التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
قريبا
آخر 10 مواضيع
الفقرا العزمو القطر (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 337 - الوقت: 06:16 AM - التاريخ: 01-18-2024)           »          إلى وطني .. لن تأتي العصافيرُ[ (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 766 - الوقت: 06:16 PM - التاريخ: 10-03-2023)           »          كل المواسم يا بلد إطاقَشَن (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 484 - الوقت: 06:11 PM - التاريخ: 10-03-2023)           »          الشوق غلب (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 990 - الوقت: 04:36 AM - التاريخ: 05-29-2023)           »          سلام ومحبة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 7864 - الوقت: 08:04 AM - التاريخ: 10-03-2022)           »          «الفقرا» شوق وحنين (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10448 - الوقت: 01:25 PM - التاريخ: 08-13-2022)           »          جمعية الصفوة السودانية تحتفي بتدشين كتاب ذكرياتي مع الشيخ الوالد محمد أحمد حسن بقاعة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10409 - الوقت: 03:00 PM - التاريخ: 07-16-2022)           »          يوم الرحول.. (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6183 - الوقت: 03:36 PM - التاريخ: 07-14-2022)           »          سلام ومحبة (الكاتـب : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 6964 - الوقت: 07:16 PM - التاريخ: 05-08-2022)           »          مبروووك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 7406 - الوقت: 04:33 AM - التاريخ: 08-15-2021)


الإهداءات


العودة   منتديات الحصاحيصا نت alhasahisa > «۩۞۩-المنتديات العامه-۩۞۩» > «۩۞۩-قسم المكتبات والتوثيق -۩۞۩»

«۩۞۩-قسم المكتبات والتوثيق -۩۞۩» قسم للمكتبات يستضيف الكتاب والمبدعين من أبناء الحصاحيصا بصفة خاصة وكبار الكتاب والمبدعين السودانيين بصفة عامة

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-2010, 03:23 PM   #31




الصورة الرمزية الشايقي
الشايقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2159
 تاريخ التسجيل :  Oct 2008
 أخر زيارة : 03-01-2016 (03:19 PM)
 المشاركات : 1,004 [ + ]
 التقييم :  22
 الدولهـ
Sudan
لوني المفضل : Brown
افتراضي



الدكتور خالد
لقد وفرت لنا متكأ نهفو له
ونضع عن كاهلنا بعض من ضغوط الحياة
وقليل من احباطات النظام
اشكرك مرات ومرات
وآآمل ان يتواصل العطا
لندلف معك الى عوالم الابداع
ودنيوات اخر نرنو لها بشئ من الدهشه
ونعود لننظر لواقعنا بكل المراره


 
 توقيع : الشايقي


سأبقى ما حييت أنا على كــــــيفي

إلى أن تطهر الدنيا وينزل سيدي عـــيسى
لأن طريقتي في الحب يا وطني

على كـيفي ...

مواضيع : الشايقي



رد مع اقتباس
قديم 06-07-2010, 03:30 PM   #32




الصورة الرمزية الشايقي
الشايقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2159
 تاريخ التسجيل :  Oct 2008
 أخر زيارة : 03-01-2016 (03:19 PM)
 المشاركات : 1,004 [ + ]
 التقييم :  22
 الدولهـ
Sudan
لوني المفضل : Brown
افتراضي



الاخ الدكتور خالد
دعنى اشكرك وانت تعد لنا متكأ نهفو له
لنسقط عن كاهلنا بعض من ضغوطات الحياة
اشكرك وانت تفتح لنا نافذه نتطلع من خلالها لعوالم
تمنيناها بشغف
لتنسينا واقع نعايشه بمراره
لك من الشكر الجزيل
وارجو ان تتحفنا بالمزيد المزيد


 
 توقيع : الشايقي


سأبقى ما حييت أنا على كــــــيفي

إلى أن تطهر الدنيا وينزل سيدي عـــيسى
لأن طريقتي في الحب يا وطني

على كـيفي ...

مواضيع : الشايقي



رد مع اقتباس
قديم 10-20-2010, 03:11 PM   #33


الصورة الرمزية محمد الفاتح
محمد الفاتح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3013
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 06-11-2016 (11:45 PM)
 المشاركات : 98 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Brown
افتراضي



دكتور خالد
مررنا كثيراً ولم نلتقيك
والله واحشنا
رجاء مواصلة النشاط الرائع


 
 توقيع : محمد الفاتح

دفعت مهور الامسيات والامنيات الي انفصال الاغنيات
وتحول الوشم القديم علي وجه الندم
مختونة تدمي الحياة نسوقها نحو العدم
سرقوا اللصوص خرط الوصول الي القيم
وتزاحموا عند القمم............
لكنهم لن يسرقو.....
ما في المداد....
ولا القلم....


رد مع اقتباس
قديم 11-02-2010, 12:11 PM   #34


خالد عبدالقادر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2362
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 01-14-2014 (09:27 AM)
 المشاركات : 410 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Brown
افتراضي



الاخوان الشايقى و محمد فاتح...سعيد بمروركم جدا...و ن شاء ساواصل متى ما اتاحت لى الدنيا سانحة اتنفس فيها...
شكرا مرة اخرى


 

رد مع اقتباس
قديم 11-02-2010, 12:14 PM   #35


خالد عبدالقادر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2362
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 01-14-2014 (09:27 AM)
 المشاركات : 410 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Brown
افتراضي الفتاتان الشيليتان



الفتاتان الشيليتان

(مقتطف من رواية فتاة شقية )




ماريو فارغاس لوسا



(1)


كان ذلك الصيف رائعا فقد حضر بيريز برادوواوركستراه المكونة من اثني عشر بروفيسورا لإشاعة الفرح برقصات الكرنفال بنادى تيرازاس بميرافلوريس وميدان التنس بليما. فى بلازا دوأقيمت مسابقة قومية لرقص المامبوايكووقد كانت ناجحة للغاية بالرغم من تهديد الكاردينال خوان غولابيرتوغويفارا رئيس أساقفة ليما بفرض العزلة على كل من يشارك بالمنافسة. تنافست أحياء باريواليجرى وديغوفييرا وخوان فانينغ وكولون المجاورة لنا بمسابقات كرة القدم المصغرة وسباق الدراجات وألعاب القوى والسباحة مع أحياء كالى سان مارينووقد ربحنا بالطبع.

حدثت أشياء غير عادية فى صيف عام 1950م. لأول مرة وقع كوجينوبا لاناس فى حب فتاة – سيمانويل ذات الشعر الأحمر- ولدهشة كل منطقة ميرافلوريس وافقت على عرضه. منذ ذلك الوقت نسى كوجينوبا أمر عرجته وأصبح يتجول فى الشوارع مبرزا صدره للأمام مثل شارلس أطلس. انفصل تيكوتيرافانتى عن ايلسى ووقع بحب لوريتا. وقع فيكتور اوجدوبحب ايلسى وانفصل عن انجى. ارتبط خوان باريتوبانجى وترك ايلسى. كانت هناك الكثير من التغييرات العاطفية بالمنطقة حتى أصبنا بالدوار كان الناس يقعون فى وبعيدا عن الحب. وعندما كانوا يخرجون من حفلات ليالى السبت كان كل شخص يخرج مع آخر مختلفاً عمن دخل معه أولا. قالت عمتى المحبة للنميمة والتى أعيش معها منذ وفاة والدى "إنه أمر غير لائق".

كانت الأمواج تتكسر مرتين على شاطئ ميرافلوريس, المرة الأولى على بعد مئتى متر من الشاطئ حيث كان الشجعان منا يسبحون ليركبوا الأمواج من دون ألواح وكانت تحملهم لمسافة مئة متر حتى تصل إلى المكان الذى تهدأ فيه قبل أن ترتفع مرة أخرى بشكل أمواج ضخمة أنيقة سرعان ما تتكسر بانفجار ثانٍ يحمل راكبى الألواح بنعومة للحصى التى تغطي الشاطئ.

خلال ذلك الصيف الغير عادى فى حفلات ميرافلوريس توقف الجميع عن رقص الفالس والكوريدووالبلوز والبليرووالهواراكوس وذلك لأن رقصة المامبوأتت عليها حميعا. كان رقص المامبوعبارة عن زلزال جعل كل اثنين- من الأطفال والمراهقين والبالغين - فى الحفلات يتحركون ويقفزون ويثبون ويحركون أجسامهم بأوضاع مختلفة. وبالطبع كان نفس الشئ يحدث خارج ميرافلوريس, بعيدا عن عالمنا وحياتنا, فى لينس وبيرنا وكوريلوس وحتى فى الأماكن الغريبة فى لا فيكتوريا وسط مدينة ليما وريماك والبروفينسور تلك الأماكن التى لم نضع عليها أرجلنا ولا نود ذلك نحن سكان ميرافلوريس.

مثلما تركنا رقص الفالس والهوراكاس والسامبا والبولكا لنرقص المامبوكنا قد تركنا ركوب الزلاجات وعجلات الصغار لركوب الدراجات والبعض مثل تاتووتونى اسبيجومثلا تحولوا لركوب الدراجات النارية وحتى ان واحدا أواثنين تحولا لركوب السيارات مثل لوشين ذلك الصبى الضخم الذى يسكن بالجوار فقد كان يسرق عربة والده الشيفيروليه ويصحبنا بجولات على طول الشاطئ من تيرازاس وحتى جدول المياه بارمينداريز وكان يقودها بسرعة 100 ميل بالساعة.

كان أكثر الأحداث أهمية فى ذلك الصيف هو وصول أختين من شيلى, ذلك البلد البعيد لميرافلوريس, حيث كانتا متألقتى المظهر. وكانتا تتحدثان بطريقة مميزة حيث كانتا تتحدثان بسرعة وتبتلعان المقطع الأخير من كل كلمة. صرعت الأختان كل أولاد ميرافلوريس الذين تركوا لبس السراويل القصيرة مؤخرا واتجهوا للبس البنطال. وقد صرعتاني أنا أكثر من الآخرين.

كانت الأخت الصغيرة تشبه الكبيرة والعكس. كانت الكبرى تسمى ليلى وكانت أقصر قليلا من لوسى والتى كانت تصغرها بسنة. لم يتجاوز عمر ليلى الرابعة عشر أوالخامسة عشر ولم يبلغ عمر لوسى الثالثة عشر أوالرابعة عشر. كان يبدوأن كلمة متألقة تم اختراعها خصيصا لهما, لكن بالرغم من أن لوسى كانت متألقة لكنها لم تكن تضاهى أختها, ولم يكن ذلك فقط لأن شعرها كان أقصر ولم يك أشقر مثل شعر ليلى, وأيضا لأنها كانت ترتدى ملابس رزينة و لأنها كانت أكثر هدوءاً. وعندما يحين وقت الرقص, كانت ليلى تترك انطباعاً رائعا وكانت تحرك خصرها بجراءة لا تقدر عليها أي من بنات ميرافلوريس, كانت متواضعة, متحفظة, تفتقد للحماس مقارنة بالجزء الأعلى من جسدها الذى كان يدور كالمغزل, تلك الشعلة بمهب الريح, تصبح ليلى ذاك النور المخادع الذى يظهر للمسافرين ليلاً عندما تدور الأسطوانات بالمشغل الآلى, ينفجر المامبو وتبدأ بالرقص.

كانت ليلى ترقص بإيقاع لذيذ وبجمال ساحر, كانت تبتسم وتردد برقة كلمات الأغنية, ترفع يداها, وتكشف عن ركبتيها, وتحرك خصرها وكتفيها حتى يبدوكل جسدها الذى يلتف حوله البلوزة والتنورة ذات الانحناءات الكثيرة كما لوأنه يرتجف, يهتز, ويشترك معها فى الرقصة من قمة رأسها وحتى أخمص قدميها. كل من رقص المامبو معها كان يمر بأوقات عصيبة, وذلك لأن لا أحد يستطيع أن يواصل الرقص دون أن يقع بحبائل الدوامة التى كانت تصنعها تلك السيقان والأقدام التى تقفز بجنون. مستحيل لأنها كانت تترك من يراقصها وراءها من البداية, ويكون مدركا تماما لحقيقة أن كل الأعين تركز على براعتها برقصة المامبو. قالت عمتى البرتا بسخط "يا لها من فتاة" " إنها ترقص مثل راقصة بفيلم مكسيكى. حسنا يجب أن لا ننسى أنها من شيلى". كانت تحدث نفسها, "والفضيلة ليست من الأشياء التى تتميز بها النساء فى ذلك البلد".



 

رد مع اقتباس
قديم 11-02-2010, 12:15 PM   #36


خالد عبدالقادر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2362
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 01-14-2014 (09:27 AM)
 المشاركات : 410 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Brown
افتراضي



(2)



وقعت بحب ليلى بطريقة رومانسية للغاية - من الممكن أن تسمى أيضا "التسخين لدرجة حرارة تبلغ المئة" - وخلال ذلك الصيف الذى لا ينسى صارحتها بحبي ثلاث مرات. الأولى كانت ببلكونة سينما الريكاردو بالما بقلب ميرافلوريس وذلك أثناء عرض الأحد الصباحي. حينها قالت لى "لا", وأنها لا تزال صغيرة لكى يكون عندها صديق. المرة الثانية كانت بحلقة التزلج والتى تم افتتاحها ذاك الصيف بباروك سالازار , قالت لى حينها لا وأنها تحتاج أن تفكر بالأمر وذلك لأنها وبالرغم من أنها معجبة بى قليلاً إلا أن والديها طلبا منها أن لا تتخذ صديقاً قبل أن تنهي سنتها الرابعة وهى لا تزال بالسنة الثالثة. والمرة الأخيرة كانت قبل أيام من حدوث المشكلة, حيث كنا بمحل ريكا لبيع الأيسكريم بمنطقة افنيدا لاركو, حيث كنا نتناول مخفوق الحليب بالفانيليا, وبالطبع قالت لى مرة أخرى لا, ولماذا تقول نعم ونحن نخرج مع بعضنا بصورة منتظمة؟ ألم نحضر معاً حفل مارتا ولعبنا سويا؟ ألم نجلس سويا على شاطئ ميرافلوريس؟ ألم ترقص معى فى الحفلات أكثر مما رقصت مع أى شخص آخر؟ إذن لماذا تقول لى نعم وكل ميرافلوريس تظن أننا نخرج سويا بصورة منتظمة؟ كانت ليلى هى تجسيدا للمرأة اللعوب بشكلها الذى يشبه عارضات الأزياء, وعيناها الداكنتان والجذابتان, وفمها الصغير وشفتاها الممتلئتان.

كنت أقول لها "يعجبنى كل ما فيك" ." لكن أكثر ما يعجبنى فيك هوطريقة كلامك". إنها مضحكة ومبتكرة لأن بها موسيقى وتنغيم, مختلفة تماما عن طريقة حديث بنات البيرو, وأيضاً بسبب بعض العبارات والكلمات المعينة وبعض الجمل التى تركت الأولاد بكل المنطقة لا يفهمون شئيا, وتركتهم يحاولون أن يخمنوا معناها وإن كان بها نكتة خفية أم لا. كانت ليلى تقضي وقتها بقول أشياء لها عدة معان, كانت تسرد الألغاز وتحكي نكاتا جريئة. كانت تترك البنات بالجوار محمرات من الخجل. أعلنت عمتى مارتا "هؤلاء البنات الشيليات فظيعات" وخلعت نظارتها كمعلمة بمدرسة ثانوية تخشى أن تفسد هاتين الغريبتين أخلاق ميرافلوريس.

فى بداية الخمسينات لم يكن هناك عمارات عالية بميرافلوريس حيث كانت كل المنازل من طابق واحد – أعلاها كان ارتفاعه طابقين- والحدائق بها زهرة أبرة الراعى والجهنمية وأزهار اللوريل التى لا يمكن مقاومتها, ومساحات النجيلة وحولها "البرندات" التى يغطيها اللبلاب, بها الكراسى الهزازة التى يجلس عليها الجيران بانتظار حلول المساء يثرثرون أو يستنشقون رائحة الياسمين. ببعض الحدائق كانت هناك أشجار السايبى ذات الأشواك بأزهارها الحمراء والوردية, والممرات المستقيمة والنظيفة المحاطة بأشجار التوت والجاكرندا, شلال من الألوان بجانب الورود فى الحدائق وعربات ايسكريم دونوفريو الصفراء الصغيرة- كان السائقون يرتدون زيهم الأبيض والقبعات السوداء- وكانوا يطوفون بالشوارع ليل نهار, يعلنون عن حضورهم بمزمار يترك فىّ سماع صوته البطئ أثرا يشبه صوت موسيقى القرون التى تستخدمها القبائل البدائية, ذكريات ما قبل التاريخ. يمكنك أيضا الاستماع لغناء العصافير فى ميرافلوريس, حيث إن العائلات قطعت أغصان أشجار البان عندما وصلت بناتهم لعمر الزواج لأنهم إذا لم يفعلوا ذلك فإن المسكينات سيصبحن عانسات مثل عمتي البرتا.

لم تقل ليلى نعم أبداً, لكن فى الحقيقة وبغض النظر عن تلك الشكليات, كنا كمن يخرجون مع بعضهم بصورة دائمة. كنا نمسك أيدى بعضنا البعض بالعروض السينمائية الصباحية بريكاردو بالما وباللويرو ومونتى كارلو والكولينا, وبالرغم من أننى لا أستطيع القول بأننا كنا نتبادل القبلات مثل الآخرين البالغين- فقد سمحت لى ليلى بأن أداعبها قليلاً وكانت تبتعد عنى مطلقة عبارات ميلودرامية "لا, لا, ليس هذا يا أسليم". كان أصدقائى بالحي يسخرون منى قائلين: "أنت مثل العجل يا أسليم, يتحول لونك للون الأزرق, ذلك الولع يجعلك تذوب". لم يكونوا ينادوننى باسمي الحقيقي أبدا- ريكاردو سومو كوريكو- وكانوا ينادوننى دائما بلقبى. لم يكونوا يبالغون أبدا لأنى كنت أجعل الوضع مزعجا لليلى, كنت أحترق.

قى ذلك الصيف وبسببها, تشاجرت بالأيدى مع لوكين, أحد أفضل أصدقائى. ففى أحد المرات التى يخرج فيها الأولاد والبنات من الحى لركنى كولون ودييغوفيير فى حديقة جاكالتانس, ويحاولون أن يبدو أذكياء, قال لوكين إن الفتيات الشيليات رخيصات لأنهن يصبغن شعرهن باللون الأشقر, وهن مزيفات, قال ذلك من وراء ظهرى, فأصبح الناس يطلقون عليهن لقب بغايا المعسكر. وجهت لكمة مباشرة لذقن لوكين, وتفاداها, وتعاركنا لتصفية ما بيننا من خلاف بزاوية ممر ريسرفا بالقرب من الجروف. لم نتحدث بعدها مع بعضنا الآخر لمدة أسبوع, حتى أصلح الأولاد والبنات ما بيننا عندما خرجنا مرة أخرى.

كانت ليلى تحب أن تذهب كل ظهيرة لزاوية معينة بباروك سالازار مغطاة بأشجار النخيل والأزهار, ومن فوق حائط الطوب الأحمر كنا نتأمل كل منطقة خليج ليما مثل قبطان سفينة يشاهد البحر من فوق منصته. كانت السماء صافية – وأنا أقسم أن السماء كانت دون سحاب طوال الصيف وكانت الشمس تشع على ميرافلوريس كل يوم- فى الخلفية, وعلى خط افق المحيط, يمكنك أن تشاهد القرص الأحمر مشتعلا, مودعا مرسلا بحزمة من اللهب والأضواء النارية بينما يغرق فى مياه المحيط الهادئ. كانت ليلى تنظر بنفس الحماس الذى تذهب به لكنيسة باروك سنترال عند الساعة الثانية عشر, كان تركيزها ينصب على الكرة المتوهجة, بانتظار أن يبتلع البحر آخر شعاع لتتمنى أمنية لعل النجمة الكبيرة تستجيب لها. كانت عندى أمنية أيضاً, لكنى كنت نصف مصدق أنها ستتحقق. دائما كانت نفس الأمنية, وهى بالطبع أن ليلى ستقول نعم فى النهاية, لنخرج بصورة منتظمة ويحب بعضنا الآخر, ونرتبط ونتزوج وينتهى بنا الأمر فى باريس, سعداء وأغنياء.

منذ أن بلغت سن الرشد كنت أحلم دائماً بأن أعيش في باريس. لابد أن والدى هو الملام على ذلك, وأيضا كتب باول فيفال, جوليوس فيرن, الكسندر دوماس والكثيرين ممن جعلنى أقرأ لهم قبل وفاته فى الحادث الذى تركنى يتيماً. ملأت تلك الروايات رأسي بالمغامرات وجعلتنى أظن أن الحياة بفرنسا أغنى وأسعد وأكثر جمالا, وأكثر فى كل شئ من كل مكان آخر. لكل هذا بالإضافة لدروس اللغة الإنجليزية التى تلقيتها فى المعهد البيروفى الأمريكى, أقنعت عمتى البرتا كى تسجلنى بالمدرسة الفرنسية بافنيدا ويلسون, حيث كنت أذهب ثلاث مرات أسبوعيا لأتعلم اللغة الفرنسية. بالرغم من أننى كنت أفضل قضاء جزء كبير من وقتى مع أبناء الحى, إلا أننى كنت دودة كتب حقيقية, أتحصل على درجات عالية بالامتحان وأحب تعلم اللغات.


 

رد مع اقتباس
قديم 11-02-2010, 12:16 PM   #37


خالد عبدالقادر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2362
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 01-14-2014 (09:27 AM)
 المشاركات : 410 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Brown
افتراضي



(3)



عندما تسمح لى ظروفى المادية سأقوم بدعوة ليلى لتناول الشاى- لنقل إن الدعوة لتناول الغداء لم تصبح رائجة حتى الآن- بمقهى تنديكيتا بلانك, بواجهتها البيضاء كالثلج, وطاولاتها ومظلاتها الصغيرة المنتشرة بالممر, ومعجناتها التى تبدو وكأنها أخذت من ألف ليلة وليلة- أصابع بالكريمة, فطائر اللوز والعسل المحشوة بالمهلبية, منفخات الكريمة- محاطة بافنيدا لاركووافنيدا اركيوبا والاميدا ريكاردو التى تغطيها ظلال أشجار الفيكس.

الذهاب إلى تنديكيتا بلانكا مع ليلى لتناول الايسكريم وقطعة من الكيك كان متعة ينتقصها وجود لوسى, أختها, التى كنت مجبراً على جرها معنا كلما أردنا الخروج. كانت أبدا غير مريحة , تتدخل فى مداعباتى, تمنعنى من التحدث على انفراد مع ليلى لكى أحدثها بالأشياء الجميلة التى حلمت بأننى أهمس بها فى أذنها. بالرغم من أننا كنا مضطرين لعدم التحدث ببعض المواضيع بينما لوسى بالجوار إلا أن الجلوس مع ليلى لم يكن يقدر بثمن, أن أرى خصل شعرها تتطاير كلما حركت رأسها, السحر ولون العسل الداكن الذى بعينيها, أن أستمع لها وهى تتحدث بطريقتها المميزة, وفى بعض اللحظات المستهترة, إلقاء نظرة فوق بلوزتها لأرى خلسة النهدين الصغيرين المتكورين اللذين بدأا فى البروز للخارج, براعم ناعمة بلا شك وقوية كفاكهة يانعة.

كانت لوسى تقول معتذرة فى بعض الأحيان " لا أدرى ماذا أفعل هنا برفقتكما" كذبت عليها وقلت لها " يا لها من فكرة سخيفة! نحن سعيدون بوجودك معنا, أليس كذلك يا ليلى؟" ضحكت ليلى كعفريت مستفز وقالت "بالتاكيد, بوووو....".

كان احد طقوس فى ذلك الصيف هو التنـزه بافنيدا باردو تحت أشجار الفايكس الممتلئة بالعصافير و المحاطة بالأشجار من جانبى الطريق حيث كان الأولاد والبنات الصغار الذين تراقبهم المربيات اللاتى يرتدين أزياءهن البيضاء المكوية يجرون حول الشرفات والحدائق. بما أن وجود لوسى جعل من الصعب علي أن أقول لليلىأشياء كنت أحب أن أقولها, كنت أحول مجرى الحديث لمواضيع مملة مثلا اتحدث عن خططي للمستقبل, أو سفرى لباريس لأعمل بالسلك الدبلوماسي بعد أن أتحصل على درجة فى القانون- وذلك لأن هناك فى باريس, الحياة هى الحياة, فرنسا هى بلد الثقافة- أو ربما توجهاتها السياسية تجعلها تساعد بلدنا الفقيرة بيرو لتصبح عظيمة وتنهض مرة أخرى, مما يعنى أن علي أن أؤجل سفرى لأوروبا لوقت قليل. وماذا عنهما؟ ماذا تريدان أن تفعلا أو تصبحا عندما تكبران؟ لوسى الحساسة كان لديها هدف محدَّد " أولا أن تنهي دراستها بالمدرسة. بعدها تجد وظيفة جيدة, ربما بمحل لبيع أشرطة الموسيقى, سيكون ذلك ممتعا جدا". كانت ليلى تفكر بالعمل بوكالة سفر أو أن تعمل كمضيفة بشركة طيران, إن استطاعت أن تقنع والديها, وبتلك الطريقة ستسافر مجانا حول العالم. أو ربما ستعمل نجمة سينما, لكنها لن تسمح لهم بتصويرها وهى ترتدى البيكينى. السفر, السفر, رؤية كل البلاد كان هو الأمرالذى تحبه أكثر من أى شئ آخر. كنت أقول لها " حسنا, على الأقل رأيت بلدين, شيلى وبيرو, ماذا تريدين أكثر من ذلك؟". " قارنى نفسك بى, أنا لم أغادر ميرافلوريس مطلقا".

كانت الأشياء التى حكتها ليلى عن سانتياغو بالنسبة لى كتذوق النعيم الباريسى مسبقا. كنت أستمع لها بحسد! فى تلك المدينة, المختلفة عن هنا, ليس هناك فقراء أو متسولون بالشوارع, الآباء يسمحون للأولاد والبنات بالبقاء بالحفلات والرقص حتى الفجر, وهى لا تشبه هنا حيث إنك لا ترى كبار السن يتجسسون على الصغار عندما يرقصون ويعنفونهم إذا تمادوا قليلا. فى شيلى يسمح للأولاد والبنات بمشاهدة أفلام الكبار, ومنذ بلوغهم الخامسة عشر يدخنون علناً. الحياة أكثر مرحاً هناك من ليما لأن هناك أفلاماً أكثر, وهناك السيرك والمسارح والعروض والحفلات التى تحييها الأوركسترا على الهواء وعروض التزلج على الجليد والباليه والعروض الموسيقية كانت تصل لسانتياغودائما من الولايات المتحدة, ولا يهم ما هى وظيفتهم, الشيليون يكسبون دخلا أكثر بثلاث مرات أو أكثر من البيروفيين هنا.

لكن إن كان كل ذلك صحيحا, لماذا ترك والدا الفتاتين الشيليتين ذلك البلد المدهش ليحضروا لبيرو؟ لأنهم من أول نظرة لم يكونوا أغنياء بل فقراء. حتى هذه اللحظة فإنهم لا يعيشون كما نعيش, نحن الأولاد والبنات بباريواليجرى, حيث نسكن بمنازل بها خدم وطباخون وخادمات وبستانيون. كانت أسرة الفتاتين تسكن بشقة صغيرة بعمارة ضيقة قرب مطعم غامبرينوس. كانت ميرافلوريس تلك الأيام , على خلاف ما سيحدث لاحقاً عندما تبدأ المبانى الشاهقة فى الظهور وتبدأ البيوت الصغيرة فى الاختفاء, كان الفقراء هم الوحيدين الذين يسكنون الشقق, تلك الفصيلة البشرية المتناقصة – شئ محزن- التى تنتمى إليها الفتاتان الشيليتان.

لم أر والديهما أبدا. لم يصطحبننى أنا أو أى ولد أو بنت من الجوار لمنزلهما. لم يحتفلن أبدا بأعياد الميلاد أو دعوننا لتناول الشاى أو اللعب, وكأنهما كانتا خجلتين من تواضع المكان الذى تسكنانه. حقيقة أنهما كانتا فقيرتين وأنهما كانتا محرجتين بسبب كل شئ جعلتنى اتعاطف معهما, وزادت من حبى لهما, وألهمتنى بخطط غير أنانية "عندما نتزوج أنا وليلى, سنحضر عائلتها كلها لتعيش معنا".

لكن أصحابى من ميرافلوريس , وخاصة البنات, كانوا يشكون بليلى ولوسى ولماذا لا تدعواننا لمنزلهما. وكانوا يتساءلون "هل هم جوعى لدرجة ألا ينظموا حفلا؟" قال تيكوتيرافانتى محاولا تبسيط الأمر " ربما هم ليسوا فقراء ولكنهم بخلاء". ولكنه جعل الأمر يبدو أكثر سوءاً.

فجأة أصبح الأولاد بالجوار يتحدثون بصورة سيئة عن الفتاتين بسبب الملابس التى ترتديانها والمكياج الذى تضعانه, ويسخرون من ملابسهما القليلة- حفظنا عن ظهر قلب التنورات والبلوزات والصنادل التى كانتا ترتديانها بالتبادل حتى يخفين حقيقة أنهما لا يمتلكن الكثير - كنت أدافع عنهما ممتلئاً بسخط الصالحين قائلاً إن هذا حسد, حسد سام, وذلك لأنهما كانتا تدعيان طوال الوقت للرقص بالحفلات, كل الأولاد كانوا يصطفون للرقص معهما- قالت لاورا " إنهما لا تفوتان رقصة لأنهما تسمحان للأولاد بالاحتكاك بجسديهما". هاجمت تريستا قائلة: أو ربما فى أوقات التجمعات واللعب أو على الشاطئ كانتا محط الأنظار لأنهما وقحات والأولاد يتجرؤون على سرد النكات القذرة التى لا نسمح لهم بقولها أمامهما- وأخيراً لأن الفتيات الشيليات جميلات, عصريات, ذكيات بينما بناتنا متحفظات, متخلفات, قديمات الطراز, ضيقات الأفق, متعصبات " وفخورات بذلك" سخرت منا إيليا.

بالرغم من أنهن كن يغتبنهن, إلا أن فتيات باريو اليجرى ظللن يدعونهما للحفلات ويخرجن معهما للشاطئ, ولقداس الساعة الثانية عشر أيام الآحاد, ولعروض السينما الصباحية, ولأخذ النزهة الإجبارية حول باروك سالازار من المغرب وحتى ظهور أولى النجمات, التى تلمع بسماء ليما من يناير إلى مارس دون أن تخفيهن سحابة ليوم واحد, الشئ الذى يحدث بأربع أخماس السنة بتلك المدينة. كن يفعلن ذلك لأننا نحن الأولاد كنا نطلب منهن ذلك, وأيضا لأن بنات ميرافلوريس كن مفتونات بهن كما تفتتن الطيور بالكوبرا التى تنومهن مغناطيسيا قبل التهامهنَّ, وكما يفتتن القديس بالآثم, والملاك بالشيطان. كن يحسدن هاتين الغريبتين من شيلى على حريتهما فى أن تذهبا لأى مكان, وأن تبقيا خارج المنزل لساعات متأخرة دون طلب الإذن من أحد, ومن دون أن يحضر أباهما أو أمهما أو أختهما الكبرى أو خالتهما للتجسس على الحفل عبر النافذة ليروا مع من يرقصن, وكيف يرقصن, أو لأخذهما للمنزل لأن الوقت اقترب من منتصف الليل, الوقت الذى لا تستطيع فيه البنات المهذبات الرقص أو الوقوف للتحدث مع الرجال فى الشارع- وهو ما تفعله هاتان الفتاتان الرخيصتان , الخلاسيتان المحبتان للاستعراض - كان يجب على الفتيات المهذبات أن يكن بمنازلهن وعلى سرايرهن يحلمن بالملائكة.كن يحسدن حقيقة أن الشيليتين كانتا حرات ومرنات وكانتا ترقصان بجراءة, ولا تكترثا إذا ظهرت ركبة إحداهن, وكانتا تحركان أكتافهما ونهودهما الصغيرة وأردافهما بطريقة ما كانت تستطيع فعلها أيٌّ من بنات ميرافلوريس, وبالتأكيد تتيحان حريات للأولاد لا تستطيع البنات الأخريات حتى تخيلها. لكن, إذا كانتا متحررات جدا, لماذا لم ترد كلٌّ من ليلى أو لوسى أن يكون لهما صديق؟ لماذا كانتا تَصُدَّانِ كلَّ من يقع بحبهما؟ ليلى لم تقل لى "لا" أنا فقط, لكنها صدت لالو مالفينو واوكو كلاوكس, ولوسي صدت لوير وبيبى سينابا والناضج باكرا جوليو بيانفينيدا, أول فتى من ميرافلوريس يشتري له والداه حتى قبل أن يكمل المدرسة عربة فولكسواغن عند عيد ميلاده الخامس عشر. لماذا لا تريد الشيليتان المتحررتان أصدقاء؟!



 

رد مع اقتباس
قديم 11-02-2010, 12:18 PM   #38


خالد عبدالقادر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2362
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 01-14-2014 (09:27 AM)
 المشاركات : 410 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Brown
افتراضي



(4)

هذا السر وبعض الأشياء الغامضة الأخرى تم توضيحها على حين غرة فى يوم 30 مارس 1950م, آخر أيام ذلك الصيف الذى لا ينسى, فى الحفل الذى أقامته الخنزيرة السمينة ماريروسا الفارديز-كالديرون. ذلك الحفل الذى يصلح رمزا للفترة ويظل باقيا للأبد بذاكرة كل من حضره. كان منزل الفارديز-كالديرون الكائن بتقاطع شارعى دوجوليورقم 28 ولا باز, هو الأجمل فى ميرافلوريس وربما فى كل بيرو, بحديقته ذات الأشجار الباسقة, وأزهار التيبا الصفراء, ونبات الليانا المتسلق, وشجيرات الورود, وحوض السباحة ذو البلاط الأزرق. فى الحفلات التى كانت تقيمها ماريروسا كانت هناك دوماً مجموعة من الخدم توزع الكعك والمقبلات والسندوتشات والعصائر وكل أنواع المشروبات غير الكحولية. كنا نستعد لحفلاتها كما لو أننا كنا ذاهبين إلى الجنة. كان كل شيء يسير على ما يرام حتى أُطْفِئت الأنوار وقامت مجموعة من الأولاد والبنات بإحاطة ماريروسا وغناء أغنية عيد الميلاد لها, فطلبت أن تعانق الجميع.

عندما حان دور ليلى ولوسى لمعانقتها, قبلتهما ماريروسا, الخنزيرة الصغيرة السعيدة التى فاضت طبقات شحمها فوق فستانها الوردى, على خدودهما وفتحت عينيها واسعتين و قالت:

"أنتما شيليتان, هل هذا صحيح؟ سأقوم بتعريفكما إلى خالتى أدريانا. هى شيلية أيضاً, لقد وصلت مؤخراً من سانتياغو. تعالا, تعالا".

أمسكت بيديهما واصطحبتهما لداخل المنزل وهى تنادى "خالة أدريانا, خالة أدريانا, عندى لك مفاجاة".

عبر النافذة الطويلة التى تبدوكمستطيل مضيء يحيط بغرفة جلوس كبيرة بها مدفأة وكراسى ضخمة وأرائك وسجاد وحوائط مغطاة بمناظر طبيعية ولوحات زيتية ودرزينة من الرجال والنساء يحملون كؤوساً, رأيت ماريروسا تدخل مسرعة ومعها الشيليتان, أيضا رأيت خيال امراة جميلة وطويلة وشاحبة تتحرك بسرعة وترتدي ملابس جميلة, تمسك بسيجارة على حامل طويل, تتقدم لتقدم التحية لمواطنتيها الصغيرتين بابتسامة متعالية. ذهبت لأشرب بعض عصير المانجو ولأدخن سيجارة تحت المظلات حول حوض السباحة. هناك اصطدمت بخوان باريتو, صديقى وزميلى بالمدرسة, والذى حضر ليختبئ فى هذه المنطقة المهجورة ليدخِّن. سألني مباشرة:

"هل تهتم إن دعوت ليلى للخروج يا أسليم؟"

كان يعرف أنه وبالرغم من أننا نخرج سوياً بصورة منتظمة, فإننا لم نكن مرتبطين, وهويعرف أيضا- كما يعرف الجميع- بإننى صارحتها بحبي ثلاث مرات وقد صدتنى. قلت له إننى أهتم جدا, لأنه وبالرغم من أن ليلى قد صدتنى إلا أنها ليست لعبة كى تلعبها- إنه أسلوب البنات فى شيلى- لكن فى الحقيقة إنها تحبنى, والأمر يبدو كما لو أننا نخرج سويا بانتظام, بالإضافة لذلك, سأقوم بمصارحتها للمرة الرابعة تلك الليلة بصورة حاسمة, وكانت قد أوشكت على أن تجيبنى بنعم قبل أن تقاطعنا التورتة والخمسة عشر شمعة التى أوقدت لتلك الخنزيرة السمينة. لكن الآن, وعندما تخرج من مقابلة خالة ماريروسا, سأقوم بسؤالها وستجيبنى هى بنعم وبعد هذه الليلة ستصبح صديقتى بصورة قطعية.

قال خوان باستسلام "حسنا سأدعو لوسى"، "الشئ السيء يا صديقى هو أننى أفضل ليلى حقا".

شجعته ليدعو لوسى ووعدته بأن أتكلم عنه بصورة طيبة وستوافق هى عليه. هو ولوسى وليلى وأنا سنكون رباعياً عظيماً.

تحدثت إلى خوان باريتو بالقرب من المسبح وشاهدت المدعوين يرقصون على أنغام اوركسترا الاخوان اوروميرو- ربما لا يكونان كبيريز باردو لكنهما كانا جيدين, يا لها من أبواق ويا لها من طبول- ودخنا سيجارتى فايسروى. لماذا خطر ببال ماريروسا أن تعرف ليلى ولوسى لخالتها فى تلك اللحظة؟ بماذا يتحدثون طوال هذا الوقت؟ إنهم يدمرون جميع خططي, اللعنة. هذه حقيقة فعندما أعلنوا موعد تقطيع التورتة وإطفاء الشموع الخمسة عشر كنت بصدد بداية مصارحتى بحبى لها للمرة الرابعة- وهذه المرة كانت ستكون ناجحة, أنا واثق من ذلك- بعد أن أقنع الفرقة لتعزف أغنية "أنا أحبك", أفضل مقطوعة لرقص البوليرو ولإعلان حبك لفتاة.

أخذتا وقتا طويلا لتعودا. عادتا وهما متغيرتان: كانت لوسى شاحبة, وهناك هالتان سوداوان تحت عينيها, كما لو أنها رأت شبحاً وتستعيد وعيها من تأثير ما رأته بالعالم الآخر, وكانت ليلى غاضبة, وهناك تعبير ساخط على وجهها, وكانت عيناها تبرقان كما لو أنها أمضت وقتا قاسيا مع هولاء الرجال والنساء الراقين بالمنزل. حينها طلبت منها مباشرة أن ترقص معى أحد رقصات المامبو التى تبرع فيها- مامبو رقم 5- لم أصدق عيناي: ليلى لم تقم بأى خطوة بصورة صحيحة, وفقدت انسجامها مع الإيقاع, وكانت مشتتة الذهن, أخطأت عدة مرات, تعثرت, وانزلقت قبعة البحار الصغيرة التى كانت ترتديها, مما جعل شكلها يبدو مضحكاً. لم تهتم حتى بأن تعدل وضعها. ماذا حدث؟

كنت متأكداً بأنه وبعد انتهاء رقصة المامبو رقم 5, أصبح الجميع يعرفون ما حدث فقد اضطلعت تلك الخنزيرة السمينة الصغيرة بمسئولية إخبار الجميع. من المؤكد أنها أحست بسعادة بالغة عندما نشرت ما حدث بالتفصيل, وأضافت له ألواناً وضخمت القصة بينما كانت تفتح عينيها عن آخرهما بفضول ورعب ونشوة! يا لها من سعادة مريضة- يا له من انتقام ورضى- ذلك الذى أحست به كل بنات الحي, اللواتى كن يحسدن الفتاتين الشيليتين اللتين حضرتا لميرافلوريس لإحداث ثورة على عادات الأطفال المتخرجين نحو عتبات البلوغ ذلك الصيف. كنت آخر من يعلم, عندما اختفت ليلى ولوسى بطريقة غامضة, دون أن تقولا وداعا لماريروسا أو أى شخص آخر- كانت عمتى البرتا تقول "كانتا مسرعتين للهرب من الإحراج"- وعندما انتشرت الإشاعة الداوية بكل أرجاء الحفل جعلت الأولاد والبنات ينسون أمر الفرقة, وينسون أصدقاءَهم وصديقاتهم, وتجمعوا لتبادل الهمسات, وطفقوا يرددونها, مذعورين, متعالين, ويفتحون أعينهم واسعة ليتدفق الحسد من أطرافها "هل سمعت؟ هل عرفت؟ ماذا تظن؟ هل تصدق؟ هل تتخيل؟ تتخيل! إنهما ليستا من شيلي, ولا تعرفان شئياً عن شيلى! لا لا يمكن! إنها مجرد قصة! لقد خدعنا! لقد اخترعتا الأمر منذ البداية! اكتشتفتهما خالة ماريروسا! يا لهما من قطاع طرق! قطاع طرق!".

إنهما بيروفيات, هذا كل ما فى الأمر. يا للمسكينات! يا للمسكينات! الخالة أدريانا والتى وصلت للتو من سانتياغو لابد أنها فوجئت بأكبر مفاجأة فى حياتها عندما سمعتهما تتحدثان بتلك اللكنة التى خدعتنا جميعا و اكتشفت فوراً أنها مزيفة. لا بد أن الفتاتين الشيليتين أحستا بإحساس مروع عندما استطاعت خالة الخنزيرة الصغيرة السمينة, التى شكت فى المهزلة, وبدأت تسأل عن عائلتهما فى سانتياغو, وعن أقربائهما وأصدقائهما هناك, مما جعل ليلى ولوسى تبتلعان أمّر جرعة فى حياتهما القصيرة, وأصبحت الخالة أعنف وأعنف حتى طردتهما من غرفة الجلوس وهما كالحطام, مدمرتان معنويا وبدنيا, وأخبرت أقرباءها وأصدقاءها وماريموسا المذهولة "هاتان البنتان لم تضعا قدميهما فى سانتياغوو وإن كانتا من شيلى حقيقة, فأنا من هضبة التيبت".

فى ذلك اليوم الأخير من صيف 1950م- كنت قد بلغت الخامسة عشر أيضا- ابتدت الحياة الحقيقية بالنسبة لى, الحياة التى تفصل ما بين القلاع المبنية فى الهواء والأوهام والأساطير من الحقيقة المرّة.

لم أعرف بصورة مؤكدة نهاية قصة الشيليتين المزيفتين, كما لم يعرفها أى شخص آخر عدا الفتاتين نفسيهما, لكنى سمعت بعض التخمينات, والإشاعات, والأوهام, والنبوءات التى تبعت الشيليتين المزيفتين لوقت طويل حتى بعد أن اختفتا, وذلك لأنهما لم تدعيا مرة أخرى للحفلات, أو للألعاب, أو للشاى أو للتجمعات. قالت الإشاعات الحاقدة إنه وبالرغم من أن الفتيات المحترمات من باريو اليجرى وميرافلوريس قطعن صلتهن بالفتاتين وصرن يشحن بنظرهن بعيدا عنهما عند مقابلتهن بالطريق إلا أن الأولاد والرجال كانوا يطاردونهما سراً مثلما كانوا يطاردون الفتيات الرخيصات- وهل كانت ليلى ولوسى إلا فتاتين رخيصتين من منطقة برينا أو البورفنير, تخفيان حقيقتهما, وتتظاهران بأنهما أجنبيتان لتختلطا بالناس المحترمين بميرافلوريس؟ وتداعبا الرجال وتفعلا الأشياء التى تفعلها الخلاسيات والفتيات الرخيصات فقط.

فيما بعد أتخيل أن الجميع بدأوا ينسون كل شئ عن ليلى ولوسى لأن هناك أناساً آخرين وأشياء أخرى حلت محل تلك المغامرة الصبيانية ذلك الصيف. لكنى لم أنسهما خصوصاً ليلى. وبالرغم من مرور عدة سنوات وبالرغم من ان ميرافلوريس تغيرت كثيراً, وأيضا عاداتنا, وتلاشت العنصرية البغيضة (التى أصبحت خفية الآن), فقد احتفظت بها بذاكرتى, وأتذكرها بعض المرات, وأسمع ضحكاتها الخبيثة وأرى النظرة الساخرة على عينيها العسليتين الداكنتين, وأراقبها تتلوى كالعشب على نغمات المامبو. ولا زلت أظن, بالرغم من أننى عشت العديد من فصول الصيف, إلا أن هناك فصلاً واحداً كان الأروع بينها.


 

رد مع اقتباس
قديم 11-30-2010, 11:25 AM   #39


الصورة الرمزية محمد عوض السيد
محمد عوض السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7563
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 02-27-2014 (10:00 PM)
 المشاركات : 1,858 [ + ]
 التقييم :  41
 الدولهـ
Sudan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue
افتراضي



سلامات عوافي ..
اخي ..د/ خالد ..
انت اضافه حقيقه للمكتبه من ابناء بلادي وها انت تلسعنا بما تكتبه هنا ونشفي نحن من حمي القراة ..
وها نحن نتلمس حرفك بحثاً عن المزيد .. ومع تسكعي حول ماكتبت الذي لم انتهي منه بعد ..

وكثيراً ماقرانا الكتب المترجمه وخصوصا من اهل الشام !!
- هل تميزهم باللغه او اهتمامهم بالادب كعموم ما دفعهم للترجمه الكتب العالميه ووضعها بين الايدي العربيه سهله التناول ؟؟
- وماهو الفرق من الترجمه الحرفيه وغيرها ؟؟

ولك ودي واحترامي ..


 
 توقيع : محمد عوض السيد



نضــج الحــــــــلم
ولكــــن الزمـــــــــــن
هو الذي لم يســــــــتو بعد
فما جدوى أن يبلغ القـــــــلب
رشـــــــــــــــــداً ســــــــــــــريعاً
(احلام مستغانمي )
مواضيع : محمد عوض السيد



رد مع اقتباس
قديم 01-10-2014, 07:41 PM   #40


خالد عبدالقادر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2362
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 01-14-2014 (09:27 AM)
 المشاركات : 410 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Brown
افتراضي من مذكرات المفوض الانجليزى بالحصاحيصا



من مذكرات المفوض الانجليزى بالحصاحيصا


عمل السيد/ غلين كايرن بالفور باول كنائب مفوض و كمفوض عام بمدن ودمدنى و رفاعة و الحصاحيصا و الفاشر و ذلك في الفترة من عام 1946 و حتى عام 1954م
. وقد كتب مذكراته بالمناطق التى عمل بها بسفره المعنون


Bagpipes in Babylon: A Lifetime in the Arab World and Beyond


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ما يلى هو مقتطفات لاهم النقاط التى ذكرها بكتابه عن الحصاحيصا:


* تقع رئاسة مركز منطقة شمال الجزيرة بمدينة الحصاحيصا. ليس بالمدينة شيئ ممتع لكنى و بعد ان تعودت عليها و جاء امر نقلى لدارفور وددت لو كان باستطاعتى ان ابقى بها.

* كان الطواف على المدينة واحد من تقاليد الامبراطورية لاشاعة النظام. فكنا نطوف على شوارع المدينة مرة في الاسبوع و ذلك لتفقد حالتها و نظافتها و ذلك في موكب طويل على ظهور الاحصنة يضم كل موظفى الحكومة. فاذا فشل احد الاشخاص في الالتزام بنظافة المنطقة التى امام منزله كنت اصيح بمساعدى السودانى خلفى لكى يامره بالالتزام بالنظافة وكان مساعدى يعطى الاوامر للمامور خلفه و الذى بدوره يمرر الامر لرقيب الشرطة خلفه والذى يصيح برجل شرطة يمشى اخر الموكب. حين يصل الامر لرجل الشرطة في المؤخرة كان يكون من الصعب معرفة الشخص مرتكب المخالفة و نوع المخالفة نفسها و لكن باى حال كان رجل الشرطة يقبض بنهاية الامر على شخص ما و كانت الامبراطورية تتقدم بهذه الصورة. مهما كانت مساوئ و عيوب ذلك النظام الا ان شوارع المدن السودانية كانت انظف من شوارع لندن.

* كان هناك ملمح اخر مثير للاهتمام بنظام الامبراطورية البريطانية الا وهو النظام القضائي حيث كان المفوض يتعامل مع القضايا التى تم النظر فيها بواسطة المحاكم الاهلية و تم تحويلها له و ذلك لان عقوبتها تتجاوز التفويض الممنوح لرجال المحاكم الاهلية. الغريب في الامر ان المحاكم الاهلية ليس لديها قانون مكتوب و تعتمد على الاعراف والتقاليد فى الوقت الذى كان المفوض الانجليزى يطبق قانون عقوبات السودان. يختلف النظامين ببعض الملامح لا سيما فيما يتعلق باداء القسم و الحلف حيث يتطلب قانون عقوبات السودان ان يقوم شهود الادعاء والدفاع باداء القسم قبل سماع افاداتهم بينما يتم سماع القضية بالمحاكم الاهلية اولا و من ثم يحدد الطرف الذى يشك بصدقه ويعطى الطرف الاخر حق طلب اداء القسم منه. و قد كان اداء القسم والحلف يتم على المصحف او بشئ له قداسة مثل قباب وقبور بعض الرجال الصالحين. و يواجه الذين يطلب منهم الحلف بخيارين اما سحب افاداتهم او مواجهة العواقب الوخيمة للحلف الكاذب. في احدى المرات طلب من احدهم الحلف بقبة احد الصالحين والذى يقع قبره على بعد 90 ميلا بالضفة الاخرى من النهر و كما جرت العادة اصطحب رجال من البوليس الطرفين للقبة. و قد اخبرت لاحقا ان الشخص الذى كذب سقط ميتا على الفور بمكانه. لم يندهش احد للواقعة. كان يبدو لى ان القانون العرفى اكثر قدرة على اثبات الحقيقة من القانون الذى اقوم بتطبيقه بمحكمتى.

* باحد ايام الجمعة و كنت اعمل بمكتبى على غير عادتى بايام الاجازات فحضر ضابط البوليس نورالدين و هو يحمل برقية كان قد ارسلها للتو لحاكم المديرية يهنئه فيها باعياد الكريسماس الذى يحل نهاية العام بالرغم من اننا كنا بشهر اغسطس. لحسن الحظ لم يتم فصل نورالدين لانه كان قد استثنى مدير البوليس السودانى من تلك التهنئية. عمل نورالدين وزيرا بعدة وزارات بعد الاستقلال و قد كان ذلك حتى زيارتى له بمنزله بالخرطوم بحرى في عام 1978.

(اظن انه يقصد الوزير محمد نورالدين الوزير الاسبق بوزارة الصحه و وزارة الاشغال و وزارة الحكم المحلى)

* بظهيرة يوم 4\4\1951 اشتعلت النيران بالالاف من بالات القطن بفناء المحالج والذى يبعد 150 ياردة من منزلى و بعد منتصف الليل بوقت طويل كتبت ما يلى لزوجتى مارنى اصف لها ما حدث:

لقد ضاع ربع دخل السودان السنوى لهذا العام. لقد حضرت فرق الاطفاء بسرعة من عدة مدن بعيدة بما فيها الخرطوم. تجمع حوالى الفين من السكان المحليين و المئات من رجال البوليس السودانيين و 50 من الجنود البريطانيين - كان الجنود البريطانيين يعملون بنظام شديد رغم الفوضى التى سببها الدخان.

كنا ساعة بعد ساعة نقوم بدحرجة اكياس القطن الضخمة بعيدا عن السنة اللهب حتى تدلت السنتنا من افواهنا واحمرت اعيننا بسبب النار و الدخان. كانت هناك "هبوب" قوية تقذف بالشرر لمسافة 150 قدما.

بعد 12 ساعة من عمل البلدوزر الوحيد بالمنطقة بصورة متواصلة صاح بى قائده و هو شاب صغير من لانكشير و كان هادئا جدا وهو يقف امام موقد البلدوزر و يدخن سيجارة لا تفارق شفتيه قائلا "هل ستلعب الكريكت يوم الجمعة؟" ثم اختفى مرة اخرى مواصلا عمله بين السنة اللهب.

اصيب سائقى علي اصابة مباشرة بعينه و ذلك بعد انفجار انبوب قطره اربع بوصات و رايته و هو يحمل بعيدا. ضابط البوليس حامد لم يجد ما يشربه حتى منتصف الليل فجررته معى لمنزلى. اخبرنى مساعدى علي حسن انه راى مجموعة من "بائعات الهوى" و هن يعملن بجد معنا لابعاد جوالات القطن. كان منزلى مليئا باناس من مختلف الالوان يغسلون اعينهم و
يملأون زجاجات الماء ثم يهرولون عائدين لمكافحة الحريق طوال الليل.

* اثناء عملى بالمدينة غزت فرقة من الفلاتة القادمون من نيجيريا و الذين كانوا يحضرون للسودان للمشاركة بحصاد القطن منطقة الحصاحيصا. ففى منطقة على بعد 25 ميلا ناحية الجنوب قام فلاتى طويل واسود الشعر و باصابع اقدامه تشوه غريب باخذ جنيهين ورقيين و دبوس من الذهب من سيدة كبيرة السن واعطاها مقابل ذلك سبعة جنيهات و دبوس اكبر من الذهب. وعندما استيقظت في الصباح وجدت ان الجنيهات تحولت لورق عادى و ان الدبوس تحول لورقة عليها رسم بالطباشير لزهرة الماريغولد.

*بعد عدة ايام تم القبض على فلاتى اخر وباصابع اقدامه تشوهات مماثلة الا انه اقصر و شعره ابيض وذلك بعد تحويله لقطع من ورق الحمام لاوراق نقدية من فئة الجنيه سرعان ما تختفى بعد مرور زمن وجيز مقابل 5 قروش (شلن) بكل مرة.

* بقرية ثالثة تم رفع تقرير عن فلاتى ليس باقدامه تشوهات و ذلك بعد ان شوهد وهو يخرج شلالات من النقود من الجدار بعد نقره باصبعه كما قام ايضا بالاتفاق مع احد التجار لتحويل 5 علب سجائر بها رمال لذهب مقابل مبلغ بسيط. تم تعبئة الصناديق و وضعت بخزانة التاجر و ذلك بانتظار اكتمال تحولها لذهب بعد ثلاثة ايام و في اليوم الثانى اختفى الفلاتى.

*الفلاتى الوحيد الذى تم القبض عليه هو الفلاتى في القصة الثانية و قد حجز بالسجن من دون محاكمة لانى لم اجد اى مادة بالقانون الجنائي يمكن ان اعاقبه بها.

* كنت باوقات فراغى ابحث عن الآثار بالمقابر القديمة بمنطقة قوز كبرو و كانت تنتشر على تلال رملية متناثرة هنا و هناك تكسر رتابة تربة القطن الطينية. كانت الهياكل العظمية التى عثرت عليها محاطة بجرار فخارية و الحجارة التى تطحن بها الذرة (مرحاكة) و كانت على اعناقها سلاسل للزينة مصنوعة من بيض النعام و بشفاهها كانت توضع اقراص مستديرة من الحجر لتزيينها واطالتها.

* عثرت بالموقع النهرى باربجى على قطع من غليونات حجرية مزخرفة كان يستخدمها الفونج لتدخين التبغ و معها قطع من السيراميك تعود لفترات تاريخية مختلفة.


 
التعديل الأخير تم بواسطة ود الحصاحيصا ; 01-12-2014 الساعة 06:45 AM

رد مع اقتباس
قديم 01-11-2014, 06:42 AM   #41
algen alkalake


الصورة الرمزية سبنا
سبنا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 235
 تاريخ التسجيل :  Nov 2006
 أخر زيارة : 11-10-2021 (07:15 AM)
 المشاركات : 1,026 [ + ]
 التقييم :  18
 الدولهـ
Sudan
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
الليلة مات أخر شعاع شفناهو من نور الأمل ...
لوني المفضل : Blueviolet
افتراضي



لأول مرة ادخل فيها الى قسم المكتبة
جميل جدا ماكتب داخل هذا الموضوع
حنين الى الماضي ومااجمل هذا السرد
البدايات جعلتني استرسل في القراءة وابتسم
عندما وجدت قصة ميكي وبطوط والذهب ومع هذه الحروف
اصطحبت الخيال فكان التشوق للمزيد ......
سأعود بالتاكيد ....
كن بخير دوما .خالد عبد القادر


 
 توقيع : سبنا

اللهم مازويت عني مما احب
فجعله قوة لي فيما تحب
وجعلني لك كما تحب

التعديل الأخير تم بواسطة ود الحصاحيصا ; 01-12-2014 الساعة 07:29 AM

رد مع اقتباس
قديم 01-11-2014, 06:47 AM   #42
بيتحقق


الصورة الرمزية ياسر تمساح
ياسر تمساح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3137
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 07-25-2022 (10:32 PM)
 المشاركات : 5,056 [ + ]
 التقييم :  80
 الدولهـ
Sudan
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
افتقدت الابتسامة
والعيون الساحرة
يوم يسحر كلامه
افتقدتك ...
لوني المفضل : Blue
افتراضي



دكتور خالد
مشتاقين يا فردة
و الله مشتاق للمة و لى جلسة صباحية تحت النيمة ديك ...
سعيد بتواجدك هنا مرة أخرى
دمت


 
 توقيع : ياسر تمساح



رد مع اقتباس
قديم 01-11-2014, 09:13 AM   #43


خالد عبدالقادر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2362
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 01-14-2014 (09:27 AM)
 المشاركات : 410 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Brown
افتراضي



شكرا سبنا و ياسر على المرور و الترحيب....


 

رد مع اقتباس
قديم 01-11-2014, 01:47 PM   #44


الهادى محمد عبد الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 125
 تاريخ التسجيل :  Sep 2005
 أخر زيارة : 03-18-2016 (02:52 PM)
 المشاركات : 376 [ + ]
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد عبدالقادر مشاهدة المشاركة
من مذكرات المفوض الانجليزى بالحصاحيصا


عمل السيد/ غلين كايرن بالفور باول كنائب مفوض و كمفوض عام بمدن ودمدنى و رفاعة و الحصاحيصا و الفاشر و ذلك في الفترة من عام 1946 و حتى عام 1954م
. وقد كتب مذكراته بالمناطق التى عمل بها بسفره المعنون


bagpipes in babylon: A lifetime in the arab world and beyond


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ما يلى هو مقتطفات لاهم النقاط التى ذكرها بكتابه عن الحصاحيصا:


* تقع رئاسة مركز منطقة شمال الجزيرة بمدينة الحصاحيصا. ليس بالمدينة شيئ ممتع لكنى و بعد ان تعودت عليها و جاء امر نقلى لدارفور وددت لو كان باستطاعتى ان ابقى بها.

* كان الطواف على المدينة واحد من تقاليد الامبراطورية لاشاعة النظام. فكنا نطوف على شوارع المدينة مرة في الاسبوع و ذلك لتفقد حالتها و نظافتها و ذلك في موكب طويل على ظهور الاحصنة يضم كل موظفى الحكومة. فاذا فشل احد الاشخاص في الالتزام بنظافة المنطقة التى امام منزله كنت اصيح بمساعدى السودانى خلفى لكى يامره بالالتزام بالنظافة وكان مساعدى يعطى الاوامر للمامور خلفه و الذى بدوره يمرر الامر لرقيب الشرطة خلفه والذى يصيح برجل شرطة يمشى اخر الموكب. حين يصل الامر لرجل الشرطة في المؤخرة كان يكون من الصعب معرفة الشخص مرتكب المخالفة و نوع المخالفة نفسها و لكن باى حال كان رجل الشرطة يقبض بنهاية الامر على شخص ما و كانت الامبراطورية تتقدم بهذه الصورة. مهما كانت مساوئ و عيوب ذلك النظام الا ان شوارع المدن السودانية كانت انظف من شوارع لندن.

* كان هناك ملمح اخر مثير للاهتمام بنظام الامبراطورية البريطانية الا وهو النظام القضائي حيث كان المفوض يتعامل مع القضايا التى تم النظر فيها بواسطة المحاكم الاهلية و تم تحويلها له و ذلك لان عقوبتها تتجاوز التفويض الممنوح لرجال المحاكم الاهلية. الغريب في الامر ان المحاكم الاهلية ليس لديها قانون مكتوب و تعتمد على الاعراف والتقاليد فى الوقت الذى كان المفوض الانجليزى يطبق قانون عقوبات السودان. يختلف النظامين ببعض الملامح لا سيما فيما يتعلق باداء القسم و الحلف حيث يتطلب قانون عقوبات السودان ان يقوم شهود الادعاء والدفاع باداء القسم قبل سماع افاداتهم بينما يتم سماع القضية بالمحاكم الاهلية اولا و من ثم يحدد الطرف الذى يشك بصدقه ويعطى الطرف الاخر حق طلب اداء القسم منه. و قد كان اداء القسم والحلف يتم على المصحف او بشئ له قداسة مثل قباب وقبور بعض الرجال الصالحين. و يواجه الذين يطلب منهم الحلف بخيارين اما سحب افاداتهم او مواجهة العواقب الوخيمة للحلف الكاذب. في احدى المرات طلب من احدهم الحلف بقبة احد الصالحين والذى يقع قبره على بعد 90 ميلا بالضفة الاخرى من النهر و كما جرت العادة اصطحب رجال من البوليس الطرفين للقبة. و قد اخبرت لاحقا ان الشخص الذى كذب سقط ميتا على الفور بمكانه. لم يندهش احد للواقعة. كان يبدو لى ان القانون العرفى اكثر قدرة على اثبات الحقيقة من القانون الذى اقوم بتطبيقه بمحكمتى.

* باحد ايام الجمعة و كنت اعمل بمكتبى على غير عادتى بايام الاجازات فحضر ضابط البوليس نورالدين و هو يحمل برقية كان قد ارسلها للتو لحاكم المديرية يهنئه فيها باعياد الكريسماس الذى يحل نهاية العام بالرغم من اننا كنا بشهر اغسطس. لحسن الحظ لم يتم فصل نورالدين لانه كان قد استثنى مدير البوليس السودانى من تلك التهنئية. عمل نورالدين وزيرا بعدة وزارات بعد الاستقلال و قد كان ذلك حتى زيارتى له بمنزله بالخرطوم بحرى في عام 1978.

(اظن انه يقصد الوزير محمد نورالدين الوزير الاسبق بوزارة الصحه و وزارة الاشغال و وزارة الحكم المحلى)

* بظهيرة يوم 4\4\1951 اشتعلت النيران بالالاف من بالات القطن بفناء المحالج والذى يبعد 150 ياردة من منزلى و بعد منتصف الليل بوقت طويل كتبت ما يلى لزوجتى مارنى اصف لها ما حدث:

لقد ضاع ربع دخل السودان السنوى لهذا العام. لقد حضرت فرق الاطفاء بسرعة من عدة مدن بعيدة بما فيها الخرطوم. تجمع حوالى الفين من السكان المحليين و المئات من رجال البوليس السودانيين و 50 من الجنود البريطانيين - كان الجنود البريطانيين يعملون بنظام شديد رغم الفوضى التى سببها الدخان.

كنا ساعة بعد ساعة نقوم بدحرجة اكياس القطن الضخمة بعيدا عن السنة اللهب حتى تدلت السنتنا من افواهنا واحمرت اعيننا بسبب النار و الدخان. كانت هناك "هبوب" قوية تقذف بالشرر لمسافة 150 قدما.

بعد 12 ساعة من عمل البلدوزر الوحيد بالمنطقة بصورة متواصلة صاح بى قائده و هو شاب صغير من لانكشير و كان هادئا جدا وهو يقف امام موقد البلدوزر و يدخن سيجارة لا تفارق شفتيه قائلا "هل ستلعب الكريكت يوم الجمعة؟" ثم اختفى مرة اخرى مواصلا عمله بين السنة اللهب.

اصيب سائقى علي اصابة مباشرة بعينه و ذلك بعد انفجار انبوب قطره اربع بوصات و رايته و هو يحمل بعيدا. ضابط البوليس حامد لم يجد ما يشربه حتى منتصف الليل فجررته معى لمنزلى. اخبرنى مساعدى علي حسن انه راى مجموعة من "بائعات الهوى" و هن يعملن بجد معنا لابعاد جوالات القطن. كان منزلى مليئا باناس من مختلف الالوان يغسلون اعينهم و
يملأون زجاجات الماء ثم يهرولون عائدين لمكافحة الحريق طوال الليل.

* اثناء عملى بالمدينة غزت فرقة من الفلاتة القادمون من نيجيريا و الذين كانوا يحضرون للسودان للمشاركة بحصاد القطن منطقة الحصاحيصا. ففى منطقة على بعد 25 ميلا ناحية الجنوب قام فلاتى طويل واسود الشعر و باصابع اقدامه تشوه غريب باخذ جنيهين ورقيين و دبوس من الذهب من سيدة كبيرة السن واعطاها مقابل ذلك سبعة جنيهات و دبوس اكبر من الذهب. وعندما استيقظت في الصباح وجدت ان الجنيهات تحولت لورق عادى و ان الدبوس تحول لورقة عليها رسم بالطباشير لزهرة الماريغولد.

*بعد عدة ايام تم القبض على فلاتى اخر وباصابع اقدامه تشوهات مماثلة الا انه اقصر و شعره ابيض وذلك بعد تحويله لقطع من ورق الحمام لاوراق نقدية من فئة الجنيه سرعان ما تختفى بعد مرور زمن وجيز مقابل 5 قروش (شلن) بكل مرة.

* بقرية ثالثة تم رفع تقرير عن فلاتى ليس باقدامه تشوهات و ذلك بعد ان شوهد وهو يخرج شلالات من النقود من الجدار بعد نقره باصبعه كما قام ايضا بالاتفاق مع احد التجار لتحويل 5 علب سجائر بها رمال لذهب مقابل مبلغ بسيط. تم تعبئة الصناديق و وضعت بخزانة التاجر و ذلك بانتظار اكتمال تحولها لذهب بعد ثلاثة ايام و في اليوم الثانى اختفى الفلاتى.

*الفلاتى الوحيد الذى تم القبض عليه هو الفلاتى في القصة الثانية و قد حجز بالسجن من دون محاكمة لانى لم اجد اى مادة بالقانون الجنائي يمكن ان اعاقبه بها.

* كنت باوقات فراغى ابحث عن الآثار بالمقابر القديمة بمنطقة قوز كبرو و كانت تنتشر على تلال رملية متناثرة هنا و هناك تكسر رتابة تربة القطن الطينية. كانت الهياكل العظمية التى عثرت عليها محاطة بجرار فخارية و الحجارة التى تطحن بها الذرة (مرحاكة) و كانت على اعناقها سلاسل للزينة مصنوعة من بيض النعام و بشفاهها كانت توضع اقراص مستديرة من الحجر لتزيينها واطالتها.

* عثرت بالموقع النهرى باربجى على قطع من غليونات حجرية مزخرفة كان يستخدمها الفونج لتدخين التبغ و معها قطع من السيراميك تعود لفترات تاريخية مختلفة.
الاخ خالد عساك طيب و جميل العوده بعد طول الغياب بمثل هذه الماده التاريخيه
لفت نظرى نظام النظافه و اعتراف الكاتب بعيوبه و نتائجه المبهره رغم ذلك كما لفت نظرى
اعترافه بجدوى نظام المحاكم الاهليه و الاعتماد عليها و الاجمل من كل هذا التلاحم الكبير
فى اطفاء حريق المحالج .
لك الشكر و ما تطول الغيبه


 
 توقيع : الهادى محمد عبد الله


التعديل الأخير تم بواسطة ود الحصاحيصا ; 01-12-2014 الساعة 06:47 AM

رد مع اقتباس
قديم 01-11-2014, 06:12 PM   #45


خالد عبدالقادر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2362
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 01-14-2014 (09:27 AM)
 المشاركات : 410 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهادى محمد عبد الله مشاهدة المشاركة


الاخ خالد عساك طيب و جميل العوده بعد طول الغياب بمثل هذه الماده التاريخيه
لفت نظرى نظام النظافه و اعتراف الكاتب بعيوبه و نتائجه المبهره رغم ذلك كما لفت نظرى
اعترافه بجدوى نظام المحاكم الاهليه و الاعتماد عليها و الاجمل من كل هذا التلاحم الكبير
فى اطفاء حريق المحالج .
لك الشكر و ما تطول الغيبه
ملاحظاتك ذكية اخى الهادى الاعتراف بنقص الذات و فضل الاخر من اداوت التطور والتقدم ولا يقدم على ذلك الا ذو ثقة وشجاعة استثنائيات...كنت اتمنى لو ان الرجل افاض فى وصف الالفين من السكان المحليين الذين عملوا بجد لاطفاء الحريق ولكن تركيزه كان على موظفيه فقط....ساواصل البحث حتى انصف هؤلاء الناس ولو فى غير الموضع.....

شكرا جزيلا على حسن الاستقبال


 

رد مع اقتباس
قديم 01-12-2014, 06:39 AM   #46


الصورة الرمزية ود الحصاحيصا
ود الحصاحيصا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 06-07-2017 (08:15 AM)
 المشاركات : 6,892 [ + ]
 التقييم :  48
 SMS ~
يا أيها الوطن الذي


مازال حبك فرض عيــنْ


نهجو بلادك تارةً


ونفر منها، تارةً أخرى


ونغسل من بقاياها اليديـنْ


لكننا في الحالتيــنْ


نهواك من أعماقنا


وعلى حدودك كلها


نبكي


ونذرف دمعتيـنْ
لوني المفضل : Blue
افتراضي



يديك العافية يادكتور
وحقيقة مذكرات قيمة جدا وهى بتعكس حقبة من الزمن الناس مابتعرف عنها كتير
اتمنى تتبحر بينا فى المجال ده
وواثق امو عندك فى مكتبتك الخاصة عدد كبير
من المذكرات المماثلة
فياريت ما تبخل بيها علينا
شكرا ليك يا حبيب واكيد متابعين


 
 توقيع : ود الحصاحيصا






جاييك يا آخر المواني


من ظلمة البحر الممدده في الفراغ ...


جاييك من غربة الجزر المسورة بالهواجس والضياع


جاييك معاي ملح التجارب ذي محارب


مجروح و خايض في الغبار


لكني ثابت في المدى


واقف أنا ودايس على الإبر المسممة بالكلام


علمني غدر الناس أشوف


واتحدى نار كل المصائب
..والظلام..





مواضيع : ود الحصاحيصا



رد مع اقتباس
قديم 01-12-2014, 07:30 AM   #47


الصورة الرمزية ود الحصاحيصا
ود الحصاحيصا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 06-07-2017 (08:15 AM)
 المشاركات : 6,892 [ + ]
 التقييم :  48
 SMS ~
يا أيها الوطن الذي


مازال حبك فرض عيــنْ


نهجو بلادك تارةً


ونفر منها، تارةً أخرى


ونغسل من بقاياها اليديـنْ


لكننا في الحالتيــنْ


نهواك من أعماقنا


وعلى حدودك كلها


نبكي


ونذرف دمعتيـنْ
لوني المفضل : Blue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عوض السيد مشاهدة المشاركة
سلامات عوافي ..
اخي ..د/ خالد ..
انت اضافه حقيقه للمكتبه من ابناء بلادي وها انت تلسعنا بما تكتبه هنا ونشفي نحن من حمي القراة ..
وها نحن نتلمس حرفك بحثاً عن المزيد .. ومع تسكعي حول ماكتبت الذي لم انتهي منه بعد ..

وكثيراً ماقرانا الكتب المترجمه وخصوصا من اهل الشام !!
- هل تميزهم باللغه او اهتمامهم بالادب كعموم ما دفعهم للترجمه الكتب العالميه ووضعها بين الايدي العربيه سهله التناول ؟؟
- وماهو الفرق من الترجمه الحرفيه وغيرها ؟؟

ولك ودي واحترامي ..
اسئلة مهمة فعلا يااخى محمد عوض
اتمنى مطالعة الإجابة من الاخ خالد


 
 توقيع : ود الحصاحيصا






جاييك يا آخر المواني


من ظلمة البحر الممدده في الفراغ ...


جاييك من غربة الجزر المسورة بالهواجس والضياع


جاييك معاي ملح التجارب ذي محارب


مجروح و خايض في الغبار


لكني ثابت في المدى


واقف أنا ودايس على الإبر المسممة بالكلام


علمني غدر الناس أشوف


واتحدى نار كل المصائب
..والظلام..





مواضيع : ود الحصاحيصا



رد مع اقتباس
قديم 01-14-2014, 09:27 AM   #48


خالد عبدالقادر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2362
 تاريخ التسجيل :  Nov 2008
 أخر زيارة : 01-14-2014 (09:27 AM)
 المشاركات : 410 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عوض السيد مشاهدة المشاركة
سلامات عوافي ..
اخي ..د/ خالد ..
انت اضافه حقيقه للمكتبه من ابناء بلادي وها انت تلسعنا بما تكتبه هنا ونشفي نحن من حمي القراة ..
وها نحن نتلمس حرفك بحثاً عن المزيد .. ومع تسكعي حول ماكتبت الذي لم انتهي منه بعد ..

وكثيراً ماقرانا الكتب المترجمه وخصوصا من اهل الشام !!
- هل تميزهم باللغه او اهتمامهم بالادب كعموم ما دفعهم للترجمه الكتب العالميه ووضعها بين الايدي العربيه سهله التناول ؟؟
- وماهو الفرق من الترجمه الحرفيه وغيرها ؟؟

ولك ودي واحترامي ..

اخونا محمد عوض السيد
السلام عليكم

اعذرنى لم ارى مداخلتك الا بعد ان لفت انتباهى اخونا امين..
.اشكرك جدا على الاطراء..

..بخصوص الشوام و نشاطهم...خلينى احكى ليك قصة صغيرة...كنت قبل سنوات ترجمت فلم تاريخى اسمه الخرطوم 1966 باللغة العامية السودانية...كتجربة و كتجريب...و لمكانة العامية كلغة مستخدمة بصورة يومية و لها روح و نبض و احساس وكيان على عكس الفصحى الجامدة و المتكلسة بنظرى....و لاسباب اخرى كثيرة....تم عرض الفلم بمركز الخاتم عدلان بالعمارات عدة مرات و بالمجلس القومى للآداب و الفنون ....فاستقبله بعض المستنيرين بكل رحابة صدر و هللوا له و لكن بعض الكلاسيكيون رفضوه جملة و تفصيلا و انتقدوا التجربة وشغلوا اسطوانة لغة الايه و الايه لكن لم الق لهم بالا..ناسيين و متناسيين انه العامية هى بنت شرعية للفصحى.....التشجيع هو ما يدفع الكاتب اذا كان مترجم او غيره ....من الشوام او غيرهم...الخ...والسودان يشغل الشخص بالمعايش وما فى طريقة لانه الواحد يجر نفسه...

.بالنسبة لانواع الترجمة فهى عندها انواع كتيرة فهناك ترجمة فورية او شفاهية او تحريرية او غيرها....بالنسبة للاستايل ففى نوعين الاول هو الترجمة الحرفية فانا ما من انصارها لانه افتراض انه اى مفردة باللغة الاولى عندها معنى محدد ومتسق معها 100% باللغة الاخرى هو افتراض مردود....لكنها فى نفس الوقت مهمة ببعض المواضع...النوع التانى الترجمة الحرة فدى اللى انا بفضلها و من اسمها بيتضح مدى مرونتها.....عموما الموضوعات اللى اثرتها عاوزة قعدة بمزاج و اوعدك انى حارجع بهداوة شان اناقشها ان كان فى العمر بقية


 

رد مع اقتباس
قديم 01-14-2014, 09:53 AM   #49




الصورة الرمزية يوليسا
يوليسا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 250
 تاريخ التسجيل :  Nov 2006
 أخر زيارة : 11-10-2016 (07:26 AM)
 المشاركات : 769 [ + ]
 التقييم :  30
 الدولهـ
Sudan
لوني المفضل : Brown
افتراضي



مكتبة راقية وبجد قلم مختلف تماما،وكتابات لاتمل،بشكرك كتير يادكتور نصوص روعة واختيارا ت اروع وياريت تدينا كمان معلومات عن النشأة والسيرة


 
 توقيع : يوليسا

لما الريد يفوت حدو
ببقي مصيرنا في يدو


رد مع اقتباس
قديم 06-01-2015, 01:29 PM   #50


الهادى محمد عبد الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 125
 تاريخ التسجيل :  Sep 2005
 أخر زيارة : 03-18-2016 (02:52 PM)
 المشاركات : 376 [ + ]
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
افتراضي



حالد عبدالقادر
قلم افتقدناه كثيراً
نتمنى عودتة


 
 توقيع : الهادى محمد عبد الله



رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنا و ماركيز و تشيخوف و تولستوى و سوفوكليس خالد عبدالقادر «۩۞۩-منتدى الحصاحيصا الحر-۩۞۩» 15 09-25-2009 10:56 AM


الساعة الآن 10:44 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009