خــطــرفـــــــات

سلام الله عليكم و عليكن أجمعين ...... مارين من هنا أو مقيمين

قبيل ايام .. كنت في رحلة عمل على متن احد ( البصات السياحيه) فصادف ان كان الاخ (مضيف البص) صاحب زوق رفيع .. فعندما تحرك ذلك الباص ميما وجهه
الي حيث نريد اضاءت الشاشات و ما كان مني الا ان منيت النفس بنومة اهرب اليها من ( هوابط الفن) و سواقط الزمن العجيب .
فدفعت بوجهي الي( مسند الكرسي الامامي و اسندته زراعي الايمن باحث عن نومة تذهب عني الاذى القادم ) فؤجئت بصوت اذاعي لشيخ يتلو علينا دعاء السفر
فرفعت راسي لاجد على تلك الشاشة دعاء السفر مكتوبا على فيديو ولا اروع والوان وتنسيق وصوت شجي . تسمرت عيناي مرغمتين على تلك الشاشه و بعد ( طول بحلقة)
انتبهت و انا اسأل نفسي ( كم لبثت؟) ... فنظرت حولي لاجد الاجابة ( الكل وجوم ) ينظرون الي تلك الشاشات وهي تجود باشهى الاطباق و صاحبنا ( المضيف)
يتنقل عبر المواد باحترافية طباخ ( خمس نجوم) يصوغ مائدة من اشهى ما تشتهي الانفس ..........
وانا في غمرة تلك الاندهاشه .. لم اشعر ( بما لبثته) ورحت لابث تاااااني ...
والمره دي ...
اذكريني يا حمامه كلما ساجع ترنم بي هواي وحب جمالك
اذكريني يا حمامه كما هطلت غمامه في مساءك أو في صباحك ..... في غدوك أو في رواحك
كلما بارق (تبســــــم ) أو نسيم الصبح نـــســـــم

و يواصل عتيق في رائعته الشعريه

و انتي يا الكاحلك نعاسك
يذدري الاغصان مياسك
حظي ذي ليل فرعك اسحم
و الجحيم من هجرك ارحم ......... (أعوز بالله )

وكل الابداع ده بصوت المطرب ( جمال ود مصطفى)

هذا المضيف ( النضيف) زوقا واحساسا عمل لي ( استعادة نظام ) إجباري مع سبق الاصرار و التقصد ...
خصوصا واني ( في الاوانه الاخيره) ابتعدت عن الدنيا حبه بسبب احساسي بانها ما بتستحق كل الاهتمام والجري والتعب خصوصا وانك بتشوف كل يوم أثار
الانهيار الجسدي المرسوم على تقاطيع وشك والالوان البيضاء اللي كل يوم غصبا عنك لكن بهدوء القناص بتصبغ راسك و محاولاتك المستميته في انك تقنع نفسك و تحاول تقول بكل اليات
الفول والفعل ( انك لسه في عز الشباب ) والحال يغالط الافعال والمقال ...
وانا في غمرة ( جـــــااااااري الاستعاده )!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !
أخش في ( مود تااااااني ) و نسيم المكيف العليل يحمل نسمه ابداع أخرى عندها احسست بان الزمن قد توقف رغم احاسي بان السياحي يقدل وهو سعيد بالاحاسيس التي انسابت في جوفه
والسعادة التي تدفقت في دواخله ....

نسمة ابداع انسابت تحمل ( كلمات ليست كالكلمات)
رفرفي في روضة الافق الجميل و تغني
وانشدي محبوبكي عند الاصيل و تأني
فهي ان تسألك عن الصب العليل فهو عني
يا عروس الروض ياذات الجناح يا حمامه

خبريها أن قلب المستهام ذاب وجدا
و اسئليها كيفذياك الغرام صار صدا
فغرامي لم يعد فيهاغرام قد تعدا
يا عروس الروض ياذات الجناح يا حمامه

والمره دي زبت في صوت المطرب الجميل ( عاصم ود عمكم البناء) وهو يطلق الشجن ويحرر العواطف من قيود الواقع بحنجرته الطروب
و احساس آخر بتوقف الزمن عندما توقف البص السحري وهو يعلن عن انتهاء الرحله و محطة الوصول ...
انتابني احساس بالضيق وانا ابتعد مكرها عن باب البص واسمع صوت الاستاذه عافيه حسن وهي تودعنا .....


ياحنين ذي عش العصفور
معروش بالنور كلو محنه
يا الشلت حلاة كل الحلوين
ما سبت وراك زول يتحبا
يا حنين

الكلمات دي حسيت كانها بتقصد المضيف الشفيف المرهف ده.

ابتعدت بتثاقل ميما صوب موقف التاكسي مرت بجاني ركشه تلوث الاجواء بدخانها الابيض وتلوث كذلك اسماعنا بصوت مكبراتها العالي بصيات وجياط و موسيقى و فايروس خلت كتف الغناء ميل ( ده اسمو منو ...... سكان وين .....جنسو شنو ......لاحول الله) قابلني بوجهه الممسح وشعره المفلفل قائلا ( السوق يا خال )
رديت عليهو قائلا في سري و مسرعا خطواتي ( اعوزبالله لاحول ولا قوة إلا بالله)

الفاضل الطيب عبدو سردك للقصه جعلني أعيشها ، تأتي علي الإنسان في لحظة من اللحظات يود أن يكون منعزل عن العالم ليكون في عالمه الخاص ليبتعد قليلاُ عن أجواء وضجيج العالم الذي بات يعج بكل أنواع وصخب الموسيقي والأغاني التي أصبحت مصدر إزعاج اكثر من أنها تهديئ وتروح عن النفس تعب وهموم الحياة
الحياة تحتاج أحياناً إلي القليل من الخيال والدهشة والرومنسية لمتزجها جميعاً وتكون لحظة جميلة رائعه تخطف الأنفاس لتستمر الحياة بالحلم الجميل والرقه المناسبه في خيال كل شخص مهموم
لك تحياتي