التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
قريبا
آخر 10 مواضيع
الفقرا العزمو القطر (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 296 - الوقت: 06:16 AM - التاريخ: 01-18-2024)           »          إلى وطني .. لن تأتي العصافيرُ[ (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 723 - الوقت: 06:16 PM - التاريخ: 10-03-2023)           »          كل المواسم يا بلد إطاقَشَن (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 460 - الوقت: 06:11 PM - التاريخ: 10-03-2023)           »          الشوق غلب (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 954 - الوقت: 04:36 AM - التاريخ: 05-29-2023)           »          سلام ومحبة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7813 - الوقت: 08:04 AM - التاريخ: 10-03-2022)           »          «الفقرا» شوق وحنين (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10416 - الوقت: 01:25 PM - التاريخ: 08-13-2022)           »          جمعية الصفوة السودانية تحتفي بتدشين كتاب ذكرياتي مع الشيخ الوالد محمد أحمد حسن بقاعة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10364 - الوقت: 03:00 PM - التاريخ: 07-16-2022)           »          يوم الرحول.. (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6148 - الوقت: 03:36 PM - التاريخ: 07-14-2022)           »          سلام ومحبة (الكاتـب : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 6937 - الوقت: 07:16 PM - التاريخ: 05-08-2022)           »          مبروووك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 7375 - الوقت: 04:33 AM - التاريخ: 08-15-2021)


الإهداءات


العودة   منتديات الحصاحيصا نت alhasahisa > «۩۞۩-المنتديات العامه-۩۞۩» > «۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩»

«۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩» ساحه للحوار الحر والمواضيع العامه التى تهم كل ابناء مدينة ومحلية الحصاحيصا بصفة خاصة وكل السودانين بصفة عامة

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-14-2010, 09:05 PM   #31


الطالبابى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1879
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 11-01-2016 (01:37 PM)
 المشاركات : 1,208 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ود طابت مشاهدة المشاركة
واصل يا طالبابى
نحن فى الإنتظار
البنية -- السكرية -- كلاما عسل -- يا سلام
واصل -- حفظك الله .
وبالدنيا بأجمعها
حبيب واحد زخر
إذا ضاءت مطالعه
فكل سماءنا بدر
ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ود طااااااااااابت ,, إمااااااام الحرف ............

الوجوه يا صاحبى تتألقْ بالمقاااام ياكبير ......

حضورنا عندك جميل ..........


 
 توقيع : الطالبابى

<p align="center"><a href="http://vphonet.com/"><img src="images/up.gif" width="500" height="120"></a>


رد مع اقتباس
قديم 03-14-2010, 09:56 PM   #32


الطالبابى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1879
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 11-01-2016 (01:37 PM)
 المشاركات : 1,208 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Brown
افتراضي



مااااااااكو طيبين .......

( 4 )

فقلتُ لها عجباً ,,,,,,,,, قالت ماااااااااذا ,,,,,,,,, قلتُ هذا السائقُ
كأنما ينتظرُ شيئاً ,, ( فقلفتُ لها السؤالْ ) فتبسمتْ ...... فضحكتُ أنا ,,
فتمثلت فى وقفتها .. وقلتُ عفواً بعد أن شغلتها بالسؤالْ , قد أخـذتُ بك
وكنتِ ستسقُــطـيـن .. قالتْ لا عليك ........... وضحكت ........ ليتها لم تفـعـلْ
فسقطْ فينى برادُ ثغرها ... ونطــقَ علىَّ حمرةُ خدها ,, ففــى خــدها ,, هوةً
تسِــــعُ السراب . وعلى عينيها مدائنُ السفرِ الفسيـــــح ........
فقلتُ لها ( ها بــــت إتــى مالِــكْ سمحة كده ) فضحكت ......... فمهنتها
الإبتسام دائماً ,,, فقلتُ تعالينَ لتلك الغُرفةْ ... فقد كُنا نمشى تحتَ الجدار
إتــقـاءاً للمطر .. فالغُرفةُ اقرب إلى الباب من الصالات ... فدخلنا وعلى
وجوهنا قطرات الرحمة ,, وعلى الملابسِ لونُ المطرِ الرحيم .. وتعلو مُحيانا
نداوة الرعدِ .. فكأننا أطفالُ عـشــرٍ ......... نبتاعُ الضحكة من فم السماءْ .
ونلهو على ( الخيرانِ ) ومالُــنا ربحــه اللحظات ..... هو كذلكَ ذااك اليومْ ..
فدخلنا الغُرفةَ فوجدنا سائقنا مُــتكِــئاً على الجدارِ وقالباً كُــرســيه ناحية
شقه الأيمنْ ...... ومعه مُــضــيف الباصْ ... فسلمّــنا وردوا علينا كأننا
أبناء عمومتِــهم ........ فجلسنا وكِــلانا خااطرهُ فيه سؤالْ ......... ما هذا ؟؟؟
فقلتُ قبلْ أن تسألينى وأسألِــك ,,, ماذا تأكُــلينْ ,,,,,,, فردت بـغـنجِــها المعهود
الذى يُقــتُــلنى ,,, فيصيــــــــــحُ فى داخلى جوفى .......... فصوتها لــــه
رائــــــــــــــــــــــــــــــــــحــــــــــــ ــــــة ................ آهٍ من ذاااااااااك الصوتْ ..
لا أُريــــدُ شئياً فقد رأيــــتْ ,, أفطرنا على متنِ الرحلة قبل اربعون دقيقة ..
هكذا ردتْ ........... فقلتُ لها لااااااااااااااااااااازم تأكُــلى كأننــــى خريفُ
غدها .......... فردت ( ما بقدر أكُــل ) فقلتُ حسناً ,,, نشرب عصائر ثُــــمَ
( الجبنة ) ولا إنت ما تشربيها .. قال كُــنتَ ...... أما الأن فقد إحــتمــلنى
فيها الكــيـفُ ........... فالجامعه كُــلها تشربها ............ قلتُ بس خليك هِــنا
بجيك راجع ,, خلينى أجيب لى عصير وأحجز الجبنة ... فالناسُ على ستِ
القهوةِ كأنهم على سيرك .. فقُـــمتُ واقفاً ............ فلمحتُ سائقنا ,, الليلة
الزول ده ما له ( مبارينــى ) كده ........ فسائقنا أســمرْ لكن مكيف الباص
( عامل فيه عمايلْ ) المهم توكلت على الحى القيوم ... وخــرجــــتْ ,,
فتبعنى سائــقنا فقال ياااااااااااا أب شنب ... فإلتــفتُ إليه كأننى ( مودّر )
جنااااااى ........ فقال والله جننــتنى فى رأسى ده ,, فتعجبتُ ,, فقال أنا
من الأبيض ( قافلْ ) على كوستى دى عشان أسلم على البت دى .. تجى إنت
وتخلى ( خشمى ملح ملح ) فضحكتُ ضحكاً والمطرُ يبرمُ فىَّ حظه .. فقال
لكن والله حلال عليك ..... فقلتُ له هل نحنُ فى حلبة ........ وقلتُ يا صاحبى
هذه تلفِــتُ شيطان الصحارى .. دعك منى ومنك .......... هذه حـُـــلـــةً تكتسى ملامح
الحياة ............. هـذه يا صاحبى روضةً ,,,,,,,, تــهِـــــــبُ العابرينَ عبق التفاؤلِ ,
فقال ( اها ده حنكك الجابها ليك ) فضحكتُ وودعته .......... لكنه سبقنى نحو الكاشير
فطلب لنا كما طلب لهم ....... حتى القهوةَ أتتنا ونحنُ على طاولتنا .........
( فى جاه الملوك نلوك ) هكذا قلتُ لها ,, بعدها تصارحنا وتحادثنا ,, فسألتنى
لماذا ضحكت ونحنُ نمشى بدءاً وإلتفتَ خلفك ........ فقلتُ لها يأمــيرة ,, فقالت
عفواً إسمــى ( شاهنده ) فقلتُ لها عفواً فإسمك أميرة , فالصِفة تطغى على
الإسم عندى . فقالت غنجاً ( بالله ) ,, فضحكنا .............. ثُم سألتنى مُجدداً لا
تغير الموضوع ,, فقلتُ ,,,,,,,,,,, رأيتُك حوريةً تسبحُ على جسدِ إمرأة .. فنطق
عندك صوت عيناك الراحلتين على نوافذْ الشجون .... وبزغَ فيك فجرُ الدهشة ,,
فألجمنى وجهى ......... وصمتتْ رجلاى .................. لهذا ضحكتُ إستغرابَ
اللحظةِ وأنا معك .. وأنتِ بين يدى تنزلقـــــــــــــــــيـــــــــــــــنْ ........

يــــــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــــــ ـــــــبـــــــــــــــــــــعْ ...............


 
 توقيع : الطالبابى

<p align="center"><a href="http://vphonet.com/"><img src="images/up.gif" width="500" height="120"></a>

التعديل الأخير تم بواسطة الطالبابى ; 03-14-2010 الساعة 09:58 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-15-2010, 06:03 AM   #33




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
Thumbs up



يا رائع
اقتباس:
فكأننا أطفالُ عـشــرٍ ......... نبتاعُ الضحكة من فم السماءْ .
الله يجازى محنك يا طالبابى
اقتباس:
يــــــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــــــ بــــــــــــــــــــعْ ...............

ونحن على أحر من الجمر .
أكيد لنا تعليقات وتعليقات ، فقط أنزل علينا حروفك برداً وسلاماً .


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 03-15-2010, 09:51 AM   #34




ابوذر حسن طه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 915
 تاريخ التسجيل :  Jul 2007
 أخر زيارة : 04-01-2015 (03:12 PM)
 المشاركات : 2,974 [ + ]
 التقييم :  30
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ود طابت مشاهدة المشاركة
أبو زر
والله أنا بحبك جداً ---
لكن -----------
والله زعلان منك حتى إشعار آخر .
يا أخى مالك
سمعت ولا جابوا ليك .
وأنا بقول ليك يا أبو زر
دا المطر لمن يجافى
بهدى للناس الدعاش
كدى خليك قريب ---- بعد ما نتصالح عندى ليك شمارات كتيرة .
لك منى الحب والود والتقدير ---- رغم الزعل .

وانا بحبك اكتر
لكن ما زعلان منك وحات البريدا وبتريدني
لا سمعنا ولا جابو لينا
المطر ما بجافي ولا بقاطع ولا بحارب حتي الحراز كان زعلان زيك من المطر ولكنهم كانو سهرانين امس للصباح
واهدي للناس كل اوراق العمر والظل اتمدد في اجساد التعب
وانا اقرب اليك مما تتصور بس الشغل شاغل
وانت ادري به مني
ولك اسمي ايات الحب والوداد


 
 توقيع : ابوذر حسن طه

كيف اللحاق بركب نعيك والشوامخ لا تطال


رد مع اقتباس
قديم 03-15-2010, 10:31 AM   #35




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
Thumbs up



[justify]
اقتباس:
وانا بحبك اكتر
لكن ما زعلان منك وحات البريدا وبتريدني
لا سمعنا ولا جابو لينا
المطر ما بجافي ولا بقاطع ولا بحارب حتي الحراز كان زعلان زيك من المطر ولكنهم كانو سهرانين امس للصباح
واهدي للناس كل اوراق العمر والظل اتمدد في اجساد التعب
وانا اقرب اليك مما تتصور بس الشغل شاغل
وانت ادري به مني
ولك اسمي ايات الحب والوداد
[/justify]

[justify]تسلم يا جميل .
حبينا بس نعاتبك . لكن أغلطوا إنتو يا حلوين -- نجيكم نحن بالأعذار .
والله ليك وحشة .
وما ناسى أيامنا الجميلة والبحث عن مكانيكى لعربتى فى عز الحر .
إنت زول راقى يا أبو زر وبتصنع من الفسيخ شربات ( بالمناسبة الفسيخ كمل ولا لسع ) .
والله يا أبو زر الطالبابى دا زول عسل عديل ، ولاعب محترف ( سجلتوه من وين ) الزول دا صاحب مدرسة متميزة ، بيعرف كيف يتعامل مع المفردة والفكرة بطريقة جميلة .
تسلم يا غالى . [/justify]


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 03-15-2010, 11:03 AM   #36




الصورة الرمزية الغريب
الغريب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 05-22-2019 (05:09 AM)
 المشاركات : 2,497 [ + ]
 التقييم :  57
لوني المفضل : Blue
افتراضي



الانيق دوما ود طابت طابت ايامك ياخ وموضوع جميل


 
 توقيع : الغريب

ليـل الغمه هوّد والبروق اتّــــــــــــــالن


دموع الوجعه جن زي السحابات شـــالن


ملن قرب العيون لكنهن ماســــــــــــالـن


مومن قلهن بس في العيون ماخــــــــالن



رد مع اقتباس
قديم 03-15-2010, 11:05 AM   #37




الصورة الرمزية الغريب
الغريب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 05-22-2019 (05:09 AM)
 المشاركات : 2,497 [ + ]
 التقييم :  57
لوني المفضل : Blue
افتراضي



صديقي الطالبابي يظل الإبداع أمنية يرغب الجميع أن يتمركز على عرشها ليترجم موهبته بأسلوب لبق يشغف الآخرين بمطالعته وتشجيع قلمه ورغم أتحدانا في الرغبة بالكتابة عن تلك المشاعر الجياشة نحن مختلفون في النهاية بمهارة التعبير والبوح لذلك .. سألزم الصمت

والمتابعه هذا لحين اشعار اخر
واصل يالذيذ يارايق


 
 توقيع : الغريب

ليـل الغمه هوّد والبروق اتّــــــــــــــالن


دموع الوجعه جن زي السحابات شـــالن


ملن قرب العيون لكنهن ماســــــــــــالـن


مومن قلهن بس في العيون ماخــــــــالن



رد مع اقتباس
قديم 03-15-2010, 11:19 AM   #38




ابوذر حسن طه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 915
 تاريخ التسجيل :  Jul 2007
 أخر زيارة : 04-01-2015 (03:12 PM)
 المشاركات : 2,974 [ + ]
 التقييم :  30
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue
افتراضي



[size="6"]هي محطات في العمر يا صديقي ودطابت
نلتقي فيها علي شوق ولكن الزمن ياخذنا علي عجل وعربيتك الحصل فيها شنو ارسل ليك المكنه ولا ركبتا مكنتك محطاتي حين افترقنا صارت مسيخه



سوت شنو ياخ المحطات المسيخة ؟؟
شان تابي بي سكر وصولك؟؟؟ ( من زمن طيش حنتوب الذي صار
فيما بعد رئيساً شهيراً)
العتمة بانجقلي الصباح و مؤزن الحلة الفلاتي
عايز يثبت لينا أنو بلال ود خالتو الحيطة بالحيطة وهو بهرد في لهاة
الميضنة وبقول حي علي الفلاح حي علي السلاح
والأزان في البلد دي مدفوع الأجر مقدماً
يعني ممكن ناهد تمشي تجاهد ؟؟؟
علي فكرة ناهد دي اختي بس من بعيد كدة
بيني وبينها تلاتة أخوات!! قدر المسافة بين قصور هارون الرشيد
والعاصمة الاسبانية مدريد
القلعوها حمرة عين من عرب الاندلس
الكانو متفقين علي خلاف
أيهما اجمل !! شعر أبن الرومي أم لحم الديك الرومي !!!



سوت شنو ياخ المحطات المسيخة ؟؟ شان تابي بي سكر وصولك؟؟
( من زمن أبن اللزينة (ود نفّاش) والذي صار فيما بعد حكواتي شهيراً)

منو البقدر يشرط ورقة الزواج العرفي بين العسكر و الغبش ؟؟
والبلد مليانة أولاد حرام بدون أيي جناية بدون أيي غاية\
أو حتي حروف للسماية وحليلك!!

حليلك بتسرق سفنجة وملاية
وغيرك بيسرق خروف السماية
تصدق في واحد بيسرق ولاية؟؟؟؟؟؟؟؟

سوت شنو ياخ المحطات المسيخة ؟؟ شان تابي بي سكر وصولك؟؟؟
( من زمن بتاع البيض الصغير والذي صار فيما بعد رجل أعمالاً شهيراً)
طوابير الجيــــــاع الحفــــــاة العـــراة
واللسة واقفين في صف الأمل شان كسرة رغيف
والشهادات المعلقة في حيطان الفشل البيروقراطي
وروتين تعال بكرة العجيب وطلبات الوظايف النايمة في كهوف المسؤلين
!


سوت شنو ياخ المحطات المسيخة؟؟ شان تابي بي سكر وصولك؟؟
(من زمن عسكري العمليات المغمور والذي صار فيما بعد بشيراً نزيراً)!!

العتمة بانجقلي الصباح ..... في الضلمة حاج نور الأمام
في الخطبة حي علي السلاح!!
دايرين سعاد تمشي الجهاد؟؟؟ وكمان عبير تهتف تهلل للبشير!

باب الأمل موجود ... لو كان الصباح مولود
لو يبقي الظلم مفقود....
[/size]


 
 توقيع : ابوذر حسن طه

كيف اللحاق بركب نعيك والشوامخ لا تطال

التعديل الأخير تم بواسطة ابوذر حسن طه ; 03-15-2010 الساعة 11:29 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-15-2010, 11:21 AM   #39




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
Thumbs up



الريس بجلالة قدره فى راكوبة ونستنا
اقتباس:
الانيق دوما ود طابت طابت ايامك ياخ وموضوع جميل

هذا شرف كبير بأن يزورنا مدير الموقع بنفسه ، ويكتب على جدار فرحنا تلك الحروف الجميلة .
شرف لنا أخى الغريب بأن نكون معكم وبكم .
يشرفنا بأن نساهم ولو بقطرة فى الفكرة والمستقبل العريض .
سعيد أنا بوجودى معكم .
وسعيد بالتحليق فى سماوات إبداعاتكم .
سعيد بمعرفتكم والتقرب إليكم زلفى .
أتشرف بعضوية موقعكم .
ومحظوظ أننى تعرفت على كوكبة نيرة من شباب المنتدى .
بكم يحلو السمر .
ومعكم تقصر الخطى .
وفى حضرة إبداعات الطالبابى وغيره يطيب الجلوس -- مهذب أمام كل أساتذة الحرف والنغم .
دمت أخى الغريب .
ومعاً لرقى ورفعة المنتدى .
والسلام .


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 03-15-2010, 11:29 AM   #40


الصورة الرمزية كلاكلاوي
كلاكلاوي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4104
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 11-19-2010 (09:51 PM)
 المشاركات : 142 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي



لاحوله ولا قوة لا بالله
طلبابي طالب الله يحفظك ويحفظ يراعك الرائع


تخريمه ؛
شكل البلد هواه عليل


 

رد مع اقتباس
قديم 03-15-2010, 12:01 PM   #41




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
Thumbs up



[justify]الجميل أبو زر
قدرنا أننا نعشق الجمال .
نتذوق الحروف الأنيقة .
ونحب الهلال .
وكلامك سمح ومميز بالحيل . [/justify]

اقتباس:
[justify]سوت شنو ياخ المحطات المسيخة ؟؟
شان تابي بي سكر وصولك؟؟؟ ( من زمن طيش حنتوب الذي صار
فيما بعد رئيساً شهيراً)
العتمة بانجقلي الصباح و مؤزن الحلة الفلاتي
عايز يثبت لينا أنو بلال ود خالتو الحيطة بالحيطة وهو بهرد في لهاة
الميضنة وبقول حي علي الفلاح حي علي السلاح
والأزان في البلد دي مدفوع الأجر مقدماً
يعني ممكن ناهد تمشي تجاهد ؟؟؟
علي فكرة ناهد دي اختي بس من بعيد كدة
بيني وبينها تلاتة أخوات!! قدر المسافة بين قصور هارون الرشيد
والعاصمة الاسبانية مدريد
القلعوها حمرة عين من عرب الاندلس
الكانو متفقين علي خلاف
أيهما اجمل !! شعر أبن الرومي أم لحم الديك الرومي !!![/justify]

[justify]ولكن -----
أخى إنها محطات الحياة مرة تقصر ومرة تطول . وتبقى ----- الذكرى والكلمة الطيبة .
علمتنى كثرة الأسفار قوة التحمل والصبر ، أعرف كيف أدس دموعى وأدارى أحزانى وأشواقى . سنوات من عمرنا مضت ولم تفتر الخطى من الترحال ولم تجف دموع العين أبداً. وما أن يقلنا البص أو الحافلة أو البوكس من ( حلتنا ) الحالمة الهادئة ، إلا وتفيض أعيننا بالدموع ويعتصر قلبنا الألم ونرنو من خلف الدموع لتلك القباب الشامخة العامرة والمئذنة العالية والمنازل المتراصة فى ود وجمال ليزداد خفقان القلب ، ويزداد سيل الدموع ويتذكر القلب وقتها أحبتنا وأهلنا ، ونقول فى سرنا ( إن غداً لناظره قريب ) . مللنا أخوى حياة السفر والترحال ، فالفراق صعب والغربة أشد مرارة وألم . فبعض الطيور المهاجرة أدمنت الترحال والتحليق فى أجواء الغربة ، وأخرى يستقبلها الأهل بالأحضان والدموع لتبدأ مرة أخرى رحلة الشتاء والصيف .
يسوقنى دوماً شوقاً دافئاً لأهلى وإن كنت معهم ، حباً خالصاً وإحساس بالراحة والهدوء . ورغم أننى قد طفت وجلت كثيراً ببقاع الدنيا ، ولكن شئياً ما وحنين خفى يدفعنى لأنام قرير العين هانيها بحلتنا الوادعة . إن ضجيج الصباح فى شوارعها و( صنة ) منتصف النهار وحركة العصرية وسكون الليل فيها شكل شخصيتى . أود لو أشيد بها بيت كبيراً يسع أسرتى وقلقى وهمى ، أذهب صباحاً لسوقنا الصغير أبحث عن رزق حلال وأعود مع الطيور والنجارين والحدادين مع غروب الشمس أقبل كل من ألقى على الطرقات من سعدى ، أحضن أسرتى الصغيرة أزور عقاب الأهل فى بيوتهم وأجلس على الطرقات موانساً ومونساً فطالما كرهت أبواق السيارات المزعج ، وزحمة الطرق ومملت تفاهات الحضارة والأسماء الأجنبية .
إحساس قوى ينتابنى بين الفينة والأخرى بأن نترك العواصم والضجيج ، نطلق بالثلاثة الغابات الأسمنية ( والهندام الأفرنجى ) ونعود لتلك البقعة المباركة الهادئة لتجملنا بها الجلاليب البيضاء والقلوب الصافية الهانئة . نبيع فيها ونشترى ما تيسر لنا من سوقها الصغير ، نغوص فى أغوار مجتمعها ننعم بصفاءها ونقاءها ، نجالس أصدقاءنا فى السوق ، نرشف بمزاجات الحبيبة شاى ( المغربية ) ونشترى صحف اليوم من ماجد ونتذوق ( صعوت ) النقاشى . وددت لو جلسنا القرفصاء فى شارعنا أما الحوانيت الصغيرة ، فى ليلة قمرية ( والكهرباء قاطعة ) نتجاذب إطراف الحديث ، نتسامر ، ونتقاسم الضحكة والطرفة ، وسجائر البرنجى . أمنيتى بأن نهجر حياة الكر والفـر ونعود كما عاد مانديلا لنعيش وسط الأهل نتفرغ للكتابة والخواطر نسترجع أيام الحب والشعر وأمسيات الغناء والطرب ،،،
وطق الحنك يا زول يا رااااااااائع : [/justify]


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 03-15-2010, 01:20 PM   #42




ابوذر حسن طه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 915
 تاريخ التسجيل :  Jul 2007
 أخر زيارة : 04-01-2015 (03:12 PM)
 المشاركات : 2,974 [ + ]
 التقييم :  30
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue
افتراضي



قليلاً ما أقرر تكرار قراءة موضوع .. ولكن أجزم أن الغالبية
يقرؤون ما تكتبه عدة مرات
مرة للتذوق
وثانية للفهم
وثالثة للإستمتاع

وأنا لازلت في المرحلة الأولى !!!!
واصل يا حبيب الحرف والجرف
واحترق انا بنيران بخورك ( طبعا نيران صديقه )


 
 توقيع : ابوذر حسن طه

كيف اللحاق بركب نعيك والشوامخ لا تطال


رد مع اقتباس
قديم 03-17-2010, 08:30 PM   #43




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
Thumbs up



الطالبابى ---
شايفك اون لاين
قرب تعال ما تبتعد
جئت إليه لهذا البوست حافياً شوقى ونار الشوق تصفعنى على ظهرى لألقاك . أحرم قبل أن أبدأ وأهلل لا أرى جدة ----- ولكننى صرت حزينا ( رغم أنك اون لاين ) لأنك لم تكتب حرفاً به .
واصل يا طالبابى عليك الله .
نحن فى الإنتظار .


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 03-17-2010, 08:48 PM   #44


الطالبابى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1879
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 11-01-2016 (01:37 PM)
 المشاركات : 1,208 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ود طابت مشاهدة المشاركة
يا رائع
الله يجازى محنك يا طالبابى

ونحن على أحر من الجمر .
أكيد لنا تعليقات وتعليقات ، فقط أنزل علينا حروفك برداً وسلاماً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

الرجلُ الرقـــــــم ............ مساءك كما بريق قلبك .......
يُدهشنى الحنين لهذا المكاااااااااان .........
به أنتم تدعونه حياً ......... وبه هو بكم يزرف دمع البقااااء ......


 
 توقيع : الطالبابى

<p align="center"><a href="http://vphonet.com/"><img src="images/up.gif" width="500" height="120"></a>


رد مع اقتباس
قديم 03-17-2010, 08:52 PM   #45


الطالبابى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1879
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 11-01-2016 (01:37 PM)
 المشاركات : 1,208 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ود طابت مشاهدة المشاركة
[justify][/justify]
[justify]تسلم يا جميل .
حبينا بس نعاتبك . لكن أغلطوا إنتو يا حلوين -- نجيكم نحن بالأعذار .
والله ليك وحشة .
وما ناسى أيامنا الجميلة والبحث عن مكانيكى لعربتى فى عز الحر .
إنت زول راقى يا أبو زر وبتصنع من الفسيخ شربات ( بالمناسبة الفسيخ كمل ولا لسع ) .
والله يا أبو زر الطالبابى دا زول عسل عديل ، ولاعب محترف ( سجلتوه من وين ) الزول دا صاحب مدرسة متميزة ، بيعرف كيف يتعامل مع المفردة والفكرة بطريقة جميلة .
تسلم يا غالى . [/justify]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
عنه .................... دائماً ما يُبقينا تواضع الكباار حفايا ........
ود طاااااااااااااااابت .............. يتلحفُنى الشُكرُ لكم .....
لك وللحبيب أبو ذر ولكل الرائعين هُنا ... دمع العرفااان ,,
ونداوةْ اللقاء ........ وحلو الحضور .......


 
 توقيع : الطالبابى

<p align="center"><a href="http://vphonet.com/"><img src="images/up.gif" width="500" height="120"></a>


رد مع اقتباس
قديم 03-17-2010, 08:54 PM   #46


الطالبابى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1879
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 11-01-2016 (01:37 PM)
 المشاركات : 1,208 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغريب مشاهدة المشاركة
صديقي الطالبابي يظل الإبداع أمنية يرغب الجميع أن يتمركز على عرشها ليترجم موهبته بأسلوب لبق يشغف الآخرين بمطالعته وتشجيع قلمه ورغم أتحدانا في الرغبة بالكتابة عن تلك المشاعر الجياشة نحن مختلفون في النهاية بمهارة التعبير والبوح لذلك .. سألزم الصمت

والمتابعه هذا لحين اشعار اخر
واصل يالذيذ يارايق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أُيها الرفيق ................. لحرفك حضور خااااااااااااطر .....
ولمكوثك بيتاً فوق عنان السطور ...........
شُكراً يا حكيم ......


 
 توقيع : الطالبابى

<p align="center"><a href="http://vphonet.com/"><img src="images/up.gif" width="500" height="120"></a>


رد مع اقتباس
قديم 03-17-2010, 08:57 PM   #47


الطالبابى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1879
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 11-01-2016 (01:37 PM)
 المشاركات : 1,208 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلاكلاوي مشاهدة المشاركة
لاحوله ولا قوة لا بالله
طلبابي طالب الله يحفظك ويحفظ يراعك الرائع


تخريمه ؛
شكل البلد هواه عليل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
كلاكلاوى ..................... إلا هذا النبض الخارج من بوح
أنفاسك .......... ورينى بس كيف ,, أرسم كُل الضجيج الساكن
حد الشوف ................. بس يا كلكل هذه الريح تنتمى لكم ,,
فشُكراً جميلاً ........


 
 توقيع : الطالبابى

<p align="center"><a href="http://vphonet.com/"><img src="images/up.gif" width="500" height="120"></a>


رد مع اقتباس
قديم 03-17-2010, 08:58 PM   #48


الطالبابى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1879
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 11-01-2016 (01:37 PM)
 المشاركات : 1,208 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوذر حسن طه مشاهدة المشاركة
قليلاً ما أقرر تكرار قراءة موضوع .. ولكن أجزم أن الغالبية
يقرؤون ما تكتبه عدة مرات
مرة للتذوق
وثانية للفهم
وثالثة للإستمتاع

وأنا لازلت في المرحلة الأولى !!!!
واصل يا حبيب الحرف والجرف
واحترق انا بنيران بخورك ( طبعا نيران صديقه )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

حنين الصبااااااااااح يتصابى على أرباع الحُلمِ يا أبوذر ........
لك فى الخاااااااااطر روحاً ......... وفى الشُكرِ وشاح وفاء .....


 
 توقيع : الطالبابى

<p align="center"><a href="http://vphonet.com/"><img src="images/up.gif" width="500" height="120"></a>


رد مع اقتباس
قديم 03-17-2010, 09:01 PM   #49


الطالبابى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1879
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 11-01-2016 (01:37 PM)
 المشاركات : 1,208 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ود طابت مشاهدة المشاركة
الطالبابى ---
شايفك اون لاين
قرب تعال ما تبتعد
جئت إليه لهذا البوست حافياً شوقى ونار الشوق تصفعنى على ظهرى لألقاك . أحرم قبل أن أبدأ وأهلل لا أرى جدة ----- ولكننى صرت حزينا ( رغم أنك اون لاين ) لأنك لم تكتب حرفاً به .
واصل يا طالبابى عليك الله .
نحن فى الإنتظار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو تعلمُ يا أبا علااااااااام كم نبيعُ العرفاان خجلاً ..
أنا رافدٌ من بريق وجودكم .. فعُذراً فالبرشا تنده الصعود ...


 
 توقيع : الطالبابى

<p align="center"><a href="http://vphonet.com/"><img src="images/up.gif" width="500" height="120"></a>


رد مع اقتباس
قديم 03-18-2010, 07:00 AM   #50


الصورة الرمزية محمد المنصورى
محمد المنصورى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2018
 تاريخ التسجيل :  Aug 2008
 أخر زيارة : 02-25-2018 (07:01 AM)
 المشاركات : 4,307 [ + ]
 التقييم :  24
لوني المفضل : Brown
افتراضي




تلجـمني الدهشة فأستمتــــع ( شاهيــــــندة )


أفــاقـــــها بيّـــــــضُ وأكنــافهـــــــــا خُـــــضــرُ


 
 توقيع : محمد المنصورى



رد مع اقتباس
قديم 03-18-2010, 07:48 AM   #51




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
Thumbs up



بدون عنوان -1-

[justify]جلست فى ذات المكان الذى أعرفه جيداً ويعرفنى منذ نعومة أظفارى . وكنت ان بعدت عنه لسنين عدداً ، لا لجفاء وقسوة قلب ، ولكنها الحياة وظروفها القاسية المريرة . ألفت تلك الكتلة الأسمنتية المستطيلة المثبتة كما الأقدار على ترعة حلتنا . لا أتذكر آخر مرة جئت فيها الى هنا ، ذلك المكان المحبب لنفسى ، ولكن أظنها سنوات طويلة قد بعدتنى من قريتى ومكانى المفضل هذا . وكنت كثيراً ما أشتاق لذلك الكبرى الأسمنتى المتهالك ، والذى طالما فرغت فيه شحنات العنت والتعب والشكوى . تحسست بطرف أصابعى تلك الكتلة الأسمنتية الباردة من حولى ، وتيقنت وقتها بأننى مازلت كائناً أتنفس عشقاً وحياة . بيوت القرية المتراصة أمام ناظرى تبدو أمامى ككتلة واحدة لا يفصلها مد أو جذر . القرية كما هى ، لم تتغير رغم تلك السنين الطوال التى غبتها . ( نفس الملامح والشبه ) طاحونة القرية يعلو صوتها فى الصباح وينخفض إيقاعه عصراً . عبير الحقول ، ورائحة روث البهائم يداعب أنفى وأنا جالس على حافة كبرى القرية المتهالك القديم . خاطرى مشغول بذكرى أيام سجنى العصيبة ، ولكننى أحمد الله على كل حال ، فأنا الآن وسط أهلى وأرضى . أتذوق أريج الحرية والراحة والإطمئنان ، اقبل ثرى أرضى الطيب ، وأقتسم مع أهلى وعشيرتى شظف العيش واللقمة والملاح ، هنا لا يعكر صفاء خاطرى وذهنى ( الشيكات الطائرة ) أو ضياع عمولة البضائع والصفقات .
أتخذت قرارى بروية وتأنى ، وجمعت ما استطعت من متاعى وما تيسرلى من ذكريات أحداث عاصفة وقاسية ، وعدت لقريتى الصغيرة طائعاً مختاراً ، حينها طلقت بالثلاثة تلك الحياة الملونة الثرية . عدت لقريتى وفى القلب غصة ، وفى الخاطر ذكريات أيام مؤلمة وقاسية ، وكان ان أستقبلنى أهلى بالبشر والترحاب ، وضمتنى القلوب والحقول والترع دون تأفف وضجر ، حيث أكاد أن أرى بصمات فرحهم وسعدهم بالعودة فى وجوه كل من قابلت .
يمر بى سعيد عائداً من حواشته ، ويسلم على من فوق ظهر حمارته ، ويسألنى عن ( الصرف المتوقع للمزارعين ) ، ثم يضرب بعنف حمارته مع سيل من السباب والشتم لمفتش الغيط الذى أضاع مجهوده جهاراً نهاراً . وهكذا هو حال أهلى حيث لا يشغل بالهم شى غير حواشتهم وصرف أموال حصادهم والتى درجت الحكومة بأن تقطعها دون مراعاة لآقدامهم التى أدمى الشوك باطنها وظاهرها .
طالت جلستى فى تلك الكتلة الأسمنتية العتيقة عند حافة الكبرى القديم ، وكان القلب ينبض بالراحة والإطمئنان . أخذنى الخاطر الجريح لذكرى أيام مضت ، وسنين عشتها بين دهاليز المال والثروة . تذكرت أيام الفقر اللعينة ، والنوم على ( العناقريب ) الصغيرة الوضيعة الخالية من الفراش . وتذكرت أيضاً أيام الهناء والدعة والرفاء . الدنيا لا تقف سفنها وسط البحار والمحيطات ، فهى دائبة الحركة والتجوال ، تقف قليلاً على الشواطى الآمنة ثم ما تلبث أن تبحر فى عباب المجهول نحو غياهب المجهول . إتهمتنى الجهات الرسمية بمحاولة تخريب الإقتصاد القومى ، ونقبت دون كلل او ملل فى دفاترى وحساباتى المصرفية ، بحثت عن حقيقة شركاتى وأعمالى التجارية ، وكنت حينها ثرياً وغنياً . ولكن للأسف لم يكن فى أجندتها البحث فى أيام فقرى وعدمى ، حيث كان الفقر رجل وقتلته حينها دون رحمة وشفقة .
قصتى يا حضرة القضاة والمستشارون متشعبة الفصول والمواسم ، وقضيتى عادلة ، وأنا لست مجرماً وسارق ، لقد جئت من رحم الفقر الى عالم المال والثروة . لم أسرق أحداً ولا رميت بشبكتى فى بحار العدم . كنت أزرع الحبوب والغلال وأحصد أسفاً العدم والسراب ، ولكننى الآن أزرع المال وأحصد المال والثروة ، أرمى بشباكى فى عباب الأنهار والبحار ، ويكون صيدى الجواهر والذهب . أنا يا حضرة القضاة لست نبتاً شيطانياً جاء من أقاصى العالم ليعلم الناس ( اللف والدوران ) ولكننى إنسان ( بلحمه ودمه ) وقلبه ، علمنى الفقر كيف أحصد المال حصداً ، حتى صرت ما أنا عليه الآن . لم أظلم أحداً ، بل ظلمنى الآخرون وأولهم القضاة والعدالة .
الأسم بالكامل حامد ود أحمد سعد الخزين ، ولدت فى قرية ود النيلة بالماطورى ريفى المناقل . وهى قرية صغيرة تقع على هامش الصفحات المنسية بالجزيرة الخضراء . ( الحواشات والترع ) تحيط بالقرية من كل الجهات ، ويقع على مقربة منها ( الكنار الرئيسى ) الذى يمتد حتى منطقة أبو قوتة . تتميز تلك البقعة من الأرض بشجر السنط المتناثر على إمتداد محيطها من كل الجوانب ، وتتناثر شجيرات النيم فى وسط المنازل والشوارع الضيقة . قريتنا الهادئة يقطنها خليط من القبائل والعشائر وقد تباينت ظروف معيشتهم ما بين رعى وزراعة ، عدا بعض القلة التى رحمها الله بوظائف صغيرة ، وتجارة لا يتعدى سقف ريعها سد الرمق . الناس هنا يتشابهون فى كل شى ، الظروف والهموم والمشاكل ، والمنازل الطينية العتيقة البناء والتصميم . بالتأكيد أجهل تاريخ ميلادى كسائر أقرانى فى ذلك الزمان ، حيث لا يوجد فى قريتنا سجل رسمى للمواليد والوفيات ، ولا حتى مشفى صغير يدواى عللنا وأمراضنا ، ويرعى حمل ومخاض نساءنا . إن الناس هنا تحفظ تاريخ مواليدهم إعتماداً على ذاكرتهم القوية ، ولكننى على كل حال ، أحمل شهادة تسنين صادرة من مستشفى المناقل بتاريخ 1/ 1/ 1960 .
عشت وترعرت فى وسط أسرة تمتهن الفلاحة والرعى ، وكنا عصبة من الأبناء تتوسطنا ثلاثة فتيات ، وكنت أصغرهم سناً . يقع منزلنا بالقرب من ( بيارة الحلة ) فى وسط القرية . وقد تقاصرت جدران سوره وتناثرت غرفه الطينية من غير نظام ، مع ( ديوان ) كبير للضيوف . ويحضن منزلنا أيضاً شجرة نيم ضخمة ، حيث كانت ملازنا كلما أشتدت حر الصيف . كنا أسرة تعيش فى وئام وحب ، لا يكدر صفاء حياتنا شى . وكان أبى ، على كل حال ، رجل طيب القلب ، مكافح وصبور ، يقضى يومه ما بين الحواشة وأبقاره الست ، حيث لا يختل ميزان حياته ( وروتينه ) إلا لمرض عارض ، أو سفر محتوم .
قدرى أننى لم أكمل تعليمى ، ولم يكن بإمكانى مواصلته على كل حال . تركت المدرسة وأنا فى المرحلة الإبتدائية ، ولم يجبرنى أحد على السير قدماً فى الدراسة ، ولم يكشف لى أحداً عن فائدة التعليم والمستقبل العريض . وأتذكر جيداً مقولة أبى عندما توقفت عن الذهاب مع أقرانى للمدرسة ( ما مشكلة يا أبنى ، خير أبوك كتير ، والمدرسة ليست هى كل شى ) . دخلت بعد ذلك لمعترك الحياة دون سلاح وزاد ، وكنت أتحسس الخطى والعمل الرخيص فى محيط ( حلتنا ) الضيق ، وصارت حياتى العملية رهن برزق اليوم ، ودخلت فى عالم أعمال البناء والذى تعلمت فنونه وأسراره أيام النفير والفزع فى بواكير الصبا ، وأصبح فيما بعد والى وقت ليس بالقصير هو مهنتى وأكل عيشى .
تزوجت من إبنة خالتى عرفة بت السارى ، وكانت هى الغمامة التى أظلتنى من شمس الحياة القاسية على مدى العمر ، وقفت معى فى كل المحن والمصائب ، لم تقصر معى قط ، وأحفظ لها الجميل ما دمت حياً . إنها فتاة طيبة وجميلة ، وهى ( الولود الودود ) حيث رزقنا الله بالبنين والبنات ، ولكن أسفاً كان ينقصنا المال والقناطير المقنطرة . بزواجى من بت السارى كنت قد أفرحت وحققت حلم والدتى والإقتران بإبنة أختها ، ولكن صرت بعدها أحمل جواز سفر سارى المفعول من الشقاء والتعب . أعمل ليل نهار ، دون راحة أو إجازة ، حيث تشققت أقدامى ، وتحجرت ( راحة ) يداى من مداعبة ( الطوب والمونة ) ، وإنقطع النفس من تسلق ( السلالم والسقالات ) والحمل الثقيل .
بالطبع قد تميزت حياتى وأنا طفل يافع بالهدوء والطمانينة فى رحاب قريتنا الصغيرة ، حيث كنا نتنشق أريج أرضنا الخضراء بحقولها وخيرها ، نقضى يومنا فى ( الحواشات ) ، نزرع ، ونراقب ، ونحصد ، نرعى أبقارنا وأغنامنا ، وبعدها يلمنا محيط الحلة الضيق بأنسه وهدوءه ، بأفراحه وأتراحه . لا نحمل الهم ، ولا يحملنا الزمن أكثر ما نستطيع . ولكن عندما لفحتنا شمس السنين والأيام ( كبرنا وكبرت أحزاننا ) . فصارت الحياة أصعب وأكثر تعقيداً مما توقعنا . إن عملى شاق ومتعب ، وريعه بالكاد يسد الرمق ، ويطعم الزغب الصغار . لذا فضلت الهرب من قرانا لتضمنا ( خرطوم السجم والرماد ) ، نطيل الجلوس مع ( ستات الشاى ) ونخلط مع ( فتة ) المساء همومنا وآلامنا .
حياتى – يا أخوتى – عبارة عن رواية طويلة مثيرة ، تكثر فيها المواقف والحكايات ، حيث لا يمر يوماً دون أن أسجل سطراً أو عبارة فى تلك الرواية . ففى قريتنا النائية البعيدة كانت الحياة تسير رتيبة مملة ، ليلها كنهارها ، فرحها كحزنها ، ولا شى يعكر المزاج ، ألا عندما يهزم الهلال أو المريخ أو ينعدم ( التمباك ) من دكايين الحلة . إن حياتنا كان يشد من أزرها الهدوء والطمأنينة وتدثرها طيبة الأهل ودفئ العشيرة ، أما فى الخرطوم فقد دهشتنا الوجوه الجميلة ( بكريماتها ) والملابس الأنيقة الضيقة . وتعودت آذاننا ضجيج أبواق السيارات ، وألفت أجسادنا الضيق والزحمة وملاحقة المواصلات مشياً وهرولة .[/justify]

يتبع


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام

التعديل الأخير تم بواسطة ود طابت ; 03-18-2010 الساعة 08:11 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-18-2010, 07:54 AM   #52




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
Thumbs up



بدون عنوان -2-

[justify]عشت طفولتى كسائر أقرانى فى القرية ، وأنقضت السبع سنوات الأولى من عمرى سريعاً ، وكانت طيفاً عابراً أذكر منه قليلاً من الذكريات والمواقف . ولكن عندما بلغ عمرى أربعة عشر ربيعاً أو يزيد قليلا ، كانت الذاكرة قد بدأت تسجل بوضوح كل المواقف والأحداث ، وأتذكر حينها أن الحياة لم تكن يسيرة وهينة كما هو الحال اليوم ، ولكن كان لها طعم ولون ومذاق . الأرض الرحيبة تسع الجميع ، والقلب الكبير مفتوح شارع يضمنا دون ضجر أو تأفف . كان زمان جميل ومعافى وحياتنا فيه بسيطة هينة لا يكدرها غدر أو خيانة . لم نكن نعرف شى خارج حدود حلتنا الواعة الجميلة ، حيث كانت المدرسة والحواشات ، وموسم الأعياد ، والمشاكل الطفولية ولعب الكورة هى كل حياتنا . وكان نادى القرية وشيخ الحلة وإمام الجامع هم حدود ثقافتنا ومعرفتنا . لم نكن نعرف تعقيدات حياة اليوم . كنت أعشق أغنيات عثمان حسين ، وأردد دوماً رائعته ( لمتين يلازمك فى هواك مر الشجن ) ، وكان فى القلب حب وهوى وهوس لكرة القدم وملوكها فى ذلك الزمان .
الوقت عصر ، وشمس ( الدرت ) الحارقة تلهب الوجوه والأرض . قريتنا فى تلك الأيام تشهد نشاطاً ملحوظ ، وحركة دائبة ، أنه موسم الحصاد وترقب الخير الوفير . أتذكر أننى فى ذلك اليوم قد ذهبت فيه لميدان كرة القدم ، ذلك الميدان الواسع الكبير والذى يقع شرق حلتنا . كان ميدان غريب الشكل والمكان ، حيث يفصل بيوتات القرية والمقابر والحواشات . بالطبع لم تتدخل ( الفيفا ) فى مواصفاته ومقاييسه ، فهو عبارة عن خمسة أفدنة بالتمام والكمال . تتنوع وتتباين أرضيته ما بين تراب وحجارة ، وبقايا عظام الحيونات . كنا نجرى فيه ( ونردح ) كالوحوش ، نطارد فيه تلك المستديرة المجنونة ، كما الذى يطارد مستقبلاً غامضاً ومظلماً . كنا نتصارع ونتقاتل فى تلك البقعة من الأرض وسط لهيب الشمس الحارقة ، يساعدنا فى ذلك بنيتنا الجسمانية القوية ، وطاقتنا التى لا تنفذ أبداً .
بدأ تمرين الكرة فى ذلك اليوم المشهود وسط أجواء ساخنة ، العرق يتصبب من أجسامنا كالسيل . وميدان الكرة الواسع الأطراف يضيق ويتسع بلاعبى الكرة والمشجعين . اللاعبون تتباين أعمارهم وسحناتهم وأزياءهم ، وجلهم حفايا . كنا نستمتع بذلك التبارى والتنافس ، وأحسب أنه مصدرنا الوحيد لتفريغ همومنا وفراغنا ومللنا ، ذلك الداء الذى ما فتئ يصيبنا فى تلك القرية الصغيرة طوال العام . لم أكن يومها فى كامل لياقتى وقوتى ، فالعمل فى حواشة أبى قد إستهلك كل مخزون طاقتى ، ولكن لا بد من الجرعات اليومية من لعب الكرة وإشباع الهوايات ، وقتل فراغ القرية القاتل .
كان كل شى يمر بهدوء ، اللعب يتواصل سجالاً ، والشمس الحارقة تلهب الحماس ، وصيحات المشجعين تسمع بوضوح من وقت لآخر . إن أقدامنا الحافية ألفت ذلك الميدان الواسع الغريب ، وكانت الكرة تتنقل بين اللاعبين فى سهولة ويسر . فكرى وقتها مشتت وحائر ، فالحواشة تأخذ كل اليوم ، والجهد ضائع بين العناية وقلة الحصاد . ويتواصل اللعب ، ويسكب العرق ، وتتبادل الكرة وتتناقل بين أقدام اللاعبين . وأتذكر جيداً تلك الهجمة الشرسة من خصمنا فى الميدان ، والتى تصديت لها فى ربأطة جأش ، وكان الإصطدام القوى ، والوقوع بقوة على الأرض . غبت عن الوعى لدقائق معدودة ثم حاولت القيام لمواصلة اللعب ، ولكن أظن أن الإصابة أبلغ مما تخيلت . كسرت يدى اليسرى ، هكذا قد تخيلت ، ودعم الخبراء والمختصون من حولى زعمى وهواجسى .
تورمت اليد اليسرى تماماً ، وكان الألم كثيراً والفاجعة أكبر . وبدأت رحلتى من الميدان محمولاً للمنزل ، ومنها ركوباً على ظهر الحمير للقرية المجاورة ، حيث يوجد بها ( بصير ) عالى الجودة ، وماهر فى إرجاع الكسور .
أخذت الشمس وقتها تتوارى للغروب ، وحمارتان أصيلتان تسرعان الخطى لإسعافى . الحسرة والحزن يكسيان الوجوه من حولى ، فهنا يحس الجميع بالامك وحزنك ، ويشاركك الجميع مصابك وفرحك . الكسر ليس بالمؤلم كما كنت أتخيل ، ولكن لازمنى شبح إرجاع الكسر وتطبيبه . صرت أتخيل يدا البصير القويتان وهما تصارعان فى يدى دون بنج أو مسكنات ، ويا له من شعور مخيف ومرعب ، ولكن لا بد مما ليس منه بد . فتلك هى مشفانا وأقصى حدود إمكانياتنا ، ذلك هو قدرنا ، حيث تموت نساءنا بين يدى قابلاتنا فى المخاض ، ونغيب - نحن - عن الوعى تحت وطأة الألم بين يدى البصير .
الوقت يمر بطئياً ، وقافلة الحمير المسعفة تسير مسرعة نحو الطبيب ، وما أدراك ما الطبيب وساعة العلاج . كنت أضم يدى المكسورة وهمى وقلقى على صدرى ، أركب خلف شقيقى الأكبر فى تلك الحمارة اللعينة ، والحمارة الأخرى يستغلها صديق لى وآخر .
وبينما نحن فى طريقنا لتلك القرية ، والليل قد نشر ظلامه وسط الحقول ، فإذا بحمارتنا وقد فاجاءها كلب بنبيح وصراخ ، وبعدها وجدت نفسى على الأرض وسط دهشة الجميع ، لقد وقعت بقوة من فوق ظهر الحمارة اللعينة ، وكان حظى بأن أقع مستنداً على يدى اليمنى السليمة . ودوت صرختى تشق ظلام الليل وبكيت ساعتها من الألم . ولكن --- لدهشتى والجميع من معى ، فقد كسرت يدى الأخرى جراء سقوطى القوى من على ظهر الحمارة . ولكم أن تتخيلوا حالى فى غرفة البصير ، حيث كنت أحمل يدان مكسورتان ، وألم شديد وقدر محتوم وحظ عاثر .
لا يمكن أن أنسى مطلقاً تجربتى مع ذلك ( البصير ) وطريقته القاسية فى إرجاع كسور ساعدى . كان لحظات قاسية وتجربة أليمة ، فشلت معها كل محاولات صبرى وجلدى . بكيت لحظتها من الألم والعذاب ، وبكيت بعدها مواسياً ومعزياً لمن يوضع فى مثل هذه المواقف المريرة ، وتحضره الأقدار لغرفة هذا البصير .
لزمت بيتنا لمدة شهرين متتالين ، حيث أحتوتنى غرفة صغيرة ، متواضعة البناء والأثاث . وكان إعتقالاً تحفظياً ، وإجازة إجبارية ، كرهت بعدها أكل ( البلح والترمس والجداد ) إلى يومنا هذا . كانت أيام طوال ، وشهور عجاف عشتها بين جدران تلك الغرفة ، أتأمل فيها ملياً تلك الأيادى التى لفت عليها بعناية جبيرة الكسور المحكمة الصنع والجودة . لم تغفل فيها أسرتى عن رعايتى والإعتناء بى ، ولم يفارقنى أصدقائى وأهل قريتى قط ، وحتى ساعات الخلوة ، كان يملأه صوت ( الراديو ) دون ما توقف .
مرت الأيام ثقيلة وبطيئة بعد هذا الحادث ، وتشابهت ألوان الساعات والأيام ، وأحكم على طوق من الرقابة اللصيقة ، ومنعت من حرية الحركة والتعبير على ما يجيش بدواخلى من رتابة وملل . زارنى وقتها كل الأهل والأصدقاء ، بل كل القرية دون إستثناء ، نساء ورجال ، شيب وشباب وأطفال ، ولم يغب أحد عنى أو تجاهل عيادتى ، زارنى حتى أولئك الذين صرعتهم فى أيام ( الشقاوة ) وإظهار القوة والشجاعة . لقد سجل الجميع أسماءهم وبشاشتهم ومواساتهم فى دفتر الحضور والزيارة ، وذلك هو تميزنا ، أصالتنا ، والنسمة التى تلطف أجواء حياتنا. فنحن قوم قدرنا أن نعيش على هامش الرفاهية والحياة المترفة ، ولكن وهبنا الله طيب القلوب وبياضها ، نغيث الملهوف ، ونكرم الضيف ، ونعين المحتاج من فتات ما نملك ، ولكننا لا نملك الكثير .
إن لكل تجربة ثمرة وحصاد ، ولكل موقف وحادثة حيثيات وتداعيات . إنها تجربتى وحادثتى التى عشتها وتذوقت قساوتها فى بواكير صباى ، عند منعطف المستقبل العريض . ولا أنكر أننى قد أستفدت منها كثيراً ، حيث علمتنى الصبر والجلد ، علمتنى كيف يقف الإنسان عاجزاً عن العطاء إن فقد ولو مؤقتاً يديه المعطاءة ، وما أكثر هولاء فى بلدنا الحبيب . ولكن بالمقابل كانت حادثتى هى سدرة المنتهى لمستقبلى الدراسى . لا أدرى لماذا تركت المدرسة دون رجعة . فقد كنت تلميذ مجتهد و ( شاطر ) . لكننى لم أدخل باب المدرسة قط بعد أن جبرت كسورى وطبت بعد معاناة ، بل دخلت باب آخر ، وفصل آخر من فصول الحياة المتعددة والكثيرة .
[/justify]
يتبع


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام

التعديل الأخير تم بواسطة ود طابت ; 03-18-2010 الساعة 12:07 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-18-2010, 07:57 AM   #53




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
Thumbs up



بدون عنوان -3-

[justify]تركت المدرسة بعد ذلك الحادث ، وفارقتنى دون رجعة أيام الهناء ( والدلع ) . لم أعد طفل أحمل ( شنطة الدمورية ) على ظهرى ، بل صرت أحمل هم أسرتى ومعولى ( وطوريتى ) . قضيت سنوات وأنا أساعد دون جدوى والدى فى الحواشة ، وفيما تبقى من خير الدنيا من أبقار وأغنام . ولكن أسفاً لم تضحك لى الدنيا ، ولم أجد منفذاً للهروب . كانت الأحلام والطموحات تتكسر وتنداح من أمام عينى ، كما كسرت ساعدى من قبل ، ولكن أين السبيل من ذلك البصير القاسى . القرية الصغيرة لا تتحمل أكثر مما فيها من معاناة وفقر وفاقة ، وبنت السارى تنتظرنى بحبها وأحلامها ، ولا مفر من رغبة الوالدة وحبى اليتيم .
قضيت أعوام فى حلتنا النائية الفقيرة ، باحثاً عن نفسى ، ومنقباً عن مستقبل لا أدرى كيف الوصول إليه . جربت من خلالها كل ضروب العمل المتاحة ، عملت فى الحواشة ، تعلمت البناء ، وسعيت بحثاً عن المال الوفير فى التجارة ، وعملت فى ( بيارة الحلة ) بأجر ودونه . لم يكن هنالك بصيص أمل ونور إلا وتبعته . ولكن تبقى قريتنا الصغيرة ، هى ذلك النفق الضيق الذى لا يمكن تجاوزه ، أو حتى الغوص فى أغواره . إنسد فى وجهى الطريق ، ( وزاد طين حيرتى بللا ) فتركت كل شى ، وهجرت قريتى وأهلى بحثاً عن المستحيل فى وطن يقيم فيه حتى ( سكر التموين ) ولكن يبقى الإنسان صفر على شمال التقدم والنماء .
شهدنا فى أحد السنين خريفاً معتدل المزاج وكثير العطاء ، حواشتنا أغرقت المخازن وفاض خيرها ، وإمتلأ ضرع أبقارنا وأغنامنا باللبن . كان حصاداً إستثنائياً ، وشهور خير وبركة . تأهلت على اثره للزواج من عرفة . وتعتبر عرفة هى حلم والدتى واختياره الموفق ، ولم يكن بإمكانى الرفض . فخيار الوالدين فى عرف أسرتنا قدر محتوم لا يستطيع أحد الخروج عن نصه أبداً .
أذكر أيام تلك الحصاد الوفير ، وذلك المال الكثير الذى جرى على أيدى أهلنا فى القرية ، بعد فقر دامت أيامه وأعوامه . وكان موسم لتحقيق الأمال والأمانى ، حيث تغيرت بعض ملامح بناءنا وهندامنا ووجوهنا . تعلق الشباب بخيط الأمل ، ولون الفرح ، وصوت الزغاريد ، وكانت زيجات بالجملة والقطاعى . وأنا بين من إتبسم له ثغر الفرح ، وطوقت جيد عرفة بعقد الزواج . وكانت أيام لا تنسى ، حيث فارقنا شبح العزوبية ، وأقبلنا على عهد جديد ، وحياة أمثل . لقد كنت أملك مالاً يسد نفقات الزواج ويزيد قليلاً ، وعرفة قد إنتظرتنى كثيراً ، ولا بد من إيفاء الوعد . وأذكر أننى أقمت الولائم ، ونصبت السرادق ، وشدا فنانوا الحلة بما لذ وطاب من الغناء والطرب . كنت سعيداً وقتها بإكمال نصف دينى ، وفتح صفحة جديدة من حياة عشتها مكافحاً ومقاتلاً من أجل العيش الكريم .
إنتقلت معى عرفة للعيش فى ظل البيت الكبير ، وودعت أهلها لتعيش مع أهلها وزوجها . وحقاً لقد طاب بنا المقام فى غرفة وراكوبة ، حسبتها فى بادى الأمر قصراً يسعنى وزوجتى فى فرح وحبور . وإنقضت الأيام عجلى ( ويمر الحول ، وحول بزول ) وما أجمل الأطفال فى حياتنا ولكن .......
الأحلام لا تمت ، والطموح لا ينتهى ، والمستقبل بقدر ما نخاف سواد أيامه ، لكننا نتوق إليه ، ونتمسك بطيب أيامه . ( ماعون ) طموحات حلتنا صغير جداً ، وسقف الأحلام لا يتجاوز مطلقاً المزارع وتربية الأبقار والضان والماعز ، وهذا لعمرى لا يسد رمقنا ، ولا يشبع أفواه جيوبنا ، ومتطلباتنا التى تتزايد مع الأيام . والحكومة لا ترحم أبداً المناطق القصية والمهمشة . الأيام تمر وتتتباين لحظاتها ما بين الفرح والحزن ، والقرية وأهلها صامدون مع تغير الحال والمناخ . كنا نجرى ونسبق الوحوش ، ولكن حصادنا رهن فى بنك الإهمال والتجاهل وخزينة الحكومة التى لا تشبع أبداً .
فكرت كثيراً فى التعب دون جدوى ، والسير دون خارطة وبوصلة ، أدركت حينها بأننا نسير نحو الهاوية ، ولا جدوى من مشروع قطعت أوصاله وصار مسخاً مشوهاً ، حيث نضبت مياه كناراته وترعه ، ويبست مزارعه ، وجفت عروق ( جناينه ) ، وبح صوت شكوانا .
الأطفال تكبر ، والهم يزيد ، وعرفة أشهد لها بالصبر والحب الكبير . ولكن أظن أن ساعة الرحيل قد حان آوانها ، ودقت أجراسها . القرية ربت على أكتافها هم وغم ، وعم رحابها ظلاماً ، لا أحد يرى فيه إلا الفقر والعوز . وكان قرارى حاسماً ، ولا رجعة فيه .[/justify]
يتبع


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام

التعديل الأخير تم بواسطة ود طابت ; 03-18-2010 الساعة 08:25 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-18-2010, 08:07 AM   #54




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
Thumbs up



بدون عنوان -5-

[justify]بص قريتنا ذو اللونين الأزرق والأبيض يستعد لرحلته المعتادة للخرطوم فى فجر يوم شتوى قارس البرد . ( البورى ) ذو النغمة المميزة ( نحن راجعين فى المغيرب ) يغطى صوته أجواء قريتنا الهادئه . كان ذلك اليوم مشهود ومكتوب على صفحات حياتى الثرة بالتجارب والمواقف والأحداث ، حيث كان رحيلى منعطفاً مهماً وبداية لطريق جديد ، وحياة أعتقد أنها الأفضل من حياة القرية الرتيبة .
سبق يوم سفرى تجهيزات وزيارات متعددة ، وتداخل لمجموعة من الأحاسيس والمشاعر ، وهذا شأن كل من يريد حزم حقايبه فى رحلة طويلة الأجل . بدأت ( مشاويرى ) بزيارة لشيخ طريقتى ، وكنت قد وصلت سجادته فى صعوبة بالغة من شدة الزحام ، فالشيخ صالح وواصل ، تروى عنه كثير من الكرامات ، ورؤية النبى ( ص ) فى يقظته ومنامه . جئت ذلك الصالح حبواً ، حافى الراس والقدمين . قبلت يده ، وجلست قبالته أشكو له ضيق الحال ، وأمال المستقبل ، زرته وأنا أحمل هم أهلى ونفسى ، وأضع فى حدقات العيون حبيبتى ورفيقة عمرى عرفة بت السارى . تلك المرأة الجميلة الحنينة الصابرة . أحسب أن زيارتى للشيخ كانت ناجحة وموفقة ، حيث تيقنت من خلو خطوة طريقى من العثرات والمشاكل . وآخيراً ودعت شيخى ، ولم أنسى أن أدس حفنة من المال تحت سجادته .
بت السارى – تلك الحبيبة الغالية – لم تنم ليلها ، كنت أسمع صوت نحيبها ، وأرى بوضوح دموعها رغم الظلام . سمعت شكواها وتوددها لى بعدم مفارقتهم والرحيل عنهم . وكانت صادقة فى إحساسها ومشاعرها نحوى ، فهى لم تكن ترغب فى سفرى ، ولن تقوى على ذلك . فقد كانت تحبنى رغم ضيق الحال وشظف العيش ، وظلام المستقبل . كنت قد تزوجتها إرضاءاً لوالدتى ، ولكن ما لبثت بعد ذلك بأن أحببتها حباً لا يقوى أحداً على إنتزاعه من قلبى ، فهى رقيقة جميلة وطيبة ، تعمل كل نهارها وجزءاً من الليل فى خدمة أمى وأبى ، ثم تجمعنا بعد ذلك غرفة تتكأ أمامها ( راكوبة ) صغيرة ويحيط بها جدار قصير من ( الطين الأخضر ) .
كان وداع مقتضب وسريع ، ساعد على فتوره ذلك الصباح البارد النسمات . وهالنى منظر زوجتى الصابرة وهى تترجى صغارها بالتأثير على والعدول عن فكرتى ، بعد أن باءت كل محاولتها بالفشل الزريع . ولكننى ( ركبت رأسى ) ، وتركت كل أسرتى وسط سيل من الدموع والدعوات ، وخرجت مودعاً قريتى الصغيرة النائمة لحظتها على سرير الوجع والفقر والآلام .
الوقت يترنح فى بطئ وهدوء ، وعقلى وقتها يستعرض شذرات من حياة القرية ، وروتينها الكئيب . وطافت على مخيلتى كثير من الأفكار والطموحات ، ثم ما لبثت أن إختفت وتلاشت مع صوت ماكينة البص المزعجة ، وحديث الركاب الذى لم ينقطع عن الحواشات ، وتعثر الحكومة عن الإيفاء بحقوقهم المهضومة منذ زمن الإستعمار .
وصلت عاصمة ( السجم ) باكراً ، بذلك البص الخرافى ، وذلك كعادة كل أهل القرى القريبة منها . وكان صباحاً ( خرطومياً ) مشرقاً وجميلاً ، شمسه عمت كل البيوتات الحقيرة والعمارات الشوامخ دون فرز أو تمييز . الحياة هنا سريعة ، والناس لا تتوقف عن السير أبداً . الضوضاء والصخب يصمان الآذان ، أبواق السيارات ، صوت الباعة ، وثرثرة المارة فى المواقف والأسواق . وكان حديث القلب الصادق من بت السارى للعودة الى حضن الريف يهز ما فى داخلى ، كأنه يحرضنى على البكاء والعويل . كان ذلك اليوم إستثنانياً وطويلاً فى حياتى ، حيث دهشة المدائن والحزن وشرود الفكر والخاطر ، وأظن أننى لم أتعود على البعد وترك الأرض والأهل .
طويت الساعات الطوال والأحزان والتعب فى ذلك اليوم ، وأنا أبحث عن الماوئ ، عن شى يزيح من نفسى عتمة الفراق ، وطال بحثى عن منزل ( عزابة ) أبناء حلتنا ، حيث لم أترك صاحب بقالة أو ( مكوجى ) أو حتى أصحاب المنازل فى تلك البقعة إلا وإستفسرتهم أو سألتهم عن الوصف ، حتى وصلت آخيراً لذلك الجحر القصى والبعيد عن العاصمة ، وكانت الشمس وقتها فى حضن مغيبها ، والقلب فى آلامه وأحزانه .
أخذت عينى تتأمل فى جدران الغرفة الباهت اللون والرسم ، وعلى ضوء ( لمبتها ) الحمراء صرت أقرأ تلك ( التذكارات ) المنحوتة على ذلك الجدران الرملى المتهالك . وعرفت من خلاله كل زوار حلتنا لذلك المنزل التراثى القديم . أستقبلنى رفقاء الشقاء والتعب بحضن دافى وقلب رقيق وحنين وبسمة صفراء ، عرفت من خلالها مستقبل أيامى فى تلك البقعة . وقضيت ثلث من ليلى أتجاذب أطراف الحديث معهم ، وغطت ( ونستنا ) كل المواضيع المتاحة لفكرنا وهمومنا وأخبار الحلة ، ولم نترك حتى أخبار الطلاق والزواج ، وجميلات الحلة . أما الثلث الثانى والآخير فكانت كل أجندته تنصب عن ذلك الحزن القابع فى القلب ، والمستقبل الكامن فى رحم الغيب .
لم أكن أتخيل حال ( بت السارى ) بعد رحيلى ، ولا أتصور حالى بدونها . فهى ذلك الضوء الذى ينير دياجر حياتى ، ويفتح لى أبواب الأمل فى عالم أوصدت نوافذه جيوش الفقر والفساد والحروب والفتن ، وهوج رياح السياسة . أذكر أننى تركت ( بت السارى ) وهجرت دارى وأطفالى ، وكان فى القلب حسرة ، وفى الخاطر أمل وطموح ، ولكن خوفى يتعاظم ويكبر فى تلك المدينة الصاخبة .
خرجت فى صباح اليوم التالى ، أتلمس الخطى فى ( كرش الفيل ) ، متدثراً بثيابى البيضاء ، ومتلفحاً بهمومى وأحزانى . كانت الأمال عراض ، ولكن السماء لا تمطر ذهباً ، ولا الخرطوم تفرخ المال والثروة . حيث لا أملك فى جعبتى علماً يقينى حر الشمس ، ولا أحلم بربطة العنق واللباس الأفرنجى ، بل سوف أسلك الطريق الذى أعرفه وأدرك خباياه . أذكر أن أقحمت نفسى فى عالم البناء والتشييد ، وصرت أتنقل بين الأحياء المتفرقة ، أكسب رزقاً إستحال الحصول عليه من حقول القمح والفول والقطن فى قريتنا الصغيرة . ضمنا بيت العزابة ، وكنا ما يقرب من العشرين من غير الضيوف والمنتظرين وعابرى السبيل والمرضى ، تأوينا غرفتنان ضيقتان ، وحمام طرفى لا سقف له ولا باب ، و ( زير ) واحد لأ أدرى متى ملئت بطنه بالماء . كنا نشترك فى كل شى ، ونتشابه فى كل شى ، ظروفنا ، همومنا ، هندامنا ، فرحنا وحزننا . نلتقى مساءاً فى ذلك المنزل الأسطورة ليجمعنا الحوش ( بعناقريبه ) الصغيرة المتناثرة ، ويفرقنا آذان الفجر كل فى طريق . كنت أصحو قبل ديك الفجر ، لأجرى ( جرى الوحوش ) وأعود متعباً منهكاً لذلك المنزل التراثى بعد غروب الشمس . وتتوالى الأيام ، وتتنوع الأحزان ، ويزداد الشقاء والتعب ، ولا مناص من قدرنا ، ولا مفر من ذلك ( الروتين القاتل ) حيث لا تهب علينا نسمات الراحة والهدوء والفرح إلا عندما يحين يوم الخميس من كل أسبوع ، والذى ينتظره الجميع من أبناء الشقاء ودفعة التعب ، لنملأ جيوبنا ( وأكياس ) الخضار والفواكهة ، ونعود لأهلنا وحضننا الدافى فى القرية ، لتبدأ مرة أخرى رحلة الكر والفر فى ( كرش الفيل ) التى تسع جوفها كل شى .
بلعتنا العاصمة فى أحد جيوبها القصية النائية ، وألفتنا الشوارع والأحياء ، وألفنا صخبها وزحامها وضوضائها . صارت حياتى تسير رتيبة ، ولا شى ينزع من قلبى فتيل القلق والتعب إلا تلك اليومين التى نقضيهما فى حضن قريتنا كل أسبوع . كنا نتسلق ( سقالات ) البناء بحثاً عن لقمة العيش والكسب الحلال ، حيث نجمع من جيوب الأغنياء الفتات من المال ، ثم ما نلبث أن نعيده إليهم إستهلاكاً وفواتير للدواء والعلاج . وكان العمر يمضى والفرح ينائ عنا ، والآلام تسكن فى القلب والعظام ، ولا مغيث لى فى تلك الحياة القاسية غير حضن بت السارى ودفئ العشيرة والأهل .[/justify]

يتبع


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام

التعديل الأخير تم بواسطة ود طابت ; 03-18-2010 الساعة 12:15 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-18-2010, 08:10 AM   #55




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
Thumbs up



بدون عنوان -6-


[justify]وتتوالى الأيام بين نشاط وكساد ، وتثبت صورة حياتى دون تغير . نغوص فى أغوار أعمالنا الحرة ، ثم ما نلبث أن تضمنا القرية بحنانها ودفئها كلما عدنا إليها . وأذكر أننى قد خرجت ذات نهار من حجرنا النائى فى أطراف أم درمان ، وكنت وقتها متوقفاً عن العمل لكساد أصاب كافة أوجه الحياة . أخترت بأن أمشى فى الشوارع على غير هدى ، أفرغ ما تحمله النفس من حمل وعناء ، وأتنفس هواءاً نقياً . لم تكن لى وجهة وطريق ، ولكن الخطى قد أوصلتنى لمحيط مستشفى أم درمان . ودخلتها دون هدف أو عيادة أو مرض ، وأخذت أتجول بين عنابرها ومكاتبها كالتائه الغريب . وأذكر أن أستوقفنى شاب ظهر عليه المرض والأعياء ، وطلب منى دون مقدمات بأن أجلب له دواء إستعصى عليه إحضاره وذلك لمرضه الشديد . لم أتردد لحظة فى مساعدته ، ومد يد العون . وتوانسنا دون سابق معرفة ، كدأب كل أهلنا الطيبين ، وعرفت ظروفه القاهرة ، ومرضه العارض ، ودون أى تردد قبلت بأن أرافقه فى محنته طالت أم قصرت . وما بين لسعات البعوض ونوم البلاط القاسى ، لازمت ذلك المريض الغريب والوحيد ، كنت أوانسه وأحمله هنا وهناك ، وأواسيه وأغسل له ملابسه . خمسة أيام كاملة قضيتها مع ذلك المريض الذى عرفت أسمه فى اليوم التالى من مرافقتى له . ساقتنى قناعتى وإنسانيتى أن لا أبارح تلك المستشفى ، وإنسان من بنى جلدتنا يحتاج للمساعدة والعون .
نسيت كل شى وصرت حبيس تلك المشفى ، ولم أكن أعرف أن الدنيا فى الخارج قد قلبت رأساً على عقب . لقد إفتقدنى رفقاء الهم والشقاء ، وأخذوا يبحثون عنى فى ( كرش الفيل ) دون جدوى . أرسلوا مناديبهم لحلتنا والقرى المجاورة ، وتركوا أعمالهم وأولادهم بحثاً عنى . بت السارى أعلنت الحداد دون جثمان ، وألجمها غيابى عن الكلام . وانا فى خضم كل هذه الأحداث ، كنت هادئاً مطمئناً أقدم لذلك الغريب جرعات من الصبر والسلوى . نادتنى إنسانيتى ، ونسيت بعدها كل شى حتى بت السارى تركت التفكير فيها .
تيقنت تماماً من مخزون إنسانيتى بعد أوصلت ذلك المريض إلى أهله معافاً سليماً ، وعدت الى بيت العزابة كأن شئياً لم يحدث . وهناك واجهت سيلاً من الهجوم والإنتقادات واللوم واجهته ببرود ، وسافرت وقتها لقريتنا لأطمئن الأهل والأولاد . ولكننى لم اعود للعاصمة إلا بعد شهرين كاملين ، قضيتهما أمنا مطمئناً ، وسط الحقول وهدوء الريف .
إستقامت الأحوال قليلاً ، وانفرجت زاوية الأمل بعد أن عدت للعاصمة وأستلمت عملاً فى أحد البنايات الشواهق ، وأغلب الظن أنه سوف يملأ جيبى ووقتى لزمن ليس بالقصير . والتزمت نفسى وعملى لشهور طويلة . يبدأ يومى بالصلاة ، وينتهى بفول العشاء المفروض علينا دون خيار . كنت أنتظر الخميس بفارق الصبر أحمل ما أستطعت من فواكه وحلوى ورغيف ، ومع غروب الشمس أكون فى حجر أهلى وزوجتى وأطفالى . أقضى يومين كاملين ، أمسح فيها عناء البعد والتعب والشقاء ، ثم ما ألبث أن أخذ لى مقعد فى بص الحلة متوجهاً للخرطوم .
كثرت شكوى بت السارى من عناء الأطفال وتحمل المسئولية ، وفى مخيلتها حياة المدن وملازمتى فى حلى وترحالى . ولكن لا مناص من حياة العزوبية والكر والفر . فالخرطوم ليست هى البلد الذى يسعنا بتلك الظروف الصعبة وشح المال .
كان صباحاً مشرقاً ، حينما تسلقت ذلك البناء الشاهق فى دورة العمل التى لا تنتهى أبداً . لم أكن وقتها أفكر كثيراً فى مستقبل الأيام . فقد كان كل الهم بأن أنجز مهام عملى لأحصل على القليل من المال وأرسله لزوجتى التى تستقبل مولودها السابع فى ضيق ومرض شديد . وبينما أنا عالق بين السماء والأرض فى تلك البناية العالية ، ووسط همومى وإنشغالى كانت الكارثة – إنزلقت قدمى من ( السقالة ) ووقعت ليرتطم جسمى بالأرض ، ولم أفق من غيبوبتى إلا بعد ثلاثة أيام كاملة . فتحت عينى فى المستشفى على بت السارى وهى تجلس على السرير بجانبى ، شاهدت دموعها وسط ذلك الوجه الملائكى ، وتيقنت تماماً من حبها وخوفها على . كان جميع أهلى من حولى يتبادلون التهانى ، ويشدون من أزرى . الحادثة مؤلمة ، وقد أنجانى الله من ميتة محتومة . ولكن ( عمر الشقى باقى ) .
صوت بت السارى يبدد دهشة المكان ( حمد الله على السلامة يا أبومحمد ) وأجبتها بصوت ضعيف وواهن ( الله يسلمك ) وردت بصوت مشحون بالبكاء ( ربنا لطف وقدر ) . وأندس وقتها صوتها وسط أصوات أهلى الكرام ، وهم يلهجون بالشكر لله على سلامتى من حادث المبنى الحزين . لزمت أيام فى المستشفى ، وبعدها حملت لقريتى الصغيرة حتى يكتمل شفائى وعافيتى .
مرت شهور وأنا أسعى بين الأطباء على أمل الرجوع لعملى وحياتى ، ولكن أظن ان الحادث قد أثر فى جسدى ولم أعد قادراً على مواصلة حياتى كما كنت من قبل ، ورضيت بقدرى ورضا الجميع بما أصابنى . ورجعت أبحث عن ذاتى ولكن بعيداً عن عالم البناء والشقاء والتعب . [/justify]

يتبع


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام

التعديل الأخير تم بواسطة ود طابت ; 03-18-2010 الساعة 08:37 AM

رد مع اقتباس
قديم 03-18-2010, 09:35 AM   #56


الطالبابى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1879
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 11-01-2016 (01:37 PM)
 المشاركات : 1,208 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Brown
افتراضي



الأن ’’’ والأن فقط علِــمتُ لماذا هذا البوست رائعاً ........ كم يقتُلنا سردك ,,
ود طااااااااااااااااابت ....... طاااااااااااار الحرف إندس خجلاً ......
قاااااااااااااااااااااااااااااااااااعدين نحنا قوووووووووووووول ساااااااااااااى


 
 توقيع : الطالبابى

<p align="center"><a href="http://vphonet.com/"><img src="images/up.gif" width="500" height="120"></a>


رد مع اقتباس
قديم 03-18-2010, 12:26 PM   #57




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
Thumbs up



الطالبابى يا رائع

اقتباس:
قاااااااااااااااااااااااااااااااااااعدين نحنا قوووووووووووووول ساااااااااااااى

شوف يا أخوى إن لم تواصل فى إبداعاتك فسوف لن أكتب حرف .
واصل يا راقى --- فأنا أحس بدفئ فى هذا البوست . واصل .
مرة منك ومرة منى ومرة من المبدع الجميل أبو زر كما ننتظر إبداعات الرشيد والمنصورى وغيرهم من الراقين .
واصل يا طالبابى ولن يخزلك قلمك الرصين .
واصل وإلا توقفنا .


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
قديم 03-18-2010, 05:27 PM   #58


الطالبابى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1879
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 11-01-2016 (01:37 PM)
 المشاركات : 1,208 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ود طابت مشاهدة المشاركة
الطالبابى يا رائع


شوف يا أخوى إن لم تواصل فى إبداعاتك فسوف لن أكتب حرف .
واصل يا راقى --- فأنا أحس بدفئ فى هذا البوست . واصل .
مرة منك ومرة منى ومرة من المبدع الجميل أبو زر كما ننتظر إبداعات الرشيد والمنصورى وغيرهم من الراقين .
واصل يا طالبابى ولن يخزلك قلمك الرصين .
واصل وإلا توقفنا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

إمااااااااااام الحرف ,, أبا علااااااااااااااااامٍ .......
إنك تنده ونحن نُجيب ........ قريبون نحن ...........
ليتهم يأتون ........... فكلهم أغنياءُ بحرفهم .........


 
 توقيع : الطالبابى

<p align="center"><a href="http://vphonet.com/"><img src="images/up.gif" width="500" height="120"></a>


رد مع اقتباس
قديم 03-18-2010, 09:54 PM   #59


الطالبابى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1879
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 11-01-2016 (01:37 PM)
 المشاركات : 1,208 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Brown
افتراضي



جمعه مُباركة ...............
( 5 )

فقلتُ ..... مــِـن أىُ الجِــنانِ أنتِ ...... مـــــــن أىُ مسامات الرحيق
تنــبُــيــعِــنَ ................. وفى أىُ نوافــــــذ الحياةِ تــقــفُ راحـِــلـتُــكِ ...... يامُدهشة
ما هذا السحابُ على عينيك ...... فمــطــرُ رمشيها ذائــــــــبٌ فيه الولوجْ .....
وقلتُ سائلاً .....ذكرتى الجامعه قبلاً ... فــأيُها ترتادين ............. فقالت طيب أنا جايه
من ويـــــــن .............. فقلتُ من القمرِ .... نزلتِ الدُنيا تملأئِها دهشة .........
كالعاااااااااااااااااااااااااااااااده ضحكت .......... فقالت ( خليك جاااااد ) فقلت من الأُبيض
طبعاً ,, فقالت إذاً بــدرُس فى جامعة كردفاااان ,,, فقلت كُــليـة ........ قالت الطب ..
قلتُ تعاااااااالى شوفى ( فصدرى تلوى ) ( وعيناى هجدت فيهما السهبة ) ..
فقالت أنا فى ثالثة طب .. فقلتُ تعالى ( إتعلمى فوقى ) ..
ففردت يداها على الطاولة .......... فإنبجــــسَ عــِـــرقُ الصدمةِ فينى .. فقلتُ فى
ســرى ,,, آهٍ لو حـفـظــــت يداها طريقَ قلبى ....................... فقــلت ( ها أكملى )
فقالت .. شــــــــــــــنو ......... قلتُ عنك تحدثى ,,,,,,,,,,, قالت من أم درمااااان
الثورة الحارة ( 8 ) ... والداى فى قــــطر , وأنا كُــنتُ هُناااااااااااك لكننى أتيتْ
للدراسة هُنا ..... أذهــــــبُ كل ماسمحت الظروف الأكاديميه ,, أقضى أسبوعاً أو
أسبوعاان ,, ثُـم أعود .............. الأنَ ذاهبة إلى الخرطووووم ومنها إلى الدوحة
بعدَ غدٍ .......... وهـــــى تحكى وأنا فاغِـــرٌ فيَّ الوجوم فاهْ المُــتعه .......
عجباً تحكى هى , وأنا أتــأملُ ربيع الخدينِ ............ تحكى وأنا ساهبٌ فى
ثغرَ الحُـــلمِ ...................... فوجهها حُــلةً على الصفاء ............ تلبسُ
بـُـلوزةً ليمونةً ..... وتنــورةً بنفســجيةً غامقـــــة .......... لونها كما مــــطــــرِ
الربـيـــــــعْ ............. هادئاً بلسماً ............ ذا عبق ........ عيناها رقــصـــةُ
الصــــــبــحِ ........ فاتحةً بيضاء ..تسعُ السواد الساكنَ على ضفتيَّ جفنــيها ..
وعلى رأسها يتربعُ خِــمــاراً بنفسجياً ,, كذلكَ حذاءها ,, ( جزمةً ) بنفسجيةً ..
جِــسمُـها لا فارضٌ فيه كُــحلُ البــدانةِ ,,, ولا راقِــصٌ فيها نُـــحــلُ الهوانِ ..
بـــضَّــــــــــةٌ .............. أهــــــــيــفٌ خِــصرُهـــــــــا ..... يعتلى منكبيها طــولُ
الأنـثى ...... تمشى على لحـــــــنِ الثــقةِ خطـــواتُـــها ...... ترميكَ برمشينِ
على طرفاها دهشةُ حاااااااااااااجـــــــبْ ......... تسقــــــــيــكَ على راحتينِ
ناعمتينِ ... خاااااااااالدٌ فــيهِــما اللينْ ...................
فقلتُ بعد أن سرقنــــــى وقت التمعُـــــــنِ فيها ......... ( أها ) قالت ( أها ) شنو
إنتِ وين مشيت ,,,,,,,,,,, قلتُ لو سألتنى ثانيةً ( بزعل ) ( تقول أنا دفعتها )
فقالت ليييييييييييييييييه ............................ فأجــبــتُ لأنك دُنيا ...... والدُنيا
تأخذُ ناظرها ....... فتبسمت ......... ما يقتُــلــنى إبتسامتها وضحكتها .. ففيهما
رحيق الهرولة ..
فقالت دعنى أتحدثْ ............. ( الليلة ما كِــتلْ زوووووول ) من أين ,, ووين
تقرأ ولا شغاااال .. وعيييييييييييييييييييييييييك ........ فقلت ............ ؟؟؟؟؟؟؟
يا أميرة .......................
فقد هممـــــتُ بالحديثِ وإذا ( ببورى ) القندلا يستجدى الرُكااااااااااااب ..
ما حــــــــــزَّ فى اللحظةِ ليسَ الوقوفُ ,, لكنه كيف نفترق ,, والأنَ .. الأنَ فقط
أدركتُ أين أجلس أنا وأين تجلِــس هى ................. ففى مقعدينِ مُختلفينِ
حجزانا ............ لكن الليلة ( أكان أقطع تذاكر من كوستى جوه ) لازم نتجاور
فأكرمنا الكريم بهداية جارى الأول , بالجلوسِ فى مقعدها .. طلع ود حلال
فتبادلا المقعدينِ ............ فحمدتُ الله على النعمة هذه ........... ما أن جلسنا
حتى قاااااااالت ( أها ) فقلتُ ( أها شنو ) قالت عنك تكلم ...... فـقـلـتُ
إنى رجلاً إعتلاه القدر .. فأسرجَ ليله ......... وأضحى النهاااااااارُ عــنــده
وعــدَ أُفولْ ............ فقالت كأنك حـــزين ......... قـــلــتُ ( بس ) .. قالت كماااااان
زياااااااااااااادة ................. قلتُ يا أميرة ........ فى هذا العااااااااااااااااااااامِ
فقدتُ خليلى ......... فى هذا العاااااااامِ أفــِـــــــلَ كوكبى ....... فى هذااااااااااااااا
العااااااامِ يا أميرتــى رااااااااااااااح الفرحُ عن دار قلبى ........ فى هذااااااااااا
العاااااااااااااااااامِ تــيـــتــــــــمْـــــــــــتُ حقيقةً ... رحل عنى والدى الــوقـــورْ
فذهـــــــب السِــــــبــــــــرُ مــــــــــع النعشِ ....................... إلا أنك إقتلعــتــى
حُــزن الأمس ,, بفرح اللحظِ ........... فأدركــــــــــــــــــــــــــنى التــــــبــسُـــــــمُ فى
مِـــــحرابِ عينيك ,,,,,,,,,,,,,,, فألتــــــــــفتُ ناحيتها فوجدتها تبكى الدموع ,,
فأرقـَـــــــتــنى عينااااى ,, فإنى عندما أذكـــــــره دوماً تُــبــلِــلُنى الدموع ..

يتـــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــعْ ........


 
 توقيع : الطالبابى

<p align="center"><a href="http://vphonet.com/"><img src="images/up.gif" width="500" height="120"></a>


رد مع اقتباس
قديم 03-19-2010, 12:23 PM   #60




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
Thumbs up



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطالبابى مشاهدة المشاركة
جمعه مُباركة ...............
( 5 )

فقلتُ ..... مــِـن أىُ الجِــنانِ أنتِ ...... مـــــــن أىُ مسامات الرحيق
تنــبُــيــعِــنَ ................. وفى أىُ نوافــــــذ الحياةِ تــقــفُ راحـِــلـتُــكِ ...... يامُدهشة
ما هذا السحابُ على عينيك ...... فمــطــرُ رمشيها ذائــــــــبٌ فيه الولوجْ .....
وقلتُ سائلاً .....ذكرتى الجامعه قبلاً ... فــأيُها ترتادين ............. فقالت طيب أنا جايه
من ويـــــــن .............. فقلتُ من القمرِ .... نزلتِ الدُنيا تملأئِها دهشة .........
كالعاااااااااااااااااااااااااااااااده ضحكت .......... فقالت ( خليك جاااااد ) فقلت من الأُبيض
طبعاً ,, فقالت إذاً بــدرُس فى جامعة كردفاااان ,,, فقلت كُــليـة ........ قالت الطب ..
قلتُ تعاااااااالى شوفى ( فصدرى تلوى ) ( وعيناى هجدت فيهما السهبة ) ..
فقالت أنا فى ثالثة طب .. فقلتُ تعالى ( إتعلمى فوقى ) ..
ففردت يداها على الطاولة .......... فإنبجــــسَ عــِـــرقُ الصدمةِ فينى .. فقلتُ فى
ســرى ,,, آهٍ لو حـفـظــــت يداها طريقَ قلبى ....................... فقــلت ( ها أكملى )
فقالت .. شــــــــــــــنو ......... قلتُ عنك تحدثى ,,,,,,,,,,, قالت من أم درمااااان
الثورة الحارة ( 8 ) ... والداى فى قــــطر , وأنا كُــنتُ هُناااااااااااك لكننى أتيتْ
للدراسة هُنا ..... أذهــــــبُ كل ماسمحت الظروف الأكاديميه ,, أقضى أسبوعاً أو
أسبوعاان ,, ثُـم أعود .............. الأنَ ذاهبة إلى الخرطووووم ومنها إلى الدوحة
بعدَ غدٍ .......... وهـــــى تحكى وأنا فاغِـــرٌ فيَّ الوجوم فاهْ المُــتعه .......
عجباً تحكى هى , وأنا أتــأملُ ربيع الخدينِ ............ تحكى وأنا ساهبٌ فى
ثغرَ الحُـــلمِ ...................... فوجهها حُــلةً على الصفاء ............ تلبسُ
بـُـلوزةً ليمونةً ..... وتنــورةً بنفســجيةً غامقـــــة .......... لونها كما مــــطــــرِ
الربـيـــــــعْ ............. هادئاً بلسماً ............ ذا عبق ........ عيناها رقــصـــةُ
الصــــــبــحِ ........ فاتحةً بيضاء ..تسعُ السواد الساكنَ على ضفتيَّ جفنــيها ..
وعلى رأسها يتربعُ خِــمــاراً بنفسجياً ,, كذلكَ حذاءها ,, ( جزمةً ) بنفسجيةً ..
جِــسمُـها لا فارضٌ فيه كُــحلُ البــدانةِ ,,, ولا راقِــصٌ فيها نُـــحــلُ الهوانِ ..
بـــضَّــــــــــةٌ .............. أهــــــــيــفٌ خِــصرُهـــــــــا ..... يعتلى منكبيها طــولُ
الأنـثى ...... تمشى على لحـــــــنِ الثــقةِ خطـــواتُـــها ...... ترميكَ برمشينِ
على طرفاها دهشةُ حاااااااااااااجـــــــبْ ......... تسقــــــــيــكَ على راحتينِ
ناعمتينِ ... خاااااااااالدٌ فــيهِــما اللينْ ...................
فقلتُ بعد أن سرقنــــــى وقت التمعُـــــــنِ فيها ......... ( أها ) قالت ( أها ) شنو
إنتِ وين مشيت ,,,,,,,,,,, قلتُ لو سألتنى ثانيةً ( بزعل ) ( تقول أنا دفعتها )
فقالت ليييييييييييييييييه ............................ فأجــبــتُ لأنك دُنيا ...... والدُنيا
تأخذُ ناظرها ....... فتبسمت ......... ما يقتُــلــنى إبتسامتها وضحكتها .. ففيهما
رحيق الهرولة ..
فقالت دعنى أتحدثْ ............. ( الليلة ما كِــتلْ زوووووول ) من أين ,, ووين
تقرأ ولا شغاااال .. وعيييييييييييييييييييييييييك ........ فقلت ............ ؟؟؟؟؟؟؟
يا أميرة .......................
فقد هممـــــتُ بالحديثِ وإذا ( ببورى ) القندلا يستجدى الرُكااااااااااااب ..
ما حــــــــــزَّ فى اللحظةِ ليسَ الوقوفُ ,, لكنه كيف نفترق ,, والأنَ .. الأنَ فقط
أدركتُ أين أجلس أنا وأين تجلِــس هى ................. ففى مقعدينِ مُختلفينِ
حجزانا ............ لكن الليلة ( أكان أقطع تذاكر من كوستى جوه ) لازم نتجاور
فأكرمنا الكريم بهداية جارى الأول , بالجلوسِ فى مقعدها .. طلع ود حلال
فتبادلا المقعدينِ ............ فحمدتُ الله على النعمة هذه ........... ما أن جلسنا
حتى قاااااااالت ( أها ) فقلتُ ( أها شنو ) قالت عنك تكلم ...... فـقـلـتُ
إنى رجلاً إعتلاه القدر .. فأسرجَ ليله ......... وأضحى النهاااااااارُ عــنــده
وعــدَ أُفولْ ............ فقالت كأنك حـــزين ......... قـــلــتُ ( بس ) .. قالت كماااااان
زياااااااااااااادة ................. قلتُ يا أميرة ........ فى هذا العااااااااااااااااااااامِ
فقدتُ خليلى ......... فى هذا العاااااااامِ أفــِـــــــلَ كوكبى ....... فى هذااااااااااااااا
العااااااامِ يا أميرتــى رااااااااااااااح الفرحُ عن دار قلبى ........ فى هذااااااااااا
العاااااااااااااااااامِ تــيـــتــــــــمْـــــــــــتُ حقيقةً ... رحل عنى والدى الــوقـــورْ
فذهـــــــب السِــــــبــــــــرُ مــــــــــع النعشِ ....................... إلا أنك إقتلعــتــى
حُــزن الأمس ,, بفرح اللحظِ ........... فأدركــــــــــــــــــــــــــنى التــــــبــسُـــــــمُ فى
مِـــــحرابِ عينيك ,,,,,,,,,,,,,,, فألتــــــــــفتُ ناحيتها فوجدتها تبكى الدموع ,,
فأرقـَـــــــتــنى عينااااى ,, فإنى عندما أذكـــــــره دوماً تُــبــلِــلُنى الدموع ..

يتـــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــعْ ........
[justify]لكم سعدت وأنا عبر أثير الهاتف معك يا طالبابى ، وكم أنا سعيد بالتعارف معك بعد أن ادهشنا يراعك الرائع .
مد حبل الود بيننا ، وصل بحرفك الرائع تقاطعات الفكرة المدهشة ، واجعلنا نسموا بوصفك -- سردك -- إبداعك فى سموات الحب والفرح والجمال .
هذا المكان يا طالبابى رائع ودافى وجميل . واصل فيه ليكون أكثر روعة وجمال .
سعيد بمهاتفتك لى ، وهذا سر هذا المنتدى المسكون بالجمال .
شكراً طالبابى ---- [/justify]

اقتباس:
[justify]عجباً تحكى هى , وأنا أتــأملُ ربيع الخدينِ ............ تحكى وأنا ساهبٌ فى
ثغرَ الحُـــلمِ ...................... فوجهها حُــلةً على الصفاء ............ تلبسُ
بـُـلوزةً ليمونةً ..... وتنــورةً بنفســجيةً غامقـــــة .......... لونها كما مــــطــــرِ
الربـيـــــــعْ ............. هادئاً بلسماً ............ ذا عبق ........ عيناها رقــصـــةُ
الصــــــبــحِ ........ فاتحةً بيضاء ..تسعُ السواد الساكنَ على ضفتيَّ جفنــيها ..
وعلى رأسها يتربعُ خِــمــاراً بنفسجياً ,, كذلكَ حذاءها ,, ( جزمةً ) بنفسجيةً ..
جِــسمُـها لا فارضٌ فيه كُــحلُ البــدانةِ ,,, ولا راقِــصٌ فيها نُـــحــلُ الهوانِ ..بـــضَّــــــــــةٌ .............. أهــــــــيــفٌ خِــصرُهـــــــــا ..... يعتلى منكبيها طــولُ
الأنـثى ...... تمشى على لحـــــــنِ الثــقةِ خطـــواتُـــها ...... ترميكَ برمشينِ
على طرفاها دهشةُ حاااااااااااااجـــــــبْ ......... تسقــــــــيــكَ على راحتينِ
ناعمتينِ ... خاااااااااالدٌ فــيهِــما اللينْ ..................
[/justify]

[justify]دا إبداع شنوووووووووووووو يا رائع - دا كلام بهد الحيل عدييييييييييييييييييييييل كدة . [/justify]


 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:01 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009