التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
آخر 10 مواضيع |
الإهداءات | |
|
«۩۞۩-منتدى الادب والثقافة-۩۞۩» يهتم بالأدب و المواضيع الثقافية و الفنية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
السيد كاف
تنظيم:
قال السيد كاف مرة : " الإنسان المفكر لا يستعمل ضوءا ً أكثر مما يلزم ، و لا قطعة خبز أكثر مما يلزم ، ولا فكرة أكثر مما يلزم " . الشكل و المادة : تأمل السيد كاف لوحة أعطت لما فيها من أشياء شكلا ً مقصودا ً لذاته . فقال : " يحدث لبعض الفنانين ، وهم يتأملون العالم، كما يحدث لكثير من الفلاسفة. لدى اهتمامهم بالشكل تضيع المادة، لقد عملت مرة عند بستاني. ناولني مقص حدائق وطلب مني أن أقصقص شجرة غار . كانت الشجرة مزروعة في أصيص و معارة من أجل احتفالات معينة . وكان المطلوب أن تأخذ الشجرة شكل كرة. فبدأت مباشرة بقص الأغصان الناشزة . وكم بذلت من جهد كي أصل إلى شكل الكرة ، لكن ذلك بقي طويلا ً مستعصيا ً علي ّ . مرة أجد نفسي قد أكثرت من القصقصة في هذا الجانب ، و مرة في ذاك الجانب . وعندما حصلت أخيرا ً على شكل كرة ، كانت الكرة صغيرة جدا ً . فقال لي البستاني خائبا ً : " طيب ، هذه هي الكرة ، فأين شجرة الغار ؟ " . وفاء : أمضى السيد كاف ، الذي كان مؤيدا ً لتنظيم العلاقات الإنسانية ، طيلة حياته مشتبكا ً في صراعات . في أحد الأيام تورط مرة أخرى في قضية مزعجة ، اضطرته لأن يقصد ليلا ً عدة أماكن لقاء في المدينة ، بعيدة عن بعضها . ولأنه كان مريضا ً ، فقد طلب من صديق له معطفه . فوعده الصديق به ، مع أنه بذلك سيتوجب عليه الاعتذار عن موعد صغير . في المساء ساءت حالة السيد كاف إلى درجة أن المشاوير لم تعد تفيده ، وأصبح محتاجا ً إلى شيء آخر تماما ً . مع ذلك و بالرغم من ضيق الوقت ، فإن السيد كاف أسرع ، كي يحافظ هو الآخر على الموعد ، وأحضر في الوقت المحدد المعطف الذي لم تعد له حاجة به . الغلام العاجز : تحدث السيد كاف عن سوء السلوك في أن يبلع المرء بصمت ظلما ً وقع عليه ، و روى القصة التالية : أحد المارين سأل صبيا ً يبكي عن سبب زعله . قال الصبي : " كان لدي قرشان من أجل السينما ، فجاء صبي وخطف واحد من يدي " . و أشار إلى صبي يظهر للعيان من بعيد . سأله الرجل : " ألم تصرخ طالبا ً النجدة ؟ " .- " بلى " ، قال الصبي وقد ارتفعت حدة بكائه . – " ألم يسمعك أحد ؟ " ، تابع الرجل سؤاله وهو يلمّس على شعره متوددا ً. – " لا " ، قال الصبي وهو يشهق بالبكاء . فسأله الرجل : " أفلا تستطيع أن تصرخ أعلى؟ إذن هات هذا القرش ! " . وأخذ من يده القرش الأخير وتابع سيره غير مبال ٍ . أحاديث: قال السيد كاف لأحدهم : " نحن لم نعد نستطيع التحدث إلى بعضنا " . – " لماذا ؟ " ، قال الرجل مرعوبا ً . – " بحضورك لا أستطيع التحدث بشيء معقول " ، قال السيد كاف متذمراً . – " ولكن هذا لا يهمني " ، قال له الرجل مواسيا ً . فقال له السيد كاف بمرارة : " أعتقد ذلك ، لكنه يهمني أنا ! " . عندما يحب السيد كاف إنسانا ً : سئل السيد كاف : " ماذا تفعل ، إذا أحببت إنسانا ً ؟ " . فقال : " أصنع عنه رسما ً ، و أسعى لأن يكون شبيها ً به " . – " من ؟ الرسم ؟ " . قال السيد كاف : " لا ، الإنسان " . المديح : عندما سمع السيد كاف ن أن بعض تلامذته السابقين مدحوه ، قال : " بعد أن يكون التلاميذ قد نسوا تماما ً أخطاء المعلم ، يكون هو بالذات ما زال يذكرها " . حب الوطن ، كراهية الأوطان الأخرى : كان السيد كاف لا يرى ضرورة في أن يعيش المرء في بلد معين . قال :" أستطيع أن أجوع في كل مكان " . لكنه في أحد الأيام سار عبر مدينة محتلة من عدو البلاد التي يعيش فيها . وإذا بضابط من الأعداء يقابله و يرغمه على أن ينزل عن الرصيف . ونزل السيد كاف و اكتشف في نفسه أنه مستثارا ً ضد هذا الرجل ، و ليس فقط ضد هذا الرجل ، بل خصوصا ً ضد البلد الذي ينتمي إليه ، بحيث كان يتمنى أن تبتلعه الأرض . وتساءل السيد كاف : " فلماذا أصبحت ُ في تلك الدقيقة متعصبا ً قوميا ً ؟ ذلك لأنني التقيت بمتعصب ٍ قومي . ولهذا ، فيجب اجتثاث الغباء ، لأنه يجعل من يلتقيه غبيا ً " . جوع : كان السيد كاف قد أجاب بخصوص سؤال عن الوطن :" أستطيع أن أجوع في كل مكان " . وقد سأله مستمع دقيق ، كيف له أن يقول ، أنه يجوع ، بينما في الواقع لديه ما يأكله . فبرر السيد كاف لنفسه قائلا ً : " ربما أردت القول ، إنني أستطيع أن أعيش في كل مكان ، إن كنت أريد العيش حيث يسود الجوع . أعترف بأن ثمة فرقا ً كبيرا ً بين أن أجوع أو أن أعيش حيث يسود الجوع ، ولكن اسمح لي أن أبرر موقفي بالقول بالنسبة لي الحياة حيث يسود الجوع ، إذا لم تكن سيئة مثل الجوع ، فإنها على الأقل سيئة جدا ً . لعله ليس مهما ً للآخرين أن أجوع ، لكنه مهم أن أكون ضد أن يسود الجوع " . إساءة محتملة : اتُّهم أحد مساعدي السيد كاف بأنه يقف موقف غير ودي ّ . فدافع عنه السيد كاف : " أجل ، إنما فقط من وراء ظهري " . مدينتان : فضّل السيد كاف المدينة باء على المدينة ألف ، فقال : في المدينة ألف أحبني الناس ، لكن في المدينة باء عاملوني بلطف . في المدينة ألف كانوا مفيدين لي ، لكن في المدينة باء احتاجوا لي . في المدينة ألف دعوني إلى المائدة ، لكن في المدينة باء دعوني إلى المطبخ " . الموظف الذي لا يستغنى عنه : سمع السيد كاف من يثني على موظف يمارس مهامه منذ وقت طويل نسبيا ً ، بأنه لا يُستغنى عنه ، إلى هذا الحد هو موظف جيد . فسأل السيد كاف منزعجا ً : " كيف لا يُستغنى عنه ؟ " قال مادحوه : " ما كان العمل ليسير من بدونه " . فقال السيد كاف : " كيف يكون عندئذ ٍ موظفا ً جيدا ً ، إذا كان العمل لا يسير بدونه ؟ كان لديه من الوقت الكافي ، كي ينظم عمله إلى الحد الذي يمكّن من الاستغناء عنه . فبما يشغل نفسه حقا ً ؟ أنا أقول لكم ": بالابتزاز ! " . عناء الأفضلين : سئل السيد كاف : " فيم َ تعمل ؟ " . أجاب : " أنا مجهد جدا ً ، إنني أحضّر لغلطتي التالية " . التنجيم : دعا السيد كاف الناس الذين يطلبون قراءة طالعهم ، أن يذكروا لمنجميهم تاريخا ً من الماضي ، يوما ً جرى لهم فيه حادث سعد أو نحس غير عادي . عندئذ يجب أن يتمكن المنجم بقراءة الطالع من الكشف بعض الشيء عن هذا الحدث . لكن السيد كاف لم يلاق نجاحا ً بهذه النصيحة . ذلك لأن المؤمنين بالتنجيم تلقوا بالفعل من منجميهم معلومات عن موافقة أو معاكسة النجوم بما لا يتفق مع ما جرى لهم ، غير أنهم قالوا بعدئذٍ بامتعاض ، إن النجوم لا تدل إلا على إمكانيات معينة وهذه يمكن بلا ريب أن تكون قد حدثت في التواريخ المعطاة . وقد بدا السيد كاف متفاجئاً بذلك ، وطرح سؤالا ً ثانيا ً : " كذلك لا أفهم أن يكون البشر خلافا ً لكل المخلوقات واقعين تحت تأثير النجوم . فلا شك أن هذه القوى لن تدع ببساطة الحيوانات بمنجاة منها . ولكن ، م الذي يحدث إذا كان إنسان ما من برج الحوت ، إنما يحمل برغوثا ً من برج الثور ، يغرق في النهر؟ عندئذ ٍ سيغرق البرغوث معه على الأرجح ، مع أن طالعه قد يكون سعدا ً . هذا لا يعجبني " . _______________________________ منقول برتولد برشت الإعداد و الترجمة عن الألمانية : علي ياسين أمي و الليل و أشياء أخرى.... ..سِرٌ أبدي ...... نسيج في بحر الأشياء اللا مرئية ......... تبقى أمي جزوة نورِ يسطع في ظُلمات الكون .......... و حي رباني هامس........... |
12-01-2008, 09:37 PM | #3 | |||||||||
ود الزبيدي
|
الاخ سركيس/ احسسنا بطعمها في اللهاة,, افكار عميقة,, مبعثرة في ترتيب ,, اشكر لك حسن الاختيار
سئل السيد كاف : " فيم َ تعمل ؟ " . أجاب : " أنا مجهد جدا ً ، إنني أحضّر لغلطتي التالية " . لك الود. |
|||||||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
موال على درب النخيل,,لود السيد | معتز فضل الله كرار | «۩۞۩-منتدى الادب والثقافة-۩۞۩» | 2 | 11-02-2008 10:22 PM |
امجد الشيخ شنبو فى خطر | صداح حسن عبدالرحيم | «۩۞۩-المنتدى الرياضى-۩۞۩» | 1 | 07-23-2007 05:39 AM |
ترحيب حار بنزار فضل السيد | الجــراوي | «۩۞۩-المنتدي الاجتماعى-۩۞۩» | 9 | 06-27-2007 07:46 AM |
مكتبه الشيخ السديس | ABDALLA | «۩۞۩-المنتدى الاسلامى-۩۞۩» | 0 | 05-23-2007 05:05 AM |
حوار مع السيد\ هـــــــــم | وضاحة | ۩ﺴ ﺴ۩راكوبة الحصاحيصا۩ﺴ ﺴ۩ | 4 | 03-31-2007 09:05 AM |