تجاذبات سودانية حول التمثيل في «السيادي»

أكد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف ب«حميدتي»، أمس الاثنين، أنه لم يتم الاتفاق بعد على نسبة التمثيل في المجلس السيادي، فيما أكّد تجمع المهنيين***8203;، أن أهم ما جاء بالمبادرة الموحدة (الإثيوبية -الإفريقية)؛ هو الإبقاء على التفاهمات السابقة، وإلى ***8203;حكومة***8203; مدنية خالصة، بينما تواصلت التظاهرات الليلية في العاصمة الخرطوم، وبعض المدن، مطالبة بتسليم السلطة للمدنيين.
وقال حميدتي، إن المجلس على استعداد للتفاوض والاتفاق مع كافة الأطراف على الهواء مباشرة، وكشف أن مهمة الوسيط الإثيوبي كانت تهيئة الأجواء للتفاوض.
وشدد على عدم وجود معتقلين سياسيين حالياً في السجون، مشيراً إلى أن المجلس قرر إطلاق سراح كافة أسرى الحركات المسلحة ضمن إجراءات حسن النوايا؛ لإنهاء الحرب، وتحقيق السلام.
وأشار حميدتي، إلى تشكيلهم لجنة عليا؛ للتواصل مع الحركات المسلحة؛ لتحقيق السلام.
وكشف عن اتصالات وتفاهمات تمت مع حركتي تحرير السودان بقيادة مني اركو مني، والعدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم بشأن التسوية وإنهاء الحرب.
كما أعلن عن اتصالات مماثلة للمجلس مع الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو التي تقاتل في ولاية جنوب كردفان، وقال: أرسلنا موفداً للحلو وسنلتقي به قريباً في معقله بمنطقة كاودا أو جنوب السودان.
وذكر أن التغيير في السودان حقيقي، ولابد من استغلاله على نحو صحيح. وقال: إن الإدارة الأهلية والشباب هم الذين يقودون التغيير حالياً في السودان، موضحاً: إن التغيير تم بإرادة الشعب، وبمساعدة القوات المسلحة.
وأشار إلى أن التهميش والظلم يثيران المشاكل مثلما حصل في جنوب كردفان وشرق السودان ومناطق أخرى، محذراً من أن عدم استغلال التغيير الحالي، يمكن أن يفاقم التهميش في البلاد.
وألمح إلى أن المجلس سيعالج المشاكل الاقتصادية بشكل جذري.
وتعهد حميدتي بمواجهة أي تجاوزات ترتكبها قوات الدعم السريع، متهماً عناصر خارجية وحتى بعض الضباط في الجيش بانتحال صفة أفراد من تلك القوات.
وكان رئيس المجلس العسكري الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أصدر قراراً بتشكيل لجنة عليا؛ للتواصل مع الحركات المسلحة؛ بغية الوصول إلى تفاهمات معها، بما يحقق السلام؛ وفق أسس ورؤى مشتركة.
‏ويرأس اللجنة حميدتي وعضوية رئيس اللجنة السياسية في المجلس الفريق شمس الدين كباشي ونائبه، إضافة إلى اللواء أسامة العوض .
من جانبه، أكّد تجمع المهنيين***8203;، أنه درس،المبادرة «الإثيوبية - الإفريقية الموحدة»، مشيراً إلى أن أهم ما جاء بها؛ الإبقاء على التفاهمات السابقة، وأنها تطرقت إلى ***8203;حكومة***8203; مدنية خالصة.
ولفت إلى أن «المبادرة الموحدة تحدثت عن مناصفة في المجلس السيادي» 7+7 «وعضو توافقي»، موضحاً، أنه يقدر الدور الكبير الذي تقوم به إثيوبيا للتوسط، مشيراً إلى أن الوساطة الإثيوبية مدعومة من الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي.
وشدّد على «أننا ننأى بأن يكون السودان بحالة نزاع بين الدول الإقليمية أو الدولية»، مركزاً على أن «المجلس العسكري يقوّض كل أسس الثورة». ودعا لإطلاق المعتقلين السياسيين بأسرع وقت.
واعتبر التجمع أن المجلس العسكري يفتقر للغة الدبلوماسية، خصوصاً بردّه على الوسيط الإثيوبي، مضيفاً: إن هناك شركات فصلت موظفين؛ لمشاركتهم بالعصيان المدني.
وكان نائب رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الفريق ياسر العطا، قال الأحد، إن ما تم التوصل إليه مع قوى التغيير في السابق كان تفاهمات وليس اتفاقاً ملزماً.
إلى جانب ذلك، تواصلت التظاهرات والمواكب الليلية في معظم أحياء الخرطوم، وطالب المتظاهرون بحكومة مدنية، وخرج مواطنو مدينة أم درمان القديمة في ابوروف وبيت المال وودنوباوي في مسيرة مساء الأحد، وفي الخرطوم خرجت مواكب في الشجرة والكلاكلة وسوبا وفي بورتسودان سيرت لجان المقاومة بالبر الشرقي مسيرة ضخمة.
وواصلت قوى التغيير سلسلة ندواتها التنويرية في العاصمة والأقاليم؛ رغم القمع من قبل قوات الأمن والدعم السريع؛ حيث نظمت الأحد مخاطبة في كسلا وأربجي بولاية الجزيرة