سياحة في دروب المسادير (2) خالد يوسف العشاري

وأخر وحينما كان بعيداً من ديار البطانة وقد تخيل فصل الخريف هناك والأرض قد طرزها الخالق البديع بلون الخضرة وأصبحت كحسناء رافلة في أجمل حلة ، حلة الخضرة والجمال ، وصباح الخريف الذي تنفس وتشهق والأرض قد اهتزت وربت وانتشت فرحاً وقد بهلت نسيمها العليل لتشفي ما بالنفوس من سقم :

تلقاها الأرض صبحت مخيت توبا

ونام فوقا الصباح واتشهقت يا دوبا

ما طارية العطش هزت سريع لي روبا

فرحت وانتشت بهلت معاها هبوبا

والحاردلو حينما تهبط عليهم نوائب الدهر وقد أوشك الخليفة عبد الله التعايشي الإيقاع بابن عمه (عمارة) وإعدامه بعد وشاية نقلت له بعدم طاعة (عمارة) له ، وللدولة الوليدة والخروج عليها ، ورغم أن الأبيات كان الغرض منها الاسترحام إلا أنها تعكس قيم الكرم والشجاعة التي كانت سائدة في تلك المناطق والتي تشربوها من عهد دولة الفونج العربية الإسلامية ، يقول :

من قومة الجهل ولداً مميز عومو

حافلات الخيول فيهن بكتر كومو

خليفة المنتظر عمارة جاك ما تلومو

جاك كبش الضحية الليلة أخر يومو

*****

من قومة الجهل ولداً ولو بضارة

يعصر الكيك على الحرب البتوقد نارة

جاييك بي امتثال ود عزة النقارة

خليفة المنتظر قول السماح لي عمارة

*****

من قومة الجهل بركب علي المتشابي

وحافلات الخيول فيهن بعزل النابي

خليفة المنتظر عمارة جاك مو مابي

حلفتك بالرسول تقوله من أصحابي

*****

ده أكان أداك وكتر ما بقول أديت

أبدرق الموشح كلو بالسوميت

أبرسوة البكر حجر شراب ستيت

كاتال في الخلا وعقبان كريم في البيت

والوشاة يأتون بالوثائق التي تدين (عمارة) وهي عبارة عن رسائل كانت بين الشكرية والأشراف أقرباء المهدي ... ومجلس الخليفة المنعقد يهبط عليه الهدوء والترقب... والخليفة يشتط غضباً .... والشاعر الفحل (الملهوف) يستدعي عبقرية فائقة في فن شعر الاسترحام ... والخليفة ينفجر بالضحك ، وينفجر الحاضرون بالضحك ... والخليفة يعفو عن عمارة ...

أنصارك كتار تأمين عبرة الكيل

متل نبت الربا وكتين ركوب الخيل

كان ما جور زمان وناساً نظرها قليل

شرك أم قيرادون كيفن بقبض الفيل

أما في الغزل فقد كانوا يمتلكون ناصية البيان في تصوير مفاتن المحبوبة ومناطق محاسنها وهم يتحرقون شوقاً ويصطلون بنار العشق وآلام الجراح يقول الشاعر الصادق حمد الحلال الشهير بالصادق ود أمنة :-

بريد الجرحوا من صقط الفواصل خاز

بريد الفي طلق نار القمير والجاز

بريد القامتوا مربوعة وبراطموا لذاذ

بريدو وأصلوا عاجبني الدروبوا عزاز

وفي سبيل إرضاء المحبوبة كانوا يجتازون الوهاد والعتامير و يبذلون الغالي والنفيس ويتحدون الصعاب موقنين بأن الموت واحد والروح لا تفارق الجسد ألا إذا حان وقتها يقول أحدهم وأظنه من الهمباتة:-

كم شديت علي التلب الكزازي أبدومه

وكم قطعتهن من سنجة قاصدات رومه

الروح ما بتفارق الجتة قبال يومه

يا ريت كلوا نسلم من فلانة ولومه

أصفقُ للتواصلِ الدؤوبِ واللوحةِ التي أثريت بها الواقع الأدبي الجميل ..
سيدي مستمتعةٌ وشاكرةٌ لك ..

الردود الأنيقة ... والإهتمام بما نكتب هو الذي يجعلنا نعصر الروح لنخرج عصيرها .... ألقاً وروعة في ... في عالم أنتم فيه .... عالم منتداكم الجميل ...

حباب ود العشاري الضحــــــوي المزرقن صبه
من تــــــــــــــراث الفطاحلة اللـــــيلة وزع حبه
منتظرين هطولك يا مطـــــــــــــر الضٌراع الكبه
دعاش نسايمك حلوة زي نسيم الصعيد يوم هبه

بي عدد الحصا والحجيج اللبة
برسل لي دعاياً بالفضيلة معبة
إوصل للمبارك مع النسيم الهبة
إشفي جسيموا في وسط العضام إتخبة

جيتكم ياشباب في القول سمح مشهادكم
ويابخت البباريكم محبة ورادكم
جرّوا النّم سمح خلوهو يبقى اورادكم
من بحر القصيد الوافي أنهلوا زادكم

مرحبتين ترابي الفي الجزيرة عقابكم
سايرين سير كرام حافظين تراث أجدادكم
بي ود الترابي الشيخ معمرة داركم
حاسدكم ندم وبخيت .. بخيت الداركم

حبابك ود العشاري وهاك امسك





الوقفت قصادي بنية لابسة عباية
ليها عيون كحيلة وفي الجمال بس آية
يارب العباد انا تستجيب لدعايا
أبقى معاها باقي عميري تبقى معايا

من حسس أم رشوم صبحت حكايتي حكاية
حالي لهيجة إلمع بس خديدها مرايا
لا نافع علاج الطب معاي لا محايا
علاجي لقاء الغزال عارف علاجي برايا

ياناس قولوا لي القاها وين الصيدة
مشغول بيها عقلي وقلبي زاتو بريدا
قاسي فراقا نار متمني ألقى بريدا
مكتوب لي فيهو متين اقالد إيدا

في الغربة أم هموم مرن سنيني عديدا
طاري الجية لي الغالية المطول جيدا
يوم أصل المطار وتمد لي بس إيدا
رويحتي تطير فرح زي التقول يوم عيدا