التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
قريبا
آخر 10 مواضيع
الفقرا العزمو القطر (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 223 - الوقت: 06:16 AM - التاريخ: 01-18-2024)           »          إلى وطني .. لن تأتي العصافيرُ[ (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 652 - الوقت: 06:16 PM - التاريخ: 10-03-2023)           »          كل المواسم يا بلد إطاقَشَن (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 392 - الوقت: 06:11 PM - التاريخ: 10-03-2023)           »          الشوق غلب (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 882 - الوقت: 04:36 AM - التاريخ: 05-29-2023)           »          سلام ومحبة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7742 - الوقت: 08:04 AM - التاريخ: 10-03-2022)           »          «الفقرا» شوق وحنين (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10347 - الوقت: 01:25 PM - التاريخ: 08-13-2022)           »          جمعية الصفوة السودانية تحتفي بتدشين كتاب ذكرياتي مع الشيخ الوالد محمد أحمد حسن بقاعة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10283 - الوقت: 03:00 PM - التاريخ: 07-16-2022)           »          يوم الرحول.. (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6078 - الوقت: 03:36 PM - التاريخ: 07-14-2022)           »          سلام ومحبة (الكاتـب : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 6869 - الوقت: 07:16 PM - التاريخ: 05-08-2022)           »          مبروووك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 7300 - الوقت: 04:33 AM - التاريخ: 08-15-2021)


الإهداءات


العودة   منتديات الحصاحيصا نت alhasahisa > «۩۞۩-المنتديات العامه-۩۞۩» > «۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩»

«۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩» ساحه للحوار الحر والمواضيع العامه التى تهم كل ابناء مدينة ومحلية الحصاحيصا بصفة خاصة وكل السودانين بصفة عامة

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
[/tabletext]


 توقيع : الشايقي


سأبقى ما حييت أنا على كــــــيفي

إلى أن تطهر الدنيا وينزل سيدي عـــيسى
لأن طريقتي في الحب يا وطني

على كـيفي ...

مواضيع : الشايقي



آخر تعديل الشايقي يوم 04-08-2010 في 09:27 PM.
رد مع اقتباس
#1  
قديم 04-08-2010, 09:24 PM


الشايقي غير متواجد حالياً
Sudan    
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 2159
 تاريخ التسجيل : Oct 2008
 فترة الأقامة : 5661 يوم
 أخر زيارة : 03-01-2016 (03:19 PM)
 المشاركات : 1,004 [ + ]
 التقييم : 22
 معدل التقييم : الشايقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حكومة الانقاذ والصعود الى اسفل ...(شواهد)



[tabletext="width:70%;"]

تَعودَ سَاسًةَ مايُسمّى بِالمُؤتمر الوطنَى من وزراء ووزراء الدولة وولاتِها على التدجِيلِ والإستهزاءِ على عقلية المواطن السُودانِى البسيط. فقد تسلطُوا على رقابِ الناسِ من خِلالِ سيطرتِهم على أجهزةِ الدولة الخدمية من تعليمٍ وصحةٍ وطرقٍ وبيئةٍ ومأكل ومشربْ. وصاروا يلقون الآئمةَ على المواطن المغلوب على أمره بأنه جَاهلٌ ومتخلف . فهناك من إتَهم المواطنين بأنهم كانوا السببَ فى كارثةِ السيول الإخيرة التى إجتاحت الخرطُوم مؤخراً. وآخرَ أغلق المدارس اسبوعاً كاملاً
متحججاً بنفس الكارثة بدلا من تحمل المسؤلية وإيجاد الحلول للمشاكل العاجلة. ومع بداية الحملة الإنتخابية هذه الأيام علينا مُحاسبة عُضوية المُؤتمر الوطنى على مافعلُوه خلال السنوات العشرون الماضية قبل أن نستمع لبرنامجهم الإنتخابى. مفهوم الدولة عند هؤلاء، أنها هِبة هبَاها لهمُ اللهُ لخدمة انفُسِهم وعَشِيرتِهم والتُسلطَ بها على المواطن. فهم الآمِروُن والناهُون، ليس بمعروفٍ ولاعن منكر، بل بما يرونه متماشياً مع مايخدم مصالحهم الشخصية والنفعية. يقُولون ما لايفعلون ويَروُن سُوءَ أَعمالهم حسناً. لاحسيب ولارقيب لسوء الإدارة وإنعدام البصيرة وعدم المسؤلية تجاه الرعية. بعد أن عاث الجبهجية فساداً فى جهاز الدولة، تارة تحت عنوان "الإسلامية" وتارة تحت عنوان "الإنقاذية"ومرة أخرى تحت عنوان "الوطنية" ، يأتُون بعد عشرون عاما من الضياع والخراب للظهور بمظهر البراءة والوداعة وكأن السودان لم يضيع. نتناول فى هذا المقال الدمار الذى لحق بالتعليم العالى وأجهزة البحث العلمى. هذا القطاع الذى إِستهدفه الإنقاذِيون ودمرُوه لتمكين سلطتهم عن طريق مسخ وتجهيل أجيال وأجيال من أبناء وبنات الشعب السُودانى. ومع إنطلاقة الحملة الإنتخابية فى هذه الأيام فإننا لانسمع إلا كِذباً وتدجيلاً. وعُوداً كاذبة وبرامج فارغة وفساداً عارما. ما دعانى للكتابة عن الدمار الذى لحق بالتعليم العالى وأجهزة البحث العلمى هو مُحاولة وزير الدولة للتعليم العالى، البرفسور فتحى أحمد خليفة، طمس الحقائق وتبرئة حكومته من الذُنوب التى إِرتكبتها حكومته فى حق العلم والتعليم، وفى حق البحث العلمى والباحثين، وفى حق المواطن والبنين. وهو يخوض الإنتخابات متلفحاً بروب التعليم العالى والبحث العلمى كان الأجدرُ به أَن يكونَ صادقاً مع نفسه قبل ان يكون صادقاً تجاه منتخبيه. ففى لقاءٍ لهُ على شاشةِ التِلفاز قبل اسبوعين تحدث البروفسور عن دَورِ البحث العلمى فى تطوير المُجتمع وخدمةِ الإنسانية. ولكى يُقنع المواطن البسيط بأهمية هذا الدور، ضرب لنا مثلاً بدور جامعتي اكسفورد وكامبريدج فى تطوير المجتمع البريطانى إلا أنه لم يستطع أن يقارن هذا الدور ولو بجامعةٍ واحدةٍ من الجامعات السُودانية والتى فاق عَدَدُها جامعات بريطانيا بأجمعها. ولم يكتفى بذلك بل سَخِر من جامعات السودان واصفاً خاماتها ونوعيتها بخامة ونوعية المدارس الثانوية. سبحان الله!! لهذه المرحلة بلغ الإستهزاءُ والإستخفافُ بعقليةِ المواطن السُودانى؟ فى ذلك اللقاء تحدث السيد البرفسور الوزير عن قرارات ٍسوف "تتنزلُ" من مجلس التعليم العالى على الجامعات السُودانية دون أن يفصح عن محتوى تلك القرارات. وتحدث عن جامعة المستقبل دون أن يفصح عن مقومات تلك الجامعة سوى أنها سوف تكون جامعة القرن الواحد والعشرون. ونظّرَ البروفسور السياسي فى النهضة والتنمية فقال: أن النهضة تحدث على قاعدة علمية قوية لإحداث التحول فى مقدرات المواطن ولحدوث هذه النهضة لابد من جامعات لمواكبة هذه النهضة. السؤال: ماذا قدمت الجامعات ودور البحث العلمية السودانية تحت عهد الإنقاذ وقيادة البرفسور، السياسي والوزير فتحى أحمد خليفة؟؟ وحتى لا نبخسَ الناسَ أشياؤُهم دعونا نستعرض ماهو إيجابىٌ فى سنوات الإنقاذ فى مجال التعليم العالي. ففى ورشة عملٍ أُقيمت فى مطلع شهر فبراير بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حول " عناصر التقويم المؤسسي لضمان الجودة فى التعليم العالى" فاخَرَ السيد الوزير بالتوسع الذى حدث فى التعليم العالى مشيراً الى وصول عدد الطلاب إلى أكثر من مئتى ألف طالب. وهذه حقيقة. إلا أن هذا التوسع غير المدروس هو الذى أدى إلى تدنى جودة وخامة الطالب السودانى وبالتالى إنعكس ذلك سلباً على تدنى الخدمات الطبية والهندسية والزراعية والإجتماعية وكافة النواحى الخدمية الأخري. وإليكم واحداً من الدلائِل في المجال الزراعى، مجال تخصص السيد البروفسور الوزير ذات نفسه وعلى لسانه هو. ففى لقاءٍ لهُ مع إتحاد عام مزارعى السودان وصف السيد البروفسور واقع المزارع السودانى بالمرير وأشار الى تفشى نسبة الأُمية الأبجدية والوظيفية من حيث التعامل مع التقانة الحديثة وإلى ضعفهم الإقتصادى وإنتشار الأمراض وسؤ التغذية وضعف قدرتهم التنافسية. كل هذا الوصف لحال المزارع السودانى ماهو إلا إستهزاء وأستخفاف بالمواطن السودانى من قبل قادته ووزراؤه وباحِثيه. أما المُحصلة النهائية لكل ذلك فقد جاءت على لسان السيد البروفسور الوزير الذى تخصص فى مجال إنتاج الحبوب، وهى أن متوسط انتاج الفدان الواحد من الحبوب قد وصل إلى مئة كيلوجرام فقط ليكون انتاج الحبوب هذا العام أربعة ملايين طن فقط. هل سأل البروفسور الزراعى ووزير الدولة للبحث العلمى عن دوره ومسؤليته تجاه هذا الفشل قبل أن يتباهى بإزدياد أعداد الطلاب بالجامعات السودانية؟؟ سبحان الله!!! إزدياد أعداد الطلاب بالجامعات نتيجة "التوسع" فى مجال التعليم العالى واكبها ضعف كبير ليس فقط فى مؤهلات وكفاءة الخريج بل تعداها الى ظهور معضلات وقضايا إجتماعية وظواهر غريبة على المجتمع السودانى. وقد صدق السيد البروفسور حين قال أن هناك جامعات بمستوى مدارس ثانوية. وكما يقول المثل: تحصد ماتزرع. فبين ليلة وضحاها تحولت بعض المدارس الثانوية الى جامعات وكليات جامعية. فأصبحت مدرسة حنتوب الثانوية كلية للتربية تابعة لجامعة الجزيرة وكلية أبوحراز الزراعية كلية جامعية تتبع لجامعة الجزيرة أيضاً. وبخت الرضا تم ترقيتها إلى جامعة. وتحولت العديد من المبانى ـ والتى لم تكن أصلا مهيئة للبيئة الدراسية ـ إلى جامعات وكليات جامعية. وكانت هذه الآف من الطلاب فى هذه الجامعات العشوائية فى حوجة لمدرسين. فشرعت وزارة التعليم العالى فى فصل خيرة العلماء والأساتذة لعدم ولائِهم السياسي للإنقاذ وتعيين من يدينون لها بالولاء دون النظر لمؤهلاتهم الأكاديمية. فقد شهدت نفس الكلية التى عمل بها فتحى خليفة بجامعة الجزيرة تعيين خريجا بدرجة الماجستير عميدا للكلية وريئساً على أساتذته. وبعد ذلك هل كنا نتوقع زيادة إنتاجية الفدان عن المئة كيلوجرام من الحبوب؟؟ سبحان الله!! أصابتنى الدهشة البالغة من تدنى الخدمات الطبية ومهارة الطبيب السودانى المعروفة عندما زرت العديد من مستشفيات السودان الحكومية فى السنوات الأخيرة. أحد العرافين ببواطن هذا التدنى أجابنى بأن الفرق بين خريجى الأطباء ما قبل الأنقاذ وبعد الإنقاذ يُرى بالعينِ المجردة. كان قطاع التعليم العالى والبحث العلمى أول قطاع دمرتهُ الإنقاذ وهدمته من قواعده. فهو القطاع الذى كان يُشكل الثُقل الأكبر من المتعلمين والمثقفين والدارسين المعارضين لنظام البشير. كانت خطة الإنقاذ مبنية على سيطرتها على القوة البشرية الموجودة فى هذا القطاع. فبلإضافة لسياسة الفصل التعسفى للإساتذة والعلماء التى ذكرناها سابقاً، "تنزلت" الإنقاذ ومن خلال المجلس الأعلى للتعليم العالى بقرار تعريب المناهج الدراسية بالجامعات السودانية. وبذلك القرار تكون الإنقاذ قد فصلتَ تماماً أجيال الطلاب التى التحقت بالجامعات السودانية فى بداية التسعينيات عن دُور البحث والعلم وتكون قد منعتهُم التسلُحَ بواحدة من أهم لغات البحث العلمى وهى اللغة الإنجليزية. لم أستغرب على الإطلاق لإنعقاد مؤتمرٍ بالخرطوم الأسبوع الماضى لمناقشة التدهور الذى يعانى منه الخريجين فى مجال اللغة الإنجليزية. ولم أستغرب عندما رفضت أجهزة التعليم العالى البريطانية الإعتراف بالشهادات الصادرة من بعض الجامعات السودانية، والتى كانت قبل الإنقاذ من أعلام الجامعات التى يُشار لها بالبَنان. وحتى بعض الدول العربية، مثل ليبيا، رفضت معادلة الشهادات الصادرة من بعض الجامعات السودانية. أما جامعة الخرطوم فقد تذيلت قائمة ترتيب الجامعات من حيث الأفضلية فى العالم لتحتل المركز (4941) عالمياً و(45) على مستوى إفريقيا و (49) عربياً
[/tabletext]

قديم 04-08-2010, 09:30 PM   #2




الصورة الرمزية الشايقي
الشايقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2159
 تاريخ التسجيل :  Oct 2008
 أخر زيارة : 03-01-2016 (03:19 PM)
 المشاركات : 1,004 [ + ]
 التقييم :  22
 الدولهـ
Sudan
لوني المفضل : Brown
افتراضي



[tabletext="width:70%;"]
ولم يقف مِعول الإنقاذ الهدّام على التعريب، بلْ تعداهُ إلى إدخالِ هوسٍ جديدٍ سُمى "بأَسلَمةِ المعرفة" كان أُستاذِنا البروفسور فتحى أحمد خليفة والبرفسور التجانى حسن الأمين والدكتورآدم بريمة والدكتور عمر آدم رحمة بعضاً من انصار هذا الهوس. وأهتمت الإنقاذُ بالمظهرْ وتركتَ الجوهرْ. فعلى قَرارِ أسلَمة الجُنيه السُودانى ليُصبِحَ دِيناراً، فُرِضَ على طُلاب الطِب دراسةَ علم الحديث بدلا من التركيز على علم التشريح. ثم تبع ذلك هوس "الحرب المقدسة" فى جنوب السودان ودُفِعَ بالخِريجِين الى رِحى الحرب بالجنوب بدلاًٍمن دُور البحثْ. فهم لم يكُونوا أصلاً مهيئين لكى يكونوا علماءً وباحِثين ليُشارِكُوا فى النهضة ِالتى يدعُو لهَا الأستاذ البروفسور الخليفة فقد مُنِعَ عنهمُ العلمَ وغُسلت أمخاخُهم. أما مسيرة أسلمة المعرفة هذه فقد إِنتهتَ بعد سيطرة الإنقاذ على سدة الحكمِ ودُفِنت معها المطالبة بحُكم الشريعة الإسلامية وسُلمت رئاسة الوزارة اليوم إلى سودانى مسيحى لاعلاقة له إن كانت المعرفة "كافرةً" أم "مُسلِمة". ومع الإنقاذ ضاعت اجيال وأجيال وهُدرت موارد مادية وبشرية وساد الجهل بدلاً من العلم، والظُلم بدلا من العدل، والفساد بدلا من الإصلاح والرُشد. وإن كانت مايسمى بثورة مايو قد بدأت مسيرة دمار التعليم العالى تحت مسمى "تفجير الثورة التعليمة" فى بداية السبعينات فإن الإنقاذ قد أكملت المسيرة تحت مسمى "مشروع السودان الحضاري". ما نراه اليوم فى السودان هو "صوملة" للتعليم فى كافة أشكاله. ففى الصومال أجيال وأجيال منعتها الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ مطلع التسعينات من إكمال تعليمها الإبتدائى ناهيك عن التعليم الجامعى وما فوق الجامعى. عُذر إخواننا الصوماليين هو عدم وجود الدولة من أساسها، أما نحن السودانيين فقد سخرنا الدولة ومواردها لتدمير العلم والتعليم. مع وصول الإنقاذ أصبح العلم والتعليم حِكرا على طبقاتٍ معينةٍ قادرة على الصرف المادى على أبنائها. أما الغالبية العظمى من فقراءِ السودان فهى غير قادرة على إيجاد لقمة العيش ناهيك عن الصرف على دراسة أبنائهم فى أى من الجامعات التى كثر عددُها. فقد لغت الإنقاذ نظام السكن والإعاشة والذى كان يسمح لأى طالب سودانى بغض النظر عن وضعه الإقتصادى أن يلتحق بالدراسة الجامعية. وصار همّ الطالب أو الطالبة هو كيفية الحُصولِ على سكنٍ يأويه ولقمةٍ يسدُ بِها رُمقَهُ بعد يومٍ دراسىٍ طويل ورحلة عودة شاقة الى مسكنه. أدت هذه السياسات الخاطئة بإلغاء مجانية التعليم والسكن والإعاشة إلى تعرضِ الألآف من الشباب والشابات إلى الضَياعَ والإستغلالَ فى مُحاولاتِهم مساعدةَ أسرِهم لِتَغطِية مصاريف الدراسة. ولستُ من الذين يلومون هؤلاء الشباب، بل المسؤليةَ تقعُ فى المقام الأول على من "تنزلوا" بهذه القرارات والسياسات. ومع إستمرار القرارات "المُتنزلة" هذه أصبح التعليم العالى تجارة رابحة تدر الملايين على أصحاب الكليات الخاصة. وبدلاً من أن تكون كفاءة الطالب هى التى تؤهله للإلتحاق بالجامعة صارت مقدرة أسرته المادية هى التى تختار الكلية والتخصص. وتحت مايسمى بالإستثمار أُجيزت قوانين لقيام جامعات إستثمارية. فأجاز البشير فى شهر اكتوبر الماضى مشروع قانون جامعة المغتربين. أما قانون المشروع فقد قدمه أستاذنا البروفسور الخليفة. ستون بالمئة من مقاعد هذه الجامعة حسب قانونها مخصصة لأبناء الخريجين. ولا أنكر حق أبنائنا المغتربين فى التعليم العالى فى السودان ولكن طبقية التعليم هذه وإختلاف جودة التعليم بين دول العالم وتركيز الموارد المادية الجاذبة للأساتذة والمعلمين فى جامعة بعينها هو جزءٌ بسيطٌ من الأسباب التى أدت الى تدمير التعليم العالى. وهناك كليات أُنشئت لكى تكون كليات تطبقية فى التمريض أو المهارة المهنية التقنية أو المعامل الطبية أو أى من القطاعات الأخرى التى يحتاج لها المجتمع إلا أنه وبين عشية وضُحَاهَا تحولت الكلية إلى جامعة لتُضاف إلى قائمة الإنجازات الجامعية. واحدة من هذه الكليات بدأت كأكاديمية للعلوم الطبية والتكنولوجيا لتصبح بعد مرور إثنتى عشر عاما من إنشائها "جامعة" للعلوم الطبية. أما المثال التالى حول الترفيع من كلية إلى جامعة فهو يثير الضِحكَ والبكاءَ فى آن واحد. فقد "تنزل" البشير بقرار فى أغسطس من العام الماضى يقضى بترفيع "كلية" مروى التقنية إلى "جامعة" "عبد اللطيف يوسف الحمد" التقنية. وبذلك تكون كلية مروي التطبقية قد تحولت إلى جامعة بعد مرور عامين فقط من إنشائها. هل هناك إستهزاءٌ وإستخفافٌ أكثر من ذلك؟؟ أو لم تكن مراكز العلم والبحث العالمية محقةً فى عدم الإعتراف ببعضٍ من الشهادات الجامعية السودانية؟ ليس لدينا إعتراض على دعم الخييرين للتعليم فى السودان. وسوداننا يذخرُ بالألآف من أمثال هؤلاء الناس. ولسنا ضد تكريم الرجُلِ ولكن ليس بهذه الطريقة. فتسمية الجامعات لها أصُولُها وقواعِدُها ولا تُطلق هكذا جزافاً. ماذا سوف يكون مصير أبنائنا الذين يحملون هذه الشهادات ويودون الإلتحاق بجامعة عالمية من أجل البحث ومزيدا من المعرفة؟ فكم من عالم ومخترع أسدى للبشرية جمعاءخدمة جليلة وكان قبره على بعد أمتار من الجامعة إلا أنها لم تسمى بإسمه تخليدا لذكراه ولصنيعه. ورغم استمرار التدهور وبصورة سريعة وواضحة فى مجال التعليم العالى فلازالت الجهات المسؤلة عن هذا التدنى تدفن رأسها فى الرمل. فلم توجه وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بدراسة وتحليل مشاكل وقضايا التعليم بصورة علمية لإيجاد العلاج والتقويم. بل لازالت متمادية فى إمعان الخراب والدمار. ففى عالم متسارع الخطى نحو التطور التكنولوجى والترابط المالى والإقتصادى والمعلوماتى يصبح التسلح بالعلم والبحث ضمانة اساسية لتقدُم ورِفعةَ المجتمع السودانى. ولو كُنا بالفعل نريد مواكبة هذا التطور والتقدم فلابد من وقفة صادقة مع النفس ومراجعة دقيقة لكل السياسات التى لها علاقة بالتعليم العالى وكل القرارت التى "تنزلت" دون دراسة وتخطيط. ولعل أهم خطوة فى هذا الإتجاه هو النظر فى إعادة اللغة الإنجليزية وبصورة تدريجية إلى قاعات ومكتبات الجامعات. على أن يبداء التركيز على اللغة الإنجليزية من المرحلة الثانوية خلال الثلاثة أعوام القادمة. علينا أن نكون جادين فيما نعنى حول الأهداف والمعايير والشروط من قيام جامعة أو كلية أو مدرسة ثانوية أو إبتدائية. أن ندّعى أن لدينا خمسمائة طالبا يدرُسونَ الطب بجامعة "أم طُرقاً عُراض" دون توفير أدنى مقومات العلم والبحث من معامل ومختبرات ومراجع وعلماء، لا يمكن أن يعد إنجازاً بل جريمة فى حق أبناءنا وبناتنا وجريمة فى حق مرضانا، ينعكس مردوده سلباً على الأداء والإنتاج ولا يزيدنا إلا فقراء ومرضا.

سيف اليزل سعد عمر
اجراس الحريه
13/3/2010م
 
 توقيع : الشايقي


سأبقى ما حييت أنا على كــــــيفي

إلى أن تطهر الدنيا وينزل سيدي عـــيسى
لأن طريقتي في الحب يا وطني

على كـيفي ...

مواضيع : الشايقي



رد مع اقتباس
قديم 04-10-2010, 03:16 PM   #3
ضيف



بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (12:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Brown
افتراضي



الاخ الشايقي
اشكرك على اشراكنا فى هذا الموضوع الهام
فالعاقل اخ الشايقي هو من يمعن النظر فى القضايا من كافة الزوايا
وما يحدث هنا واعنى (فى صفحات هذا المنتدى) ان الاغلبيه ترفض
النظر الى اخفاقات الحكومه الكثيره والكثيره جدا .
وتكتفى بمدح انجازاتها القليله والقليله جدا .
اعتقد اخ الشايقي ان من يخطئ هو من يحاول
وحكومة الانقاذ التى لا انتمى لها لوجود كثير من الاسباب ولا يسمح المقام
لسردها . احمد لها شرف المحاوله للتغيير وما اورده مقال الاستاذ سيف اليزل
سعد عمر هو انعكاس لاخفاقات صاحبت محاولات النظام ولا اظن انهم تعمدوها
واظن ان الفشل هنا لا يحتاج لدليل ولو انهم راجعوا هذه التجارب وتابعوا نتائجها
وحاولوا معالجة الاخطاء لكنا فى وضع افضل .
نرجو ان يكرمنا الله بحكومه تجرب وتراجع وتقوّم


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
موطِنومدينة الحصاحيصا وجوارها/حكومة/مُعارضة. samir abayazeed «۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩» 6 10-12-2010 11:31 PM
كل جزء في جسمك له نقطة حسية في اسفل القدم , اذا قمت بتدليك هذه النقاط mikey2002 «۩۞۩-منتدى الأسرة والصحة-۩۞۩» 7 04-21-2010 12:34 PM
حكومة الانقاذ الاقوى بين حكومات العالم ابو امجد «۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩» 12 03-05-2010 07:07 AM
البيان رقم واحد لثورة الانقاذ الوطني 30/6/1989م احمد الهمباتى «۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩» 5 07-02-2009 08:04 PM
حل حكومة ولاية الجزيرة حسن وراق «۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩» 0 08-23-2007 08:58 AM


الساعة الآن 01:46 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009