حميدتي ومعارضة بت حلال

المت بيوسف أزمة مالية حادة اضطرته لبيع جميع ممتلكاته ، تبقت ليوسف عمارة واحدة فشل في بيعها ، لأنه ظل يطلب فيها مبلغ ستة مليون جنية بالتمام لا يريد ان يتزحزح من هذا المبلغ الخرافي .
بعد عدة شهور وبعد ان ياس يوسف من بيع العمارة جاءه مشترون للعمارة ، ووافقوا على دفع مبلغ ثمانية مليون جنية ، يوسف لم يصدق نفسه بهذا العرض وخوفا من السماسرة الذين يعلمون اقصى اماني يوسف فيها .
اخذ يوسف المشترين الى بيته ليبعدهم من السماسرة حتى تكتمل البيعة بسلام .
ترك يوسف المشترين بالديوان ليقوم بواجب ضيافتهم اولا ، وفي ذلك الاثناء احس والد يوسف بوجود ضيوف بالديوان فذهب ليستطلع الامر .
احضر يوسف العصير ولكنه تفاجا بعدم وجود المشترين ، فذهب ببصره نحو والده وقال له كان في ناس هنا فاتوا وين ؟
الوالد : وببرود انجليزي طلعوا .
يوسف يا (يابا ) قلت ليهم شنو ؟
الوالد تكلمت معهم وعرفت انهم يريدون شراء العمارة ، فسالتهم عن المبلغ الذي تم الاتفاق عليه ؟ فقالوا ثمانية مليون جنية .
فقلت لهم ولدي كان طالب فيها ستة مليون وما لاقي من يشتريها ، وبعد ذلك رايتهم يخرجون ولم ينتظروا العصير حتى .
قال يوسف لوالده بغضب ( يابا عليك الله انت ود حلال ) ؟
ونحن ذات العبارة التي قال يوسف لوالده للذين ينتقدون قائد قوات الدعم السريع (حميدتي ) في مطالبته برفع الحظر عن السودان مقابل جهوده في مكافحة جرائم تهريب البشر والهجرة غير الشرعية ) . مستندين في نقدهم على ان مثل هذا التصريح يجب الا يصدر من حميدتي وتارة يقولون ان هذا يعطي حميدتي شرعية امريكية ويطوي ملف جرائمه في دارفور .
ويقوي شوكته ويزيد من نفوذه .
وهذه ليس المرة الاولى التي يطالب فيها حميدتي بمثل هذا ففي مؤتمره الصحفي الذي عقده قبل اشهر قال حميدتي ان مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر لن تكون بالمجان فنحن ندفع ثمن ذلك غاليا بفقدنا لبعض قواتنا جراء ذلك .
وللذين ينتقدون حميدتي في تصريحاته التي يطالب برفع الحظر عن السودان او ايقاف جهود قواته في مكافحة الهجرة غير الشرعية ، نقول لهم حتى متى نقدم ارضنا وانسانا بالمجان ؟ ففي نيفاشا فرطنا في اكثر من ربع الوطن بالمجان فلا ديون تم اعفاؤها ولا حرب تم ايقافها بل الحرب انتقلت من الميل اربعين الى كادوقلي وابو كرشولا وام روابة وما زالت الحركة الشعبية تحتفظ بفرقتيها التاسعة والعاشرة .
قمنا بتهجير اهالي حلفا بكل حضاراتهم وبدون مقابل لتبني مصر سدها العالي ولم نل الا جحود ونكران مصر بل ان بحيرة السد التي تتمدد في ارض السودان اسمها (بحيرة ناصر ) ولا يحق لنا ان نصطاد منها سمكة .
خضنا حرب اكتوبر 1973 ولم ننل الا نجمة شرف منحت للرئيس مؤخرا في الوقت الذي ينتهك فيه شرف الوطن في حلايب وشلاتين .
خضنا حرب الكويت ونخوض حرب اليمن وبالمجان ، في الوقت الذي تشتعل الحرب في السودان منذ العام 1955 ولم تمد أي دولة يدها بالمساعدة في حل تلك القضية وكان السودان لا ينتمي لهم في شي بل ان دول كانت تعمل على ان تستمر الحرب بالسودان حتى لا يشهد السودان أي تنمية تمكنه من استغلال حصته من المياه .
ان ما قال حميدتي عجز كل المفاوضين عندنا في قوله ، فطوال تاريخنا لم يكسب الوطن من مفاوضيه خيرا ، بل اننا دوما من يقدم التضحيات وبدون مقابل ولا حتى عبارات شكر جزيلا .
بل الدول والحكومات التي تراعي مصلحتها تجدها تعمل على ذلك وحتي هي تحارب او تخاصم فامريكا حينما فرضت الحصار الاقتصادي على السودان استثنت من ذلك الصمغ العربي ، وهاهي امريكا نفسها حينما تعاقب دولة جنوب السودان تستثني بيع السلاح لجوبا .
شترة
يا حميدتي شوف لي معاك لوتري