التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
قريبا
آخر 10 مواضيع
الفقرا العزمو القطر (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 224 - الوقت: 06:16 AM - التاريخ: 01-18-2024)           »          إلى وطني .. لن تأتي العصافيرُ[ (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 654 - الوقت: 06:16 PM - التاريخ: 10-03-2023)           »          كل المواسم يا بلد إطاقَشَن (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 392 - الوقت: 06:11 PM - التاريخ: 10-03-2023)           »          الشوق غلب (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 883 - الوقت: 04:36 AM - التاريخ: 05-29-2023)           »          سلام ومحبة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7744 - الوقت: 08:04 AM - التاريخ: 10-03-2022)           »          «الفقرا» شوق وحنين (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10347 - الوقت: 01:25 PM - التاريخ: 08-13-2022)           »          جمعية الصفوة السودانية تحتفي بتدشين كتاب ذكرياتي مع الشيخ الوالد محمد أحمد حسن بقاعة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10290 - الوقت: 03:00 PM - التاريخ: 07-16-2022)           »          يوم الرحول.. (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6085 - الوقت: 03:36 PM - التاريخ: 07-14-2022)           »          سلام ومحبة (الكاتـب : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 6870 - الوقت: 07:16 PM - التاريخ: 05-08-2022)           »          مبروووك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 7302 - الوقت: 04:33 AM - التاريخ: 08-15-2021)


الإهداءات


العودة   منتديات الحصاحيصا نت alhasahisa > «۩۞۩-المنتديات العامه-۩۞۩» > «۩۞۩-منتدى الادب والثقافة-۩۞۩»

«۩۞۩-منتدى الادب والثقافة-۩۞۩» يهتم بالأدب و المواضيع الثقافية و الفنية

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-11-2013, 01:58 PM
محمد عوض السيد غير متواجد حالياً
Sudan     Male
لوني المفضل Royalblue
 رقم العضوية : 7563
 تاريخ التسجيل : Nov 2010
 فترة الأقامة : 4918 يوم
 أخر زيارة : 02-27-2014 (10:00 PM)
 الإقامة : الحصاحيصا
 المشاركات : 1,858 [ + ]
 التقييم : 41
 معدل التقييم : محمد عوض السيد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
Post قصة قصيرة باكستانية مترجمة - الحذاء الكبير



قصة: كافيري بهات
ترجمة: معاوية يس
(هذه القصة نموذج للقصة الكلاسيكية في شبه القارة الهندية، فهي هندية الشكل والموضوع. تقليدية في شخوصها وطريقة سردها، بل نهايتها. لكنها ممتعة ومُشيقة كقصة من العالم الثالث الذي ننتمي إليه، بل نحلم بأن نكون أداة فعالة لتطويره. لا يعني ذلك أن الهند تفتقر إلى كتَّاب القصة الذين يستخدمون أحدث تكنيكات الكتابة القصصية، لا، فالهند تغص بالمبدعين، خصوصاً في المجالات الأدبية. ويعينها على ذلك اتساع نطاق استخدام الإنجليزية، جنباً إلى جنب اللغات واللهجات المحلية. ومن ذلك أن حركة ترجمة القصص والقصائد المنظومة بلهجات محلية هندية نشطة للغاية هناك. على كل، هذه القصة التي نحن بصددها اليوم تستحق القراءة لأن بيئتها شبيهة ببيئة مجتمعنا). (المترجم)

النص المترجم:

مالت شمس الأصيل للغروب بينما كان السيد جوبيناث براساد يمشي بخطى بطيئة على الرصيف الذي تظلله أشجار النِّيم.. كالعهد به... جمّ الكبرياء والاعتزاز بنفسه، عمامته على رأسه، مرتدياً سرواله الأبيض الناصع البياض، وبدلته السوداء. كان في طريق عودته إلى القرية قادماً من المدرسة.
أفكاره الحالمة تناسب نسمة الهواء الرقيقة التي تلعب بصفيقات "النيم" في تلك المنطقة.. الآن وبعد 26 عاماً قضاها معلماً في المدارس، هاهو ذا يجد في دفتر توفيره البريدي ما يكفي من المال ليحقِّق لزوجته حلمها الذي انتظرت تحقيقه طويلاً.
أم أن الحلم حلمه هو، وليس حلمها؟
عندما وُلد ابنهما براباكار قبل نحو 25 عاماً، قال لزوجته وقلبه يخفق بالسعادة والفرح:
- أريد أن أشتري لك هدية.. أخبريني بما تريدين؟
لكن زوجته ليلافاتي اكتفت بمجرّد ابتسامة، ثم أدنت الطفل الوليد من وجهها.
مرة أخرى قال لها زوجها:
ــ خبّريني؛ وما عليك إلا أن تحصلي على ما تريدين.
فسألته وعيناها البيضاويتان تنمّان عن الرغبة:
ــ حقاً؟
ــ طبعاً.
فقالت بغير تردّد:
ــ أريد ثوباً من الحرير. إذ ليس لدي غير ثوب عادي أخضرَ اللون وآخرَ أحمر، أعطتنيهما أمي عند زواجي.
هرع جوبيناث براساد، مفعماً باللهفة والرغبة في تحقيق أمنية زوجته، إلى الدكان الذي يبيع ثياب الساري الحريرية في البلدة. وبعد أن أجال بصره طويلاً في عشرات الثياب المعروضة، انتقى ثوباً أزرقَ داكنَ الزرقة، عليه نقش لذيل طاووس، وزواياه مطلية باللون الأصفر الذهبي. مرّر يده على هذا الثوب الحريري الناعم، وهام لحظة يفكر في مبلغ سعادة زوجته ليلافاتي عندما يفاجئها بهذه الهدية، وكم ستكون رائعة الحسن والجمال وهي ترتديه حول قدِّها الممشوق الصّغير.
لكنه عندما سأل صاحب الحانوت عن ثمن الثوب قال له الرجل إنه يبلغ 60 روبية. كيف له بهذا المبلغ ومرتبه الشهري لا يتعدي 35 روبية؟!
عاد إلى البيت بخفي حنين. وقال لها:
- ليس بمستطاعي أن أشتري لك ثوباً حريرياً، ولكني أستطيع أن أشتري لك ثوباً من الحرير البنغالي في مقابل 30 روبية.
ردّت عليه ليلافاتي:
- لا.. أرجوك لا تفعل. لقد طلبته منك لأنك سألتني أن أطلب منك شيئاً. أنظر أنا الآن أمتلك خمسة ثياب، ولا أريد مزيداً، فهي تكفي.. حسبي هذه الثياب.
ظل جوبيناث مخلص العاطفة والمحبة لزوجته طوال السنوات الماضية، لكنه بقي مصمماً في قرارة نفسه على أن يحقق لها أمنيتها ذات يوم. أن يشتري لها "ساري" من الحرير ذات يوم. وظل يحمل أمله عاماً بعد عام في أن يمتلك من المال ما يكفي لشراء الهدية الموعودة. لكن التضخم كان يدفع ثمن الثوب إلى قمم عالية لا يطاولها جيبه، مهما كان حرصه على الادخار.
كما أنه كلَّما ادّخر مبلغاً من المال، ظهر عارض اقتضي إنفاق المال المدَّخر بشكل عاجل، لا يقبل التأجيل أو الانتظار. وعلى الرغم من أنهما رُزقا بمولودين فقط- ولدٍ وبنتٍ- فهما دوماً يحتاجان إلى الملبس، ومصروف الدارسة، والكتب، وأخيراً رسوم الالتحاق بالكليّة. لم يكن يصدق أنه يقضي زمناً طويلاً في التوفير، لكنه يضطر في هنيهة إلى إنفاق ما ادّخره لتغطية الحاجة التي تطرأ. ومع أنه وزوجته ظلاّ يعيشان الكفاف كل هذا الزمن، لا تزال المسافة بينه والساري الحريري كتلك التي بين الثَرى والثُريّا.
كان أحياناً يقول لزوجته:
- سأشتريه لك ذات يوم.. لم أنْسَ.
فيشع بريق الأمل في وجه ليلافاتي، لكنها دوماً تردُّ قائلةً:
ــ بأمانة لا أريده.. كانت تلك من أمنيات صباي.. لم أعد أحنّ إليه على الإطلاق.
لكن جوبيناث كان يرى الرغبة في عينيها، خصوصاً في مناسبات الزواج والحفلات الاجتماعية في القرية. فقد كانت تقابل النساء الأخريات وهنّ في أزهى وأغلى ثيابهن الحريرية، بينما هي ترتدي ثوبيها الأحمر والأخضر بكبريائها المعهود، رغماً عن أنهما تقادما، ولم يعد فيهما غير بريق اللون الذهبي الأصفر الذي يزوِّق أطراف كل منهما. ومع ذلك فهي لم تعبِّر له عن رغبتها في ثوب جديد من الحرير النّاعم كالذي وعدها به. كانت تغسل ثوبيها بعناية، وتضعهما باهتمام وحرص تحت الوسادة، يومين أو ثلاثةً، ثم تضعهما بين فرخي ورق داخل صندوقها الصفيحي الأسود، وتغطيهما بأوراق شجر النيم حتى لا تعتدي عليهما البراغيث.



 توقيع : محمد عوض السيد



نضــج الحــــــــلم
ولكــــن الزمـــــــــــن
هو الذي لم يســــــــتو بعد
فما جدوى أن يبلغ القـــــــلب
رشـــــــــــــــــداً ســــــــــــــريعاً
(احلام مستغانمي )
مواضيع : محمد عوض السيد


رد مع اقتباس
قديم 05-11-2013, 01:58 PM   #2


الصورة الرمزية محمد عوض السيد
محمد عوض السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7563
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 02-27-2014 (10:00 PM)
 المشاركات : 1,858 [ + ]
 التقييم :  41
 الدولهـ
Sudan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue
افتراضي



حتى شقيقتها هيمافاتي كانت تستعرض ثيابها الحريرية الغالية عندما تعود في عطلة زوجها من بنغالور.. ذات مرة سمع جوبيناث زوجته ليلافاتي تقول لأختها:
- الساري الحرير هو أرقى أنواع الثياب. أما ثياب هذه الأيام المصنوعة من الشيفون والنيلون والسلك الخفيف لا تتحمل شيئاً.
ومنذئذٍ زاد إصرار جوبيناث على تحقيق رغبة زوجته التي ترفض أن تبوح له بها.
ببساطته وطيبته وهدوئه وتحفظه، مضى جوبيناث براساد يناضل ويكافح في حياته معلماً في المدرسة الابتدائية. يقول بعض الناس إنه يساوي وزنه ذهباً، إذ لم يحدث أن رسب تلميذ تلقى تعليمه على يديه، خصوصاً الذين درَّسهم التاريخ واللغة، وهما المادتان اللتان تخصَّص في تدريسهما للصف السادس منذ تعيينه معلماً.
بسلحفائية زاد مرتبه من 35 روبية إلى 350 روبية شهرياً. لكنّ أسلوب معيشتهما لم يتغيَّر كثير شيء.. الشيء الوحيد الذي تغيّر أنه صار لديهما الآن جهاز راديو أهدته لهما ابنتهما كوسوما.
مرات عدة خلال هذه السنوات الخمس والعشرين، سرق جوبيناث خطواته إلى دكان الثياب الحريرية، حيث تجلس النساء الميسورات ساعات طوال ينتقين من أفخر وأكثر أصناف الحريير نعومة. وكان صاحب الحانوت كثيراً ما يغدق عليهن الكلمات الطاعمة، ويسرف في تقديم أكواب الشاي إلبهنّ، وهو يعلم أن النساء اللاتي تحمل كل وأحدة منهن محفظة مملوءة بالمال لن يقاومن إغراء هذه الثياب الفاخرة.
لكن جوبيناث يعلم أنه لن يستطيع شراء أبخس هذه الثياب.. ومع هذا، فهو كلما وقعت عينيه على ثوب منها طفق يستحضر في مخيلته صورة زوجته ليلافاتي وهي ترتديه.. ويراها تتحول من المرأة البسيطة التي عرفها ربع قرن من الزمان إلى سيدة جميلة للغاية تلتف حول هذا الساري أو ذاك، وتحيط معصمها بالأسورة الذهبية، وعلى شعرها تقبع زهرة ياسمين جميلة.
قبل خمس سنوات، أكملت ابنتهما كوسوما دراستها في قسم التدبير المنزلي في الجامعة، وبدأ التحضير لزواجها. بمنتهى الحرص والدقة وضع جوبيناث مائة وخمسين روبية بعيداً عن متناول اليد، لأنها تعادل قيمة الساري الحريري الأزرق المنمَّق بنقش ذيل الطاووس. وظلت صورة زوجته وهي ترتدي هذا الثوب الساحر تطارد مخيلته، وهي تقف خلف ابنتها العروس في حفل زفافها. لكن تكاليف الحفل تضاعفت عمّا تصوّر، ومرة أخرى اضطر لإرجاء فكرة الساري الحريري.
ومنذ عام واحد، نجح ابنهما براباكار في اجتياز الامتحان النهائي في كلية الهندسة، وتزوّج.. لكن ليلافاتي ارتدت مرة أخرى ثوبيها الأخضر والأحمر! وكان جوبيناث يرقبها وهي تخطو وسط أفواج الضيوف بذات الكبرياء والجمال، رغماً عن أن ثوبها قديم أكل عليه الدهر وشرب. ومع ان تقدم العمر ترك أثراً واضحاً في جبينها وخدّيها، لكن جوبيناث لا يزال يراها جميلة كفتاة في عمر الزَّهرة التي لا تذبل بتاتاً. فيزيده ذلك تصميماً على ألا يتأخر كثيراً في تحقيق وعده لها.
بعد عام من زواج ابنهما الوحيد، ورحيل ابنتهما مع زوجها، وجد أنه استطاع أن يدّخر مبلغاً لا بأس به. وظلاّ على بساطة أسلوبهما في المعيشة، ونتيجة لمهارة ليلافاتي في تنظيم الإنفاق المنزلي، نمت مدخرات جوبيناث في مكتب البريد إلى 750 روبية، وهو بالضبط ثمن الساري الحريري الأزرق الذي يحلم بشرائه منذ ربع قرن من الزمان.
بقي يومان فقط قبل أن يحلّ العيد. أغلقت المدارس لمدة أسبوع ليقضي التلاميذ ومعلموهم عطلة العيد بغير أعباء. وعندما اقترب جوبيناث براساد من مكتب البريد، خُـيِّل إليه أن شباك المكتب المفتوح أمامه جزئياً مثل ذراع ممدوة إليه.. زاد إيقاع خطوِه نحو المكتب.. وبعد عشر دقائق خرج وهو يبتسم والمبلغ في حرز أمين في جيب بدلته الداخلي.
أسرع قاصداً بيته وهو سعيد بأن ابنه براباكار وزوجته سيعودان إلى البلدة قادميْن من بلدة جيسور. وبعد ذلك بيوم ستصل ابنتهما كوسوما ومعها طفلتها ذات العامين. سيكون عيداً سعيداً بالطبع، لأن شمل العائلة سيلتئم.. أي مناسبة أحسن من هذه تصلح لمفاجأة زوجته بالهدية المنتظرة؟ قلبه يخفق بشدة من فرحه بهذه الفكرة.. سيرحِّب بولده وزوجة ولده ثم يخرج إلى السوق لشراء الثوب الحريري. لا بد أن عيني ليلافاتي ستغرورقان بدمع الفرح، ولا بد أنها ستقول له:
- أوه.. إنك تدلّلني كالصغيرات. إنني لا أستحق كل هذا التدليل.
وطبعاً سينبري جوبيناث ليقول لها وهو في أقصى درجات السعادة:
- بالطبع أنت تستحقين.. إنني أريد تدليلك.
ومن دون أن يشعر أحسّ بالدم يتدفق في جانبي وجهه حياءً من الفكرة التي انطلقت تعربد في مخيلته. وقال لنفسه إنه لا بد أن يحافظ على وقاره المعهود أمام ولده وبنته وحفيدته؛ وإنه لن يستطيع أن يحدثها بتلك اللهجة، لأن الهدية وحدها تكفي للتعبير عن حبه لها.
عندما وصل إلى داره وجد ابنه وزوجته قد سبقاه. وشعر جوبيناث بأن الزواج كان فألاً حسناً لابنه، وهو يرمق بحب أبوي حانٍ جسم ولده الممتلئ، وملابس المدن التي أصبح يرتديها كأنه لم يرتد ملابس القرية قط.
كانت ليلافاتي في أحسن حالاتها.. تتحرك في خفة ورشاقة الصبيّات دون العشرين، وهي تستقبل ابنها الذي غاب عنها عاماً كاملاً، من الحول إلى الحول.. وتجلّت مهارتها وهي تقدم لضيفها العزيز وزوجته أبهى أنواع الطعام الذي أعدّته بيديها.
قال ولدهما براباكار وهو يتناول منها قدح الطعام:
- لا بد أن أمي قضت يومها كله في المطبخ لتعدّ لنا هذا الطعام..
وبعد أن تناول الطعام مضى إلى الغرفة التي وضعت فيها ليلافاتي متاعه، وعاد وهو يحمل طرداً ملفوفاً بالورق ومربوطاً بخيط زاهي اللون.
ــ أمَّاه.. هذه لك.. ولأبي قلم حبر سائل فاخر..
شكر جوبيناث ولده، وطفق يرقب في شيء من عدم التصديق زوجته وهي تفتح الطرد. بين لفات الورق هناك ثوب حريري أزرق جميل للغاية.. تحاشت ليلافاتي أن تلتقي عيناها بعيني زوجها. وقالت تخاطب ولدها كأنها تهمس:
- إنه جميل حقاً.
وأضافت:
- لا بد أنك يا براباكار أنفقت ثروة طائلة على شرائه.
فقال لها وهو يضحك:
- لقد مللت أن أراك ترتدين ثوباً وأحداً في كل المناسبات الطيبة.. وهو ذات الثوب الذي أراه لديك منذ مولدي..
وأضاف بعفوية:
ــ إنه يكلِّف 850 روبية، لكني حصلت عليه بتخفيض قدره 100 روبية.
لم يستطع جوبيناث أن يداري الغصّة في حلقه.. شعر بأنه يكاد يختنق. نهض فجأة من الكرسي الذي كان يجلس عليه، وضغط على أزرار سُترته، وقال:
- لدي عمل لا بد أن أؤديه. سأعود حالاً.
ولم يكن ذلك العمل غير الذهاب ثانية إلى مكتب البريد لإيداع المبلغ الذي سحبه لتوِّه.. فهو لا يستطيع أن يفكر في أي شيء آخر ينفقه فيه الآن.
وعندما مرّ بالقرب من الدكان الذي يبيع صاحبه ثياب الحرير الأصلي لم يتوقف، ولم يتلفت كعادته.. فقد تحقق حلم زوجته القديم.


 
 توقيع : محمد عوض السيد



نضــج الحــــــــلم
ولكــــن الزمـــــــــــن
هو الذي لم يســــــــتو بعد
فما جدوى أن يبلغ القـــــــلب
رشـــــــــــــــــداً ســــــــــــــريعاً
(احلام مستغانمي )
مواضيع : محمد عوض السيد



رد مع اقتباس
قديم 05-11-2013, 03:04 PM   #3
بيتحقق


الصورة الرمزية ياسر تمساح
ياسر تمساح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3137
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 07-25-2022 (10:32 PM)
 المشاركات : 5,056 [ + ]
 التقييم :  80
 الدولهـ
Sudan
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
افتقدت الابتسامة
والعيون الساحرة
يوم يسحر كلامه
افتقدتك ...
لوني المفضل : Blue
افتراضي



الغالى محمد عوض السيد
الدمعة لم تفارقنى ...
و لكنها تتلون ...
مرةً بلون الفرح لهذا الاخلاص و الوفاء ...
و مرات بلون سواد ضيق اليد ...
وما يجره من منقصات ...
تقبل مرورى
امتنانى



 
 توقيع : ياسر تمساح



رد مع اقتباس
قديم 05-13-2013, 04:11 PM   #4


الصورة الرمزية محمد عوض السيد
محمد عوض السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7563
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 02-27-2014 (10:00 PM)
 المشاركات : 1,858 [ + ]
 التقييم :  41
 الدولهـ
Sudan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue
افتراضي




تسلم اخي ياسر تمساح
وشاكرا لك مـرورك الكريم


باكستان وجوارها لم يصلنا من ثقافتها الا الحروب علي السنوات الطويلة الاخيرة
وبرغم ذلك يعيش انسانها ويرتقي كما هذا الكاتب بما خطه يراعه بهذه القصة الجميلة


مع ودي
واحترامي


 
 توقيع : محمد عوض السيد



نضــج الحــــــــلم
ولكــــن الزمـــــــــــن
هو الذي لم يســــــــتو بعد
فما جدوى أن يبلغ القـــــــلب
رشـــــــــــــــــداً ســــــــــــــريعاً
(احلام مستغانمي )
مواضيع : محمد عوض السيد



رد مع اقتباس
قديم 05-14-2013, 08:18 AM   #5


الصورة الرمزية السمحة
السمحة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 840
 تاريخ التسجيل :  Jun 2007
 أخر زيارة : 10-10-2019 (12:05 PM)
 المشاركات : 817 [ + ]
 التقييم :  16
لوني المفضل : Brown
افتراضي



ألاخ محمد عوض
ياقمر اقمار الضواحى
تسلم وأنت تهدينا درر واحدة بعد الاخرى
تزين بها صفحات هذا المنتدى الغالى
حقيقه شعرت وانا اقرأ انى اريد ان اسابق السطورلادرك بقية التفاصيل ..
متااابعين واصل. . . . لك التحية


 
 توقيع : السمحة

أن لم تكن قدرى .....فقد كنت اختيارى


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة قصيرة سبنا «۩۞۩-المنتدى الاسلامى-۩۞۩» 8 12-19-2013 01:52 AM
قصة قصيرة هندية مترجمة - ثوب من حرير محمد عوض السيد «۩۞۩-منتدى الادب والثقافة-۩۞۩» 1 05-13-2013 03:20 PM
قصة قصيرة هندية مترجمة - على الضفة الأخرى للنهر محمد عوض السيد «۩۞۩-منتدى الادب والثقافة-۩۞۩» 11 05-06-2013 11:26 PM
قصص قصيرة بنت أمها «۩۞۩- شهد الحروف -۩۞۩ 1033 03-26-2012 08:31 PM
قصة قصيرة جدا ود الصداقة «۩۞۩-منتدى الادب والثقافة-۩۞۩» 6 05-02-2009 08:08 AM


الساعة الآن 07:42 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009