ما دوامة ( مافي صور )

كتبت الاخت الصحفية هويدا المكي
ويا ريت نقراء رايك ان كنت من العذابة المعذبين ولا المتزوجين المتعذبين
بس خلونا كل زول يقول رايو وبصراحة دون جدليه لا تسمن ولا تغني من مرة



ظهرت في الآونة الاخيرة أشكال جديدة للزواج منها (العرفي، الايثار ، المصلحة وغيرها) واصبحت واقعاً في مجتمعنا الا انه يقابل بالرفض يا ترى قيمنا ومبادئنا هي التي تتحكم في ذلك ام انها زيجات محكوم عليها بالاعدام ويتبعثر عشها من اول نسمة ريح ،لكن بالرغم من ذلك فنجد من رحب بالفكرة ومن تبرأ منها وفي هذه المساحة استطلعت الصحافة بعض الآراء عن زواج المصلحة الذي اخذ حيزا كبيرا في هذه الفترة ، فلنتابع حصيلة الآراء ومنهم استاذ علم النفس اسامة الجيلي وقال إنه ووفقا وانطلاقا من علم النفس فان الانسان دائما يبحث عن نواقصه ولكن موضوع النواقص اصلا مبني على طريقة التربية والتنشئة ومدى تجذر القيم في الفرد ، فقد يكون النقص ماديا او نفسيا او اجتماعيا او غيره، فمثلا الطفل الذي ينشأ في اسرة مفككة ومضطربة فاقدا للعطف وحنان الاب والام يكون مصابا بشرخ في التركيبة النفسية ممثلة في النقص العاطفي وعندما يكبر ويصل سن الزواج يتملكه احساس بأن الذي يكمل نصفه الآخر يجب ان يكون في سن الام او الاب لذلك يسعى جاهدا انطلاقا من هذا النقص ليسده، وآخر قد يكون نشأ وترعرع في اسرة لكن الاسرة وعبر اساليب التربية المعروفة لديها غرست في نفوس ابنائها بان السعادة دائما مرتبطة بالجانب المادي وان امتلاك الاشياء او اقتناءها يجب ان يكون جزءا من حياة الفرد دون النظر الى العواقب فمثل هذا الشخص يتملكه احساس بأن اكمال هذا النقص يتمثل في الجوانب المادية لذلك يلجأ الى الزواج فنجد شخصاً يتزوج ولا ينقصه شيء لا مادي ولا نفسي ولا معنوي لكن ظروفاً معينة هي التي وضعته في هذه الحالة وقد يكون فعله على قناعة تامة بأن السعادة في هذا الزواج بهذا الشكل وهذه الطريقة، وقد يكونان سعيدين برغم الاختلاف بينهما. كذلك نجد تغييرا في شكل الحياة الاجتماعية وهذا التغيير يصحبه تغيير في نظرة الشباب لكافة اوجه الحياة بما فيها الزواج فنجد اغاني البنات تعبر عن واقع بعض النظر عن كلماتها والكلمة هي مفتاح وتيرمومتر تقاس به ثقافة المجتمعات لكن مثل هذا الزواج غابت عنه القيمة الاساسية فالهدف من الزواج تكوين اسرة مستقرة اساسها التفاهم بين الزوجين وهو الاساس لآباء وامهات المستقبل.
وكذلك تربية وتنشئة الابناء بصورة سليمة بالتأكيد هذه الاشياء تحتاج الى مقومات تعينها على هذه المهمة فاذا كان الاساس الذي قامت عليه الاسرة هو المصلحة فأتوقع متى انتهت المصلحة او تقاطعت ان تنهار الاسرة ويضيع الابناء في دوامة الحياة فاقدين لحنان وعطف الاب والام الذي قد يشكل شرخا او صراعا نفسيا وتكون عواقبه وخيمة ويكون صعب العلاج.
مودة مجذوب: طالبة بجامعة التقانة :
سألناها عن الفكرة فأبدت رفضها لها جملة وتفصيلا لأنه زواج لا يدوم ، فالزواج حياة مقدسة كريمة اكبر من ان يوضع تحت اسم المصلحة لأن المصلحة تنتهي وبذلك يفقد الزواج قدسيته وينهار لأبسط الاسباب لهذا ادعو كل الشباب والشابات لرفض هذا الزواج جملة وتفصيلا.. اما الشاب عصام محمد موظف قال اصبحت المادة عند البنات هي اهم شيء والجهل بالجانب الديني فمثلا اذا جاء شاب يطلب يد شابة للزواج اولا الاسرة تسأل عن وضعه المادي بدلا من الاهتمام بالجانب الديني وارى ان الاهل متمسكون بقيم وعادات قديمة ليست في مقدور شباب الزمن فمثل هذا الزواج بمجرد انتهاء المصلحة تكون نهاية الزواج لأن اساسه تم على المادة التي بني عليها الزواج من احد الطرفين.
اما غادة الحسن - ربة منزل:
فقالت للأمهات دور في الرفض او القبول في مستقبل ابنائهن ، زواج المصلحة لا يدوم ولو دام لا يتذوق الازواج طعما للسعادة لأنه مبني على غير الحب والمودة ولو فقدت هذه الاشياء فإن الزوج يستغنى ببساطة عن هذه الزوجة وتكون هي الضحية و نصيحتي للمرأة التي تبحث عن المصلحة ان لا تثق في الرجال لأن المثل يقول: (يا مؤمن الرجال امن الموية في الغربال).. في كل الأحوال تكون الزوجة ضحية لطموحاتها هي أو اهلها و حتما ستسمع (انت دخلتي على طمع) الزوج يعيرها بهذا الزواج او يطلقها اذا لم ينفذ الاهل وعدهم له لذلك اوصي الاهل والابناء والبنات بالابتعاد من هذه الصفقة الخاسرة. وانا شخصيا اذا كانت لي بنت او ابن سأرفض رفضا باتا ان تتزوج بهذه الطريقة التجارية والعشوائية ولا ارضى لها ان يتزوجها من اجل تحقيق طموحاتهم بهذه الطريقة فبالتأكيد ستنقلب حياتهما الى جحيم بسبب المادة او فارق السن او الفارق الاجتماعي بينهما. ولماذا لا نعمل بقول الله سبحانه وتعالى: (وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم).
اما علي آدم : سألناه:
ما هي الاسباب التي تجعل زواح المصلحة يدوم ولا يدوم ، فأجاب هذا الزواج من وجهة نظري يمكن ان يدوم وان لا يدوم ومن الاسباب التي تجعل مثل هذا الزواج يدوم اذا انبنى منذ البداية على تفاهم وصراحة بين الطرفين نسبة للضغوط الاقتصادية فمثلا الاشياء التي تجعل الشباب يطرقون هذا الباب كثيرة ، فالشباب لا تتوفر له فرصة العمل لكي يبني مستقبله ، فعندما يفشل يلجأ لهذه التجربة كجزء من الحل اما بالنسبة للبنت فهي تخشى تقدم سنها وبالتالي سيؤثر عليها سلبا اما عدم دوامه وهذا الاحتمال الارجح فيرجع غالبا إلى غياب الارتباط الوجداني و الصراحة او اذا اخفى طرف دوافعه الحقيقية المتمثلة في المصلحه من الزواج. اما محمد حسن قال ان الموضوع المطروح معاش الآن في مجتمعنا لأسباب موضوعية اهمها الظروف الاقتصادية المتردية وظروف الشباب الصعبة وعدم وجود فرص العمل والوظيفة التي اضحت حلما يراود الخريج ، اما اذا تكلمنا عن الشباب فالموضوع حساباته كبيرة وفي غاية التعقيد لأنه بحسابات الرجل السوي ان الاصل في الزواج عقد شرعي يحق بموجبه ان يصرف على هذه الزوجة وعلى عياله وعلى الزوجة واحيانا يجب القيام بها مع توفر الاحترام اما النظرة المادية فهي نظرة قاصرة لأن المادة لا تدوم.