للسودانيين الكواسر بوادي الدواسر تحيه

فجعنا مساء السبت الماضي برحيل الأخ العزيز نقد الله عبد الحفيظ نقد الله أحد أبناء الغابة الأوفياء عن دنيانا الفانية بعد معاناة مع المرض، وكانت الصدمة كبيرة والحزن عميق.

هرع أهل وأصدقاء الفقيد من كل مدن المملكة إلى أبها لتشييع الجثمان إلى مثواه الأخير والكل يعتصره ألم وحزن عميق والعيون دامعة والكل يردد إنا لله وإنا إليه راجعون.
خففنا نحن خمسة نفر من أهل الفقيد إلى أبها بالسيارة وفي الطريق وبعد تجاوزنا لمدينة وادي الدواسر رن جوال أخينا عبد الحفيظ علي عبد الكريم وكانت الكارثة الأخرى حيث نقل له المتحدث نبأ أن هنالك شخص وقع له حادث أليم على طريق وادي الدواسر ــ أبها واسمه هاشم سيد إبراهيم وأن رقم عبد الحفيظ علي قد وجد في جيب المتوفى ــ رحمه الله ــ كانت صدمتنا أكبر وتضاعف الحزن حيث أن المرحوم هاشم خف بسيارته الخاصة إلى أبها لتشييع جثمان ابن عمه وأخو زوجته إلى مثواه الأخير ولكن روحيهما الطاهرتين صعدتا إلى بارئهما في نفس اليوم وظللنا والألم يعتصر قلوبنا نردد قول الله تعالى: (إنك ميت وأهم ميتون) وقوله تعالى : (وما تدري نفس بأي أرض تموت).
وصلنا أبها وقبرنا ميتنا نقد الله إلى مثواه الأخير وعدنا جميعاً إلى وادي الدواسر لتكملة إجراءات دفن فقيدنا الآخر هاشم الكل حزين والكل باك والقلوب مثقلة بالألم.
في وادي الدواسر استقبلنا ذلك الرجل ذو الطلعة البهية (وللأقدار شؤون عجيبة حيث إن هذا الرجل هو نفسه من أبلغنا بحادث المرحوم هاشم الأليم. عرفنا بنفسه قائلاً أنا عبد الحفيظ محمد صالح رئيس الجالية السودانية بوادي الدواسر أدخلنا داره العامرة ووجدنا نفراً من السودانيين داخل الدار في انتظارنا خفوا جميعاً لتعزيتنا رددوا على أسماعنا الآيات والأحاديث التي تخفف من وقع المصيبة، كانت وجوه القوم نيرة، تنادوا بعضهم بعضا عبر الجوال وفي دقائق معدودة تجمع نفر كريم منهم أكرمونا كرماً أخجلنا خففوا عنا عظم المصيبة بتذكيرنا بما نعرفه من القرآن والسنة ولكن طعم الموت نحن بني البشر دائما نحس به جديداً في كل مصيبة تحل بنا، كان همنا الأساسي تكملة إجراءات المتوفى وقره إلى مثواه الأخير، قالوا لنا لاتحملوا هما فأهل الوادي والمسئولين فيه يحملون السودانيين في حدقات العيون فتأكد في نفسي السيرة الطيبة التي يتميز بها أبناء بلدي حيثما حلو أو نزلوا ولله الحمد والمنة.
صباح اليوم التالي خرج معنا نفر كريم منهم على رأسهم شيخ العرب عبد الحفيظ محمد صالح إلى مركز الشرطة ثم إلى المستشفى وإلى الأحوال المدنية وفي أقل من ساعتين قضي الأمر قبرنا ميتنا بعد صلاة الظهر وفي المسجد والمقبرة أحاطنا السودانيين بوادي الدواسر (أخوان عبد الحفيظ) كما يحلو لي أن اسميهم حتى لا اسقط أحدهم) أحاطونا برعايتهم وغمرونا بكرمهم الفياض.
ينعقد لساننا يأ أهل الوادي الأخضر عن شركركم والشكر هو أقل ما نسديه إليكم أيها الكرماء الأصلاء الأوفياء وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لا يشكر للناس لا يشكر لله). نكلكم أيها الأوفياء إلى الله أن يجزكم عنا وعن أسرة المرحوم خير الجزاء يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم اللهم لا تحرمنا من هذه الفضائل التي نتفرد بها نحن أهل السودان في علاقاتنا الاجتماعية وتكاتفنا الحميم.

مع الالم اللي في الموقف والحزن بفقدانكم اعزاؤكم اخي عصمت الا ان الموقف يبهج القلب ويطمئنة ان الخير في السودان واهلة موجود وبوفرة ويظهر في لحظات الشدة جبر الله كسركم والهم اهل الفقيدين الصبر وحسن العزاء ولاهل الوادي الجزاء من الله فهم خير سفراء لنا ووجه مشرق نباهي ونفخر به