مريخ ما بعد الوالي

مريخ ما بعد الوالي

الوالي رئيس طوالي هذه نغمة ظل يرددها انصار المريخ احتفاء وفخار بعطاء الرجل لنادي المريخ لأكثر من عقد من الزمان ، تخللت تلك الفترة بعض لجان تقشف سرعان ما تترك المشهد بعد اول فاتورة كهرباء او لجان تسيير يكون الوالي على راسها ، حتى وصل الامر لبروز مانشيتات مريخيه عريضة تقول (مريج جمال ) وليس جمال المريخ او مريخ الجمال .
وان كان هذا الوصف يعني شيء من التعظيم لجمال واقلال من شان المريخ في ظاهرة ، ولكنه في نظر كاتبه عرفان بفضل الوالي .
كان جمال الوالي في كل مرة يقدم استقالته وتتدخل جهات لتسنيه عن تلك الاستقالة ، ويستقيل ويعود ويستقيل ويعود والساقية لسه مدورة .
يذهب جمال ومن معه ويأتي جمال بوجوه اخرى ويظل جمال هو الرئيس وهو من يقرر وهو من يصرف وبقية الاعضاء تقوم بإصدار بيانات الشجب والادانة كلما دعا الامر الى ذلك ، ولا شيء اكثر من ذلك . أي المريخ في عهد كان مسرح الرجل الواحد .
قبل نهاية هذا العام تم قبول استقالة جمال الوالي بعد ان ظلت الاستقالة معلقة مع وقف التنفيذ لأكثر من خمس اشهر بسبب ان الوقت غير ملائم اضافة الى تقدم المريخ في البطولة الافريقية واقترابه من نهائي البطولة والذي لو تحقق لكانت الاستقالة لا مكان لها في فكر الوالي ولكن الخروج الافريقي وضياع حلم الكاس جعل الاستقالة موضع التنفيذ .
بعد شد وجذب ورفض وقبول من المختارين للجنة التسيير المريخية تم تكوين اللجنة بعد مخاض عسير ، وجاءت اللجنة على غير العادة من كفاءات ادارية ولكنها خالية من اللوردات اصحاب المال والنفوذ ، (العين بصيرة والايد قصيرة ).
جاءت لجنة التسيير في وقت لا مكان فيه لالتقاط الانفاس ، فأزمة الانسحابات وختام الموسم بالإضافة الى التسجيلات وتدعيم الفريق وعقد المدرب فكلها قضايا لا تحتاج الى تأجيل ، وان كانت ازمة الموسم لعبت دور كبير في التفاف القاعدة المريخية مع لجنة التسيير ، وخاصة ان القضية لا تحتاج الى جانب مادي .
فالكاردينال وبقرار الانسحاب هذا خدم المريخ مرتين بان منحه البطولتين بالمجان ، وان جعل القاعدة المريخية تقف مع لجنة التسيير برغم عجزها في انجاز ملف التسجيلات من حيث اعادة قيد اللاعبين الذين انتهت فترتهم او حسم امر التجديد لغارزيتو او دعم الفريق واحتياجاته الفنية ، وملف المحترفين .
الواضح ان المريخ سوف يعاني هذا الموسم بعد ذهاب الوالي من حيث احتياجات الفريق المادية ، بل المعاناة بدأت من الان وعدم القدرة على سد الثغرات الفنية بالفريق وخاصة في الخط الخلفي ، وذلك بسبب المال .
صحيح انه تم تدعيم لجنة التسيير ببعض الراسماليين (سوداكال ) ولكن هذا غير كافي وخاصة ان سوداكال يبحث عن الاضواء في المريخ لا اكثر ، ولن يصمد طويلا بل انه اعلنها من الان بانه لن يترشح للانتخابات القادمة .
ان رهان المجلس الحالي على اكتساب العضوية رهان منطقي نظريا ولكنه غير واقعي ، فالتجارب تقول فشل الجماهير في دعم وتسيير امور الاندية ، صحيح ان للمريخ جماهير تسد قرص الشمس ، كثيرون حين تعدهم ولكنهم في تحويل الرصيد قليل ، وفي اكتساب العضوية اقل .
يظن كثيرون انه بعد اعادة صياغة كشف العضوية واكتسابها ، سوف يكون هنالك تنافس على رئاسة المريخ ، لكن الواقع يقول ان لجنة التسيير هذه سوف يعقبها لجنة تسيير اخرى ، الا اذا ترشح الوالي مرة اخرى فهنا الامر يختلف .
بالوضع الذي تسير عليه الامور الان فان المريخ سوف يشهد معاناة فنية ومالية كبيرة ربما افقدته الوصافة العام القادم ، هذا اذا لم تغيير الجماهير علاقتها بالنادي ، او عاد جمال الى الرئاسة مرة اخرى .
فاذا كانت تأخر بعض الحوافز ادت الى انفجار الاوضاع وتمرد بعض اللاعبين ورفضهم السفر في مباريات تعتبر حصادا للموسم ، بل ان غارزيتو قال انها السبب الرئيسي لخسارة المريخ في لوممباشي ، فكيف حينما تعجز الادارة عن دفع رواتب اللاعبين ؟
ان اراد اهل المريخ لفريقهم الاستقرار فعليهم من الان ان يدقوا صدورهم بدعم فريقهم ماديا قبل كل شيء والا انهم موعودون بموسم استثنائي يفقد فيه المريخ كل البطولات ، ويعود لمربع اقالة المدربين وشطب اللاعبين .
حالة من التشاؤم بحال المريخ تتسرب عندي في ظل اعراض الجماهير عن دعم النادي مادياً ، والاكتفاء بالتشجيع من المدرجات او مواقع التواصل ، المريخ يحتاج ابنائه في هذا الوقت بالتحديد .
شترة
اني ارى شجرا يتحرك