ست الودع ارمي الودع شوفيهو لي كان فيهو شئ
كشكشي.. وشوشي شوفيهو لي كان فيهو شئ ..ست الودع
ظاهرة «ضرب الودع»، بدأت تتزايد بكثافة في السودان، كانت البداية، محاولات قمنا بها بشكل شخصي مع ضاربي الودع، ممَّن ينتشرون في الكثير من المناطق الراقية في الخرطوم , وفى مدينة امدرمان قصدنا احدى ضاربات الودع والتى بدأت في أداء طقوسها على الفور، حيث افترشت الأرض، ومدّت ملاءتها التى ملتها بالرمل، ونثرت الودع وبعد لحظات من الإثارة، قالت لي الكثير من الأشياء عن حياتي العامة والخاصة، وكان من المثير أن بعض هذه الأشياء كان حقيقياً بالفعل، بينما بدت أشياء أُخرى وكأن لا علاقة لها بي على الإطلاق.
حدّثتني عن رؤيتها لطالعي، والخير الذي فيه، والشر الذي حذرتني منه. وكلمتني عن خواطري، ونوايا من حولي، والرزق القادم، والخطر الداهم، وسكك السفر، وجيران الخير، وعيون الحسود.. إلخ. بعد أن اطمأنت إليَّ، باحت لي(ضاربة الودع) باسمها، كاشفة عن أنها ورثت لقب «الودعة» عن والدتها حين كانت ترافقها في جولاتها عبر المدن المختلفة بينما رفضت البوح باسم عائلة والدها أو والدتها. ويمكنك أن تذهب لتعيش المغامرة بنفسك
حقائق وأكاذيب
وفي الحقيقة، تجربتنا أكدت لنا أنَّ هذه المهنة، مثلها مثل مهنة قراءة الكف، غالباً ما تمتهنها النساء، والأمر المثير أيضاً هو أن أغلب الزبائن هم من النساء. أما بالنسبة إلى الطرق التي تتم بها قراءة الطالع عن طريق الودع، فتتم إما بـ«ضرب» الودع، أو تحريكه بشكل عشوائي ينتج عنه شكل يمكن لقارئ الودع أن يفسره ويستخرج منه الطالع. كذلك، فعادة ما تنبع الموضوعات التي يبحث عنها الذين يذهبون إلى قارئي طالع الودع، من الرغبة في معرفة أسباب مشكلاتهم مع أزواجهم مثلاً، وأحياناً درجة حب الحبيب، ودرجة إخلاص الصديق، وغيرها. وليس شرطاً أن تكون متعلقة بالمستقبل، بل قد تكون متعلقة بالماضي أيضاً أو بمزيج منهما.
والطريف، أن بعض قارئي الودع، يشترطون أن توضع قطع النقود التي ستدفع لهم مع الودع، بحجة أنها تساعدهم في قراءة الطالع، لكن ليس ذلك في الحقيقة سوى مجرد وسيلة لجذب الزبائن وضمان المزيد من النقود. أما أهم الجمل الشائعة لضاربات الرمل والقارئات في الودع فهي: «بختك يا شابة.. نصيبك رايق.. ارمي بَياضَك يتحقق مَرادَك.. قرِّب يا بخت ووشوش الوَدَع». ومن المعروف أنَّ تاريخ هذه المهنة، يرجع إلى بداية القرن قبل الماضي، حيث انتشرت قراءة الوَدَع بين الفئات الأكثر فقراً في المجتمع. اعترافات الضحايا
لا تخفي سوسن بدوى (موظفة) حقيقة أنها كانت مدمنة قراءة الفنجان والذهاب إلى ضاربات الودع، إلى درجة أنها كانت تتمنى لو كانت إحداهنَّ تسكن قريباً منها لكى يسهل عليها استشارتها. تقول: «بعد زواجي مباشرة، ذهبت إلى إحداهنَّ، وكنت وقتها أعاني مشكلات عديدة مع زوجى، فطلبت منها أن أعرف إنْ كنت سأكمل حياتي معه أم لا، فإذا بها تعطينى ورقة مكتوباً فيها تعابير غاية فى الوقاحة، وتطلب مني أشياء أخرى من ذات القبيل، مثل أن آخذ نقطة من دم الحيض وأضعه له في الطعام ضمن تركيبة معينة، فأُصبت بالاشمئزاز وهربت من عندها ولم أعد إلى زيارة أي عرَّافة أخرى منذ ذلك الحين، وأيقنت أن جميع المنتميات إلى تلك المهنة ذوات شخصيات شاذة وغير طبيعية». بدورها، تتحدث سلوى عن تجربتها الشخصية، فتكشف أنها سمعت أن الكثير ممّا تقوله ضاربات الودع يكون صحيحاً، إلا أن هناك أيضاً الكثير من الكلام غير الدقيق. وتقول: «هنا تكمن المشكلة، فَمَن الذي يستطيع أن يحدِّد ما هو الخطأ أو الصح في ما يقلنه؟». وتتحدث شادية عن تجربة لها مع عدد من صديقاتها اللواتي قررن في وقت سابق الذهاب إلى إحدى ضاربات الودع، ممَّن كنَّ يسمعن عنهن من جاراتهن في المنطقة الشعبية التي يسكنَّها. تقول: «كنت وقتها صغيرة في السن، ولم أكن أدري أنَّ هذا الشيء حرام، وأذكر أن هذه المشعوذة وبعد أن أخذت أجرها بالكامل. وبدأت تخبرني بأحداث وقع الكثير منها بالفعل فى حياتى الشخصية، وهو ما أثار استغرابي بشدة، ولكني علمت بعد ذلك أن مجرد الذهاب إلى مثل هؤلاء النساء يبطل الصلاه أربعين يوماً، فقررت أن أجعل تَوكّلى على ربي وأنسىَ مثل هذه الخزعبلات». طريق الشيطان من ناحيته، يقول العميد الشيخ سيف الدين , عضو مجلس الشورى إنَّ «من المؤكد أنْ تصاعد ظاهرة ضاربي الودع وغيرهم من أنواع العرّافين، هو نوع من تصاعد بدع هذ الزمان، وكله يقع في نطاق المنكر الذي لا دليل على صحته». ويشير إلى أن «صاحب الفنجان، وقارئ الكف، وضاربة الودع، أو رامي الحصَى، كله باطل، ومنكر ولا صحة له، وهو دجل وكذب وافتراء، لكونهم يدعون علم الغيب. وهم في كل الأحوال يتحايلون على الناس حتى يأخذوا أموالهم بالباطل». ويُشدِّد على أن «علم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وأن ما يقوم به ضاربو الودع كله باطل».