شلة من الجيران والاصدقاء لعزومة غدا مدنكلة كان فيها ما لذ وطاب من الاسماك والجضاض واللحوم المشوية ..
اها نخليككم مع العضة دى ونواصل ..



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 06:47 AM   #4




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




طبعا بعد العضة ديك كل واحد فينا اخد ليهو جنبة وكباية شاى وونسة تقيلة كان معظمها يدور حول السودان والتطورات الجديدة اللى حاصلة فيهو وما متوقع ان يحدث فيه فى مقبل الايام ..
وتم اخذنا فى جولة تفريجية " من الفرجة " على مدينة العين الخضراء التى اكاد أجزم انها أجمل مدن العالم من حيث النظافة والخضرة والجمال ... ومررنا بمدينة البريمى العمانية التى تقع حدوديا داخل دولة الامارات العربية المتحدة ، ومن ثم عدنا ادراجنا الى المنزل لنيل قسط من الراحة قبل البدء فى رحلة العودة الى مدينة ابوظبى ..
طبعا تم تدبيج اخوكم ببعض القمصان والبناطلين الجديدة لزوم القشرة وكده ، وتوكلنا على المولى الى مدينة ابوظبى ومنها الى المطار مباشرة حيث وجدنا مندوب الشركة وهو ينتظرنا على احر من الجمر .... وهناك وجدنا بعض القادمين الجدد المتوجهين الى مدينة بومباى الهندية ، فتعرفنا عليهم وانتظرنا مواعيد الاقلاع ...وأطرف ما فى الموضوع انو فى واحد من الطلبة الجدد المعانا كان مستعجل بصورة شديدة للوصول الى الهند حيث كان يردد : إذا كان مطار ابوظبى كدة ، الهند دى راح تكون حاجة عجيبة :d مسكين .
داخل الطائرة الهندية جابو لينا طبعا اكل هندى ملئ بالبهارات الشئ الذى ادى هيجان المصارين والفشفاش والكبده وما جاورهم ، وأخوكم بطنو قلبت قلبة شديدة ويا الحمام جاك زول ... إستفراغ شديد وحمى طفيفة كدة " يخيل لى كانت خوفة من المجهول الذاهبين الية " ...
المهم وصلنا مع تباشير الصباح الباكر الى مطار بومباى ... وعينكم ما تشوف الا النور .. ريحة رطوبة معبقة الجو ، تتناوشها بين الحين والحين رائحة نتانة لا تخطئها الانف البشرية ، مع رزاز خفيف لامطار أكاد أجزم أن لونها اسود من كثرة الدخان الاسود المنبعث من وين ما عارف ، وضباب يحجب الرؤية على المدى البعيد ...
أول حاجة عملتها انى اتلفت على الولد اللى قال داير يشوف بومبى سريع ، فضولا لمعرفة ردة فعله على هذا الاستقبال الغير متوقع ، فكان المسكين ما بين مهجوم ومخلوع ودموع معلقة فى المآقى ... وصاحبنا قرب يعمل للخلف در من المنظر ..
دخلنا الى صالة الوصول لنفاجأ بالمعاملة الغي كريمة من قبل الهنود فى بداية الامر ، لكنهم وبعد ان عرفوا اننا سودانيين تبدلت اساريرهم وانفرجت بعض الشئ وعاملونا كأحسن ما يكون ... ولقد عرفت لاحقا انهم دائما ما يتوجسون من " الزنوج " كما يقولون على كل القادمين من افريقيا ويخافون من النيجيريين الذين يقومون بتهريب المخدرات والذهب وكل ما هو ممنوع " ناس كلتشى فاضحننا " ..
ولى عوده ...



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 06:48 AM   #5




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




نرجع للحظة الوصول تلك التى لن تنسى كما قال الاخ ابراهيم ... حيث ان تلكم الرائحة المعبقة بالنتانة والرطوبة العالقة فى الجو ستظل دائمة فى ذاكرتك مع ديمومتك فى هذة الحياه ..
طبعا نسيت احكى ليكم انو ودحلتنا مجدى حمد المدعو با ابوالفقر " سأعود فيما بعد لسبب هذة التسمية " كان مرسل لى خريطة طريق من بومباى الى بونا وكيفية التعامل مع الجماعة بعد الخروج من المطار ... مع وصية بعدم نسيان صندوق البنسون اند هدجز من مطار ابوظبى .... فلهمة منو ساكت ... لانى عرفت بعد وصولى الى بونا ان أرقى نوع سجاير مخمخ بيها مخو كان البى تى ... وده نوع من أردأ انواع السجائر وأرخصها وقد تكلفك السجارة ما يعادل سعر باكو كبريت ... فهى تنطفى بصورة سريعة وغريبة ...
طبعا مرقنا من مطار بومباى وعينك ما تشوف الا النور ، حيث كان اول مستقبلينا جاموس تليع يتهادى فى الصالة الخارجية التى يقف فيها المستقبلون ، وكان هذا الجاموس قد وضع بصمتة الاحيائية فى بلاط صاحب الجلالة مطار بومباى بصورة مقززة تدعوك لافراغ معدتك من كل ما أكلته وشربته لمدة ثلاثة ايام لى ورا ...
عموما تفادينا تلكم الالغام الاحيائية وخرجنا نبحث عن صاحب التاكسى الذى إستأجرناه من داخل المطار ... ووجدناه واقفا بالخارج وهو يرتدى قميصا احمر اللون فاقعا يسر الناظرين وبنطلون برتقالى ، فقال لى من تبقى معى فى هذة الرحلة الطويلة " حيث اتضح ان معظم الشباب كانوا قاطعين تذاكر الى مدن اخرى وأغلبهم كانوا متوجهين الى مدراس " الزول ده لابس كدة مالو ؟ قلت ليهو علمى علمك ... يمكن كان فى حفلة تنكرية وجانا منها طوالى بجاى ..طبعا الاخوان الهنود يحبون الالوان البراقة والفاقعة بصورة غير عادية ... وبكل تأكيد لازم تلقوا فى جيب اى هندى مشط صغير يخرج عند الحوجة لترتيب الشعر المجلط ..
المهم بتاع التاكسى وفى طريقنا الى محطة " دادار " اللى حفظتها عن ظهر قلب من جواب ود حلتنا ابوالفقر ساقنا ليك فى شوارع وجدنا فيها كل انواع الاوساخ البشرية والاحيائية والكيميائية والنووية .. فمع نسمات الصباح الباكر إن جاز لى ان اسمى تلك الهبايب نسمات وجدنا الجميع وهو يستعد لبدء يوم عمل جديد فكان البعض يستحم فى الهواء الطلق والبعض يقضى حاجته على مرأى ومسمع من الجميع ، والبعض الاخر يعمل على تنظيف اسنانة فى وش كل سائق سيارة يمر بتلك الطريق ... واطفال يجرون تحت لساتك العربية وواحدين بفوقها وسائق التاكسى يسب ويسخط ... ونحن معاهو بس فى سرنا .. لانو الخوف كاتلنا .
عموما وصلنا الى محطة دادار للقطارات .. ومشينا على محل التذاكر وقلنا ليهو عايزين تذاكر لى بونا ..
من المواقف التى لا انساها فى تلكم المحطة انه قد تم تدقيسنا بصورة لذيذة جدا حيث جاءنا واحد وقال لينا انا بشيل الشنط بتاعتكم وبلقى ليكم مقاعد داخل القطار بخمسة روبيات ، قلنا خير وبركة ... صاحبنا شال الشنط وودانا لقطر فاضى وما فيهو زحمة وقعدنا فى كرسيين جنب بعض وشال الخمسة روبيات وفرتق خلانا ... شفتو الدقسة كيف .
ونواصل ...



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 06:50 AM   #6




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




اها وقفنا بيكم وييييييييييين ... اتذكرت لمن صنقرنا فى القطر مستنيين القومة على بونا ..
طبعا نحن من دغشا بدرى قعدنا مصنقرين فى القطر الذى اتضح انه سوف يغادر فى تمام العاشرة صباحا ، يعنى صاحبنا الهندى دقسنا دقستين وحدة فى القروش والتانية فى الصنقيرة الطويلة ... وأثناء هذة الجلسة المميزة التى لن تنسى بسهولة مر علينا الكثير من الباعة الذين يحملون مختلف الاشياء فى صناديق متنوعة وذات أشكال مميزة ، وكان أكثر الباعة ممن يحملون عدة الشاى والاقل منهم عددا يحملون صفق شجر أخضر اللون عرفت فيما بعد انه صفق شجر الموز .. حيث قتلنى الفضول لمعرفة الفائدة من بيع هذا الشئ لاتفاجأ بأن هذا الصفق ما هو الا وعاء لوضع نوعية غريبة من الطعام عليه ، ولا تتصوروا مدى البؤس الذى شعرت به وغمة النفس التى اجتاحت كل خلية من خلايا الجسم المتعب المنهك ...
طبعا الطريق كلو ونحن نسأل القاعدين جنبنا وصلنا بونا ولا لسع ؟ فيأتينا الرد لسع ..
وعندما أكثرنا التساؤل ، فى واحد كان قاعد جنبنا شكلو زهج مننا فقال لينا بونا دى على بعد 10 ساعات ... طبعا فى اللحظة ديك نعلت وزارة التربية والتعليم السودانية والكليات الفى السودان والواسطة اللى طفشتنى من الشرطة واليوم اللى فكرت فيهو الزوغة من الكلية الحربية " بالمناسبة اوراقى الاصلية لا تزال عند ناس الجيش لانى وصلت لغاية معاينة القائد وفرتقت بناء على رغبة الوالدة عليها رحمة الله التى قالتها بكل صراحة : ما عافية منك كان خشيت الجيش " وقلة ادبى فى عدم الموافقة على كلية القانون انتساب ... ونعلت وزير اى وزارة مرت بخاطرى فى تلك اللحظة ...
لكن وبعد اربعة ساعات من السفر .. وجدت ان القطار قد أوقف عجلاته وان كل الركاب قد نزلوا فيما عدا انا وزميلى فى الرحلة ... فتلفتنا زى سواقين التكسى ونحن نضع فى اعتبارنا اننا قد ركبنا القطر الغلط وأحسسنا بالاحساس الذى يحس به الكديس لمن يتزر فى ركن ضيق فحاولنا إظهار رباطة الجأش وعدم الخوف ، وقمت اتشوبر نزلت من القطر ولقيت لى واحد سالتو : وين بونا ؟ ... فرد على باستغراب : انت فى بونا ..
لا تتخيلوا شعور الفرحة الذى أحسست به فى تلك اللحظة وجريت ليك جرى لصاحبى القاعد جوة القطر يحرس فى شنطنا ، وقلت ليهو عوك قوم خلاص وصلنا ...
أها قمنا شلنا الشنط ونزلنا ليك من القطر وبدينا التلفت تانى ... ولحسن حظنا وجدنا واحد من الشباب السودانيين وهو يسير داخل المحطة " طبعا محطة بونا لا تخلو من سودانى فى أى لحظة " وجرينا ليك عليهو جرى يا ابوالشباب انت سودانى ... فوجدت ابتسامة صغيرة قد انفرجت من فمة وهو يرد قائلا : ايوة سوادنى الشباب جايين جداد " ما جداد مزمل ابوالقاسم " ... وعلى ما يبدو انو ابتسامتو ديك ذكرتو روحو لمن جا جديد ...
المهم الراجل ما قصر معانا وشربنا حاجة باردة فى المحطة " لم أستسيغ طعمها " حيث ان الهند فى ذلك الزمان لم تكن تعرف حاجة اسمها بيبسى وميرندا وسفن اب ... ومشروباتهم كانت كلها محلية ذات نكهة غير " أذكر منها ثمس اب " ... وبعد داك سألنا بتعرفو منو هنا ؟
طبعا انا وريتو زولى وطلع بعرفو لكن ما بعرف ساكن وين .. والشاب التانى وراهو الناس اللى جاي ليهم فطلع برضو ما بعرف سكنهم ... فقام ودانا المكان اللى ساكن فيهو ... اللى لغاية الليلة ما عارفو وين ... لكن على ما يبدو كان فى منطقة قريبة من كلية بونا ، وهى المنطقة التى تعرف باسم " الكامب " ... وكان اول يوم لى أتشرف فية بمعرفة الاخت " ركشة " ذات العجلات الثلاث ..
طبعا الشباب ما قصرو جابو لينا العشا لكن اخوكم مصارينو بقت زى جماهير الهلال والمريخ ... كل واحدة فى حته وما عايزة تتلم مع اختها فلم استطع الاكل ورقدت نمت .. وعلى ما يبدو انو الجسم كان قد وصل الى مرحلة من الارهاق صعبة خالص ... فلم اشعر بنفسى الا والشباب بكركبو عشان عايزين يلبسوا يتخارجوا ..
قمت صحيت وذكرتهم باسم الشاب الذى أعرفة " مجدى حمد ابوالفقر " فأكدوا لى انهم سوف يقومون بالبحث عنه .. وأكرمونا بشاى تمام ومعاهو بسكويت ... وبقيت قاعد فى الانتظار ..
بعد مرور عدة ساعات تبينت صوت ابوالفقر وهو يسلم على الشباب ... فلم أصدق اذنى ، وبات صوته بالنسبة لى فى تلك اللحظة مثل صوت نانسى عجرم للود حتومة فى يوم حر قائظ ... وفتحت الباب سريعا لابدأ بعد ذلك مشوار السلامات والتبريكات بسلامة الوصول ، وتم ايقاف ركشة لحمل الشنط بينما كان فقارات يقود الركب السعيد وهو يمتطى موتر " تى فى اس " ... حاجة كدة صغمبوتية ولذيذة ... وفى طريقنا الى الداخلية التابعة لكلية واديا " المكان الذى كان يسكن فيه " مررنا بمنطقة توجد فيها عمارة تعتبر من اشهر العمارات فى بونا وأسمها بناية صاقار ... وتلاقينا بواحد تانى من اولاد حلتنا اسمو عمر عبدالمنعم ...وقعدنا نتونس شوية كدة ومنها فرتقنا على الهوستيل او الداخلية ..
وهناك وجدت سودانى تانى اسمو مبارك محجوب موسى من ابناء الحلة الجديدة بالخرطوم و نيجيرى ظريف كان يسكن مع الاخ مجدى فقارات فى غرفته ... المهم نزلونى فى الحتة ديك وقالوا لى بنجيك بعد شوية .. وطبعا بعد فترة علمت انو الشباب كان ضاربو الفلس ومشوا يتصرفوا ليهم فى قروش عشان يكرموا الوافد الجديد ...
ولى عوده ...



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 06:51 AM   #7




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




أها يا قموشة وبعد ما ضربت الطراوة فى غرفة اخونا فقارات بداخلية كلية واديا ، جاء الشباب وهم يحملون ما تيسر لهم من روبيات لا أعرف كيف جمعوها ولا من أين استطاعوا الحصول عليها .. وتمت عزومتى فى مطعم شهير بتقديم أكلة " الموتون كرمشوب " وهى بالعربى كدة كستليته لكن معمولة بطريقة يسيل لها اللعاب .
لكن ولشدة استغرابى من نفسى بعد ذلك لم تطق نفسى تلكم الوجبة الهائلة وأكلت لى منها لقيمة واحدة ، وقلت لهم بعدها : انا نفسى مسدودة وما قادر آكل .. وهو الشئ الذى ادى الى تجهم وجه صديقنا الدنقلاوى مبارك الذى شن على هجوما عنيفا وسأل ابوالفقر : هو الود ده من وين ... ونعل خاش أبو أهلى كلهم عندما علم اننى من ابناء حى العمدة بامدرمان وقال لابن حلتى : طيب بدلع كدة مالو .. حسى يخلينا ندين ونتسلف ونشحد من اللى يسوى وما يسوى ويجى يقول ما داير يأكل ..

المهم حبايبنا يبدو عليهم انو ليهم فترة من هذا المطعم فقبلوا ليك على الصحن بتاعى وتم القيام بواجب تنظيفة بصورة سريعة وكاملة وثلاثية الابادة .. فلم يتركوا أى شئ حيث ان العظام تم سحب أى لحمة متعلقة بها ووضعها على جانب صحن السلطة حتى يتم مراجعتها بصورة أكثر تأمينا وشفافية .. وأخوكم المسكين اكتفى بشرب العصير فقط ..
وعدنا الى الداخلية لنتبادل بعد ذلك اطراف الحديث ونقل آخر المستجدات التى حدثت فى الحلة .. زى ديك عرسوها وديك طلقوها ، وداك راح فى حق الله ، وفلان رحل من الحلة بعد ان باع بيته " لنقادى " بمبلغ كبير وذهب الى اطراف امدرمان واشترى بيت كبير .. ففى تلك الفترة جن جنون أهلنا النقادة على شراء البيوت فى منطقة حى العمدة والمسالمة وذلك لقرب الكنيسة من تلكم الاحياء .. وبحسب علمنا فلقد كان ذلك يتم بتوجية من الكنيسة التى تقوم بتقديم الدعم المالى من أجل تحقيق هذة الغاية ..
فى اليوم داك ظللت اردد على مسامع الشباب هناك بانى راجع الى السودان واننى لن استطيع المكوث فى الهند لانها بلد وسخانة وناسها وسخانين ، وأننى سوف أعود حتى استطيع اللحاق بالكلية الحربية ، وكان مجدى ود حلتنا المسكين يسعى جاهدا الى إقناعى بالعدول عن الفكرة وقام بجلب بعض من الاخوة السودانيين حتى يتم اقناعى " هو اساسا انا كنت بعمل فى مناورات لانو خايف من تهكم الاصدقاء فى السودان " ... الا ان واقعية وفقارة صديقنا الدنقلاوى مبارك محجوب قد هرشتنى شوية ، حيث قال لابوالفقر وفى وجودى : ياخى بتحنس فى شنو ... كان ما عاجباهو البلد خليهو يمشى ، وما فضل ليهو الا يقول خلى يطير فى ستين داهية ..
المهم ما بين شد وجذب صنيت شوية من موال انا راجع السودان ده ... وحل الليل علينا فذهب بى ود حلتنا الى أكثر المناطق شهرة فى بونا " الاكشاك " وهى شارع جميل رصت على جانبه كمية من الاكشاك التى تبيع المأكولات والمشروبات بانواعها ، وكان اشهرها بالنسبة الى السودانيين " كشك الايرانى " الذى كان يمد الطلبة بالفول السودانى المدنكل " ولا أبوصليب فى زمانو " ... وأتخيلوا برضو ما قدرت أستسيغ طعم الفول ورفضت العشاء .
هنا فقد صديقنا الدنقلاوى صبره ... وانفعل وقال لمجدى : عليك الله فكنا من زولك ده ، انا عندى قراية ومع السلامة ..
فى اللحظة دى عرفت انو الموتر اللى كان سايقو ودحلتنا كان بتاع مبارك الدنقلاوى ، وقام شال منو الموتر وقال ليهو انا مفرتق .. ونظر الى شذرا وكأنى به يريد لطمى على وجهى .. وبسبب ان الهوستيل بتاع كلية واديا قريب من نمطقة الاكشاك فلقد ذهبنا الى الكلية بارجلنا ، ولم ينسى ان يشترى لى بسكويت عشان آكلو ، حيث اننى منذ الصباح لم أتذوق شيئا سوى البسكويت والحاجة الباردة .
عموما مرت على ايام اسود من الجزمة التى ضرب بها بوش فى العراق ، وعذبت ليك الشباب فى بونا وبصورة غير معتادة .. الود عامل فيها حنكوش .. لكن وللحقيقة اننى لم أكن أتحنكش وما كنت أشعر به مزيج من الخوف لهذة التجربة والخوف من الفشل مع بعض الذكريات المريرة لما رأيته لحظة وصولى الهند .. وبعد كم يوم كده لاقيت ود حلتنا وصديقى المقرب فخر الدين موسى " وهذا الرجل خاله مباشرة الصادق عبدالله عبدالماجد " الذى جلس معى جلسة مطولة وحاول ان يهدئ من مخاوفى ... وكان على ما يبدو له خلفية بعلم النفس " زى دكتور بكرى فالح كده " وعرف مكمن الداء ... وقال لى: ياخ ما تخاف كلنا لمن جينا كنا ما بنعرف التكتح فى الانجليزى ، ومع مرور الايام ستتعود على كل هذة الاشياء ... وانت براك بتعرفنى انا لمن كنت فى السودان اى بى سى ما كنت حافظها ، وما كنت بعرف الحروف ذاتها خليك من أتكلم ... لكن والحمد لله انا دلوقتى بقيت كويس وعرفت أمشى نفسى فى البلد ، وده اللى راح يحصل ليك ان شاء الله .
ونواصل ..



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 06:52 AM   #8




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




بعد قضاء قرابة الاسبوعين فى بونا الحنونة والنفس متأرجحة ما بين القضاء على مكامن الخوف المتأصلة جوه القلب وإكمال مهمة بدأتها بعزيمة قوية وما بين ترك النفس على هواها والتفكير فى عودة قد تكون نتائجها وخيمة فى المستقبل المنظور ...بدأنا فى التفكير فى كيفية الذهاب الى مدينة مدراس حيث إعتذر لى الاخ فقارات بعدم مقدرته فى مرافقتى الى هناك حيث أنه كان يمتحن الملحق ..
من الاشياء التى دعت الى تواجدى كل هذة الفترة فى بونا رغم ان قبولى قد جاء من مدينة مدراس التى تحول اسمها الان وأصبح اسمها " شيناى " البحث عن طالب قديم ماشى هناك حتى أضاف اليه كمرافق ، والاضراب الذى نفذة اساتذة الكليات فى مدراس بغرض تنفيذ مطالبهم ... يعنى ما فى خوف انو التسجيل يفوتنى بهناك ..
عموما وبعد تلكم الفترة التى أعتبرها من أصعب الفترات فى حياتى حيث أن صغر العمر ومهمة إتخاذ القرار قد أثقلا كاهلى وجعلانى أعيش فى توتر ملحوظ لكل من جمعتنى به الصدف فى تلك المده التى إكتشفت فيها عدد لا باس به من الاقارب وكذلك الاصدقاء الذين جمعتنى بهم مختلف مسارات الحياة سواء كانت دراسة او رياضة ، غادرت مدينة بونا محاطا بدعوات الاصدقاء هناك بالتوفيق فى الحصول على المقعد الذى أبحث عنه " مع العلم اننى قد درست المساق العلمى باضافة مادة الجغرافيا " .. وبدأ القطار تحركه ومعى بعض الشباب المتوجهين الى مدينة مدراس فى رحلة مر على فيها شريط ذكريات طويل عريض تختلف فيه الاشكال والمواقف باختلاف المناظر التى تمر علينا من نافذة القطار السريع الذى كان ينهب الارض نهبا .. فتذكرت أحياء امدرمان حى حى ولمة الشارع ومباريات الكورة وجلسة الانس تحت عمود الكهربا وجنب دكان محمد المكوجى وعثمان بتاع الفول ، والبوش ورحلة الاستمتاع بزجاجة بزيانوس من محلات " الجان " بالقرب من بيوت الشفايعة ومسجد الشيخ قريب الله ، قد يتم تدبيلها على حسب درجة صيانة البوش وكمية الزيت البصل بالشطة ..
تذكرت مدرسة الركابية الابتدائية ، ومدرسة ودنوباوى الاميرية والاهلية العليا ..
تذكرت استاذ تاج السر يوسف بشير واستاذ حنفى من المرحلة الابتدائية ، واستاذ هاشم واستاذ عابدين واستاذ جعفر ومديرنا الهمام الاستاذ الهادى السراج فى المرحلةالمتوسطة ، وأستاذ التوم فوزى واستاذ خليل الشهير ب " خليل القرد " من المرحلة الثانوية ..
تذكرت شاى الصباح باللقيمات وسندوتش الطعمية بالجبنة وعقاب التأخير والجلد فى نص طابور الصباح عشان لابس ملون ، وتفتيش الملابس والشعر والسفنجة ..
تذكرت نشيد العلم وصفا انتباه وحصة الصباح والخوفة من التسميع وعصاية استاذ بكرى وهى تلهب ظهورنا سواء كانت اجابتك صاح أم خطأ ..
تذكرت مشاغبات الطلبة والمظاهرات والزوغة من المدرسة عن طريق كلية التربية وتعلم شراب السجائر محاكاة للطلبة الاكبر سنا ..
تذكرت رابطة المسالمة وودنوباوى وتحديات الثلاثيات فى ميدان الزهور بالقرب من مدرسة اسماء فوزى ، وفريق الاخوة والجمهورية والمدربين عادل عوض وفيصل الروبى وخالد كسار ومنتخب ناشئي امدرمان ..
حتى مقابر البكرى تذكرتها ونحن نشق طريقنا عبرها عصرا للوصول الى الميدان الخاص بنا " الذى تم الاستيلاء عليه وأصبح الان حديقة امدرمان الكبرى " وتحولنا لاداء التمارين فى ميدان العجايز .. وليلا للوصول الى نادى المكتبة القبطية لكتل الحفلات ..
تذكرت مقابر احمد شرفى ونحن نمر بجوارها صباحا للوصول الى المدرسة ، وظهرا ونحن نشق طريقنا وسطها للوصول الى شارع المدارس بالثورات حيث الجوطة واللمة والتجكيس ..
تذكرت جمعية المنار الاجتماعية الثقافية التى شاركت فى تأسيسها وأصبحت سكرتيرها الرياضى والفعاليات التى قمنا بها والليالى الثقافية التى أقمناها ونفرات النظافة والايام العلاجية وكورسات التقوية فى مدرسة عثمان صالح للبنات الابتدائية ..
تذكرت مخبز عبدالرحيم فى محطة السيد المكى وقومة الدغش البدري وصفوف الرغيف والواسطة فى الحصول على كميات الخبز المطلوبة ومحلات برعى المصرى وحلويات سلا وبرعى زوابع لتصليح التلفزيونات وكوافير آفو " فاتح على بيت ناس عبدالرحمن الامين " ومغامراتنا معه حيث كنا نفتح الباب ونصرخ بصوت واحد " أفو " دلالة على الريحة العفنة لنغيظه فيترك محله ويطاردنا سعيا للانتقام منا ..
تذكرت سينما امدرمان والوطنية والافلام الهندية التى كنت أعشقها والتى اصبحت سببا فى مجيئى الى هذة الورطة اللذيذة التى أعيشها الان ، وعمارة محمد حسين والحرية ولمة وقفة عيد الفطر وجوطة الضبيحة فى عيد الاضحى ..
لاتفاجأ بعد مرور حوالى ساعة باحد الشباب وهو يقول لى : وصلنا مدراس استعد ..



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 06:54 AM   #9




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




فى مدراس وبعد نزولى من القطار ظننت اننى فى السودان حيث أن الاغلبية عندهم من ذوى البشرة السمراء بل ان بعضهم من ذوى البشرة السوداء الحالكة ، ولولا شوية الشعر المجلط لقلت انهم من جنوب السودان أو يمكن من جنوب افريقيا ظاتها .. وخرجنا من محطة القطارات المهولة والتى يمكن تشبيهها بمطار الخرطوم الدولى ونحن نحمل شنطنا بحثا عن سيارة تاكسى ، فمدراس غير مدينة بونا الحنونة حيث انها كبيرة ومزدحمة وفيما ندر ان تصادف فيها ركشة حايمة ..
وجدنا تاكسيا يشابة كثيرا سيارات التاكسى القديمة فى الخرطوم والمعروفة باسم الهيلمان ، وعلمت فيما بعد أن اسم ماركة هذة السيارات " أمباسيدور " ، وعندما ركبنا داخلها تفاجأت من رحابتها وشكل كراسيها الجميلة ومن سماعات مسجلها القوية ... كما عرفت انها مصنعة فى الهند ..
انطلقت بنا الفارهة فى شوارع مدراس العريضة وأخوكم يتلفت ويكورك داك سودانى .. فيهدونى الجماعة ويقولوا يا ابوالشباب صن شوية سودانى شنو ديل مدراسيين وهم اولاد عمنا فى العبودية فبالله عليك ما تجننا ولمن نصل بنوريك ..
بعد داك اخوكم خجل ولبد وبقى يتفرج ساكت فى العالم الكاسحة دى .. ناس لو فكيت فى راسهم قمح ، قمحاية واحدة بتقع فى الواطة ما فى ... كترة خلق وإمم ماشة تدى منها ربك العجب " العجب امو " ..
المهم بعد محاحاه استمرت لحوالى الساعة قالوا لى وصلنا ونحن حسى فى حتة اسمها " أديار " وكان على ما أظن دار السودانيين هناك ... فقمنا نزلنا شنطنا ودخلنا الدار العامرة لنفاجأ أن هذا هو أول يوم فى عيد الاضحى المبارك ... اتخيلوا ليكم منظر زى ده ناس حايمة وما عارفة انو الليلة العيد وسجم حبوبتك يا سعيد ... ولقينا الشباب ضابحين خروف مدنكل وكمونيات وشيات زى بتاعت ولدنا امبيلى وشطط تقول يا غربتى ..
طبعا اخوكم بقى حربى شوية ونفسو اتفتحت على الاكل ولميت ليك فى الكمونية دى ما خليت ليك فيها مصران حايم وقبلنا على الضلع خليناهو عضام سااااااااااكت ، وأكتشفت ان شباب مدراس طباخين درجة اولى ... ووالله الاكل عندهم زى المطبوخ فى تكل الحاجة الله يرحمها ، والدمعة لمن عندها وش ..
طبعا بعد التعب داك والاكلة الكاربة دى الترخيمة حصلت ، وكل واحد اتلبب ليهو مرتبة وهاك يا نوم .. وفى فترة المساء والسهرة اتملت الحتة بناس كتار وعرفنا انهم عاملين حفلة لاستقبال الطلاب الجدد ، وقمنا باعتبارنا من الطلاب ديل بالتأنق والذهاب مع الشباب لمكان الحفلة ولقينا كمية كبيرة من الشباب هناك ..
كانت المفاجأة التى أذهلتنى تماما مقابلتى لود حلتنا الاخ بكرى الحورى الذى أعلمنى بوجود كمية كبيرة من شباب حى العمدة شرق ، والذى يدرس فى مدينة بنغلور وجاء خصيصا الى مدراس من أجل حضور الحفلة .. اسماء لم أكن أتوقع وجودها هناك فى مدراس مثل خالد الحورى الاخ الاكبر لبكرى ، وطارق ابوالريش المعروف فى مدراس باسم المعلم وعمر ابوشيبة والدرديرى ومحمد يوسف وحسن كمال غندور ، ووجدت صديقى مرتضى وقد اصبح من السناير هناك وعامل فيها الود بعرف البلد وطبعا اخوكم اساريرو انفرجت شوية وهدأ به الحال .
فى الحفلة تعرفت على واحد من الشباب انا كنت قايلو من الطلبة القدامى واسمة شمس الدين على جبير أصر على ان اذهب معه الى بيته الذى يعرف باسم بيت الحمام .. وهو عبارة عن غرفة أرضية منفصلة عن بقية بيت تسكن فيه عائلة هندية مكونة من اب وزوجته وابنته وجنبها حمام ومطبخ صغير .
طبعا صحينا الصباح وعلمت من الاخ شمس ان هناك شقة قريبة جدا مننا يسكنها بعض الطلبة الجدد ، وود ان يعرفنى بهم .. فذهبنا اليهم لاتعرف باسماء لن تمحى من ذاكرتى الى الابد : الفنان ياسر كسلا المتواجد حاليا بامريكا على حسب علمى ، ياسر السنوسى الرجل الهادئ الضاحك الباسم دوما ، جمال الحنتبلى ود عطبرة الذى اصبح وزيرا ولائيا الان ، ود حلتى يحيى تربال الحلبى الموجود حاليا فى ابوظبى ، ود ابوروف جمال حسن طه " اليجبليتى " طويل القامة والهامة وابن خالة الفنان الراحل هاشم ميرغنى والذى عانى كثيرا من أجل الحصول على الالجبليتى فى احدى الكليات ، وسعد الحلبى المقلد الكبير للفنان البعيو ، وعدد آخر من الشباب الذين توزعوا بعد فترة على عدد من الشقق .. وكل هذا الكم من الطلبة موجود فى غرفة واحدة وملحق بها صالة ومطبخ وحمام ... وزى ما قالوا زمان اكان النفوس اتطايبت فروة الفأر يصلوا فيها جماعه .

طبعا بعد ما اتعرفت على الشباب الحلوين اللى ذكرتهم ليكم ديل بقينا زى مصارين البطن طالعين مع بعض ونازلين مع بعض ، واتفكينا شوية من سيطرة اخونا شمس الدين وعملنا لينا لجنة انبثقت منها لجنة من أجل تأطير السكن والبحث عن فيلا كبيرة تسع الجميع حيث أصر الشباب على عدم فركشة هذا الجمع الجميل .. وطبعا عينكم ما تشوف الا النور جنس كبابيع فكيناها فى مدراس وانجليزى مشوب بلكنة سودانية يدك منو والواطة ، واتخيل لى لو مرّ علينا خواجة من بريطانيا لافتكرنا نتحدث الهيروغليفية بطلاقة ..
وطبعا كنا نتحرك فى موكب مهيب يسر الناظرين ويلفت نظر الهنود الفضوليين الذين كانوا ينظرون الينا باستغراب وبدون خجلة يمدوا يدينهم ويهبشوا ليك شعرك باستغراب ، مع العلم ان معانا شباب يعتبروا بالنسبة لناس مدراس خواجات عديل كده .. والشباب بالطبع ما بقصر فى الغتاتة بتاعتهم فمنهم من كان يقوم بعمل حركات مخيفة من أجل إبعادهم ومنهم من كان يموء كالكدايس " باعتبار ان هذة لغتنا " وآخرين يقومون بمد اليد عليهم بعد ما تكون الزهجة وصلت درجة الف ريختر بمقياس السودان الدولى ..
فى تلك الفترة كانت الكلالى بحسب المصطلح الذى نطلقة على جمع الكلية مقفولة بسبب اضراب الاساتذة فلم يكن امامنا اى شئ نفعلة سوى اللف على شقة والبحث عن كلية تناسب مؤهلاتك وطموحاتك ، وأذكر ان أوراقى قد قام بمتابعتها لى أحد الكيزان " والله لاأذكر اسمه " شفتو انا زول ما عندى ولاء كيف .. المهم وجدت قبول فى كلية اسمها " قايدالمولاث " وهى كلية مسلمين تقع فى أطراف مدينة مدراس الغرة ام خيرا جوة وبره ..
فى تلكم الاثناء بدأنا انا وصديقى ياسر كسلا عمليات البحث والتفقد فى مدينة مدراس المهولة ، فكنا نركب البص من محطة تيرفان ميور التى كنا نسكن فيها ونصل الى آخر المحطة التى قد تستغرق رحلتها أكثر من ساعتين ، وننزل فى آخر محطة ونحوم فى المنطقة زى السياح ، ونجى قالبين نهاية اليوم ونحن ما حافظين حاجة فى راسنا غير رقم البص ..
ورقم البص دى راح تخلينى أوريكم لمحة خفيفة عن نظام المواصلات فى الهند عموما ومدراس خصوصا .. فالهند مربوطة ربطة النحس بمنتخب السودان " يعنى مكربة كربة شديدة " فالقطارات تتحرك منها فى رأس كل دقيقة ، وهى دقيقة جدا فى مواعيدها .. يعنى لو قالوا ليك القطر بتحرك فى الساعة تسعة وخمسة دقايق ، وستة دقايق ما بتحصل القطر وبتلقاهو مفرتق من المحطة .. والبصات فى مدراس مبالغة فى الدقة والنظام ، فهى موزعة بالارقام بطريقة "
v 51, h 51 ,s 51
" ودى هنا معناتا البص رقم ماشى حتة واحدة لكن الحروف تعنى السرعة ... وهكذا دواليك .. وهى ممكن تظبط عليها ساعتك يعنى فى الدقيقة المكتوبة بالمحطة راح تلقى البص واقف قدامك .
وطريقة التعامل مع الكماسرة هناك غير فالكمسارى هناك لا يتحرك من أجل " لم القروش " فهو يجلس فى كرسى موجود بالقرب من الباب الخلفى معزز مكرم وأنت من تذهب الية من أجل دفع المعلوم ، وأكان عملت فيها شفت وعايز تزوغ من الممكن جدا ان يلم فيك المفتشين بالطريق وهنا عينك ما تشوف الا النور " حيث ان أقل عقوبة هى الغرامة " ..
والبصات السريعة دى حاجة عجيبة فهى ولدرجة من المبالغة بقت زى النكتة بتاعت لمن البص يلف السواق بشوف الراكب الاخير قدامو ، وسمعنا انو مصرح ليهم بقتل 10 اشخاص فى السنة " ملح ساكت " ...
اها نخليكم مع زحمة المواصلات دى وبنجيكم بكرة ...



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 06:55 AM   #10




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




زى ما قلت ليكم المرة اللى فاتت بدأنا ان وصديقى ياسر كسلا عملية البحث والتقصى والاستكشاف فى مدينة مدراس ... منها ما هو كدارى ومنها ما هو بالمواصلات .. فوجدنا خلال طوافنا هذا سينما قريبة من البيت وكانت مرة مرة بتقدم فيلم انجليزى ، إلا أن أغلبية افلامها بلغة التاميل " وهى كما قلت لكم لغة ما أنزل الله بها من سلطان " ... يعنى تقدر تقول انو الناس دى بتغش علينا ويوحوا لينا انهم بتكلموا ويكونوا بتفاهموا بالاشارة ...
طبعا وكالعادة بقينا نطلع بالمساء " كورجة " من البشر ونتوكل على الحى الدايم ويا السينما جوكى بلاوى ، وطبعا بتلقانا ماشيين زى كورس كمال ترباس شى قصير وشى طويل وواحد اسمر وواحد قمحى وواحد حلبى ، داك شعرو سبيبى وداك شعرو قرقدى وداك خاتف لونين ، وهو ما يثبت نظرية السودانوية التى أؤمن بها تماما ... نحن لسنا بعرب ولسنا بافارقة خلص " نحن سودانيين وكفى " وعلينا ان نفتخر بهذة الجنسية التى تعنى التعدد والتمازج بدون عراك وقتال ، وكلام سياسيين فاضى .
وفى السينما بنقعد زى الطير فى الباقير نستمتع بالغنا والمناظر الخلابة والممثلات الحلوات ، ومن سياق المكاتلة والضرب ونظرية " البطل لا يموت " بنقوم نكتشف سياق القصة وما جاورها من تحريفات لقصص أخرى يتم دمجها عنوة واقتدارا فى وسط الفلم ..
نطلع من السينما وعلى المطعم عدل .. نضرب البيض ونشرب الشاى " طبعا الشاى باللبن فى الهند لا مواعيد له " حيث اننا اصبحنا مثل سيرمس الشاى من كترة ما شربنا هذا المشروب المنعش الجميل .. لنتوجه بعد ذلك الى البيت وعلى السطوح عدل لتبدأ السهرة المدنكلة ، فيقوم الاخ جمال باحضار الجردل والاخ سعد باحضار صينية " تصدر اصواتا " ونبدأ فى الدندنة والغناء الجميل .. وكان فناننا الاول ياسر كسلا يليه سعد الحلبى .. ومن ثم يأتى دورى ، فرغم كل شئ أمتلك صوتا جميلا وأذنا موسيقية ، إضافة الى عشقى بحفظ الاغنيات المختلفة ابتداء من الحقيبة وانتهاء بالاغنية المعاصرة لبعض الفنانين المحددين أمثال ابو اللمين وابوعركى البخيت وحمد الريح والطيب عبدالله ..
وبعد الانتهاء من السهرة يخلد الاخرون للنوم بينما نبقى انا وصديقى المقرب ياسر كسلا ساهرون نناجى الليل باسرارنا وكل واحد منا يفضى ببعض مما تعتملة النفس للآخر ، فقربت الصلات بيننا وبتنا نعرف كل شئ عن بعضنا البعض من طق طق للسلام عليكم ..
مع نسمات الصباح الباكره نبدأ جميعنا فى النزول الى الطابق الارضى وكل منا يغنى على ليلاه فمنا من يرغب فى مواصلة حصة النوم ومنا من يقوم بارتداء ملابسه لقضاء بعض الحاجات سواء فى السوق او أى مكان آخر ..وأخرين يبدأون فى تجهيز وجبة الغدا وتجهيز الشاى باللبن بعد استلام اللبن بتاع الجاموس من جارنا الذى يمتلك مزرعة كاربة .
ونواصل ...

قضينا فترة ولا أجمل فى ذلكم البيت الذىضمنا جميعا بدون ان يظهر أى نوع من مظاهر الضيق رغم انه وكما قلت يتكون من غرفة وصالة ومطبخ وحمام وسطوح ..فكنا نتناوب فى فترة الظهيرة للنوم فى السراير ، وننبطح فى المراتب ليلا على السطوح ..
من أطرف المواقف التى مرت علينا فى بداية وصولنا مدراس أنو صحينا فى يوم من الايام ولقينا الحلة مكرتنه والعساكر فى كل مكان وجوطة شديدة ... طبعا لبدنا لبدة عدوكم وبقينا نفتش فى الطريقة اللى نتخارج بيها ..
غايتو بعد مجازفات ومكابسات لقينا طريقة نعرف الحاصل شنو خاصة بعد ما أكتشفنا انو تكثيف المراقبة والحراسة مركز على البيت بتاع جيرانا ، الذى كنا قد وثقنا علاقتنا بصاحبته وبنتها البالغة من العمر خمسة سنوات " كانت البنت اساسا هى سبب المعرفة " فلقد كانت فضولية وحبوبة جدا ورغبت فى معرفة العبيد اللى بتشوفهم قاعدين يتونسوا قدام باب البيت ..
فى اليوم داك عرفنا ان زوجها قد عاد ، وأتضح لنا ان زوجها رتبة كبيرة فى الجيش ومن القيادات التى تعمل على محاربة المتمردين المعروفين باسم " التايجر " عشان كده بخافوا عليهو وبعملوا ليهو حراسة ما عادية خوفا من الاغتيال ..
المهم قدمت الزوجة الدعوة لنا لمقابلة زوجها وطلع راجل شاب وظريف جدا .. أخدنا وأدينا معاهو وأتضح انو زول فاهم وعارف الحاصل شنو فى العالم كلو ..
وبعد كم يوم من تلك المقابلة تصادف ان زميلنا جمال الحنتبلى يرغب فى تسجيل اقامتة التى تأخر كثيرا فى اجراءاتها وهو ما قد يسبب له بعض المشاكل مع ناس الشرطة .. فقام بابلاغ الجارة التى أوصلت الموضوع الى زوجها فقام بكتابة رسالة صغيرة وضعها فى يده وقال له اذهب الى المفتش وسوف يساعدك ..
الحنتبلى جانا تانى يوم مخلوع بعد الكرم الحاتمى والاستقبال الهاش الباش الذى وجده .. وهو الشئ الذى جعلنا نتخوف من ذلك الجار بعض الشئ ، فلقد اتضح انه من قيادات الاستخبارات المطلق عليهم " السى. آى. دى " .. وديل كعبين عديييييييل .
عموما وبعد فترة من السكنى فى ذلكم البيت بدأ الجمع فى البحث عن شقق للايجار ، فكنا نسير زرافات ووحدانا فى المسالك والدروب المختلفة للمدينة من أجل الحصول على المبتغى الغالى ، وحرص الاخوة المجتمعين على أن تكون الشقة فى نفس الحى الذى ولفنا عليه ..
بعد فترة وجد الشباب بيت عجيب زى القصر بالظبط وفية من الغرف ما يكفى لكل ذاك الجمع فانتقل الية عدد كبير منهم وبقينا فى الشقة الصغيرة انا والاخ ياسر كسلا وجمال الحنتبلى ، وكان سكنى معهم لفترة مؤقته حيث ان كليتى بعيدة من تلكم المنطقة ويستوجب على الارتحال الى منطقة اخرى قريبة منها ..
بعد تلك الفترة التقيت باثنان من ابناء حلتى وهما محمد يوسف وحسن كمال اللذان جاءا الى بغرض أن نسكن معا فى منطقة تسمى " كوتى فيكام " افضل حالا من المنطقة القريبة من الكلية والتى تسمى " طم برم " .. إلا اننى فضلت عدم السكنى معهم حيث ان طبائعهم تختلف تماما عن طبائعى إضافة الى ان المنطقة التى ذكروها لم ترق لى ..
فى تلك الفترة مررت بأقسى تجربة مرت على حيث شعرت مع بدايات الليل البهيم بحمى غريبة تتسلل الى داخل الجسد المرتعب أصلا من الغربة ، حمى لم أعرفها من قبل وتتفوق على حمى الملاريا بالف درجة تقريبا ، لدرجة اننى كنت التمس الرطوبة من بلاط مدخل البيت ، كانت كالجمر الذى اطلق فى كافة انحاء الجسم ابتداء من الراس وانتهاء بالارجل ..
تحملت لبقية الليل كل تلك الالام وفضلت عدم ازعاج الشباب الى ان تشرق شمس الصباح وحتى يتسنى لنا وجود وسيلة نقل تخرجنا من تلك الانحاء .. وبت أتقلب على جمر المواعيد الحلوب مع أول انتكاسة مرضية لى وانا بعيد عن الديار وعن الاهل ، وعن رعاية الوالدة عليها رحمة الله ..



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 06:57 AM   #11




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




أها نرجع لموضوع الحمى اللى ساسقت بى الليل كلو وخلتنى زى بنطون توتى جيئة وذهابا بين الشارع وصالة المنزل ، متمنيا أن تشرق شمس الصباح باسرع فرصة حتى اتوجة الى المستشفى ، وبالفعل ومع تباشير الصباح الباكر صحا الاخ ياسر كسلا من النوم وهو يتاهب لاداء صلاة الفجر فوجدنى وانا أتقلب على نار الجمر الملهلبة ، ومهما أوصف ليكم لن أستطيع ان أوصف تلك الحمى اللعينة ..
استيقظ اخونا جمال وقمنا بالتوجة الى مستشفى ابولو التى يملكها الدكتور فاروق " مسلم " وهناك تفاجأت بمستوى العناية المتوفرة والاهتمام الغير عادى ، حيث تم استقبالى من باب المستشفى بنقالة فخيمة وعلى الفور ومن دون اجراء اى فحوصات تم تركيب " درب " فى جسمى ، وأخذ عينات من الدم للفحص ... زى ما بنشوف فى مسلسل " إى أر " الامريكى ..
تم ادخالى الى الغرفة وباشر الطبيب فى عمليات الكشف لمعرفة ما ألم بى من مرض .. وبعد الكثير من الفحوصات لم يتم العثور على اى نوع من الفيروسات فى دمائى العزيزة ، وقاموا بتقديد ذراعى مرة اخرى لاعادة الفحوصات مرة تانية ... وطبعا اخوكم مسكتوا أم هلا هلا .. وقلق يفوق قلق المريخاب على ولدهم قلق .. وبقيت اسال نفسى يا ربى العندى شنو ؟
قضيت الليلة ديك والناس رايحة جاية على المستشفى ودايرين يعرفوا الحاصل شنو ؟ والولد ده مالو ؟ .. وطبعا المرضة دى خلت ليك اولاد حى العمدة كلهم ملمومين فوق راسى .. واصر طارق الفاضل المشهور بالمعلم على البيتان معى فى المستشفى حتى يؤنس وحدتى .. ويطير الخوفة شوية ..
الغريب فى الامر انو الواحد ورغم الشيطنة والهبلسة اللى كان بعملها فى السودان .. جات الغربة وأدبتو من أول وجديد وخلت الواحد ماشى ويتلفت وراهو ، وبقت الواحد قلبو خفيف ورهيف ومسكييييييييييييييييين .
المهم وبعد الليلة التى اتمنى الا تعاد مرة اخرى تم اكتشاف نوع غريب من التايفويد فى الدم وبدا الطبيب فى العلاج لهذة الحالة الغريبة ، إلا ان الحمى اصرت على مواصلة الارتفاع ودخل اخوكم فى غيبوبة لمدة يوم كامل .. والشباب قاعدين خايفين على وعلى روحهم " خايفين من الدور " وقاموا باخذ ارقام تلفونات اخوانى الموجودين فى السعودية واختى المتواجدة فى سلطنة عمان واخى الموجود فى الامارات لابلاغهم بما آل الية المآل ، وحتى يأتوا الينا فى الهند ..
الا ان حكمة المعلم الذى رفض هذا الاجراء حالت دون جهجهة الشباب ، وقال لهم ما مشكلة خلونا نتابع حالتو ولو الوضع ما استقر بعد يوم تانى بنتصل عليهم .. المهم وبعد ذلك اليوم الذى خاف فيه الدكتور فاروق على حياتى وأجلس لمراقبتى دكتورة راسها عديل بدل ممرضة ، فقت وفتحت عيونى وبديت أسأل الحاصل شنو ولقوا عندى شنو ؟
المعلم ضحك بصوت عالى ، وقال لى ياخى حمدا لله على السلامة جننتنا جن وقربت تجنن ناس السودان والمناطق المجاورة .. قوم كدى اتمشى فى الاوضة دى وورينا جمال خطوتك .. فتبسمت وقلت له انا قادر اقيف كان اديتك لبعة فى نص ضهرك ده ...
ونواصل ..



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 07:01 AM   #12




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




طبعا بعد الزرة ديك اخوكم اتقسم النص ، وأصبح جسمى هزيلا حيث ان الطبيب أمرنى بالابتعاد عن أكل كل ما هو خشن حتى الخبز ، وذكرنى بالاكثار من شرب العصاير والماء المعقم بالغليان .. حيث ان مدينة مدراس كانت فى تلك الفترة لاتزال تعيش فى القرن الثامن عشر ان جازت قول ذلك .. فهى بالرغم من كونها مدينة كبيرة إلا أن المياه النقية تعتبر أمنية غالية التحقيق وفى بعض الاحيان تكون مستحيلة ..
فلقد كانت المياة تأتينا عن طريق عربة كبيرة .. فكنا نقوم بحمل الاوانى الموجودة لدينا " جرادل ، حلل ، ومرات صوانى بس تكون غريقة شوية " عشان نملأها بالمياة ، وبعد الوصول الى المنزل تبدأ حصة التعقيم فكنا نغليها بالنار لفترات طويلة وبعد ذلك نغطيها ونضعها فى القدور من أجل التبريد ، ومن ثم تصبح هذة المياة صالحة للشرب .
المهم خرجت من المستشفى الى منزل ابناء حلتنا طارق المعلم وخالد الحورى ، وكان منزلا عامرا بالضوضاء والجوطة .. وكان بمثابة النادى لاولاد حى العمدة أولا وأبناء امدرمان ثانيا ، وكانت الكتشينة هى التسلية الاولى تليها أشياء قد تغيبك عن الوعى ولم أكن أود تجريبها أو الدخول فى معمعتها .
جلست فترة فى ذلكم البيت الرحيب وسط ترحاب من الشباب وعناية كبيرة من الاخ خالد الحورى الذى كان يدرس فى كلية الدراسات الدفاعية " وهى مثل الكلية الحربية .. بس بدرسوهم بطريقة علمية اكتر " وعلى ما أظن ان والدة اللواء قسم الله الحورى كان له كبير الاثر فى هذة الدراسة .. وغالبا ما كنت أتناقش معه عن جدوى دراسته هذة فلم نكن نصل الى نتيجة مرضية لكلينا ..
المهم فى يوم ما زهجت من الرقدة والنوم وقلت امشى الكلية بعد فتحت ابوابها لمدة بسيطة ، حيث ان مطالب المعلمين لم تنفذ حتى ذلك الوقت - ,وعلمت ان الاضراب اذا استمر لمدة شهر بصورة متتالية على ما اعتقد تعتبر السنة الدراسية لاغية - وقمت ركبت البص ومشيت على كلية قايد الميلاث وهى على ما اظن تعنى " قائد الملة " وقابلت هناك مجموعة من الشباب وتعرفت على البعض الاخر ... وقابلت صديقى مرتضى الذى وجدت ان الكيزان قد استطاعوا اليه سبيلا ، وبات من الاعضاء الكبار .
بعد الانتهاء من الكلية عدت الى بيت صديقى ياسر كسلا وجمال الحنتبلى ، وبعد السلام والتحايا والسؤال عن الصحة حكيت لهم ما تم فى ذلك اليوم وذهابى الى الكلية وتسليمى رسالة المستشفى للادارة " ففى مدراس يوجد نوع من الظبط والربط ما عادى " فهناك ما يسمى " شورت اتيندانس " يعنى كان ما جيت الكلية لفترة محددة سوف تحرم من الجلوس للامتحان ..
عصرا بدات احس بالتعب مرة اخرى .. فذهبت مباشرة الى الطبيب الذى لامنى اشد اللوم وقال لى بالحرف الواحد " انت كنت فى عداد الاموات ، ولو عايز تموت اقطع الراحة اللى انا منحتها ليك وقوم اتحرك تانى " ... طبعا اخوكم خاف ولبد طوالى ، ويا السرير جاك زول .
المهم بعد التعافى من تلك الوعكة .. بديت افتش عن سكن فى منطقة تسمى " فالجيرى " بحكم قربها من وسط المدينة والكلية ، وقابلت احد الشباب يسمى أنور وكان يبحث عن سكن ايضا فى تلك المنطقة فاتفقنا على توحيد الجهود بغرض السكن سويا .. ووفقنا الله ووجدنا منزلا جميلا كان يسكنه شباب سودانيين من بورتسودان " عادل ابو زيد وعبدالفغار " .. ويا سبحان الله كنت قد تمنيت هذا البيت فى احدى الزيارات من قبل مع الاخ خالد الحورى حيث انه كان صديقا مقربا للاخ عادل ... وصدقت معاى حيث وجدت نفسى أسكن فى المنزل الذى تمنيته .
كان جميلا مكونا من غرفتين وصالة ، وأجمل ما فيه ان الحوائط الخارجية للمنزل كانت من الزجاج ، وبقية الحوائط من السيراميك الفاخر " طبعا اسهل حاجة فى الهند انك تبنى ليك بيت " لانو ممكن ينتهوا ليك من عمارة فى ستة شهور .. وشاركنا فى هذا المنزل الاخ الحاج شرشحة .. الذى سمى بهذا الاسم لكثرة مرحه وتحمله للهموم بصورة يحسد عليها .
كان المنزل عامرا منذ الفترة التى سكنه فيها عادل ابوزيد ، وكان المنزل مزارا لكل من مر بتلك الانحاء .. وكانت هناك " شغالة " تسمى ميرى تجيد طبخ كل انواع الاكلات السودانية بطريقة تدعو للدهشة ، وكانت متخصصة فى أكلة أهل الشرق المفضلة " المخبازة " بطريقة احترافية لا تقل عن كاكا وروبينيو .
صاحبة المنزل كانت تسكن بالقرب مننا وعلمنا ان من حببها فى السودانيين " أخوها " الذى يعمل مهندسا مقيما فى شركة سكر كنانة .. وكنا قد قابلناه فى احدى المرات مع ناس عادل ابوزيد وكان يتحدث اللهجة السودانية بطلاقة يحسد عليها .. وكانت لديها بنت فى نفس عمرنا تقريبا ، جاءتا الينا معا وتعرفتا الينا جميعا ، بل وطالبتنا بان نعدها مثل امها حيث كنا نسميها الماما .. وفى بعض الاحيان الاونراية " تحريفا لكلمة أونر " .. وطلبت مننا ان نساعدها فى تحسين مستوى لغة بتها الانجليزية " المسكينة كانت قايلة تحت القبة فكى " وما عارفه انو نحن فايتنها بالصبر بس .
ونعود لكم مرة اخرى ..



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 07:02 AM   #13




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




عقب الاستقرار فى بيتى الجديد بمدينة مدراس ، دخل معلمى الكليات فى اضراب جديد ووجدنا انفسنا خاليى الوفاض من هموم الدراسة والقراية اللى لغاية الوكت داك ما فهمنا منها اى حاجة .. فطرح صديقنا نور الدين الذى كان يسكن بالقرب من بيتنا ومعة الاخ عادل فالجيرى تقديم مقترح القيام بجولة فى مدن جنوب الهند المختلفة ، فوافقنا دون تردد وقمنا بحزم شنطنا " هاند باغ صغمبوته " وتوكلنا على المولى وتوجهنا الى محطة الحافلات المتوجهة الى مدينة بنجلور الهندية والتى جلسنا فيها فترة صغيرة من الوقت وتوجهنا بعدها الى مدينة منجلور ، وبعدها الى مدينة ميسور التى رحبت بنا من على بعد مئات الكيلومترات بعبق رائحة صندلها الفواح الصادرة من غابات شجر الصندل ... وياله من منظر " على وزن قافية رمضان احمد السيد ... الالوف من اشجار الصندل المسورة والمحروسة جيدا لدرجة انك ممكن تسرق مصرف بسهولة اكتر من إختراق سياج هذة الغابة ذات الرائحة العطرة .. فذهلنا على مستوى الجمال الذى كان امام ناظرينا وتذكرت كلمات الشاعر ادريس جماع التى يقول فيها " أنت السماء بدت لنا ... وأستعصمت بالبعد عنا " ..
نزلنا فى مدينة ميسور وقمنا بجولة سياحية فيها وسألنا عن طالب سودانى قيل لنا انه يدرس هناك ، وبالفعل وجدناه ... طالب سمين متين وظريف ، لكن وللأسف نسيت أسمه تماما ... فرحب بنا وأستقبلنا فى منزله لفترة بسيطة لنتحرك بعدها الى بقية العقد الفريد من المدن الهندية .. لنصل بعدها الى مدينة كويمبتور التى لن انسى الفصل البايخ الذى حدث لنا بها ..
خرجنا من المحطة وامتطينا ركشة جميلة كان مسجلها يصدح بأحدث اغانى الافلام الى واحد من الفنادق .. وكنا قد وصلنا الى حافة الافلاس ، فقررنا ان نتوقف فى تلكم المدينة الجميلة ذات الجو الحار الرطب وندمنا على عدم بقاءنا فى مدينة " ووتى " الجميلة التى يتم فيها تصوير الافلام الهندية لحسن بهاءها وروعة جوها الماطر البارد ..
ووتى وما ادراك ما ووتى .. ذهبنا فيها الى حديقة " البرندافان " الساحرة الجميلة التى لايمكن ان أوصف لكم ما فيها من جمال وروعة ورونق ..
مدينة كل شئ فيها أنيق .. شوارعها ، بيوتها ، ناسها ، ملبس الناس هناك ، تعاملهم .. حاجة لا يمكن ان توصف بكلمات ، لكن يمكن تخيلها وانت مغمض العينين ..
حديقة البرندافان يا سادة يا كرام ... حديقة لايمكن ان تقوم باللف فيها خلال ساعة او اتنين ، إنما يتطلب الامر يوم بكاملة ، بحيث تبدأ من بوابتها فى التجول عند المعالم المختلفة للهند والتى يتم تشكيلها بالاشجار والزهور ، لتمر بعد ذلك بتشكيلات عصرية لشتى الاشياء بالزهور ايضا .. حيث كانت هناك ساعة شغالة مصنوعة من الزهور على الارض تلف وتدور .. لتركب بعد ذلك ان رغبت فى مركب لتصل الى الطرف الاخر من الحديقة او السير بالاقدام عن طريق الجسر الرابط بين الطرفين ..
وهى للعلم فقط تم بناءها على شكل سلمين متقابلين " بمعنى انك تبدأ من أعلى السلم وانت نازل الى ان تصل منطقة المياه التى ذكرتها ، لتبدأ بعد ذلك فى الصعود مرة أخرى باتجاه السلم الاخر " .. وفى نهاية الحديقة توجد النافورة الراقصة التى أذهلتنا بروعتها ودقة توجية مياهها الملونة بالانوار ، وهى ترقص على أنفام اشهر الالحان العالمية ومن ضمنها أغنية للمطربة اللبنانية فيروز .. شفتو الجمال .
حقيقة استمتعنا بكل لحظة فى تلكم الحديقة الساحرة ، وقمنا باستخدام ثلاثة أفلام لتوثيق تلكم اللحظات الجميلة ، إلا أن صديقنا منقو " عادل فالجيرى " أصر على الاكتفاء بفلم واحد بعد أن قام بتخريب الفلمين الاخرين " قام يتشوبر وعامل فيها الود تفتيحة وجر الفلم فى الشمس والضوء ليحرق لنا لحظات قلما يستطيع الزمان ان يجود بها مرة أخرى" .
وقفنا مذهولين ومدهوشين تماما امام روعة المنظر لدرجة ان صديقنا عادل فالجيرى تفتقت عبقريته بقولة ما زلت متمسك بها الى الان .. الا وهى " عارفين لو جابو المهندس اللى رسم الحديقة دى وقالوا ليهو اعمل واحدة تانية ما بقدر يعملها " ..
ونواصل مع زرتنا فى كويمبتور



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 07:04 AM   #14




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




بالعودة الى ما حدث لنا فى مدينة كويمبتور الانيقة الحارة الرطبة أتذكر ذلك الموقف الصعب الذى وجدنا أنفسنا فيه بعد أن وجدنا أن قيمة المبالغ التى بحوذتنا قد نقصت كثيرا .. لذا كان لزاما علينا ان نذهب الى محطة القطارات من أجل إيجاد طريقة لحجز تذاكر لنا فى نفس ذلك اليوم أو يوم الغد كأقصى حد ..
خرجنا بصمتنا انا وعادل نور الدين وامتطينا ركشة مدنكلة وذهبنا الى محطة القطارات ، وكنت طوال الطريق ولحسن الحظ أقوم بممارسة هوايتى العزيزة منذ الصغر والمتمثلة فى متابعة وقراءة الاعلانات واليافطات .. وبعد وصولنا الى هناك قمنا بقطع تذاكر سفر ليوم الغد ولنجد أن قيمة المبلغ المتبقى معنا بسيطة جدا .. فخرجنا ووشوشنا تلعن قفانا من هذا الموقف الغريب العجيب .. خاصة اذا ما وضعنا فى الاعتبار ان الهنود صعبين جدا فى مسألة الفلوس دى ..
خرجنا من المحطة والجميع مشغول فكره فى إيجاد طريقة للخروج من هذا المطب ، لنتفاجأ بصاحب الركشة وهو يسألنا : ماشيين وين ؟ ... فهنا تذكرنا جميعا اننا خرجنا من الفندق من دون أن نسأل عن اسم الفندق ولا نمرة تلفونو ولا توجد أى معلومات لدينا عن المكان اللى ماشيين ليهو .. شفتو العظمة اللى نحن فيها ..
المهم اخوكم دق صدرو وقال ليهم انا بوصلكم الفندق ... يلا نركب ..
وبالفعل بقينا ماشيين وانا اتذكر اللافتات التى مرت علينا والاعلانات التى كنت استمتع بقراءتها ، وأقول لبتاع الركشة ايوة أمشى سيدا " يعنى امشى عديل " ولف شمال ولف يمين ودور بينا البلد داك نحرق الجزلين يا البابور جاز ... وفى نهاية المطاف وجدنا انفسنا وقد وصلنا الى بوابة الفندق الذى نزلنا فيه ..
داخل الفندق بقيت امامنا معضلة اخرى وهى ان المبلغ الذى معنا لن يكفى للرحلة التى أمامنا خاصة وان ان قيمة المبيت ليوم آخر ستستنزف آخر مبالغ تبقت معنا .. وبقينا نفتش فى طريقة للمخارجة من هذا المطب التانى الذى وجدنا انفسنا فيه ..
المهم قام الاخ نورالدين بحكم انه الاكبر سنا والوحيد اللى عندو فلوس " حيث اننى نسيت ان اقول لكم ان الرحلة بكاملها تكفل بها الاخ نورالدين على شرط ان نقوم بدفع المبالغ التى علينا بعد وصول فلوسنا " بالذهاب الى مدير الفندق الذى فاجأنا بمعاملة طيبة لن ننساها له ما حيينا ، حيث وافق مشكورا على مبيتنا فى الفندق ليوم الغد وتركنا نرحل مع الصباح الباكر على أن نقوم بتحويل المبلغ المطلوب بعد وصولنا الى مدينة مدراس ..
طبعا فرحنا فرح شديد ، لكن بقيت امامنا مسألة توفير الاكل خلال المدة المتبقية .. شفتو الورطة دى حلوة كيف ..
المهم جبرنا انفسنا على النوم خفيف ذلكم اليوم ، للمحافظة على ما تبقى لنا من نقود كوقود للرحلة التى امامنا .. ومع تباشيرالصبح الجميل لملمنا شنطنا وفرتقنا على محطة القطار ، لكن الذ ما فى الموضوع هو إلتفات اخونا عادل فالجيرى ناحية الفندق لحفظ اسمه ..
وصلنا المحطة وكان هناك كثير من الوقت لبدء الرحلة فجلسنا نتسامر الى ان يحين الوقت وكنا مثار نقاش العاملين فى المحطة والمسافرين كذلك حيث اننا كنا عاملين فيها سياح ..
نحكى ليكم الباقى بكرة عن قصة العودة ..



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 07:06 AM   #15




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




بعد وصولنا الى المحطة ووقوفنا هناك الى حين الاعلان عن مغادرة القطار المتوجة الى مدينة مدراس العملاقة تناولنا الشاى الذى تختلقف مسمياتة فى كل محطة ففى تلك المنطقة من الجنوب الهندى أكاد أزعم اننا مررنا بحوالى سبعة لغات أذكر منها " الكنده ، ميليالام ، تاميل " ففى بعض المناطق يصرخ الباعة بصوت واحد ومتناغم " شايا " مع تضخيم الياء .. وهناك من يصرخ فى منطقة أخرى " تى " بمعنى شاى بالانجليزية ، وهناك من يصرخ فى منطقة ثالثة " شاى " بجر الالف .. عموما ونسبة للفلس اللى ضارب جيوبنا تناولنا الشاى مع بعض الزلابيا الحلوة لتكون زادا لنا فى مشوار قد يمتد ليومين أو أقل قليلا ..
تحرك بنا القطار من محطة مدينة كويمبتور لنجلس كما هى عادة الطلبة السودانيين بالقرب من باب القطار لتنسم الهواء والابتعاد من رائحة الهنود " حيث ان هناك رائحة غريبة تميزهم وهى على ما أعتقد خاصة بالزيت الذى يضعونه على شعورهم " ... وجلسنا نتسامر قليلا ونتبادل الطرائف التى مرت علينا فى الرحلة .. والمناظر الجميلة التى شاهدناها .. مع الاجماع على ندرة وجمال حديقة البرندافان التى قلما يمكن ان تكون هناك حديقة مثلها ..
مر علينا اليوم سريعا ونحن نتناول ما خف سعرة عينا من الطرقات والتى كانت عادة ما تكون وجبة موز من النوع الصغير المتوفر فى تلك البقاع " يعنى بقينا نسانيس بس " .. ومع حلول الليل ونزول البرد بدأ التعب يحل علينا وملامح الجوع تنال مننا ، وبقينا نتلفت ونحن نرى بام اعيننا الهنود وهم يتناولون الوجبات الدسمة " من وجهة نظرهم طبعا " .. لكنها ورغم فقرها بالنسبة الينا ، الا انها بدت فى اعيننا زى البيتزا .. شفتوا الجوع بعمل فى الناس شنو ؟
المهم وبعد معاناة مع الجوع والبرد " التقول بعيوات " وصلنا الى مدينة مدراس التى رأيتها فى تلكم اللحظات وكأنها أمدرمان .. حيث شعرت براحة نفسية ما عادية لوصولنا الى المدينة التى نسكن فيها وبدأنا فى التعرف عليها شيئا فشيئا ..
ومنذ ان نزلنا بدأنا فى التفكير فى كيفية الوصول الى منقة سكننا التى تبعد كثيرا من هناك ، مع مراعاة الفلس الذى قد نال منا كثيرا ، وأصبحنا لا نمتلك اى فلوس تقريبا .. فقلنا احسن ناخد لينا تاكسى ونحاسبوا هناك ، وأتضح ان حبيبنا والممول الرسمى للرحلة الاخ نور الدين كان عندة تصبيرة قروش فى البيت ، ففرحنا وضحكنا ضحك طفلين معا وعدونا فسبقنا ظلنا ..
وجرينا جرى على البيت مع المطالبة بضرورة النزول الفورى وجلب أكل لنا من اقرب مطعم أو جلب بيض فى أسوأ الاحوال من أجل تناول ما يسد رمقنا ..
وبالفعل لا أتذكر نوع الوجبة التى تناولناها الا انها كانت كافية بالنسبة الى ثلاثة هدّهم الجوع والتعب ونال منهم ما نال .. وخاصة اننى أسكن بعيد بعض الشئ من الشباب وكان على ان اتوجه الى منزلى العامر فى الليل البهيم داك ..
نلنا قسطا من الراحة وتناولنا ما قسمة الله لنا .. وتوجهت بعد ذلك الى البيت وبحوذتى مبلغ من المال استندتة من الاخ نور الدين ليضاف الى قيمة الدين الاول ، وبمجر وصولى الى المنزل الدافئ توجهت مباشرة ناحية مرتبتى " لم يكن لدى سرير فى ذلك الوقت " ويا النوم جاك بلا ..
صحيت تانى يوم وانا جسمى مكسر فى كل حتة وتوجهت مباشرة الى شباب حى العمدة من أجل التزود بوجبة جميلة حيث ان ابن حلتنا خالد الحورى قد أشتهر بطعامة اليد وبصورة لا ينافسة عليها الا الشيف رمزى .. وبالفعل وجدت الشباب عاملين حلة كاربة وبدون استئذان توجهت ناحية المطبخ تقودنى انفى التى لا تخطئ الرائحة الجميلة ..
بعد الغدا توجهت الى المنطقة التى كنت اسكنها من قبل وقابلت بقية الاصدقاء هناك لاستمتع معهم ببقية اليوم " الاضراب لا زال شغال " وتسامرنا وتبادلنا الاحاديت الودية وذهبنا بالليل الى السينما الكبيرة فى شارع الماونت او " الماونت رود " الذى لم أرى بالفعل اضخم منه فى حياتى ولا حتى فى ابوظبى .. ولا السينما ، التى كانت بالداخل تضم خمسة سينمات ، وكل واحدة مستقلة عن الاخرى الا انها جميعا توجد فى مبنى واحد ..
وقمنا بدخول فلم امريكى بتاع أكشن .. وخرجنا من هناك ونحن نركب ركشة واحد " لرخص سعرها " .. وتخيلوا كم كان عددنا ... لقد كنا حوالى التسعة اشخاص فى داخل تلك المركية العجيبة بعد الاتفاق بزيادة السعر شوية لصاحبها .. الذى كان يتخير الطرقات التى لاتوجد فيها قوات الشرطة الهندية ، والتى لايوجد لها شغل سوى متابعة الاجانب أو هكذا كنا نعتقد ..
نخليكم شوية ونجيكم صادين بكرة



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 07:07 AM   #16


الصورة الرمزية diaeldin
diaeldin غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1333
 تاريخ التسجيل :  Sep 2007
 أخر زيارة : 02-14-2017 (07:03 AM)
 المشاركات : 371 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي



طبعا بعد فسخة الحر والرطوبة ديك الجعريبة زادت والزهجة كملت وطمبلت ، وبقينا نجوط فى طاقم الطائرة وقلنا ليهم نزلونا هنا لغاية ما تصلحوا الطيارة ... فرد على ود حلتنا محمد الفاتح المضيف قائلا بتهكم : ليه عايزين تعمروا وتزوغوا ولا شنو ؟ ..
المهم عرفنا انو سمعتنا كسوادنة فى السعودية زى الطين ... ناس شلعوها الخوالدة ما خلو لينا نحن اولاد الناس حاجة نتكل عليها .. واضطرينا قعدنا ساعاتنا ديك ونحن بنحسب فى المدة وقلنا أهى بتتعدى ..
مع المغربية ديك جاءتنا الانباء بانفراج الاوضاع وتم الافراج عن الرهائن المساكين ودورت الطيارة متوجهة الى مدينة ابوظبى ... ولم تخذلنا الطيارة ووصلت برواقة وسلاسة تحسد عليها " على ما يبدو ان الاسبيرات بتاعت مطار الخرطوم كانت ضاربة :::::::هو بالله ناس سودانير ديل من زمان كده الله يسترنا معاهم .... وماطول الغيبه ياود طابت متعك الله كما متعتنا


 
 توقيع : diaeldin

اللهم انت خلقتنيَ ..وخلقتْ قلبيٍ معه
ففيه سعادتيِْ وشقائيِ.. وحبك وطاعتگْ
فيارب الخلآئقْ ..آحرسهْ وصونه ..ولا تجعل احد يشارگني فيه
الا وانْت راض عنْه.. ويستحق ذلك


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 07:09 AM   #17




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




بعد فترة من الصياعة وعدم الموضوع وجلسات الانس وقعدات الكتشينة التى غالبا ما تنتهى مع نسمات الصباح الاولى أو إشراقات شمس الظهيرة ، فتحت الكلالى ابوابها وبدأنا الانتظام كطلبة مجتهدين يحاولون ان يلحقوا بما فاتهم من دروس أولية بسبب تأخيرنا فى التسجيل ، وترددى إزاء البقاء فى الهند أو اللحاق بصحب الاصدقاء محمد فرنو وعماد هوارى اللذان توجها الى الولايات المتحدة الامريكية ..
المهم فتحت الكلية ابوابها وقمت بخلق بعض العلاقات مع الطلبة السودانيين القدامى والجدد منهم من هم أعضاء فى منتدانا العظيم هذا ، لكن وللأسف ومع بداية الدراسة لمت فينى حمى مدراسية أجاركم الله من شدتها " النوع اللى بقولوا ليك عنها سخانتها تدور عربية وتشوى الشية ، ده كان ما ولعت الحطب " وأخوكم إتزر مرة تانية بالمرض اللعين والمستشفى والعلاجات والرقدة .. وكان قد ذقت الام مرض الملاريا فيما بين هذا المرض وذاك ، لكن بينى وبينكم ما بتشبة ملاريتنا ... حقت الهنود دى بتفرتق العضام عديل .
عدت الى الكلية مرة اخرى ووجدت ابناء دفعتى أو فصلنا بالاصح قد قاموا بتشكيل فريق كرة قدم للمشاركة فى منافسات الكلية وتم إبلاغى للحضور حيث رشحنى الاخ محمد يوسف الذى زاملنى فى فريق الجمهورية برابطة ودنوباوى ويعرف إمكانياتى جيدا .. فذهبت الى التمرين لاتفاجأ بوجود كم كبير من السودانيين ، فقلت لمحمد يوسف : ديل كلهم أولاد دفعتنا فقال لى : لا ... ده تمرين لامى السودانيين كلهم بمن فيهم الدفعة القدامنا والدفعة الاقدم ، كما علمت بان من ضمنهم من ينافسونا فى الكلية ..
عموما أخوكم أثبت وجودو من أول وهلة .. وتم اختيارى لفريق الدفعة ..
وشيئا فشيئا وجدت نفسى أخوض مع الخائضين وأجد لى مكانا وسط هؤلاء الشباب وتسكن نفسى بعض الشئ من الهم الذى كان يعتليها والقرف والزهج ، رغما عن وجود بعض الحركات منى والمتمثلة فى تقصى أسماء الطلبة الذين عادوا ادراجهم الى ارض الوطن ، وإفشاء هذا الموضوع على جميع افراد الدفعة ، وأشتهرت بمقولة : فى اتنين رجعوا ... وفى واحد راجع بكرة .. ويعود الفضل فى تثبيت هذة الشهرة الى الاخ جمال حسن طه ..
أول مباراة لنا كانت مع فريق الصف الثالث والمكون كله من الهنود .. وتفاجأنا بعدم حضور كل أفراد فريقنا وكنا ثمانية أشخاص فقط " فيهم اتنين هنود " .. وقمنا بقبول التحدى مع إرسال واحد من أولاد دفعتنا الى بقية الشباب للامداد ..
وبالفعل بدأت المباراة ونحن ناقصين وتم توزيع المهام علينا بحكم الخبرة والسرعة فتم إختيارى والاخ محمد يوسف على الاطراف عشان السرعة والحرفنة والاخ الحاج شرشحة فى الهجوم لوحدة مع ترك الاخ فيصل فى الدفاع وترك حراسة المرمى لواحد من الهنود ..
المهم المباراة انتهت لصالحنا فى الشوط الاول بهدف " هلكنا فيهو هلاك بسبب السرعة الرهيبة للهنود " ... وفيما بين الشوطين جانا الفرج بعد وصول عدد من الشباب السودانيين لننزل فى الشوط التانى ونبهدل ليك الهنود بهزيمة ولا أحلى ..
تدرجنا فى المنافسة لنصل النهائى مع فريق الصف الثالث " كلو سودانيين وحرفا " لكننا استطعنا انتزاع الكأس منهم ، وإكتسبت لقب تنقا ، لانو أخوكم سد الخانة اليسرى بإجادة وأستطعت أن أحد من خطورة أخطر جناح شاهدته يلعب وحقيقة لو الكورة بتدى حريف الزول ده مفروض كان يلعب فى الهلال أو المريخ ..



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 07:11 AM   #18




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




أها نرجع لحتة الكأس بتاع الكلية اللى شلناهو ، وأعاد لى فرصة الجلوس للامتحان بعد أن وجدوا ان هناك تقصير منى إزاء مسألة المداومة فى الحضور للكلية .. حيث توسط لى كابتن الفريق الاخ محمد يوسف وجعلنى أقابل المسؤول الرياضى فى الكلية والذى منحنى خطاب لعميد الكلية ، وبموجب هذا الخطاب استطعت الجلوس للامتحان .
وما بين الدراسة وجلسات الاصدقاء والسمر اليومى والتيوشنات " الدروس الخصوصية " ولعب كرة القدم قضيت تلك السنة التى عانيت فيها الأمرين سواء كان على الصعيد الشخصى أو الصعيد العام ، وأنا كلى أمل فى العودة الى السودان ومحاولة اللحاق بركب أصدقائى واخوانى الذين لم تلدهم امى محمد ميرغنى موسى الشهير بفرنو والاخ عماد محمد الهادى الشهير بهوارى وحسين محجوب والذين هاجروا الى الولايات المتحدة الامريكية .
من الاشياء الطريفة التى كانت تحدث فى مدراس تلكم المقالب البريئة والخبيثة فى بعض الاحيان التى كنا نطبقها فى بعضنا البعض ، وخاصة بالنسبة للطلبة الجدد " البرالمة " حيث كان يتوجب على الاخوة السنايرة المحافظة على هذا التقليد المتبع دائما فى كل الكليات سواء فى السودان أو خارجة .. وكان لدينا قادم جديد وهو اخونا يحيى تربال الذى تم إلباسة البدلة الرسمية كاملة " فل سوت " بغرض مقابلة عميد الكلية وقبلها الذهاب الى آله تصوير خاصة بالقرب من محطة القطارات فى مدراس .. والتى هى فى الواقع مجرد آلة لقياس الوزن تصدر عنها ألوان عديدة وتسلمك فى النهاية ورقة كرتونية عليها وزنك وحظك اليوم ..
صاحبنا تربال طبعا تم خداعة وذهبوا به الى المحطة ووقفوه قدام الماكينة وقالوا ليهو : خت القروش فى الماكينة عشان تبدأ التصوير وخليك واقف كويس وأستعدل كتفينك وعاين مباشرة الى مركز الاضواء وما تغمض عيونك عشان التصوير يطلع نضيف .. والمسكين بلع الطعم ووقف قدام الالة وهو يمنى النفس بصورة ولا فى الاحلام .. المهم خت القروش وطبعا الماكينة بدأت فى الدوران وهو مظبط حالو على الاخر وواقف زيو زى تمثال ابوالهول ومركز خالص على الاضواء الملونة .. وبعد إلتقاط الصورة له
طلعت الورقة الكرتونية فسال الشباب وقال ليهم : شنو دى .. رد عليه أحدهم : انها ورقة يمكنك بواسطتها استلام الصورة فى المكتب الموجود هناك ، وأشار له لاحد المكاتب الموجودة بعيدا ..
المسكين كان واقف والشباب بصوروا فيهو من ورا عشان بعدين ما ينكر ، وتم التقاط الصور اللازمة وبعد الذهاب الى المكتب المعنى لاستلام صورته ، وجد نفسة فى كماشة من الضحكات والقهقهات العالية بعد ان وقع فى الشرك .. وصاحبنا كان عاتى جرى ليك ورا الجماعة وكل واحد بقى يفتش فى الطريقة اللى بتخارجو ..
من الاشياء التى لم ولن انساها هى تلك الوقفات الصلبة للطلبة مع بعضهم البعض فى السراء والضراء وعمليات شيلنى وأشيلك والتى كان بموجبها من النادر ان تعلم من كان يمتلك فلوسا ومن لا يمتلك .. فكلنا كنا نأكل فى طبق واحد واللى عندو قروش بيدى اللى ما عندو .. ومن الاشياء التى حاكاها لى الاخ خالد الحورى .. انه وفى احد الايام افتقدوا أخوة لهم لم يروهم منذ عدة ايام " وفى تلك الفترة كان عدد الطلاب فى مدراس قليل جدا وموزعين فى مناطق بعيدة عن بعضهم البعض " ولما ذهب اليهم وجدهم وهم يربطون بطونهم من الجوع بعد أن نفذت ذخيرتهم من النقود والوقود ولم يكن لديهم ما يسد الرمق ورفض اصحاب المحلات الفاتحين معاهم حسابات منحهم نقودا او طعاما بسبب تراكم تلك الديون .. فلم يستطيعوا الخروج من مكانهم ذلك ولم يستطيعوا ان يتدبروا طعاما لانفسهم ..
المهم صاحبنا خالد وعند وصولة وجدهم يتضورون جوعا ، فذهب الى اقرب دكان وجاء ومعة زيت وبصل وطماطم وخبز وجاز وبعض الاشياء الاخرى مثل البيض والعدس ، وأعد لهم طعاما اعتبر فى تلك اللحظة وليمة بسبب الجوع ، وبعد ان اطمأن عليهم ذهب الى بقية الشباب وجمع منهم نقودا من أجل إنقاذ هذة الارواح البريئة

وبجيكم صادى قريب لمواصلة الذكريات



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2011, 07:13 AM   #19




الصورة الرمزية ابوعمر
ابوعمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2817
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 05-29-2023 (04:38 AM)
 المشاركات : 39,168 [ + ]
 التقييم :  58
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
مصائب وهموم ولا اشتكي
تري الشكوي لغير الله مذله
لوني المفضل : Blue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ود طابت مشاهدة المشاركة
للهند فى قلوبنا محبة وذكرى جميلة .
اجمل ايام العمر قضيناها فى بلاد المهاتما .
وقد وفقت فى نقلها لكم عبر هذا الموقع الجميل
http://www.alhasahisa.net/vb/showthread.php?t=13870
..........
..........
..........
وانا ببحث فى عمنا ( قوقل ) وجدت واحد من زملائنا القدامى قد كتب خواطره عن الهند . وبصراحة اعجبت بها غاية الإعجاب .
والله مرات أضحك ومرات أبكى .
ولتعميم الفائدة لجميع الأخوة سوف أفرد لها بوست خاص ..
وهذا هو الرابط ...
http://www.hilalalsudan.net/forum/showthread.php?30282-ذكرياتك-في-الهند
كاتب هذه المذكرات هو الزميل محمد أحمد سلامة درس فى مدينة مدراس .
والله قمة فى الروعة والسرد الجميل الجاذب والذاكرة الحديدية .
وخليكم قراب لمتابعة رحلة محمد أحمد سلامة الى الهند .
وحقوق الطبع طبعاً محفوظة لكاتب الخواطر ومنتيات الهلال .
ودمتم .
مرحــــــــــــباً بك أخي ودطابت ومرحــــــــــــباً بذكريات صديق محمد احمد سلامه وخواطره في منتديات الحصاحيصا دوت نت
والتحيه عبركم لمنتديات الهلال ونطلب منهم السماح في نقل هذه الخواطر من منتدياتهم الي منتديات الحصاحيصا دوت نت
ولهم مننا فائق التقدير والاحترام


 
 توقيع : ابوعمر



رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الي رحمة مولاه محمد احمد المصطفي اسو الحنينابي «۩۞۩-المنتدي الاجتماعى-۩۞۩» 2 12-19-2010 09:02 PM
عثمان محمد السيد الي رحمة مولاه. ابوعبدالرحمن «۩۞۩- أحزان الحصاحيصا -۩۞۩» 7 11-06-2010 09:30 AM
الي رحمة الله محمد الطيب عطا المولي محمد ارباب «۩۞۩- أحزان الحصاحيصا -۩۞۩» 15 09-19-2010 09:37 AM
الف سلامة ... ابن الشاعر أزهرى محمد على عاطف اسماعيل «۩۞۩-المنتدي الاجتماعى-۩۞۩» 6 03-27-2009 06:34 PM
الى رحمة الله شقيق عضو المنتدى محمد ابوعاقلة...... عارف «۩۞۩- أحزان الحصاحيصا -۩۞۩» 11 06-04-2007 05:10 AM


الساعة الآن 09:33 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009