المدرسة الصناعية والبكاء علي الأطـلال فـي زمن التداعي والإهمال توجد صور

أكثر من أربعين عاماً من صرة وجودها علي خارطة التعليم عبر المساق الصناعي والمهن الحرفية .. ا
لمدرسة الصناعية التي تأسست عام 1970م

.. كأول مدرسة صناعية في الحصاحيصا .. وهي المدرسة التي تخرج منها آلاف ا
لمهندسين الذين درسوا في أقسامها المختلفة – الكهرباء والسيارات والميكانيكا – ظلت هذه المدرسة عبر كل هذه السنين ..
وهي تغذي الجامعات والمعاهد الحرفية بأميز الطلاب المتفوقون بالمهارة والاستنارة .. عبر التفوق العلمي والتطور التكنولوجي ..
وكانت هي المدرسة المبرزة والمتفوقة في منافسات الدورة المدرسية وخاصة في جانب المنافسات الرياضية ولقد نالت هذه المدرسة
العديد من الجوائز وحصدت الكثير من الكؤوس في مجال كرة القدم علي مستوى السودان وولاية الجزيرة.



وظلت تحوى هذه المدرسة العديد من الأقسام ذات التخصص المهني والحرفي منها قسم السيارات .. والكهرباء العامة وكهرباء
السيارات والميكانيكا وقسم الورش. وكان أكثر ما يميزها وجود داخلية متميزة بخدماتها ونظافتها وترتيبها كان يجد فيها الطالب
متعته وراحته .. خاصة في جانب خدمات الطعام عبر السفرة الكبيرة المتميزة بأناقتها والمطبخ الذي يقدم أجود أنواع الطعام للطلاب ...
وكل تلك الأشياء أوجدت أجواء مفعمة للطلاب ومناخ ملائم للدراسة والتحصيل وحتى الأنشطة الأخرى كانت متوفرة .. ومهيأة ..
بصورة جميلة ومقبولة مثل المسرح الذي تمارس فيه العديد من الأنشطة الثقافية والفنية .. وكان يلعب دوراً هاماً ومؤثراً في تنمية قدرات
الطالب ومهاراته وصقل إبداعاته وتطويرها وكذلك كانت الميادين الرياضية الفسيحة كميدان كرة القدم ومضمار السلة والكرة الطائرة والتنس
وظلت الصناعية هي قبلة لكل الزائرين والضيوف من البعثات الرياضية والسياسية والثقافية.
وتميزت هذه المدرسة بمباني ذات طراز إنجليزي تحتوى علي عدة قاعات وفصول دراسية .. ومباني لداخلية الطلاب ومكاتب للمعلمين
ملحق بمطبخ وسفره . وتحتوى علي العديد من المعامل والمكاتب وكانت هذه المعامل تزخر بالعديد من الأجهزة والمختبرات ..
مجهزة بأحدث المعدات والوسائل المعملية الحديثة التي كانت تفوق معامل الجامعات والمعاهد العليا..
وكان يشرف عليها مختصون وخبراء في هذا المجال.
ولكن كل ذلك تداعي وتلاشي عبر أزمنة سحيقة عصفت بها رياح هالكة حملت في ذراتها خلايا الإهمال والدمار الشامل
فأفسدتها وهوت بها إلي مجاهل الظلمات والدرك
السحيق فانهارت أهم بنية تحتية للتعليم الصناعي بالحصاحيصا.. فأصبحت المدرسة الصناعية في لمحة من الزمن كالحة الوجه عبوسة الملامح..
كئيبة المنظر والمظهر .. تداعت مبانيها وانهارت فصولها وتمزقت أوصالها أصبحت كقفر سحيق مغلفة بالأحزان والآلام أصبحت الصناعية تعيش
في عزلة متناهية ..


حالها كحال الصناعة في هذا البلد تعيش مرحلة الانحطاط والتشظى وتعود القهقرى رغم تطور العالم وتقدمه في عصر


العولمة والتكنولوجيا (صناعياً) إلا أننا علي النقيض .. نعيش في مرحلة الدمار والتدهور المريع لم نترك في مجال التقدم الصناعي أي
بصمة سوى بصمة الإهمال والتخلف .. وها هي المدرسة الصناعية تقف شاهدة علي عصر الدمار والإهمال المريع ..
كانت المدرسة الصناعية جوهرة المدارس .. وأجمل الحقول العلمية دمرت بأسباب الفساد وهوان أولي الأمر .. في عصر الجهل الإداري ..
وهذه العقول السلطوية التي أفسدت بهجة الحياة ولم تنهض بها .. بل دمرتها وسوت بها الأرض في قسوة وغلظة لم تشهدها البشرية
التي احترمت تاريخها وإرثها وحافظت عليه بأسنانها ونواجزها.. فإن الذي احترمته البشرية ورعته شعوبها دمرناه نحن بأيدينا والسؤال
الذي يفرض نفسه لهؤلاء الناس لماذا دمرتم المدرسة الصناعية التي كانت ترمز للحصاحيصا ؟ وهي أحد أسباب نهضتها وتقدمها الصناعي والتكنولوجي ..
لماذا ضاعت هذه المدرسة الفنية في ظلمات الليالي الحالكة وتركتموها تهيم في دياجي الأسى والبؤس؟؟! لما ألبستموها ثياب العدم والهوان؟؟
لماذا جعلتموها تائهة ضائعة حائرة بلا دليل .. ماذا جنت لكم هذه المدرسة؟؟
لماذا جعلتموها حزينة العينين غريبة الوجه واليد واللسان ؟؟ ...



لماذا أعدمتم معاملها وفصولها وداخلياتها وأقسامها؟
لماذا قطعتم شريان الحياة العلمي الذي كان يغذي الجامعات بالطلاب والمهرة والعباقرة المهندسون؟
لماذا جنيتم عليها فضاقت عليكم الأرض بما رحبت؟؟


فاخترتوا أرض الصناعية ومساحتها لتجعلوها ضيعة .. من الذي جعلكم تستبيحون أرضها وتوزعوها قطع سكنية لمحسوبيكم ومنسوبيكم ...
من الذي أعطاكم الحق .. أن تجعلوا المدرسة سكناً لأهلكم وذويكم .. من موظفي المساحة والأراضي وكل إدارات المحلية وقادة المؤتمر الوطني ..
الذين وزعوها علي أقاربهم وذويهم واشتروها بدراهم معدودة .. وبضاعة مزجاة باعوها في سوق النخاسة وتقاسم ريعها السماسرة ..
وأصحاب اليد الطولي في مكان اتخاذ القرار.. وتم توزيع وبناء كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية وداخلية البنات ..
هكذا أعدوا عدتهم لنهش أوصالها وتمزيق جسدها ولم يعيروها اهتماماً .. لم يعطوا هذه المدرسة أي مليم من بيع
القطع السكنية المستقطعة من مساحتها .. وظلت المدرسة تبكي بعيون الأسى والإهمال فأدمعت عيونها كالمطر الهطال ووالت البكاء علي الأطلال والدمار.

نعم إنهم انتزعوا حق أصيل لا يستحقونه.. جنوا علي المدرسة الصناعية .. في الليل البهيم ..
فأظلموا مناحيها وهي التي كانت تنير بصيرة العالمين .. بالعلم والتقدم والتفوق والنبوغ والعبقرية ..
فتم تدمير معاملها وأقسامها وصارت أثراً بعد عين .. وتركوها كمدينة الأشباح في العصور الحجرية السحيقة ..
أصبحت كأنها منطقة حروب ونزاعات .. انظروا لحالها البائس يعجز الزمان أن ينطق فمه بكلمة حق من وجه سلطان جائر ..
فهي جريمة اشترك فيها وزراء التعليم والحكام ومدراء إدارات التعليم .. وأهل الحزب الحاكم .. هم الجناة ..

الذين لم يسعوا إلي تأهيل المباني وترميم الفصول ذات الأسقف المنهار .. فلم تحرك فيهم هذه الأطلال البالية أي ساكن لترميم وتأهيل وتسوير
المدرسة الصناعية حتى تعود الحياة إلي أقسامها. وتعود المياه إلي مجاريها ولكن للأسف .. أصبحت المدرسة حتى الآن ..


ضيعة لأهل الحزب الحاكم .. وهي مورد استثمار ومنفعة لذويهم .. وآخرها في زمن الأثافي .. هذه الشركة المجهولة الهوية
التي احتلت مباني المدرسة الصناعية .. بآلياتها المجزرة وعلمنا إنها شركة .. تتبع لجهات حكومية .. لشخصيات نافذة في الدولة
وهي تعمل في مجال تصنيع الأعمدة الكهربائية وإن هذه الشركة حددت لإدارة المدرسة فترة زمنية محددة والفترة الزمنية
لإقامتها هي من 1/2/2011م حتى شهر 2012/7م أي إنها حددت فترة 7 أشهر.. وهي موجودة حتى الآن وبلغت إقامتها أكثر من عام ..
وهي التي حفرت خندق في داخل سور المدرسة.. وغمرته بالمياه وصنعت الآلاف من الأعمدة ووزعت إنتاجها وربحت منه ولم توفي
بوعدها بالرحيل من أرض المدرسة الصناعية. ولم تقدم دعمها لبناء السور المتهدم ولم تسعي حتى لإزالة التراكم والمخلفات الأسمنتية
التي خلفتها هذه الشركة المجهولة الهوية التي لم تضع لافتة لاسم الشركة أو مجلس إدارتها.. جعلت الجميع يتساءلون

عن سر هذه الشركة ( السيدة الأولي) من شركات ذات (العماد) التي جابت الصخرة (بالواد)

ولم تسعي لبناء المدرسة ولو ( بالوداد) والشفقة علي حال هذه المدرسة المنهارة وأكيد أن شركة الأعمدة الكهربائية ..
تسعي من خلال تصنيع الأعمدة من أجل أن تنير البلاد .. فكيف لها أن تجعل ساحة المدرسة مظلمة في ليل ضل سالكه ..

ها هي ملامح المدرسة الصناعية التي تعيش في احتضار وارتهال تبكي سوء الحال فأرجو كل من يقرأ هذا المقال وله ذكريات
وله عشرة وإقامة وحنين في داخل هذه المدرسة .. أن يدلو بدلوه.. عن هذه المدرسة ويقيس عليه بما جري لها ..
من دمار وإهمال وآخرها شركة الأعمدة التي شاركت في دمارها ولم تشارك في اعمارها وتعيد للأذهان قصة ثمود الذين جابوا
الصخر بالواد وارم ذات العماد التي أكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك صوت عذاب .. إن ربك لبالمرصاد ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الأديب الحبيب عبد اللطيف مساء الخير
أشكرك على مواضيعك الهادفة التى تشبه فى روعتها مواضيع حبيبنا الشائقى
وأشهد لقد تخرجوا لنامن هذه المدرسة العريقة مهندسين لا يستهان بهم فى السبعينات وهم أكبر منا سنا
وكنت أسمع منهم الحصاحيصا الصناعية
أتمنى أن يعود لها ذاك المجد
مودتى

الأستاذ / عبد اللطيف مساعد التحية لك وأنت دائما تحمل هم وحزن هذا المدينة الذي طال ، ولم تترك لنا شيئا فكلماتك متتابعة وبليغه وخلابة
وذات شجون وألم وتأوهات وحزن علي هذا الظلم وهذا الأهمال وافيدك بأنني أحد الذين عاشوا أيام نهضة هذه المدرسة وقد تخرج الكثيرين
من هذا الصرح الذي كان عملاقا وهذه الاكاديمية والله كانت لاتقل روعة وجمالا من الكليات العالمية ودائما كل أهل الحصاحيصا كانوا يحضروا
حفلات التخرج وكان يقدم للضيوف مأدبة عشاء ضخمة وحفلات غنائية صاخبة . وكان لها فريق كرة قدم بل منتخب كانت تهابه كل فرق الدورة
المدرسية وكان هذا المنتخب يغذي كل فرق أندية الحصاحيصا .. فحرام والله ما يحدث أن تدفن هذه الأكاديمية في غياهب هذا الزمان وتنسي هذه
الجامعة التي خرجت كثيرا من المهندسين الذين اِنتشروا في كل مدن العالم والفضل لهذا الصرح العملاق الذي تم التعدي عليه في ضوء النهار
وكان هناك أخي معهد المعلمين كان بالقرب من هذه الكلية وقد خرج الكثير من المعلمين الذين جابوا جميع مدن البلاد لينهل أبنائنا من علمهم
أرجو أنا لا يكون قد تم الغدر به أيضا .. وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة اِِلا بالله العلي العظيم ... التحية لك أخي عبد اللطيف

فووووووووووووووووووووووق

والله وخز الابر اقل الما من حال مؤسساتنا التعليمية ولانعرف لماذا لم يستثمر المشروع الحضاري في البنية التحتية التعليمة فالبيئة المحيطة بالمدارس تعكس نفسية القائمين علي امر التعليم ندمر الف شجرة لنحتطب ويكون غرس شجرة واحدة يحتاج للجنة تنبثق منها عدة لجان وهكذا الحال دواليك في كل منوال

تسلم اخي علي هذا البوست

موفق