"اللهم أجعله خيراً" الحصاحيصا في ثوبها الجديد

جميل ما رأيته في مدينتي المحببة إلى نفسي من تطور في شتى المجالات الصناعية والعمرانية والاجتماعية.
وجميل أن أراها تطورت إلى حد الدهشة... إلى حد الروعة. بعد طول غياب... إذ إنني رأيت طرقها المتهالكة بسبب الحفر والتعرجات، التي عطلت كثيراً من المركبات. رأيت هذه الطرقات وقد أُعيدت سفلتتها من جديد وتمت توسعتها أيضاً. فضلاً عن الإشارات التي أصبحت واقعاً ملموساً في كل تقاطع. هذا إلى جانب الإنارة الموجودة على طول الطرق الداخلية. وإنارة الأحياء التي تجد متابعة منتظمة من المسؤولين.
جميل أيضاً التغيير الذي رأيته عندما ذهبت إلى مستشفى الحصاحيصا، الذي شمل العنابر التي كانت في السابق يرثى لحالها، بسبب رائحتها النفاذة وأَسِرَّتها المتهالكة وفرشها المتسخة، والمراوح التي تكاد لا تراها من كثرة الأتربة، إضافة إلى عدم وجود مكيفات، إذ تمت صيانة تلك العنابر صيانة كاملة حتى بدت في حلة زاهية تكسوها ألوان اختيرت بعناية لتبعث السرور في نفوس المرضى، فضلاً عن تركيب المكيفات (الاسبلت)، التي يتم التحكم فيها عن طريق الريموت كنترول. حيث تحوّل المستشفى إلى واحة وارفة الظلال، وذلك بفضل الجهود الطيبة في زراعة أجمل أنواع الزهور التي تنعش الروح كما يقولون، فضلاً عن النظافة الدائمة صباحاً ومساءً.
وما أبهرني هو قسم الطوارئ الجديد، الذي كان في السابق عبارة عن غرفة صغيرة بها خدمات محدودة تقع تحت دائرة الحظ، بحسب حالة المريض. ويحتوي قسم الطوارئ الجديد على مجموعة من الغرف والصالات المخصصة فقط للطوارئ، التي استخدمت فيها التقنيات الحديثة، الى جانب مجموعة متفردة ومنتقاة من الأخصائيين والاستشاريين، هذا فضلاً عن سيارات الإسعاف الحديثة الموجودة على أهبة الاستعداد لأي طارئ. فأصبحت المستشفى قبلة للقرى والحلال المجاورة للمنطقة... فلهم التقدير.
وما أسعدني حقاً أن المسؤولين شرعوا في حل الكارثة التي تتمثل في مقبرة المبيدات الحشرية التي عانى منها المواطنون كثيراً على مدى السنين الطوال... والتي بسببها انتشر السرطان بصورة مخيفة ومرعبة، هذا فضلاً عن الحساسية التي أصيب بها الكثير من المواطنين... وإصابات العمى... إذ لم يكلف المختصون السابقون أنفسهم عناء البحث عن حل جذري لهذه الكارثة التي أصبحت هاجساً مؤرقاً لكل مواطن في هذه المنطقة... علمت بالخطط والخطوات الجدية التي تم تنفيذها في استئصال تلك الكارثة من جذورها... فلهم كل التقدير.
كما رأيت سوق الحصاحيصا الذي تحلى بأجمل وأبهى الصور، وذلك من خلال التنظيم المتقن والمدروس والنظافة اليومية، إضافة الى العمال الذين يستيقظون من نومهم فجراً للقيام بمهامهم في تنظيف السوق، إذ تتم عمليات التنظيف عن طريق السيارات التي توجد بها مكانس صناعية. وبعد هذه المرحلة يتم غسل الشوارع أيضاً بسيارات تنظيف أوتوماتيكية. فشعرت بسعادة لا استطيع وصفها لكم...
هذا إلى جانب الاهتمام بالرياضة ودعم نادي النيل دعماً سخياً من أجل الوصول إلى صدارة الدوري الممتاز... فلهم التحية.
حينها قررت الذهاب إلى المحافظة أقصد (المعتمدية)، لكي أشكر المعتمد على هذه الجهود الطيبة، وأثبت له حقيقة مهمة جداً، هي أن ما قام به لم يستطع محافظ أو معتمد من السابقين القيام به، والسبب مبهم وغير معروف لدى معظم مواطني هذه المدينة المغلوبين على أمرهم. إذ كثيراً ما كانوا يتساءلون ما هي اللمسات الواقعية التي قاموا بها؟ ولكن لا إجابة! وهالني ما رأيت عندما سُمح لي بالدخول عليه مباشرة لأن بابه مفتوح لكل مواطن من أبناء المنطقة، خصوصاً حينما علموا أنني أريد شكره على ما قدمه للمواطنين من خدمات، ورأيت المعتمد وحوله مجموعة تضم كل الحادبين والغيورين على مدينتي الجميلة، ورأيت معه مجموعة من الشباب المتحمس الغيور، ورئيس المحلية ومدير الصحة وكل الأعيان ورجال الأعمال من أبناء مدينتي في اجتماع دوري يتناقشون ويتشاورون فيما يجب عمله في الفترة المقبلة بعد التطور الذي شهدته المدينة... وأهم ما كان في أجندة ذلك الاجتماع هو الجدية في تنفيذ (منتجع وكورنيش الحصاحيصا السياحي) على طول النيل الذي سيتم طرح عطائه لبعض الشركات المتخصصة في هذا المجال حتى ينهض بالمنطقة عمرانياً، كما هالتني تلك الأريحية وذلك التجاوب الذي يتمتع به هؤلاء المسؤولون الذين رأيت في عيونهم الصدق والغيرة والضمير الحي. حينها أدركت أن المنصب هو عبء ثقيل على كل من يعمل! وليس جاهاً ووجاهةً كما يقولون، وأن مثل هذا الجهد لا يستطيع تحمله إلا مثل هؤلاء الأفاضل الذين نذروا أنفسهم للعمل المثمر. كما أدركت أن رئيس المحلية هو رئيس للعمل الجاد وليس (التنظير) وذلك بتسخير كل الإمكانات المادية من أجل تطوير المنطقة ومواطنها... وأن مدير الصحة هو مدير لاحتواء كل الجراحات والأنات التي يعاني منها المرضى. وأدركت أن الحصاحيصا ستكون في قائمة المدن المتحضرة في زمن قياسي.
وللأسف الشديد بعد كل الذي ذكرت... أدركت أنها مجرد أحلام راودتني وتمنيتها أن تتحقق وأن تكون واقعاً ملموساً.
والسؤال هل يا ترى ستظل تلك الأحلام والأمنيات سجينة في دواخلي ودواخل كل محب لهذه المعشوقة بعيدة المنال... عصية... مستحيلة... أم سيأتي يوم تتحقق فيه؟

ودمتم

شكرا الاستاذ جراوي اكاد اجزام ان كل الاحلام الجميله
ستظل حبيسه الاضلع والجوانح الي اجل غير مسمي
حتي يرحل ...................................

الجراوى ان شاء الله ربنا يسهل و تتحقق كل الامانى الممكنة و المستحيلة

تحية اخ الجراوى
حلم جميل ولكنه ليس مستحيل فقط بالتكاتف
والتعاضد والمحبة يمكن ان تصبح كل الاحلام
الجميلة واقعاً معاشاً ,,,,
مشكور على الاطلالة وبالله ما تطول الغيبة ,,,,