الغالي تمر السوق

هذا المشهد الأخضر الجميل واللوحة التي ترسمها أشجار النيم الخضراء على طول مدخل مدينة بارا الجميلة هو أول ما يلفت انتباه الزائر للمدينة العريقة والتي تقع على بعد حوالي 40 كلم شمال مدينة الابيض حاضرة ولاية شمال كردفان وهذا المشهد الأخاذ ليس هو الوحيد الذي يلفت انتباه الزائر للمدينة العريقة ولكن جوار مبنى المحلية والمحكمة تقع شجرة لبخ عريقة يعود تاريخها لحوالي المائة عام وذلك لضخامتها وامتدادها على مساحة مقدرة علاوة على سور كبير احيطت به الشجرة كل هذه التفاصيل تدل على أهمية هذه الشجرة حيث كانت موقعاً لكثير من الأحداث واربتبط ايضاً بعدد من الشخصيات التاريخية التي لها علاقة بالمدينة ولعل هذه الصورة قديمة بعض الشيء ولكنها تعكس حجم وعراقة هذه الشجرة



لعل من أشهر الأسر التي ترجع جذورها لمدينة بارا هي أسرة شداد المعروفة واسرة الاعيسر وقريش والأسرة الاخيرة ارتبط احد افرادها بهذه الشجرة والتي كانت موقعاً لمحكمة اهلية اخذت اسم سيماوي والذي لقب ايضاً بزانوق حيث عمل امين قريش كاتباً لهذه المحكمة وكان وسيماً بهي الطلعة وانيقاً وفي احد الايام هاجمه بعض الاشخاص فقاومهم واردى احدهم قتيلاً الامر وهذا الامر ازعجه كثيراً الامر الذي بسببه اختفى امين ما حدى باحدى فتيات المدينة وهي الشاعرة حميدة ابراهيم بتأليف قصيدة جميلة جداً ومشهورة تعد من اجمل اغاني الجراري واعتقد ان اول من تغنت بها هي مهلة العبادية وبعد قراءة القصة يمكن بسهولة فهم الكثير من المفردات الواردة في الأغنية وقد يصعب فهم بعضها وان شاء الله ساتطرق لمعاني هذه المفردات لاحقاً وقد تختلف الروايات في بعض الجزئيات المتعلقة بالقصة ولكن تتفق في الكثير منها وكلمات الأغنية:

الليلة والليلة
دار ام بادر يا حليلا

الغالي تمر السوق
كان قسموه ما بحوق
زولاً سنونو بروق
في محكمة زانوق

سنك ريال جيّد
دقاقا ما بليّد
اني سايرة نعيّد
في دار الابيض

زارعنو في بارا
وشايلنو الجماله
زولاً ستر حاله
في الغربه البطاله

برادك الصيني
دا القرايافو راميني
يا والده سيبيني
الجراري راجيني

الفرع البي فوقي
قمريتا بتقوقي
جراري الخجوقي
نساني اشيل توبي

زارعنو في القيزان
وساقينو بالتيران
أسمك تقيل يا فلان
ذي حنضل القيزان

زارعنو في البورة
واطاتا ممطورة
زولاً سمح صورة
بالفاتحة بندورا

زولاً سرب سربه
خلي الجبال غربا
اسقوني لي شربه
خلوني النقص دربا