الـــــــصـــــــــــــلاة وفـــــضـــــــائــــــــــــلهــــــــــــا

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي وصحبه وسلم .. من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
الحمد الله الذي يسر لنا سبل السلام وراحة النفس ، وتفريج هموم النفس ، وتفريح القلوب ، وشرح القلوب . وهذا كله يوجد
في الصلاة كما أخبر المصطفي رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم في الحديث الذي رواه اِبن ماجه عن ثوبان رضي الله
عنه (( وأعلموا أن خير أعمالكم الصلاة )) وللوقوف بين يدي الله في الصلاة أسرار عظيمة في جلب الصحة والعافية قال جلا وعلا
( اِن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ) العنكبوت 45 والصلاة هي الشفاء الأكيد للنفس
فقد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه اِذا حزن من أمر فزع الي الصلاة ، كما اِنها علاج فعال للجسم أيضا . فقد روي اِبن ماجه
من حديث مجاهد عن أبي هريرة قال ( رأني رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا نائم أشكو من وجع بطني ، فقال لي : يا أبا هريرة
أيوجعك بطنك ؟ قلت نعم يا رسول الله ، قال قم فصّل ، فأن في الصلاة شفاء ) اِن الصلاة عملية حيوية ترتفع بأداء وظائف الاِنسان
النفسية والبدنية الي أعلي مرتبة ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما رواه أحمد ( اِنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب
أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فهل يبقي من درنه شئ ؟ فالصلاة بحق نموذج نوراني يؤكد عظمة المنهج القرأني لهذا الدين
وقد جاء في كتاب الاِستشفاء بالصلاة للدكتور زهير رابح اِن الكورتيزون الذي هو هرمون النشاط في جسم الاِنسان يبدأ في اِزدياد
وبحده مع وقت دخول صلاة الفجر ، ويتلازم مع اِرتفاع منسوب ضغط الدم ، ولهذا يشعر الاِنسان بنشاط كبير بعد صلاة الفجر بين
السادسة والتاسعة صباحا . لذا نجد هذا الوقت بعد صلاة الفجر هو وقت الجد والتشمير للعمل وكسب الرزق ، وقد قال رسول الله
صلي الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي واِبن ماجه والأمام أحمد ( اللهم بارك لأُمتي في بكورها ) كذلك تكون في هذا الوقت أعلي
نسبة لغاز الأُوزون في الجو ولهذا الغاز تأثير منشط للجهاز العصبي وللأعمال الذهنية والعضلية ونجد العكس من ذلك في وقت
الضحي ، فيقل اِفراز الكورتيزون ويصل لحده الأدني فيشعر الاِنسان بالاِرهاق مع ضغط العمل ويكون في حاجة اِلي راحة ويكون
هذا بالتقريب بعد سبع ساعات من الاِستيقاظ المبكر ، وهنا يدخل وقت صلاة الظهر فتؤدي دورها كأحسن ما يكون من بث الهدوء و
السكينة في القلب والجسد المتعبين .. هذا وأصلي علي خير الخلق أجمعين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .. وللحديث
بقية وسنواصل اِنشاء الله

الله الله
اخي الشريف كلام جميل وحديث مرتب وفهم عالي
سالت ربي يكتبها لك في ميزان حسناتك ونحن مرابطين
هنا ننتظر بقية الحديث الجميل الشيق الذي يذكرنا بالصلاة
وفضائلها

غفر الله لك أخي أبوعمر علي كلماتك الأنيقة ودائما سباق للخير . وكنت علي وشك المواصلة بالبوست
بعد كلماتك التي تجدد النشاط ولكن للأسف بقي لصلاة الفجر دقائق معدودة . وسنواصل اِنشاء الله .

تكملة للصلاة وفضائلها فبعد صلاة الظهر ودورها في بث الهدوء والسكينة في القلب بعدها يسعي المسلم الي طلب
ساعة من النوم تريحه وتجدد نشاطه ، وذلك بعد صلاة الظهر وقبل صلاة العصر ، وهو ما نسميه ( القيلولة ) وقد قال
عنها رسول الله صلي عليه وسلم فيما رواه اِبن ماجه عن اِبن عباس ( أستعينوا بطعام السحر علي الصيام وبالقيلولة
علي قيام الليل ) وقال صلي الله عليه وسلم ( أقيلوا فاِن الشياطين لا تقيل ) وقد ثبت علميا أن جسم الاِنسان يمر بشكل
عام في هذه الفترة بصعوبة بالغة ، حيث يرتفع معدل مادة كيميائية مخدره يفرزها الجسم فتحرضه علي النوم ويكون
هذا تقريبا بعد سبع ساعات من الاِستيقاظ المبكر ، فيكون الجسم في أقل حالات تركيزه ونشاطه ، واِذا ما اِستغني
الاِنسان عن نوم هذه الفترة فاِن التوافق العضلي العصبي يتناقص كثيرا طوال هذا اليوم ، ثم تأتي صلاة العصر ليعاود
الجسم بعدها نشاطه مرة أخري ويرتفع معدل ( الأدرينالين ) في الدم فيحدث نشاط ملموس في وظائف الجسم خاصة
النشاط القلبي ، ويكون هنا لصلاة العصر دور خطير في تهيئة الجسم والقلب بصفة خاصة لاِستقبال هذا النشاط المفاجئ
والذي كثيرا ما يتسبب في متاعب خطيرة لمرضي القلب للتحول المفاجئ للقلب من الخمولة الي الحركة النشطة .
وهنا يتجلي لنا السر البديع في توصية مؤكدة في القران الكريم بالمحافظة علي صلاة العصر حين يقول المولي عز وجل
( حَافِظُوا عَِلي الصّلواتِ وَالصّلاةِ الوُسطَي وَقُومُوا لِله قَّانِتينِ ) البقرة 238 . فسبحان الله العليم الخبير بخلقه وبعباده
وسنواصل يا أبوعمر اِنشاء الله

عودة لتكملة فضائل الصلاة : فقد ذهب جمهور المفسرين الي أن الصلاة الوسطي هنا هي صلاة العصر ومع
الكشف الذي ذكرناه من اِذدياد هرمون (( الأدرينالين )) في هذا الوقت يتضح لنا السر في التأكيد علي أداء
الصلاة الوسطي ، فأداؤها مع ما يؤدي معها من سنن ينشط القلب تدريجيا ، ويجعله يعمل بكفاءة أعلي بعد
حالة من الخمول الشديد ودون مستوي الاِرهاق ، فتنصرف باقي أجهزة الجسم وحواسه الي الاستغراق في
الصلاة فيسهل علي القلب مع الهرمون تامين اِيقاعهما الطبيعي الذي يصل الي أعلاه مع مرور الوقت ...
ثم تأتي صلاة المغرب فيقل اِفراز ( الكورتيزون ) ويبدأ نشاط الجسم في التناقص ، وذلك مع التحول من
الضوؤ الي الظلام ، وهو عكس ما يحدث في صلاة الصبح تماما ، فيزداد اِفراز ( الميلانونين ) المشجعة علي
الاِسترخاء والنوم ، فيحدث تكاسل للجسم وتكون الصلاة بمثابة محطة اِنتقالية ..
وتأتي صلاة العشاء لتكون هي المحطة الأخيرة في مسار اليوم ، والتي ينتقل فيها الجسم من حالة النشاط
والحركة الي حالة الرغبة التامة في النوم مع شيوع الظلام وزيادة اِِفراز ( الميلانونين ) لذا يستحب للمسلمين
أن يؤخروا صلاة العشاء الي قبيل النوم للاِنتهاء من كل مايشغلهم ويكون النوم بعدها مباشرة وقد جاء في مسند
الاِمام احمد عن معاذ بن جبل لما تأخر رسول الله صلي الله عليه وسلم عن صلاة العشاء في أحد الأيام وظن الناس
انه صلي ولن يخرج فقال عليه الصلاة والسلام أعتموا بهذه الصلاة ــــ أي أخروها للعتمة ـــ فقد فضلتم بها علي
سائر الأمم ولم تصلها أُمة قبلكم .. ولا ننسي أن لاِفراز الميلانونين ) باِنتظام صلة وثيقة بالنضوج العقلي والجنسي
للاِنسان ويكون هذا الاِنتظام باِتباع الجسم لبرنامج ونظام حياة ثابت ، ولذا نجد أن الاِلتزام بأداء الصلوات في
أؤقاتها هو أدق أسلوب يضمن للاِنسان توافقا كاملا مع أنشطته اليومية مما يؤدي الي أعلي كفاءة لوظائف أجهزة
الجسم البشري .. فنسأل الله أن يعيننا علي شكره وذكره وحسن عبادته . هذا والصلاة والسلام علي رسول الله ..