محاولات د. ميرغنى الزبيدى

هضربة

واواب..... ويكاب .... وراب.

قال الحكيم: الاتعرفون الفرق بين الويكاب والواواب وواراب .
قالوا : لا .
قال الحكيم وهو يطرد اثار النعاس الانتاهيستاميني:
اذن اسمعوا:

والويكاب نوع من الطعام مثل السلسيون ياكله اهل الصعيد ويستهجنه اهل السافل
ووراب هي ولاية بجنوب ارض السودان
والويكاب من غير كاب { غطاء للرأس} كوراب من غير راب { نوع من الومسيقي}
وكلهم واواب.
قيل له: وما هم الواواب؟؟
قال : الذين ينتسبون لواو { وهي مدينة في جنوب بلاد السودان}.
سال أحد الشباب: وما علاقة هيفاء وهبي بهذا ؟؟؟؟
{ وكان الشاب قد لاحظ ان الشيخ قد بدأ حديثه عندما سطعت صورة كبيرة للفنانة هيفاء وهبي علي الشاشة الكبيرة بالمقهي}
قال الحكيم في نفسه:{ الولد البيشبه ديل بيرو دا ما يريح اصلو.}
ثم بصوت عالي : نعم لا تنسوا الواوا بح بح.
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

7نوفمبر 2007 الخفجي

مواطن يشكو مر الشكوي

في يومٍ بارد من ايام نوفمبرسنة 2035
كتب الطالب ميرغني ياسر ميرغني الزبيدي لصحيفة الكاملين بوست الشائعة الانتشار ما يلي: السيد محرر صفحة هموم الناس ..... تحية واحترام
اكتب اليكم سيدي من مدينة الحصاحيصا/ حي الشاطئ,,, محاولا تلخيص معاناة المواطنين بهذه المنطقة من تردي الخدمات وقصور الجهات المسئولة,,, في تلافي الاخطاء ودفع الضرر. اليك سيدي تجربتي ليوم واحد او قل جزء من يوم:
صحوت متاخرا حوالي السادسة والنصف لأن نومي الذي كان متقطعا بعد انقطاع الكهرباء بين الواحدة والنصف تماما الي الواحدة و35 دقيقة,,,, خمس دقائق كاملة سيدي من عمر المواطن الغلبان في بلد المليون ميل مربع دون كهرباء؟؟؟؟بالله عليكم ماذا يحدث في هذه ال5 دقائق لمرضي القلب بقسم الانعاش بمستشفي الشاطئ للقلب,,, ماذا يحدث للاطفال المرضي بمستشفي الشاطئ الاول / او الثاني,,,, قد يجيب احد المسئولين بان هناك مولدات تعمل حالما تُقطع الكهرباء,,, ولكن كما تعلمون سادتي ان اجود انواع المولدات يستغرق 3 الي 5ثواني ليقوم بالعمل,,, وهناك بعض المرضي الذين يعتمدون علي اجهزة تعمل بالكهرباء للتنفس ومراقبة علاماتهم الحيوية,,,,,نريد إجابات شافية من السيد مدير كهرباء الشاطئ.
صحوت سيدي كما اسلفت متاخرا واصوات الطائرات وهي تقلع من مطار تمبول القريب,تئز ازيزا في أذنيَ,, وهذه واحدة من أخطاء وعلامات سوء التخطيط في بلادنا,,, الم يكن من الممكن ان يقوم المطار بعيدا عن الاماكن الماهولة كما يحدث في جميع انحاء العالم؟؟؟؟
المهم انني صحوت وكما تعودت ان اقوم بتماريني الرياضية الصباحية في حديقة المنزل الخلفية,,, ذهبت الي هناك وهالني ما رأيت من قمامة في ركن الحديقة!!!! مضي عليها اكثر من 24 ساعة ولم يحضر عمال النظافة لحملها,,, الحمد لله انه لم يكن هناك ذباب,,, كما قرات في احد الدوريات لدول العالم الثالث,,, إنهم يعانون من الذباب نتيجة لتكدس الاوساخ.
استعذت من الشيطان الرجيم وقمت بعمل تماريني الرياضية علي عجل لأن بص المدرسة الحكومية ياتي مرة واحدة في السابعة,,, وإن لم تلحق به عليك تدبر طريقة الوصول الي المدرسة,,,, الم يكن ممكنا لادارة المنطقة التعليمية بالشاطئ توفير اكثر من بص,,, لتأتي هذه البصات في مواعيد متفاوتة قبل بدء اليوم الدراسي لتفادي هذا؟
تمكنت من اللحاق بالبص في اللحظات لاخيرة,,,ولسؤ حظي جلست بالمقعد المجاور للسائق,, الذي لم يكن ملتزما بالزي المخصص لسائقي بصات الطلاب,,, وكما انه كانت تفوح منه رائحة التبغ{ يبدو انه دخن سيجارة قبل الحضور للعمل خلافا للتعليمات التي يعلمها الجميع} البص هو رقم 2315/ طلاب التابع لادارة منطقة الشاطئ التعليمية,,,كما أن نوع المشروبات الذي يقدم في البصات صباحا محصور في نوعين فقط لا غير:1/ مشروبات غازية{ بيبسي وميرندا}
2/عصير مانجو فقط.
وعند وصولي للمدرسة التقيت باصدقائ وزملائي الذين شكوا مر الشكوي من انقطاع الكهرباء ليلة امس.
وكأن الدنيا قد تكالبت علي لتلون يومي بالشقاء والمعانة فما ان بدات العمل بكمبيوتري الخاص بالفصل , وجدت ان الماوس لايعمل,,, فقمت بإخطار الاستاذ الذي قام مشكورا بالتحدث الي قسم الصيانة بالمدرسة,,, ليحضروا ماوس بديل,,,, والسؤال هو : الم يكن ممكنا ان يقوم افراد قسم الصيانة بالمدرسة بالقيام بجولات علي كل الاجهزة قبل بداية اليوم الدراسي لتلافي مثل هذه الاعطال مبكرا؟؟؟كما انه معلوم لكل من هب ودب ان . الكمبيوتر من ماركة ...hpالذي تستخدمه المنطقة التعليمية في جميع مدارسها كثير الاعطال,,, ولماذا يصرون علي استعمال هذه الماركة بالذات.بينما الكمبيوترات من الماركات العالمية المحترمة مثل همشكوريب2 وكادوقلي ينعم بها الاخرون في دول اخري.
لم يقدم الينا في طبق الافطار بالمدرسةغير سندوتشات بيرغر وسجك طيور,,مع بعض العصائر, لاغير لااريد ان اطيل عليكم في الحديث ولكن قسم الترفيه والرياضة فقير في هذه المؤسسة تخيلوا سادتي انه يوجد مبني واحد للترفيه وفقط 3 ملاعب كرة قدم وكذلك نفس العدد القليل من الملاعب للسلة والطائرة,, صدقوا او لا تصدقوا 4 ملاعب فقط للتنس الارضي و5احواض سباحة فقط , وفقط ثلاث طاولات بلياردو,,, ودعكم من الناشط الاخري..
ارسل هذه الملاحظات لاننا في منطقة الشاطئ بالحصاحيصا,,, وهي لسكني الطبقة المتوسطة كما تعلمون ,,, نعاني الامرين من تردي الخدمات بالمنطقة,,, ولكم الشكر
ميرغني ياسر ميرغني الزبيدي
ثانوية الشاطئ/ الحصاحيصا

9ديسمبر 2007 الخفجي

الحبيب د ميرغني
دائما ما تغيب كثيرا
ولكنك تعود وانت مملوءا بكل هذه البشارة
شكرا لك اولا
وشكرا لياسر لبسالته في طرح كل تلك الرهانات
ولكن يا صديقي تذكر هذه
( بين الحلم والكابوس هناااااك دائما لحظة صحو )
كل الود ...... وامنيات بحجم الافق لك والاسرة الكريمة
محبتي

الاخ بابكر ,,, لك التحية والشوق ,,, اسعدني مرورك ,,, ويا بابكر ,, ما لا نستطع اليه وصولا صحوا ,,, نحلم به ,,, ودعنا نتفاءل خيرا من كوابيس بيروت ,,, وأظن أني لا زلت تحت قبضة أقوال أمي {مكة بنوها علي فالها},,, ودعني أحلم لحفيدي.

كسرة: لي صديق وقريب بالدم والقلب,,, كان مشهورا بيننا أنه كلما أوقدنا شمعة حلم ولو صغير سارع بإطفاءها,,, فكنا لا نقترح عليه أي إقتراح جميل حتي ولو صغير { كمثل الذهاب لحضور مسرحية مثلا وعشاء فول بعده} رغم انه في المتناول ,, كان يجد عذرا لعدم الذهاب وإثناءنا عن ذلك ,,كنا من المجموعة حوله جلنا,, وكان لنا صديق عكسه تماما رغم انه يري الدنيا بوضوح ولكنه كان يغترف منها كل مايجده من لحظات سعادة ولا يفوت فرصة صغيرة ليسعد,,, جاء يوما نهارا في أحد أيام العطلات ,, بعد جلسة إستماع في أحد الجامعات,,, ليجد صاحبنا متمددا علي سرير بالميز,,, فسأله سعيدا أو محاولا أن يبدو سعيدا :
: كيف الحال؟
: والله راجين يومنا.{كنا وقتها في منتصف او نهاية العشرينات من العمر}
فلعن وسخط صاحبنا وشد شعره وهرب بعيدا.

أقول ليك حلم تجيب لي سيرة الكابوس,, يا بابكر.؟؟؟
علي فكرة ,,, خفت علي محمد,,,, لك الود الكثيييييييييير.

حبيبنا الكيك
دام يراعك وهو بكل هذا الجمال
وتحية لحفيدك (ميرغني ) علي ثوريته الجميلة
لا ذال بوسعنا ان اجمل الايام اتية لا ريب
واجمل الاطفال هم اولئيك الذين لم يولودون بعد
كل الود لك

الاخ عبد اللطيف محمد علي,,,دام حضورك مملؤا بالالق والجمال ,,, اسعدني مرورك كثيرا,, لك الود .

ذاكرة ( والخرطوم تحتفل بعيد ميلاد رفيف عفيف )
ياسر عراقي : ( صامتا كعادته ويتامل في الاشي )
( الملاذمين ) بيت انيق .. هادئا ..... وريفا ,,,, الا ان حمامه لم يتركب له الباب بعد
الطقس حار ,,,,, وحار جدا
من ضمن الحكاوي ( كان معنا تشرشل ,,, لوركا ,,,, غسان كنعاني .... البرتو مورافيا .....
واخرين جعلو هذا العالم ممكنا ورحلو
وكان ايضا موجود بسنواته الـــ 2 ابننا ( ياسر ميرغني ) مملوءا بملامح جده ابراهيم تماما وكانني احس اليوم انه كان يحمل مسبحة كجده تماما ,,,,
2035
سيكتب ( ميرغني ياسر ميرغني ) حديثا مختلفا لمسرح مختلف و سيكتب ايضا اغنيات لاطفال لم يولودون بعد )
حبيبنا الكيييك

انك تكتب بما شاء الطل فيك
لذلك انت دائما نديا
كل
الود

الاخ / المحارب ,,,, ياأخي ,, لو ما موضوع الباب المافي دا ,, رايح لي عدييييييييييييل,,, يديك ألف عافية ويبقي ايامك ,, كقلبك صافية بيضاء,,, لك الود الكثير.

هذا الرد كتبته اولا كرد علي خاطرة استاذنا / عثمان عابدين عن الجن والزئبق الاحمر ,,, لكن غيرت رأي ,, وسأنشرها هنا ,,, علي الاقل تحرك البوست النائم هذا.


الاخ/ اأستاذنا عثمان عابدين,, لك التحية وانت تحلق بن بقلمك المسنون دائما ,, بي موس مش براية اليومين دي ,, ما دفعني للكتابة هو الغيرة علي اباليسنا السودانية ,,, الحقيقة مش غيرة بس ,,, انا زعلت عديل كده { مش لانو علاقتي بيهم كويسة كما يتبادر الي ذهن البعض } ولكن تشجيع الصناعة المحلية والمخلوقات المحلية لدرجة اني لا أستسيغ الا اللحم السواكني { شوف التشجيع لدرجة الذبح والتقطيع والاكل كمان} ,,, ومنبع غيرتي اضافة الي ذلك اني ود اشلاقات وعانيت وعركت الدنيا كما عركتها اباليسنا ,, وعرك الدنيا ليس كعرك الصاج ,والشئ بالشئ يذكر.... نرجع لي موضوع الاباليس السودانية اطال الله عمرها ,,, أنا بفتكر علي العكس منك انها اضافة لخبرتها الطويلة ونزولها الي الشارع واحتكاكها اليومي ستكون اعتي واخطر من بتاعة الخواجات ,,, ليييييييييييييييه ,,, سألتني ,, أقول ليك ليه:
ديل يا استاذنا بكونوا مقرمين ,,, وشفوت ,, بفهموها طايرة واخطر من ناس ملوص ,, ولو كمان فتشت تحت تحت حتلقو انو اباليس الديوم اشفت من بتاعين جبرة وناس جبرة اشفت من الحاج يوسف ,, والحاج يوسف زي ناس امبدة والاتنين اشفت من بتاعين الملازمين وبتاعين الملازمين,, اشفت من ناس الحتات الجديدة الما بعرفها,,,, وتمشي تمشي مرورا بجدة فالرياض ثم اوروبا الشرقية الغربية لما تحصل بيفرلي هيلز ,,, ديل يا أستاذنا اباليس منعمة واولاد راحات,,,
ايوة نسيت حاجة ,, قبل اباليس الديوم ولا قبل القبليهم نسيت ابليس الحلة البعد الكاملين بي حلتين تلاتة ,,, ولا اقول يك بعد الكسمبر والحليلة ,, وقبل ود راوة بي الشرق علي يمينك ,, والقلقالة علي يسارك ,,,, ما قال باع عليك الله!
لك الود

.

ليتني كنت حمارا

::بشري وين ياولدنا قلنا نكوسك وكت ابيتنا.

هكذا بادرته بعد ان أحكم إغلاق الباب وراءنا ونحن ندلف الي داخل غرفته بمنزل العزابة في الطرف الغربي لحي المايقوما....لم يجب بل بادر الي كيس النشوق الموضوع بأناقة علي حافة منضدة الفورمايكا بجانب السرير الوحيد بالغرف,,, مشيرا الي ان اجلس علي الكرسي الوثير في الطرف الاخر من الغرفة....فتح الكيس كعازف كمان يصلح اوتار قيثارته,,, مدخلا اصبعيه الابهام والسبابة ,, مخرجا ما تحويانه بكل رقة وكأنما يهدهد طفلا ,,,قام بتصليح السفة علي راحة يده اليسري,,, ثم بكل هدوء ووقار تستدعيه لحظة المزاج ألقي بها بين شفته السفلي والاسنان البيضاء,,, رغم مداومته علي العادة السيئة.
نفض يديه بعيدا عن جلبابه الابيض الناصع البياض قائلا لي: وين نحن ولا انتو ,,, نحن ما خلاص!!!
كان بشري صديق طفولة وزميل دراسة بالمدرسة ثم الجامعة,,, رغم انه اتجه الي دراسة الادب الانجليزي بكلية الاداب ,,,بعيدا عن الميكانيكا وصخبها حيث كنت ادرس,,
كان أقرب الي من القلب,,, شفيف الروح ,,أصدق ما يكون الصدق,
فرقت بيننا الايام بعد التخرج,,,
أمتهن التدريس,,,
أمتهنت الدنيا وجمع المال,,, والناس حولي.
ساقني للحضور إليه في ذلك اليوم,,, ما سمعته في أحد المجالس عنه,,لم يذكره جل الحاضرين بخير
قال أحدهم: دا يا أخوي بقي ما صاحي,,, عودو ,,, وسيجارتو دي ما شغال بي زول,,,التدريس بقي هامل
اذا كان زي ناس بشري ديل بيدرسوا.
:هو زول لي يوم الليلة ما عرس عمرو دق في الاربعيين وما لاقي ليهو مرة يتلما عليها
:وهو البيدي بتو منو؟؟؟
تواصل الحديث عنه,,, كنت أعرف أن معظمه خاو أجوف,,,ولا يمس جوهر الأنسان بشري,,, ولكنه كان يهمني كصديق....أن يعرف الناس غير ذلك عن بشري,,, إن كان هو لايهتم,,, فحيث يعمل,,,
لا يحبه الطلاب,,,لانضباطه التام في تدريس مادته ومهنيته العالية التي لا تعجب زملاؤه الاساتذة,,, مكتفيا بمرتب الوزارة القليل,,, بعيدا عن خصّ ,, يخصخص
.................................................. .................................................. ........
دار بننا حديث عام عن الصحة والاحوال,,, ترددت قليلا ولكن لا بد مما ليس منه بد.
:شوف يا بشري,,, أنا ما محتاج أقول ليك أنت بتهمني قدر شنو؟؟؟ وانا سمعت كذا وكذا ,,,
التفاصيل التي تخص العمل,, ماعايز أناقشها,,,عايز أناقش وضعك الاجتماعي,, وموضوع السيجارة,,,,
قلتها وأنا متوجس من ردة فعله,,, ما تعودت أن أحدثه ,, هكذا!!
إبتسم وهو يصلح من إحكام الزر الأعلي لجلبابه:عشان كده أنا بحبك يا فرده,,عارفك عايز تقول شنو ومشفق عليك من اللحظة دي, ما عندي إجابات واضحة,,, لكن,, خلينا نمرق من جو الغرفة دي,,, ولو قاعد يومين تلاتة نتناقش,, رأيك شنو؟؟
:جدا,,, يلا.
انتعل حذاء جلديا بديلا للسفنجة التي قام بوضع فردتيه متجاورتين,, تماما في زاوية قرب باب الغرفة,,, هذا هوبشري الذي أعرفه ,,, كل شئ يفعله بإجاد تامة,, وتفاصيل غاية في الدقة.
وقبل أن نخرج لاحظت انه التقط شيئا من تحت الوسادة,,, ليس بنفس اللمسة التي تعودتها,, فيها شئي
من العجلة.والارتباك.
خرجنا,,وهو يقود الطريق الي جنوب الحي,,, ثم شرقا الي السكة حديد,,, ثم جنوبا ايضا بمحاذاة السكة حديد
حتي اصبحنا مرمي حجر من السلخانة,,, كانت الشمس آيلة الي غروب يتكرر من ملايين السنين بنفس الجمال,,,والجومعتدل لطيف,,قبل أن يقترن آخر الشتاء,,, بلفح الصيف وهجيره.
تخير,,, موقعا نظيفا,, فوق السكة حديد,,, وجلسنا....
أخرج صرة صغيرة من جيبه,,, ونظر الي حين لا حظ تململي.
:طوالي كده,,, ما قلنا حنتناقش ,, بكرة بعد بكرة
لم أجب,,, ولكن يبدو أن الامتعاض كان باديا علي وجهي,,, لأنه هم بإدخال الصرة إلي جيبه,,, ثم أحجم عن ذلك
قائلا: ما علينا
كنت أنظر إليه وهو يخرج محتويات الصرة من حشيش,, ويضعها علي الأرض أمامه,,,ثم يقوم بإخراج دفتر البرنسيس من جيبه الاخر ,,, ليقتطع قطعتين,,, ويقوم بلزقهما جيدا,, ممرا لسانه علي طرف كل ورقة,,,كنت اتابعه,,وهو يقوم بهذا كراهب خاشعا متبتلا,,, في محرابه,,, وهويلعق الورقة أو وهو ينتقي بعضا من الزوائد من الحشيشة ملقيا به بعيدا,,

:أدينا من البنسون ,, بتاعكم دا نحن متعودين علي البرنجي,,, لكن دي فرصة ما بنفوتها,,,
انتقي سيجارة بين أصبعيه النحيلين,,,قبل أن يقوم بمسها مسا خفيفا بلسانه,,, ثم يلقي بما في جوفها علي ورقة البرنسيس مع الحشيشة,,,ليطويه طيا متأنيا جميلا,, ويأخذ نفسا عميقا متكئا الي الخلف,,, قبل أن يقوم بإشعالها.
جذب إلي رئتيه شيئا من الدخان,, قبل أن يخرجه ببطء وتلذذ من أنفه وفمه.
إلتفت إلي قائلا : خليك من الفارغة,,, أنا عندي فكرة قصص للأطفال,, حأقول ليك واحدة فيهم ,,, أنت أديني رأيك.
كنت أعرف عنه ملكات كثيرة,, إحداها كانت الكتابة ,,, ولكنه كان مقلا ,,, ويكتب لنفسه والمقربين,, ولم يتطرق الي الشك في يوم من الايام ,,, في ملكته هذه,,, التي يقصرها علي نفسه كمواهبه المتعددة,, ,,, كبشري الحقيقي,, الذي لا يعرفه الناس ولا يبدو مهتما ان يعرف الناس عنه,, هذا البشري الذي أعرفه.
:بشري,,, إنت عارف علاقتي بالأدب كعلاقتك,,,بالسياسة.

:مطرشقة,,, زي علاقتي بي هدي,,, قال ذلك وهو يبتسم ولكن كنت أدري أن سكينا يغوص في قلبه كلما ذكرها
ولكن كعادته: ماعلينا ,,, أسمع القصة:............................................ .......................................
.................................................. .................................................. ...................................
لم يستطع الحمار نوما في تلك الليلة,, ففي ذلك اليوم أخذ مالكه,,إبنه ليدربه,, أويطوعه كما يحلو لأصحاب الحميرأن يقولوا,,, كان الحمار لسنتين ونصف التي هي عمر إبنه يتوجس خيفة من هذا اليوم,, رغم انه يعرف أنه آت,,آت.
في ذلك اليوم ,,, حين عاد إبنه للحظيرة أظلمت الدنيا في عينيه وهو يري ظهر أبنه{ الجحش}متقرحا من أثر السرج والسياط ,,,ولكن أشد ما آلمه نظرة الخنوع التي بدت علي وجه إبنه حين عاد,,,, كان يعلم تماما ما كان يقاسيهفي ذلك اليوم عن تجربة.
أول ما خطر بباله أن يقوم بركل مالكه,في رأسه ,,في فكه أو كيفما أتفق,, ولكن ما جعله يحجم خوفه علي ولده ,, أن ينشأ جامحا متمردا,,, وهويعرف تماما ما يعنيه التمرد للحمير من أمثاله,,,
في اليوم الثاني كان حالهما أسوأ,,, ولم يستطع الحمار أن يمنع دمعتين كبيرتين أن تسقطا علي كومة التبن ,, التي لم يستسغها في ذلك اليوم ..... كان الظهر أكثر تقرحا وتورما ,,, ونظرة الخنوع أكبر من الأمس,, وحرقة الأب أعظم و أجلّ,,,,
ماذا يقول لفلذة كبده,, أيواسيه؟؟,,, ما الفائدة.
ايحرضه علي التمرد,,,؟؟ لا فائدة أيضا.....وفي غمرة أفكاره وجد نفسه يقول لولده
: يا ولدي ,,, سأحكي لك حكاية عن تاريخ الدنيا والبشر علها تفيدك في فهم ما يحدث الآن وما سيحدث لاحقا.
: كانت الدنيا ياولدي كلها خير,,, وكل الحيوانات تعيش في الغابة ومعها الأنسان,,, تأكل ,,,وتنام,,,وتصحو,, المرعي كان واسعا والكلأ وافر,,, كانت تتحدث نفس اللغة,وتأكل العشب والفاكهة,,,{ ما تعاين لي كده مستغرب,, البني آدم المتقندف دا كا بيضرب البرسيم زي المافي حاجة حصلت}..لم يكن هناك شئي أسمه ملك الغابة ,,, أو أمير الغابة..... ولكن بمرور الأيام لاحظت الحيوانات ,, نظرة الإستعلاء التي كان ينظر بها الإنسان لمن هم أضعف منه,,, ونظرة المهابة لمن هو أقوي منه,,, وكان دائما قريب من الأسد ويخاطبه دائما :يا صديقي ,,, أو للنمر : يا حبيبي,,, وكلما أزداد قربا كلما أزداد كذبا,,, ووصولية ,, وإنتهازية{تعرف يا ولدي الكلمات دي ما كانت في القاموس اللغوي }
بدأ الأنسان مشوار سيطرته بالقرد: كان يطلب منه مستعطفا أن يتسلق الأشجار ليأتي له بالفاكهة,, كان يقتسمها معه في أول الأمر,,, ثم رويدا رويدا تقلصت حصة القرد إلي الصفر,,, بدعوي أن نصيبه سيذهب للأسد,, وكان يوصي القرد بأن لا داعي لإغضاب الأسد{ وهوكما تعلم يا صديقي القرد سريع الغضب والأهتياج,,وأنت لست في حوجة لمعاداته,, دعنا نسايره ,, حتي الفرج}
وفي يوم آخر ,, بعد أن جمع له القرد كما هائلا من الفاكهة لم يستطع حمله,,, طلب من الحمار {جدنا} مستعطفا أولا ,,, ثم تهديدا ووعيدا بغضب الاسد ثانية ,,, حتي صارت وظيفة يومية للحمار,,,ثم طلب منه في يوم أن يحمله مع الفاكهة ,,, رفض جدنا أولا ,, ورضخ بالتهديد,,, فصار الأنسان لا يحمل شيئا,, بل صار لا يمشي,, ثم جاء الدور علي الحصان والجمل,,, وهكذا,,, كل هذا والأسد غافل عما يفعله الأنسان بإسمه.
جاء الدور علي العنزة,,, طلب منها أن تأتيه بماء أو تسمح له بشئ من حليبها ,,, ولما كان الماء بعيدا,, سمحت له بأن يأخذ جزءا من حليبها ويترك البقية لإبنها ,,,وليتها ما فعلت ,,, تكرر نفس المشهد ,,, التهديد والوعيد بعد الحيلة ,,, وشيئا فشيئا صار لا يترك شيئا للرضيع,,,وليته إكتفي بذلك ,,,وتكرر نفس الفعل مع الدجاجة وبيضها,,,,ووووو
كان يوما أسودا حين فكر ,, في أكل لحم جدي,,,وبعد أن فعلها أخذ جزءا منه للأسد{ يا صديقي أتيتك اليوم بما هو ألذ وأطعم من الفاكهة} تذوقه الأسد فأستطابه ,,, تبعه النمر والذئب ,,, وهكذا حتي تفرقنا ,,, ساد منطق القوة ,,, وصرنا حكاما وعبيد,,,وملك للغابة وحاشية ,,, وما لبثت الحاشية أن انقلبت علي الأسد ,,, وتفرقت الحاشية فيما بينها...
هاجم الانسان في يوم بارد النمر ليستفيد من جلده ليستدفئ به وينتعل جزءا منه,, بعد أن طور اسلحته وأدواته الحادة...ثم عرف كيف يحمي نفسه في بيت بناه فوق الاشجار,,حينها صار الثعبان { يا صديقي}.
................................
تكاثرت ادواته وحيله ,,, لم يترك شيئا إلا وأنتفع به,,, ضاربا بحوائج الآخرين عرض الحائط ,,, كانوا نباتا ام حيوانا...
تكاثروا وتناسلوا فصارت الحيل أوسع إن كنت ضعيفا,,, والطبع أغلظ ما ملكت القوة ,,, تناحروا وتقاتلوا فيما بينهم ,,, صاروا حكاما وعبيدا ,,, شعوبا وحكومات,,,{ عند جماعتنا ديل بتاعين أفريقيا لسه الموضوع قوة ,, ثم قليل من الحيلة للمحافظة علي الكرسي ,,, أما ناس اوباما فتأتي الحيلة أولا ,,, تليها القوة بالجلوس علي الكرسي,,, يلعبوا علي بعض ,,, ما علينا بيهم}ولهذا الجنس أشياء غريبة ,, يضعون القوانين ليخرقوها,خذ مثالا لذلك الزواج,,, يتعاهدون علي الوفاء قبل الزواج وبعده ولكن هل تري شيئا من ذلك؟؟, لا تنتظر الوفاء منهم{ شفت ليك كلب بيهز في ضنبو لي زول بيكرهو,,, طوالي يا نبيح يا عض,,مابغشك في مشاعرو تجاهك,, يا كده,, يا كده,,, تعال شوف البني آدمين ,, وهاك يا سلام وونسة ويقول ليك نفاق اجتماعي,, قوم بلا اجتماعي بلا كلام فاضي,,, ديل كده وما حيتغيرو}
{ أضرب ليك مثل تاني: حصل شفت ليك نملة قاعدة وباقي النمل شغال يجيب ليها أكلها؟؟ ما بيحصل طبعا,,, لكن تعال شوف جماعتك ديل: تلقي ألوفات شغالة بتلم لي زول واحد,, وهويلغف كلو ويديهم الكرته}
وصوليون,,, إنتهازيون ,,,ووووو
{معليش ساهرت بيك يا ولدي لكن كان لابد لي ان أحكي لك تاريخهم,,لعله يفيدك رغم أنه لم يفدني بشئي.}
المهم ,, أتمني ألا يكون قد خطر بذهنك أن صاحبنا كان يأويك ويطعمك حبا فيك!!!وتتضارب عواطفك تجاهه الآن.
عندما كنت صغيرا كنت لا أركله حبا فيه.
ثم صرت لا أركله خوفا منه.
والآن حين تنتابني الرغبة في ركله,,, لا أركله خوفا عليك,,,,,
ولا فكاك.
.................................................. ...
حين أكمل بشري قصته كانت سيجارته تصارع أنفاسها الأخيرة,,, أوكما أسماها الزغردة
ألتفت الي وهو يزغرد بسيجارته متسائلا:
: رأيك شنو؟؟؟
:أديني نفس!!!!!!

شطة بي ليمونة


كنت هناك,, ,في ما زمن قبل أن أمتطي قطار الصحو المبكر والواجب اليومي,كنت مابين الرابعة والخامسة,,,, واقفا بجانب بيتنا وبالتحديد في الناصية المطلة علي الشارع الرئيسي ,,, علي يساري الحفرة المسواة جيدا بالاسمنت من الداخل ,, تبدو مرتفعة اطرافها علي شكل مربع ومغطاة بقطعة من الصاج ,, يجري اليها شق في الارض نبتت بجانبيه مجموعة من الحشائش الطفيلية كنا نسميها مجازا{نجيلة} ,,
لو نظرت لمعظم البيوت في ذلك العهد لوجدت شيئا مماثلا لتلك الحفرة { بلاعة} ,, يبدو لانها تبتلع كل ما تجود بها اجسامنا من أوحال وأوساخ ممتزجة بماء الدش وقليل من صابونة نادية وفي احسن الأحوال بوكية,,,
كنت لحظتها ألعق بتلذذ شديد ما سال علي يدي من كيس الدندرمة ,, الذي حظيت به من جارتنا مقبولة ,, كانت دندرمة مقبولة هي ايسكريمنا في تلك الايام ,, وكان بيت مقبولة من البيوت القلائل التي تملك ثلاجة كولدير بيضاء من غير سوء..وكان بيتنا يخلو منها بسوء او بغيره.
علي حين غرة رأيته من هناك ,,, قادما نحوي,,, وخطوات {الكبك} الذي ينتعله,, دج ,,, دج,,,تحدث صوتا عاليا في أذني ,, تبتلع كل الصمت حولها إلا من دج,,, دج.,,, والسطل الكبير علي رأسه راقدا علي خرقة من القماش سويت جيدا كعمامة صغيرا علي الهامة تخفف الحمل علي رأسه,, يداه مرفوعتان الي قطعتين من الحديد الي جانبي السطل ,,, وقد بدت عضلاته المفتولة بعروقها النافرة من خلال الفانلة نصف كم والتي تبدو عليه كربع كم ,, بل أقل, كان يوما ما لونها ابيض,,,, يبدو صدره بارزا من خلالها, خال من الشعر ولكن امتلأ بنقوش بارزة عن الجلد ,,,كخطوط السكة حديد.
عندما وصل بي التطلع الي رداءه الكاكي ,, دار بذهني اني قد أضعت وقتا كثيرا,, كان يمكنني الهرب فيه,, هذا كتمة بأم عينه علي بعد خطوات مني ,,, لم يكن في يوم من الايام أكثر قربا ,,, كنا نجري صائحين وهو بعد في أول الشارع !!!,,, {عيفونة شطة بي ليمونة},,, ولكن في هذا اليوم تسمرت قدماي في إنتظار ما يحويه السطل أن ينزل علي أم رأسي وأبيه,,, إقترب خطوات مني ,في انتظار الفاجعه ,أغمضت عيني,, فتحتهما نصف فتحة, ثم علي مصراعيهما . وانا فاغر فاهي تساءلت: لماذا يبدو باسما أسنانه أكثر بياضا من الحليب ,ماكنت أحسب أن فمه يحتوي مثل هذه الاسنان.
وضع السطل علي الأرض ثم أدخل يده في جيبه ,,, وأنا مأخوذ من المفاجأة لا أستطيع أن أقتلع رجلاي من مكانهما,,, صوتي ,,, لا صوتي لي ,,, كيف أصرخ ,,
إقترب مني باسما وهو يمد لي قطعتين من{ حلاوة دربس},, لا أدري كيف إمتدت يدي لأخذهما ,,, ربت علي رأسي قائلا: شاتر,,,,,
لم أدر كم من الدقائق مرت قبل أن التقط انفاسي اللاهثة وأقتلع خطواتي الوجلة ,, جريا إلي داخل الدار.
لا حظت أمي نظراتي الزائغة ولوني المصفر,,, وتساءلت أين كنت ,, وماذا تحمل في يدك؟؟؟
لم أجبها ولكن فتحت يدي ,, لتري قطعتي الحلوي ,,, خضراء وحمراء { كيف عرف أني أحب الخضراء هذه ؟؟؟ كان لها طعم كحلوي النعناع ,,, تلذعك لذعا لذيذا علي اللهاة واللسان ,, وتحس طراوة وبردا حين تفتح فمك بعد إمتصاصها}
: أداني ليها كتمة{ أحسست من غير اللائق,, رغم صغر سني وجهلي بالأشياء,, أن أسميه عيفونة بعد اليوم}
: حلاوة شنو البديك ليها كتمة ,,, ؟؟؟ ثم فجأة التفتت إلي وأخذت مني القطعتين لترميهما في صفيحة القمامة رغم
سألتها يومها: يمه لأيه مافي عرب كتمات؟؟ { كنت أظن وقتها أننا عربا!!!}
ليلتها وما تلاها من ليالي لم يستطع أحد إجباري علي النوم مبكرا,, كالعادة ,, وعندما تحاول أمي إخافتي
: تنوم ولا انادي ليك عيفونة ,, كنت أبتسم في داخلي غير مبال ,, نعم عرفت السر.
لم يفلح بعدها البعاتي ,, أو السحار,,, في إخافتي ,,, كأنما تفتحت عقليتي مبكرا ,, صرت لا أخاف مجهولا.
لا بد أن أجرب بنفسي ما أخاف منه,,, وليتني لم أعد أفعل ذلك!!
أتري هي تجربتي الصغيرة هذي ما قادني إلي هذه الزنزانة القذرة ؟؟؟,,,
كان المجهول هذه المرة الحكومة!!!

.................................................. .................................................. .................................

كان تيه قد تعود علي هروب الاطفال خاصة,,,,, وتحاشي الكبار, حتي السلام الا عند الضرورة كأن يكون الشارع خاليا ,, والمسافة ضيقة بينه والبين صاحب التحية الوجلة ,, ,,, و لو كانوا في مجموعة أو أثنين فلا داعي للسلام علي عيفونة,,,,
في ذلك اليوم ,, كان سعيدا بذلك الطفل الذي كان ينتظره بالشارع ولم يجر أو يناديه ,,, كما يفعل عادة الصبيان في سنه أو أكبرمنه حتي,,,,
كان تيه يحب الأطفال كثيرا,,حتي قبل أن يتزوج,,, زاد شغفه بالاطفال أكثر بعد أن فشلت التومة طوال هذه السنين الخمسة أن تهديه طفلا,,,وجم قليلا قبل أن يحيل البسمة عبوسا .
لماذا يحس في هذه الايام أن الدنيا صارت أكثر ضيقا ؟؟؟,,, هذه المدينة أتاها قبل عشر سنوات ,,, هي نفس البيوت ,, لا بل زادت عددا ,,, وزادت مساحة المدينة ,, ولكنها صارت أكثر ضيقا عليه,,,
: حتي الشغلانة النحس دي كرهتها !!,,, وهل كنت أحبها في يوم من الايام؟؟
كان يحدث نفسه ,, وهو يقوم برفع قطعة الصاج الصدئة ,, محدثة صريرا مزعجا ,, بينما بدأت الفتحة الضيقة النتنة خلفها ,,, يرقد بداخلها سطل آخر بنفس الحجم إن كان ممتلأً عن آخره ,,, حتي طفرت من جانبيه الفضلات مبللة جوانبه ,, ممتدة إلي أرضية الفتحة التي كانت بلاطا في يوم من ألايام ,,, جر اليه السطل من إحدي يديه ,, محاذرا أن يسيل منه المزيد علي الارضية,,, ممنيا نفسه بأن تكون قاعدة السطل سليمة ,, وليست مليئة بالثقوب,, وهي أمنية لا تحقق نادرا هذه الأيام بعد أن أهترئ كل شئ.دفع بالسطل الخالي بدلا عن السطل الممتلئي عن آخره.
كانت أيام تيه تجري بنفس الرتابة ,,, نفس الرفاق ,,, نفس التراكتور ,,, ونفس السائق { موسي} الذي أخذ مقعد القيادة بالأقدمية بعد أن أرتحل يونس,,,
كان عندما جاء في أوائل أيامه يمني نفسه بترقيته لذلك المقعد,, حتي أنه إستخرج رخصة قيادة ,, كلفته خمسا وسبعين قرشا ,, أبتلعت قدرا كبيرا من مرتبه ,, ولكن,,دائما ما تعترضته لكن في كل سني عمره,,, أحلامه ذهبت أدراج الرياح ,,, وهو يعرف الآن ان المقعد {أقدمية} وهو يأتي ثالثا ,,,
ثم أن المرتب هو هو منذ أن تم تعيينه ,, اللهم إلا زيادة الخمسين قرشا التي انعمت عليهم بها البلدية بعد مماطلة,,,,
كان العمل بالنسبة له عمل ,,, يجب أن يجوده ,, مهما كان نوع العمل ,,, تعلم ذلك أو عرفه يقينا من الزراعة التي كان يمتهنها قبل أن يأتي الي هنا ,,, فما تزرعه تحصده ,,تزرع جيدا وفي الوقت المناسب بالبذور المناسبة ,,, وتراعي زرعك كالطفل حتي ينمو ,,, تحصده زرعا جيدا,,والا فلا ,طاف شبح إبتسامة وهو يذكر تلك الايام,كانت وقتها الدنيا واسعة شاسعة, فاتحة ذراعيها,,,
بدأ تيه مهموما وهو جالس بجانب رفاقه علي التراكتور,,, أقل مزاحا ونشاطا ,, حتي أن صديقه كوة لاحظ ذلك
وقال ممازحا: صُر ليها ,, بتصُر ليك ,,, فكها يا أم.
: والله صرينا ليها ما نفع ,,, دحكنا ليها ما نفع .
: تجي نأمل إدراب؟؟؟
: والله فكرة الدنيا دي كلها أدربت إلا نحن والدايات؟؟؟
سرح به خياله ,,, تجمهر عدد كبير من المواطنيين بالبلدية وهم يطالبون بتنفيذ مطالب عمال الصحة ,,, واللافتات من طلبة المدارس مكتوب عليها : عمال الصحة أمل الأمة,,, بينما لافتة أخري كتب عليها باللون الأحمر : عمال الصحة ركيزة التقدم ورفاهية الأمة{ ضحك من رفاهية هذه },, ولكن شد إنتباهه مجموعة من النسوة يلبسن ثيابا بيضاء تتقدمهم لافتة : نساء السودان وراء عمال الصحة { حتي إنتن}.
ولم لا ورائحة المدينة قد فاحت وازكمت الأنوف ,,, سبع أيام فقط ,,, وكل هذه الرائحة والضجيج ,, والجميع خلف عمال الصحة ,,,:طيب يا أولاد الكلب وين من زمان .بدا له موسي يقول هذا وهو متكئ علي جانب التراكتور,, بينما كان كوة يعمل قشة صغيرة بين أسنانه جيئة وذهابا ,,, قال كوة بعد أن بصق علي الأرض : عشان إعرفوا عيفونة منو؟؟؟
نحن يا ولاد {,,,,} نشيل وسخكم وعفنكم ليل ونهار ,, بعيدا عن المدينة وعن أنوفكم ,,وبرضو نحن عيفونة ,, ياأخي والله حاجة غريبة ؟؟ العفن جايي من وين ؟؟؟,,, منكم انتو... ولمن نشيلو نحن بعيد نبقي نحن عفن,,
: سبهان الله
عاد إلي ما هو فيه من مرارة بعد أن هدأت ماكينة التراكتور لتتوقف تماما بجانب أحد الأحياء,,,أحكم وضع خرقة القماش علي رأسه ووثب إلي الأرض,, قائلا:
: يلا يا شباب خلونا نخلِس بدري
مشي بخطواته الواسعة الي أقرب البيوت وهو يحدث نفسه ثانية :
والله الشغلانة دي بعد مشاكلها الكتيرة وقروشها الشويه دي بتعلمك حاجات كتيرة,,, يعني مثلا زي الحي النضيف دا ,,,فضلاته ,, زي فضلات أي حي تاني ,رغم أنو البلدية بتجاملهم وبتجيب ليهم جرادل أجدّ,,, لكن الرائحة هي نفس الرائحة ,,, المحتويات هي هي وإن أختلفت الجرادل ,, وأختلف كثيرا ما يأكلون ,,,
يبدو لي أن الخالق جعل الناس يستوون هنا,,, أب جلابية مكوية سيف وأب عراقي مكرفس,, صاحب الاوبل الجديدة واب كداري ,,,كلو واحد ,, لا بد له من لحظة يأتي فيها لهذا العفن ,, لعله يذكر أنه بشر ولو للحظات ,, لعل وعسي أن يطاطئ قليلا بأنفه,, إن صعب عليه الرأس كله.
قال محدثا نفسه ولكن بصوت عالي هذه المرة:
كلهم سوا سوا ,,, عندنا كبير الجمل ,, ما بيفرق عندنا فلان ولا علان ,,, الكويس نحن كويسين معاهو ,,, واصبعيني الاتنين ديل في عين أجعص واحد يقل أدبو..... و,,,
أتاه صوت كوة من خلفه : تيه أنت حلجت ولا شنو؟؟
لم يجبه.... ولكن :أنا أعقل من أي يوم تاني.

وجه مجعد لوطن متعدد الثقافات والتجاعيد من كل صوب ياتون كطيور السمبر التى تحط كل عام فى ذات الغصن الذى حطت عليه اعوام خلت بل وفى ذات التاريخ من العام السابق والاسبق وهكذا كحكام السودان لا تتغير الا كلمة الاسبق والسابق ياتون كطيور السمبر لا تضللها حركة الرياح او ينزع حنينها مكان غير المكان الذى الفته هم كذلك يعرفون بداية الموسم لوارى هوستن وسفنجه تدخل القطاع الغربى للمدينه محمله بخلق وهتش معلق على جانبى اللورى وسط هذا الزخم تسمع اصوات الدجاج وقد بدا عاليها اسفلها فى صوره تحكى انقلاب الصور فى رحلة الموسم ورحلة الحياه بعضهم طاب له المقام او اقعدته الحاجه فى هذه البيوت الكبريتيه كائن عمرانى بجواره راكوبه يشد بها ازره ويشركها فى احماله بشر وحيوانات كرور وهموم وهوام تسللت لتذيد الطين بله التحمت الركوبه بحسها الرحيم بهذا الكائن المعمارى واصبحت كالحمد ومعاها صوره
كيف اعدت ياصديقى د ميرغنى هذا الهامش الى مركز الاحداث واهتمام المثقفين كشه وادم وذكيه وذكيه اخرى وفكرة التعاطى السرى فى الجانب المظلم من المدينه انه سحر الكلمه ومخيلة الراوى واصل حفرياتك فى هذا الهامش الاجتماعى واعد لنا ذاكرة الانتماء وخذنا معك حتى لا نكتفى بدور الشاهد
بنك هاوس انموذج ومرآه للحادث الوطنى بوجوهه المتعدده السياسه والاقتصاد وجغرافيا المزاج والحاح المعده على اطراف كل المدن السودانيه قامت نتوات سميت مجازا احياء هى لا تحمل من هذا الاسم غير انها تحوى فى داخلها احياء احياء يفضحون احلامنا بوطن كريم وعيش كريم ياترى هذا الحد الادنى المتمثل فى بنك هاوس من
يحميه من الانزواء بعد تعثر مشروعاتنا الكبرى مثل مشروع الجزيره وما يلحق به من وسائل للعيش فى حده الادنى لعمال المحالج وكلات الموانى وعمال النسيج احلام ومشاهد وبيوت نحيلة تتوارى دون ان ننتبه تتوارى لا تذهب قطعا الى عدم ففى حركة الحياه لا عدميه ولكنها تعلن عن نفسها هناك فى ملعب اخر للحياه او ان شئت الدقه ملعب اخر للفناء على اطرف هذا الوطن وهوامشه تنفيسا عن غبن او اشباعا لحاجه نحن من صنع هذه الحروب واشعل مهرجانات الحريق فى كل مكان بنك هاوس كان هنا يحمل معولا او فاسا ولكنه هناك الان يحمل كلاشنكوف يصوبه الاخ على صدر اخيه هكذا يفتح ميرغنى الذبيدى بابا للتامل من خلال انحيازه لهذا القاع لدراسة ماهو حادث فى المسرح السياسى والاجتماعى
وتقبل حبى وصداقتى

استاذي / أزهري محمد علي
بحثت في مخزوني القليل من الادب العربي والافرنجي بحثا عما يناسب الظرف ,,,لم أجد.

بحثت عن بطاقات زارنا المني والسعد ,,, لم اجد في كل الفلاشات والبطاقات,, من معايدة وتهنئة واعياد ميلاد,, ما يليق ويعبر,, لم أجد.

أخيرا لجأت للبلابل ,لضيق مخزوني كما اسلفت,, نور بيتنا شارع بيتنا,,, يوم ما جيتنا
أبي اليو تيوب ان يكمل سعادتي بتنزيل الفيديو ,,, هكذا حظي دائما ,, قطعا ليس حظك!!

كان يكفيني مرورك فقط بما احاول ان اكتب ,,, ولكن أني لي ان اعرف ؟؟

كل لحظة مرت منذ إطلاعي علي ما كتبت وانا ازداد شبرين ,, لا أدري كيف سأكون غدا.

أستاذي ملأني الزهو ,, وأنا اري كلماتك في هذا الرقعة ,,, تركتها ولم أعلق عليها طويلا ,,,
وآخر مشاركة في محاولاتي للاستاذ ازهري محمد علي ,,, أي أن شوفوا ياجماعة : أزهري محمد علي كاتب هنا!!!
ولكن كان لابد لي أن ارد شاكرا علي الاقل ,, ولولا ذلك لتركتها كما هي تشرفني كل يوم ,, لك الود الكثير.

يا حكيمنا ازيك

اخيرا قدرتا اقرا كل القصص بعد ماقعدتا قعدة واحدة .... علشان كل مرة اجي الفتحة البوست واقرا

من الاول والاقي نفسي بقرا القصه الاولى تاني كاني بقراها اول مرة وبنفس طعم الدهشة الاولى

صدق انت المفروض تطلع كتاب

الجميل في القصص انه كل قصه بتجي بنكهه مختلفه عن الاخرى والواحد بحس وهو بقرا البوست

كانه بياكل في طبق فاكهه عمران بشتى الانواع الاستوائيه وثمار البحر الابيض وثمار الصحراء الحارة

مرة تمرة ومرة باباي ومرة كيوي

يلا سلام علشان حا ابدا اقرا البوست تاني من الاول واستمتع بالوجبه الشهيه من الحروف

ستهن / كيف حالك ,,, ,,عم السرور أرجاء المكتبة وهي تري حروفك تزين صفحاتها ,,صدقيني كل حرف جميل كحروفك يملؤني سعادة ,,ويزيدني فخرا,, وما تطولي الغيبة,,, لك صافي الود.

تحية طيبة للجميع ,,,, اليكم هذه المسامرة اللطيفة مع الدكتور ميرغنى الزبيدى
عضو المنتدى والتى تحدث عبرها لصحيفة الحصاحيصا فى لقاء نال اعجاب الكثيرين
وبحق وحقيقة كان لقاءً جميلاً برع فيه الاخ بابكر عبد الرازق فى انتقاء الاسئلة واجاد
د. ميرغنى فى الاجابة ووضع النقاط على الحروف ,,,, الى هذه المسامرة والتى
اجراها الاخ بابكر

اذن حينها كانت الكرمك تاريخ ميلادك والحصاحيصا بدايات طفولتك, واشلاق البوليس
وناسك ومكانك؟
الكرمك لا أذكر منها شئي غادرناها وانا بعد في الثانية من عمري,,,إنتقلنا لإشلاق
البوليس بمدني,,, ثم حنتوب الجميلة وارتحلنا الي جزيرة الفيل وانا بعد بالفصل الثاني
الاولية سابقا,, درست بها حتي الصف الخامس,, ثم كان مسك الختام الي الحنينة
السكرة الحصاحيصا لاكمل الصف السادس بمدرسة الحصاحيصا الغربية اول مرة تقع
عيناي علي الحصاحيصافي يونيو 1973 حضرت مع الوالد قبل الاسرة لتجهيز مكان
السكن,,, نزلنامن بص الحصاحيصا مدني قبالة الصنافور{ او الصناتور كما يحلو للبعض}
شرق المايقوما,,, سكنا لمدة9 ايام باول منزل بالحصاحيصا من الجهة الجنوبية كنت
سعيدا جدا ببيتنا لانه اول بيت في المدينة وانت قادم من مدني,, المنزل كان مملوكا
للمرحوم للرجل الفاضل/حاج الصديق والد حسن وعبدالله وعلي,,, كانت تلك ال9 ايام
تساوي 9 ريال سوداني{ ليس سعودي} اي 90 قرشا,, ارتحلنا الي الاشلاق,,, قد
يستغرب البعض,,, ولكن هذا الاشلاق دنياعجيبة,,, كان وقتها لرجل الشرطة مكانة
اجتماعية كبيرة جدا كنت ابن عز بمقاييس ذلك الزمان,, كان قاطنو الاشلاق{46 بيتا}
جلهم من شمال السودان وتحديدا منطقة شندي,,,والكلام كثير عن الاشلاق

كتاباتك دائماً ما تحكى وكأنك كنت تملك احلاماً هناك تريد ان تلتقطها الآن؟

بصفة ادق هي وقائع أحن اليها,أتمني لو عشتها, الونها ببعض الاحلام.قد تبدو احلاما
لاول وهلة,, وكأني هناك حتي اللحظة,, في بعض اللحظات تراودني الرغبة في
استشارة طبيب نفسي,,ليفكني من هذا الاسار.

هل داخلك تتمسرح النداءات القديمة؟ شكل لغتك وحواراتها مسرحاً للشارع العام فى
شكل جذاب؟

طبعا يابابكر,, حكاية اللغة والحوارات هذه والشكل الجذاب هذه فيها إنّة,, ورأي المسبق
فيما أكتب,, تعرف يا سيدنا معظم ما كتبت يبدو لي كلاما عاديا,, لو جلس أي شخص
عادي وكتبه,, لخرج اجمل مما كان,,, ولكن الفرق اني واتتني الجرأة لأكتب,, فقط لا
غير,, قد يظن البعض ان هذه محاولة مكشوفة للتواضع ولكنها الحقيقة علي الاقل
بالنسبة لي.

فى حلم آخر وكانك تعيد ثقافة المدينة فى الثمانينات وتستفز الذين سبقوك والذين جاءوا
من بعدهم بحكاوى فى ذلك الزمن الحنون بماذا تراهن هنا؟

رهاني علي جواد خاسر!!!!!
قد يبدو ايضا للبعض اني بما اقص منحاز الي زمن سابق,,, أبدا,, أنا اعني العكس
تماما,, فزمني الحنون قطعا,, ليس هو زمن محمد الزبيدي الحنون لمحمد الزبيدي,,,
وليس هو زمن ياسر ميرغني الحنون,,, لكل منا زمنه,, ويعني أشياء له لا تعني أشياء
للآخر وصراع الاجيال,, الخاوي من المضمون الآن,, هو علي لا شئي ,,فأبي ابدا
لايستطيع مهما قال أن يقنعني بأن زمانهم اجمل من زماني,, فمن العبث أن أحاول أن
أثبت لإبني بأن زماني خير من زمانه,,وهكذا دواليك.. وأمي تقول: كل زول عاجبو
الصارّو...شوف أنا تعبت كيف عشان اشرح الكلام البسيط دا؟؟؟

هل تحاول من خلال سردك القصصى أن تخرجنا من نطاق (الزمكان) ام هى دعوة
للدخول بثقافة اخرى ؟

بابكر... أنا لا أدعو لأي شيئ,,يمكن حكاية الزمان والمكان دي,,,وزي ما قلت ليك موضوع
الراجل بتاع النفسيةوالعصبية,,, أنا تحليلي لما كتبت بسيط جدا:حتي هذه اللحظة يا
بابكر,, ما أتوق إليه,, سكن في الحصاحيصا ولو بالايجار,, ووظيفة وكرسي العصر قدام
البيت معاهو تربيزة فورمايكا عليها جك ,, موية باردة,, وشاي تحت الطلب يأتيك من داخل
الدار,, ما أن تنادي عليه..نعم جلابية بيضاء نظيفة لدار الرياضة والمناسبات,, ولقمة أكثر
نظافة من الجلباب. وقع ليك؟؟؟ مشكلتي أنني بقيت بالحصاحيصا7 سنوات قاطنا دائما ,,
من الابتدائي الي الثانوي,, وبعدها ,, الي جامعة جوبا ,, في الاجازات ,,, ثم كسلا ,,
اجازات,,, رفاعة,, خميس وجمعة,, ثم ود راوة وطابت وام شانق خميس وجمعة
ايضا,,, بقيت فترة 6 شهور فقط بالحصاحيصا.مواطنا كبقية خلق الله,, ومنذ 98
بالسعودية إجازات,,ما اعنيه ان ما اكتب كأنما لحظات أريد أن أعيشها في الحصاحيصا لم
استطع أن أعيشها في الواقع,, هذي كل الحكاية.

اللحظة كما عشتها هكذا تكتب؟

الاجابة ضمنا في السؤال السابق,, ليس كما عشتها,, بل كما يبدو لي انني كنت
أعيشها,, في الزمن الضائع,, وعلي فكرة الزمن الضائع ,, انا مفروض يتحسب لي اكثر
من الزمن الاصلي. وكأنك لا تحتفل كثيراً بابجدية تحتمى بالمطر بل العكس تماماً انت
تسلط البرق الى قائمة المهمشين فى كتاباتك وتنحاز لهم تماماً شكرا يا بابكر للعبارة
الجزلة,, ولكن يبدو لي انك كبرت الحكاية,, كل ما هناك,,انني وجدتني منذ أن وعيت دون
أن ادري منتبها كثيرا لهذه الفئات,,
وبما أني لم أكن ثوريا فعليا أو مناضلا من أجلهم{ولا ينبغي لي أن أدعي ذلك}فعلي
الاقل,, دعني اكتب عنهم,,,, في كل الاوقات,, معي: دايره من الله دايره حق الله,,
أتذكرها؟؟ بين الجامع وكبري عابدين فون,, وهي تقضي نهارها تردد هذه العبارة كلما مرّ
أحد أو خفق صوت حذاء,, أعيش معها تفاصيل رجوعها الي البيت وابناءها الذين لا
أعرفهم,,, كذلك ,, السائل المشهور أمام دكان ناس يوسف وامام توتو كورة زمان في
الطريق الي السينما,, وهو يصدح,, نعم يصدح ,, لا إله إلا الله بطريقته المميزة,,
حبوبة العازة ؟؟؟ علي جن؟؟ الراعي الذي لا اعرف اسمه الحقيقي,, وكنا نناديه ,, باسم
معروف,فيه الكثير من الخبث الطفولي, وهو يقود اغنامه,, بعد تجمعها,, امام حي
العمدة في مكان بيوت ناس سيد فضل الله الان,, ورحلته مرورا بالاحياء جنوبا حتي
الاشلاق,,,سفروكه صرته التي اتخيل طعام الغداء بها,, تفاصيل ثم ,, من؟ ومن؟ لا
ينتهون

كتاباك الأول (بنك هاوس) ماذا سيضيف لك وماذا ستقول عن مهرجان الحصاحيصا
الثقافى الاول وهو الذى رشح طباعة ونشر كتابك الأول ؟

اولا دعني أشكر كل من شارك في هذا العمل,, وجهدك المضني انت بالاخص,, في هذا
الموضوع,, واشكر الاخوة في منتدي الحصاحيصا علي الجهد المبذول,,,, ولا أجد ما
أقوله حقيقة ,, فقد طوقوني بجميل,, لا أدري كيف ابادله,, اما عن المهرجان اتمني ان
يكون نواة لمهرجان سنوي,, واتمني ان يكون في توقيت,, في ابريل او مايو وقت
الاجازات الصيفية ليكون جاذبا لغير اهل الحصاحيصا,, دعنا نحلم

الكتابة القارسة (الواضحة) حين يهديك ( كتمة ) قطعتين وتنهرك امك بان ترميها ماذا
اردت ان توصل فى قصة (شطة بى ليمونة) ؟

آخر العلاج الكي,,, واتمني الا يكون علاجنا لكل أدواءنا كياً؟ ما أردت أن أقول له في
شطه بي ليمونة ,, لم أقله!!! لم أقل لك بأني لست مناضلا,,, تعرف خاينة خايفة!! تأكل
متعايفة وترقد متسايفة,, هذا أنا في شطة بي ليمونة,, لم أقل شيئا.

هل تريد ان تعيد مخيلة المراهق (الحصاحيصاوى والطفل والعجوز) ام تريد ان تغمس
الشمس فى غسق الوضوح بكتاباتك عن مدينة تنتظر منك الكثير لتكتبها ؟

شوف يا بابكر لو كتبت أنا و100 زيي لن نوفي الا القليل,,, كتاباتي لا اظنها قد تجذب
المراهق الحصاحيصاوي,, قد تجذب العجوز والنص نص,,الوضوح الغير مخل يبدو في
بعض المواضع ضرورة ولكن اين أنا من الوضوح.؟؟؟

دائماً ما تكون آثار المعنى فى بقع الحبر ثقافة المسكوت عنها ؟

رجعنا تاني لي موضوع الخاينة خايفة,,, بالضبط المسكوت عنه,, ابلغ مما يقال ولكن
يجب أن يكون الأثر ظاهرا,, حتي يقول المريب خذوني.

انفاس حكاياتك احيانا تدمن التوغل في النزيف كما انها في نفس الوقت تسخر من عالم
مزيف ؟؟؟

الله يفتح,, عليك!!! كل الشخوص يحدثون انفسهم اكثر مما يحدثون الاخرين,,عندماتحدث
نفسك لا تكذب عادة,,,, ولكن أظن في هذه الايام هناك حتي من يكذب وهو يحدث
نفسه,,, ومن هنا يأتي النزف وتشتد الحدة,,أن توقفوا!!!

وكانك تلملم مسامات من زمن اخر (تناثرت ) وتريد ان لا يطاها الاخرون الجدد؟؟؟

لا والله,,,أريد أن يطأها الجميع,, وأود أن أقرأ بالمقابل لأحد يكتب عن هذا الزمن الجميل
في عين من يراه أعني الآن, تفاصيل حياة هؤلاء الشباب لأعرف أكثر عنه هل تدري عنه
شيئا كثيرا,,أعني التفاصيل؟؟

اكثر الاماكن يجد فيها د:ميرغني نفسه بالحصاحيصا ؟؟

في هذه اللحظة ,, اختر أي مكان,, وستجدني سعيدا فيه ,, لا جدال

ماذا بعد كتاب ( بنك هاوس ؟؟)

لا أدري,, وأنت أدري!!!

للذاكرة مشجب ماذا تعلق فيها الان هل ستواصل الكتابة وانت تبحث عن ثقافة المدينة
المسكوت عنها ام انك سوف تكتب بشكل مغائر وتكون الفكرة كونية ؟

للذاكرة عندي المشجب لا يكفي,, تجد الكثير منه ملقي علي الارض بعد ان أمتلأت
الرفوف,, وناء المشجب بما يحمل!! لأكون أكثر تحديدا,, الفكرة الانسانية ومعالجات من
هذا النسق,, حبيسة الادراج,,, كما اسلفت شجعني علي النشر منتدي الحصاحيصا
ووجدت ماهو ملائم للنشر فيه أن يكون حصاحيصاوي خالص,, واتمني ان يكون فيه ما
يستحق النشر

هل ستحفر الزمن لتستعيد الماضي ام لتدفن الان ؟؟؟
ما عادت لنا قدرة علي الحفر وانت أدري بذلك,,,وقطعا نخاف الدفن,, سأكتفي بما هو
ظاهر للعيان

قبل ان نسدل الستار ماذا ستقول في الاخر ؟

أقول لأهل الحصاحيصا,,, أحبكم ,,, هكذا دون مواربة فردا فرد,, وانا ميرغني ابراهيم
الزبيدي ود الاشلاق الغلبان,,حملته بعيدا عنكم علامات عالية في الشهادة الثانوية ,, لا
أكثر ولا أقل,, ليته مادرس!!.كان سيكون قطعا وسطكم.

الذبيدي كنت جميلا معنا شكرا وربنا يوفقك
تعبتني يا بابكر

أعترف بأنني أقرأ لميرغني الزبيدي لأول مرة هنا في مكتبات منتديات الحصاحيصا.شكراً لبابكر عبدالرازق وعارف وعثمان عابدين على الدعوة للحضور للمنتديات والتعرف ضمن مشاركات أخرى على هذا الكاتب الذي لديه مخزون فريد ومتنوع ؛يجمع بين موضوعات شتى من القرية والمدينة.أول ما لا حظته في هذه الكتابات هي الرصد الدقيق أحياناً للعالم الداخلي كما في (بتاع النعلات) ؛وأحياناً للأماكن: القرى ومحطات البص في ما بعد منتصف القرن الماضي المنطلق من الحصاحيصا حتى الخرطوم . لابد أن الكاتب سجلها ، إن لم تكن له ذاكرة فوتوغرافية محطة محطة ثم نسج حولها الأحداث .لكن الأحداث هنا حديث داخلي تقاطعه بصورة إيقاعية بما يشكل فواصل وانتقالات، صفارة الكمساري.أما أمريكا والويكة فصورة قلمية ساخرة تشبه في سخريتها كتابات محمود السعدني من حيث المفاجآت والاستعانة برنين الكلمات في الكتابة الساخرة. قصة الدجاجة الصغيرة الحمراء لولا المباشرة كان يمكن أن يستفيد الكاتب فيها من هذا الخروج للدجاجة الطريفة حرفياً من بين دفتي كتا ب المطالعة لينتج لنا قصة بديعة لكن المباشرة بددت هذا الأمل.النظر إلى الحصاحيصا من عين المستقبل عام 2035 من خلال حفيد متخيل للكاتب هو ميرغني ابن ياسر ابن ميرغني الزبيدي فتح نافذة واسعة لمشروع رواية بمطاراتها الدولية من تمبول وفي هذه الحالة فعلى الكاتب أن يجنح للكتابة بلسان حفيد راو، وراوي لا الكاتب الزبيدي عينهـ ولكن القصة كشفت عن حب الكاتب لمدينة الحصاحيصا واتخاذه لها موطناً.
خيال الزبيدي واسع ومجال حكاياته متنوع .لكن تغلب الصور القلمية على الحكايات وتنأى بعض الشيء عن القصص .الكاتب يصحح أخطاء اللغة تلقائياً أثناء الحكي : تساءل تصححت وكذلك كلمات أخر.كاتب قلمه طيّع أنى وجهه وكتاباته ممتعة’أتمنى أن يعتني باللغة أكثر فعلى الرغم من هذا الاندماج الي وفق فيه بين العامية والفصحى إلا أن الفصحى لا تسامح ولو بأخطاء الكي بورد كما في نصي هذا لكن الكتاب غير . لذا فانصح بأن يدفع به قبل النشر لمدقق لغوي وهذا ما أحاول أن أعمل به في كتاباتي.
كتابات ميرغني الزبيدي من نوع الكتابات التي تفاجيء القاريء دائماً نظراً لسعة المخزون خصوصاً من ناحية أساليب وعذابات الناس العاديين.
يسعدني أنني تعرفت على كاتب سوداني جديد.

اخى عارف
نشكر لك الاهتمام بتنزيل حوار الزبيدى وكم كنت اتمنى لو ارفقت معه bdf الصفحة ونحن فى الصحيفة لا نمانع فى ذلك
لك ودى
عثمان عابدين

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. بشرى الفاضل

أعترف بأنني أقرأ لميرغني الزبيدي لأول مرة هنا في مكتبات منتديات الحصاحيصا.شكراً لبابكر عبدالرازق وعارف وعثمان عابدين على الدعوة للحضور للمنتديات والتعرف ضمن مشاركات أخرى على هذا الكاتب الذي لديه مخزون فريد ومتنوع ؛يجمع بين موضوعات شتى من القرية والمدينة.أول ما لا حظته في هذه الكتابات هي الرصد الدقيق أحياناً للعالم الداخلي كما في (بتاع النعلات) ؛وأحياناً للأماكن: القرى ومحطات البص في ما بعد منتصف القرن الماضي المنطلق من الحصاحيصا حتى الخرطوم . لابد أن الكاتب سجلها ، إن لم تكن له ذاكرة فوتوغرافية محطة محطة ثم نسج حولها الأحداث .لكن الأحداث هنا حديث داخلي تقاطعه بصورة إيقاعية بما يشكل فواصل وانتقالات، صفارة الكمساري.أما أمريكا والويكة فصورة قلمية ساخرة تشبه في سخريتها كتابات محمود السعدني من حيث المفاجآت والاستعانة برنين الكلمات في الكتابة الساخرة. قصة الدجاجة الصغيرة الحمراء لولا المباشرة كان يمكن أن يستفيد الكاتب فيها من هذا الخروج للدجاجة الطريفة حرفياً من بين دفتي كتا ب المطالعة لينتج لنا قصة بديعة لكن المباشرة بددت هذا الأمل.النظر إلى الحصاحيصا من عين المستقبل عام 2035 من خلال حفيد متخيل للكاتب هو ميرغني ابن ياسر ابن ميرغني الزبيدي فتح نافذة واسعة لمشروع رواية بمطاراتها الدولية من تمبول وفي هذه الحالة فعلى الكاتب أن يجنح للكتابة بلسان حفيد راو، وراوي لا الكاتب الزبيدي عينهـ ولكن القصة كشفت عن حب الكاتب لمدينة الحصاحيصا واتخاذه لها موطناً.
خيال الزبيدي واسع ومجال حكاياته متنوع .لكن تغلب الصور القلمية على الحكايات وتنأى بعض الشيء عن القصص .الكاتب يصحح أخطاء اللغة تلقائياً أثناء الحكي : تساءل تصححت وكذلك كلمات أخر.كاتب قلمه طيّع أنى وجهه وكتاباته ممتعة’أتمنى أن يعتني باللغة أكثر فعلى الرغم من هذا الاندماج الي وفق فيه بين العامية والفصحى إلا أن الفصحى لا تسامح ولو بأخطاء الكي بورد كما في نصي هذا لكن الكتاب غير . لذا فانصح بأن يدفع به قبل النشر لمدقق لغوي وهذا ما أحاول أن أعمل به في كتاباتي.
كتابات ميرغني الزبيدي من نوع الكتابات التي تفاجيء القاريء دائماً نظراً لسعة المخزون خصوصاً من ناحية أساليب وعذابات الناس العاديين.
يسعدني أنني تعرفت على كاتب سوداني جديد.

د.بشري الفاضل,,, لك التحية وانت تقتطع جزءا من وقتك لمطالعة المحاولات ,,هزني مرورك ,,, جميل كجمال الاصحاب,(حلوة عينيك زي صحابي),,,,وفرحي زاد ملأ حتي الكبابي, وما جاورها,,, لك الشكر علي النقد المؤسس ,, وتأكد من احتفاءنا به ,, حتي فيما يخص اللغة ,,التي لاندعي المامنا الكامل بها ولكن لعن الله الكي بورد,,حائطي القصير الذي أتكئي عليه ,, ليس دائما ,,, سعيد بالتواصل معك ,, لك الود.

بالله معقول يا دكتور العنوان يكون محاولات د. ميرغني الذبيدي
ده مفروض تطبع وتنشر كمان
كل يوم انا بدخل البوست ده أقرأ فيه قصة واحدة كم مرة لم حفظتهم حفظ

تسلم يا دكتور علي هذه الروعة من القصص والزكريات الجميلة

رجاء عدم التوقف ونتمني استمرارية الكتابة

الاخ عارف / كيف حالك يا أخي

تظل عندي محاولات رغم رأيك الذي يزيدني زهوا ويسعدني جدا ,, حتي ولو حاولت اخفاء سعادتي ,,, اشكرك كثيرا ,, ومرورك الانيق دائما محل ترحيب ,,, لك الود.

ربما سمعنا كثيرا عن الماسونية دون أن نملك حقائق وتفاصيل واضحة عنها,,وسلط دان براون في روايتها الاخيرة المفقود بعض الحقائق عنها .. ولكن ماهي الماسونية؟؟
بعض الاجابات قد تجدونها في هذا الكتاب.

ملحوظة:
هذا الكتاب قد نتفق أو لا نتفق مع كل ما جاء فيه ... ولكن رأينا نقله لما فيه من بعض إجابات ..كالتعريف بالماسونية
ملحوظة 2:
اضطررنا لاستعمال هذا الركن لنشر الكتاب بعد إختفاء موضوع المكتبة العامة!!!
لقراءة أو تنزيل الكتاب إضغط على الرابط أسفل
http://dc129.4shared.com/download/33...01146-c07e8873

فردة حذاء مهملة

هل كان في الامكان اسوأ مما كان ,,,؟؟
هكذا كنت أسأل نفسي في الايام السابقة وانا ارقد كفرشاة أسنان قديمة لاكها الزمن حتي اهترأت ,, أوهكذا تصورت حالي وانا أرقد علي أحد الأسرة الحديدية ,, التي أكاد أحسه عبر الحشية المهترئة,, التي تضعها مستشفيات وزارة الصحة وتسميهامجازا مرتبة,,
كل شئي صدئ وقديم ,,, بدأ بالمنضدة الحديدية الموضوعة امامي والتي رغم الطلاء المتكرر تبدو كعجوز متصابية لا تستطيع اخفاء عيوب سنها الحقيقية رغم مساحيق التجميل,,, ماذا بقي اصلا ليُجمل؟؟ وانتهاء بمصراعي النافذة المتآكلين.
الرجل الراقد بجانبي في انتظار الموت أو الموت ,, لا خيار ثالث,علي الأقل لديه إبن يتكئ عليه ويهش به أحزان الزمن,يزوره نهارا, بينما نقضي الليل ,,هو يسعل ,وأنا أصغي لسعاله البائس,, متحفزا لسماع مايتلوه من بصق علي الإناء الحديدي الراقد أمام سريره ينضح,,برائحة الموت والمرض,,,لاشئ مبهج او حتي نصف نصف؟؟؟

حتي الزوار وجوههم كالحة بشعة ومقيتة,,,هل أنا في مسرحية سوداوية,,؟؟
اختاروا لها هذا الكم الهائل من الكومبارس التعساء,,
لو كانت كذلك فإن عبقرية المخرج تتجلي في كل الانحاء,, كل السكنات والحركات,,, موت,, موت,, موات..
.حتي الديكور حولي اجادوا اختياره ليناسب الموقف,والزمان,,والمزاج.
تري ما دوري في هذه المسرحية,,,؟؟
لا يمكن أن أكون بطلا لهذه المسرحية وحدي,,,,!!
لا يمكن أن تغفل دور الممرضة العجوز,السارة, وهي أبعد ما تكون من السرور,تدور بيننا لتوزع علينا العبوس والقنوط والدواء,,,
كيف لها أن تبتسم وهي تحمل هذا الوجه العجوز الكالح.
:أرقد.
هي كلمة واحدة لا غيرها,, بعدها استلقي علي بطني,,ووخزة لا بل طعنة حقيقية بعدها لا أراها الا وهي تجوب الاسرة بحثا عن موضع طعنة
أو جرح متقيح,,
يبدو أنه بتقادم السنين وروتين العمل صار جسم الانسان عندها,,مجموعات اعصاب وعظام يكسوها اللحم,, كقابس كهرباءأو سلك عند كهربائي,,أو قطعةخشب لنجار,,هو شئي شاءت ظروفها ان تعمل عليه وتنتظر الراتب آخر الشهر وهذا ما يهم!!
ياتي المساء بطيئا ,, ومعه يأتي ابن العشرين ,السر الممرض, ليتسلم نوبة ايلامنا ليلا,,يبدو سعيدا,,رغم كآبة الجو والمهنة,, بملابسه البيضاءو,وذلك الشريط الاحمر الصغير الذي يرقد علي كتفيه نيشان تفاهة علي ما اظن. .
علي نقيض صاحبة الوجه الكالح وجهه ينضح شبابا وغباء يحوم بيننا موزعا تلك البسمات البلهاء,,,
سعيدا بشبابه الغر,,الذي يحسه أكثر حين يكون بيننا وحين يجوب آخر الليل بين العنابر,,الاخري تاركا رائحة الموت والمرض لنا,,,أظنه لذلك أختار العمل ليلا!!
في كثير من الاحيان الوم نفسي علي الهزؤ منه بيني وبين نفسي,, محدثا نفسي بانني حاسد ليس الا؟؟
ازددت حسدا وانا انظر اليه عن قرب و هو يقوم بتغيير الكيس البلاستيكي اسفل سريري والذي يمتد لانبوب بلاستيكي قذر ملئ بفضلاتي المائية
والذي اصبح ملازما لي من اول ايام دخولي وتصنيفي كمتضخم بروستاتا,, ومعها تضخمت مخاوفي وتعاستي,,وبراعتي في السير وانا ممسك بذلك الكيس البلاستيكي من أحد أطرافه وأنا أجول بين الأسرة,,,
تذكرت أيامي وأنا بعد في المدرسة الأولية عندما نزور العيادة الخارجية,,كنا نري المساجين المرضي يسوقهم السجان ذو الثياب التي كنت أظنها قد صبغت بالجردقة الترابية,,(أتري من منكم يعرفها,) كان السجين الخطر منهم يساق وهو يحمل سلاسله بيديه,,بينما يخطو مباعدا ما بين رجليه كحالي الآن,,أو كحالي يوم الختان
اليوم الثالث ولم يزرني أحد!!!
حتي الياس اصبح شحيحا بالزيارة,, كان في أول الايام يأتيني كل يوم تقريبا,, ولكن مع طول اقامتي قلت زياراته مثل كل شئي,,, وحتي عندما يأتي لا يجد ما يقوله!!!
هكذا كل شيئ هذه الايام,,متعب وواهن وممل.
ثم إني حقيقة صرت أخاف زيارته بدلا عن ترقبها,,,أخاف نظرة الاشفاق في عينيه,,
أتري حدثه الطبيب بشئ لم يفاتحني به؟
أخاف نظرة اللوم والعتاب,,لا بل هي نظرة لا أدري كيف أوصفها,, ولكنها كمن يقول لي: ألم أقل لك؟
هاأنت الآن ترقد وحيدا كحذاء مهمل علي قارعة الطريق,,لا فائدة منك وحتي دورك الصغير الذي كنت تلعبه في الحياة قد انتهي,,, أتري إن أحسنت الأصغاء لي لكان هذا حالك؟؟
حين أحس عينيه تحدثني هذا الحديث ,, أعود لسنين مضت,, ونحن بعدفي ما بعد ريعان الشباب:
:سليمان يا أخي موضوع العرس دا ما تاخدو هظار!!
:كدي كَب والله كريم
:الله كريم نعم لكن قال خدوا بالاسباب,,بعدين خليك جادي مرة واحدة
:انت جادي يا الياس؟
اهه أفرض عرست يعني شنو,, ولا أقول ليك عرس أنت أول وبعدين وريني الحاصل شنو,, ؟
:رغم إني عارف.الموضوع مش أنا اعرس ولا ما اعرس,, الموضوع أنو انا مقتنع بالحكاية دي وماشي فيها,, وربك يسهل,,
لكن خايف عليك انت,, لي متين؟
:طيب,, ما دام بقيت لي في العزاها الله ,, أقول ليك رأيي صراحة لمرة الالف:
أنا بفتكر إنو الدنيا دي مدوراها النسوان,وأنا ما عايز أخش اللعبة دي, قول لي كيف؟
:كيف؟
:نمسكها ليك من قبل العرس,,, في أي علاقة بين راجل ومرأة البيكون حريص أنو العلاقة دي تتقنن وتبقي زواج منو؟
:المرأة طبعا.
:ما تقول لي الستر وما الستر,, طيب الخواجات مالن ومال الستر,, برضو تلقي الواحدة ساكه الواحد لمن تجيبو الجَك,,في حين انو المجتمع عندهم مابيرفض العلاقة خارج اطار الزواج,, تقدر تقول لي السك في شنو؟
أنا أقول ليك ,,, عايزه تخت ليهو الحبل دا في رقبتو وتسوقو,,أنا مالي ومال كده,, رقبتي عندي,, أشيلها أختها في حبل ماسكاهو مرة؟
طيب بعد ما عرسنا,,,الشايل هم البيت منو؟
ماأنا؟؟
برضو ما سبب مقنع!!
:يا ود الحلال الدنيا مدوراها النسوان من رونالد ريغان لي خضر الغفير!!
النسوان نوعين اساسيين وممكن يكون لكل نوع فروع أخري ,, لكن النوعين كالآتي:
النوع الأول البهرش الراجل عديل كده ,, ويسيطر عليهو عينك عينك,, ودا أسهل النوعين!!
النوع التاني وهو الأخطر: ديل ياسيد اصلو ما بسألوك ,,, تعمل زي ما عايز ,, تقوم تدخل في اضافرينك,, وطبعا بتكون عارفها عايزه شنو,, تقوم عمرك كلو داخل في اضافرينك,,, وتشيل وتعمل عشان ترضيها وترضي نفسك وتمرق من اضافرينك ,,, وطبعا الحكاية دي بتكون مدورة لحدي ما تتلحس,, وانت في اضافرينك,, وطبعا النوع دا هو الانثي الحقيقية ,, التي تعرف كيف تدير امورها من غير صدام!!
طيب عشان اوريك,, زيادة,, انكم بغال والنسوان مدورينكم زي ما عايزين:
عايز تركب العربية معاك مرتك,, البيفتح الباب منو ليها؟ ما إنت؟

عشان تكون جنتلمان,, لازم تعمل ليها البيعملو ليك السواق الخصوصي بتاعك.
طيب لو عايزين تقعدو في تربيزة أكل في مطعم مثلا,, عشان تكون جنتلمان وبتاع اتيكيت منو البجر الكرسي ليها عشان تقعد أول؟
أنت طبعا!!تقوم بدور الجرسون,, عشان تكون جنتلمان.
خليك من دا أي حاجة ليديز فيرست,,, عشان تكون جنتلمان,,, ولو عايزني احسب ليك من هنا لي بكرة خمسمائة مليون مثال,, ما عندي مانع
مفهمنك يا سيد انو انت جنتلمان وانت تقوم بدور,, الجرسون و الخادم والسواق,,وووو.
خليك من مسألة الانفاق دي علي جنبة,,, الماسورة الاتحلجت,, الترباس البايظ,, التربيزة الاتكسرت وعايزه ليه مسمارين بس؟
ما تقول المسائل بتاعة القوة والحاجات الغاشننا بيها دي ,,دق مسمار دا عايز ليهو قوة؟؟,,تقول ليك دا شغل الراجل ما حقي,, ولما نجي لي غسيل العدة والمكوة,,يسموهو مشاركة زوجية,,, ياأخي أنت باختصار بغل.. جمل عصارة تدور كده وتجيب القروش واي حاجة عليك وبعد دا يا ريت لو رضيانات,,حقوق المرأة وشنو ما عارف,,زي اليهود بالضبط؟
يا حبيبي انت فردة حذاء واحدة مافي أي زول شغال بيك ,مرتاح,,براك تقوم تشوف ليك فردة تانية عشان تبقوا جوز ,,,وتُستعمل وتطأك الدنيا والناس والغاشي والماش؟؟
أتعرف أن أعظم ما يفعله الاغبياء انهم يجعلون الحياة سهلة علي الاذكياء,,, من حقك ان تختار تكون غبيا ولكن لا تسلبني حقي في ان اكون غير ذلك,,, المرأة تستغل غباؤكم ايها الرجال لتصبح حياتها اسهل واكثر أمنا وراحة.
أرجوك يا أخي لا أستطيع أن أنتمي لهذا القطيع ,,, يكفيني أن أرعي نفسي ,, لكن أجمل مافي الزواج أنك تختار راعيك الذي يقودك طول حياتك ,لكن هو من يختار المرعي وإلي أين يسوقك ومتي !!!هنيئا لك ولهم.

يا اخوي,, المرأة مابتعرس ,, بتمتلك وبس!! انا كده براي الله وروحي,, وامشي عرس انت.

تذكرت هذا الحوار بيني وبين الياس وكثير مثله مع أقراني....أتري كان الياس محقا؟
لاأدري
هل أنا محق؟
لا أدري
كان يمكنني الحصول علي حياة حقيقية من رحلات حفلات وقرحة واوداج منتفخة وتصلب شرايين وزوجة لا تشعر بالاكتفاء
ونوم لا ياتي ابدا.
لكن يجب أن يكون الرجل حرا رغم كل شئي.
"طيب لو ما البروستاتاالزفت دي كانت حتفرق شنو,, يعني عشان ما جنبي زول يوم ولا يومين أقعد أولول زي النسوان كده,,,ما ممكن كان ماتجيني اي حاجة واتلحس في حادث حركة مثلا,,ولا الياس ولا بغال ولا نسوان,, سيب الجرسة ونوم ليك نومة وصباحاتو بيض"

تقلبت في فراشي,, وصرير السرير الحديدي من تحتي أعادني,,إلي المسالك البولية رجال,,ورجال الاخيرة هذه لزوم ما لايلزم,, ما علينا!!
أعود لليل ينتظرني فيه طنين بعوض,وشكوك,, وسعال مريض ورائحة بول ودواء ومرض,,, تختلط في انفي.,,
وربما أذني قد يشنفها عويل نساء مكلومات في عزيز فات.
ننتظر,,, ماذا وراءنا؟؟؟

فلوس ونفوس

شعر بغيظ شديد وهو يسمع صوت تمزق قماش العراقي الوحيد , بفعل عصاه التي أدخلها بينه وظهره حكا لقفاه, لعن الترزي الذي خاطه قبل سنتين في سره ,قبل أن يعرج سبا ولعنا على صاحب الدكان الذي باعه قماش الدمورية وقتها. ما لبث أن تململ على الأرض مرخيا أذنه لصوت خطوات قادمة ....
صدح صوته عاليا : الله كريم ... الله كريم
أعجبه التنغيم في صوته لحد الطرب, إهتز معه وهو يردد العبارة ثانية قبل أن يسمع صوت جارته اللدود مرددة بتتابع سريع وصوت أكثر حدة: طالبة من الله ... طالبة حق الله.
تابع بغيظ واضح الرجل القادم وهو ينثني عنه بعيدا بخطواته ليلقي بعملة معدنية أحدثت صوتا محببا إلي نفسه ولكن بوعاء جارته.
قال محدثا نفسه: موقف فور مزاد دا نخليهو ليك ولا شنو ؟ يعني جارته بهذا الحديث.
لم تكن تسمعه بالطبع ولكن هو قالها على كل حال , يعلم أنه ما فتئي يردد هذا العزم على الرحيل منذ جاءت هذه الطالبة من الله من سنوات...
كانت المساحة الواقعة شمال قطاطي السكة حديد والممتدة من الجامع إلي كبري عابدين فون مملكة خاصة به لسنوات , قبل أن تأتي الطالبة من الله كما يسميها وتقتطع جزءا غير يسير من دخله وخصوصا من العابرين الذكور, فهم ما أن يسمعون صوتها ويرون الحال التي هي عليه من ضآلة جسم ويدين مبتورتين حتى يسارعوا إليها بالقطع النقدية التي تحدث رنينا بغيضا في أذنيه وهي تسقط في وعاءها وليس في وعاءه.
كان هارون أو عم هارون كما يسميه الكمسنجية بموقف فور مزاد, متسولا محترفا منذ الصغر متذرعا بعدم الرؤية جيدا ,وإن إدعى تمام العمى زيادة في إستدرار العطف وكسبا للمزيد من المال, رحل قبل سنوات من مجمع كبير للمتسولين داخل السوق جوار الجزارة..لضعف مؤهلاته مقارنة بالأكفاء والمجذومين .. ورغم أن الطشاش في بلد العمي شوف كما تعود أن يسمع , ولكنه كان يحسد العميان على ما هم فيه من نعمة .
فكر هارون كثيرا في طرق شتى لإلهاء القادمين عن صوت طالبة من الله .. فتارة يصدح بآيات من الذكر وتارة يرقق صوته مبدلا العبارات بين رزاق يا كريم ,الله كريم وكريم الله , ولكن دون جدوى.
كان فيما مضى يحسده الكثير من الشحاذين على موقعه المميز , وربما تطاول بعضهم وحاول الجلوس في نفس المنطقة ولكن كانت الغلبة له دائما , كانوا كلهم من الرجال الذين لم يستطيعوا مقارعة فظاظته وشدته في طرهم عيانا بيانا, لم يستطع فعل ذلك مع طالبة من الله , كان يعرف أنه سيجد توبيخا وتأنيبا شديدا إن أقدم على التطاول عليها.
: ياريتني لو كنت مرة عميانة .. كانت القروش تجي بالهبل!!
تنبه فجأة إلي ضابط البلدية بثيابه المميزة ومعه مجموعة من العمال قادمين صوبهم بعد أن مروا علي سوق السمك وقبل أن ينتبهوا إليه كان قد لملم حاجياته من خرقة جوال يفترشه وبقجة بجانبه ووعاء , ,أنتصب واقفا ميمما ناحية البنطون وسط المارة الآخرين .... وقف غير بعيد ينظر عبر الكوبري إلي كتيبة ضابط البلدية وهم يتحدثون إلي طالبة من الله , ثم وهم يلملمون حاجياتها بينما أحدهم ينهضها عنوة ومن ثم ليقتادونها إلي مبني المجلس.
أحس بتعاطف غريب معها , بل هم بالذهاب إليهم لفكها رغم علمه بعدم جدوى ذلك .
جلس هناك وهو يفكر:
الناس دي قلبها مافيهو رحمة!! مرة زي دي لا أيد لا كراع , لا راجل , مالهم عليها ما يخلوها تسترزق!!
هسه الناس ديل يساككوا فينا ضريناهم بي شنو ؟
والله حسادة ساكت؟
والله حسادة؟
نحن ماقاعدين نطلب من زول قاعدين نطلب من الله وربنا بيسوق الناس البيدونا ديل من إضنينهم عشان إدونا القروش الأساساً هي حقتنا !!
هسه عليكم الله أخير نطلب من الله ولا نطلب من ناس زينا ؟
هو إنتو قايلين الشغل في الحكومة ولا في غيرها ما شحدة!!
والله شحدة عديل وكمان من الناس ولا من رب العالمين,لازم تنافق رئيسك عشان تترقى, ولازم تجي بدري في مواعيد معينة, وكان ما جيت الله قال بي قولك , يا إما تكضب الكضب العديل دا ,لي رئيسك وتنجر ليك سبب من مخ رأسك , ولا تكون زول المديرأساسا وتنافقوا وتعمل ليهو الدايرو إن شاء الله تعصِر ليهو كرعينو.
المراسلة لازم يدوسه الموظف والموظف الكبير يدوس الصغير والمدير يدوسهم كلهم والوزير يدوس زي ما عايز !
الغريبة حتى الموظفين الكبار لازم يتملقوا وضحكات صفراء وإحترام زائف, ما كنت عارف الحكاية دي إلا يوم جاء واحد قالوا وزير ولا شنو ما عارف , وعاملين ليهو حفلة في الشجرات الجنب البنطون , وتعال شوف ناسنا الرافعين نخيراتهم ديل كلهم بي الصف واقفين في الحر زينا زيهم صفوف الأكبر ثم الأصغر ,ودبابير تتخابت ,وكرفتات تتطاير , يوم القيامة بس .أهه أخير نحن ولا هم ؟
كله كضب في كضب وعشان القروش مهما فلسفتوها... لكن المستغرب ليهم التجار الكبار , عندهم قروش كتار, يقوموا يشتروا بيها حاجات عشان يبيعوها لي ناس تانيين ويحنسوهم عشان يشتروا ويغشوهم عشان يشتروا وكمان التجار الصغار وأصحاب العربات والتكاسة , الجابرهم علي الكضب والنفاق شنو ,, ما يلموا قروشهم عندهم ويرتاحوا!!
ما تقول لي نجار ولا بناء ولا ميكانيكي , برضو بيشتغلوا لي الناس التانيين الممكن يقولوا ليهم أي حاجة يقبلوا بيها عشان آخر حاجة يدوهم القروش ,, ويقولوا ليك الزبون على حق ؟... بالله...؟
تململ في جلسته وأتكأ علي الجدار الصخري لزمن يراه كافيا ليعاود عمله بمكانه المعهود؟
هش بيده ذبابة حطت على أنفه .. ثم صاح بصوت عال :
أنعل أبو القروش لأبو يومها.

أحس بأن الدنيا تدور من حوله ...أهذا هو الحائط الذي كان يجلس قبالته قبل لحظات ويراه نظيفا أملسا ..
هل هذا الشخص الذي يجلس أمامه ..بإبتسامته البلهاء التي لا تعني شيئا هو نفسه الطبيب الذي كان يراها حليقا أنيقا قبل أن يطرق علي أم رأسه دون أكتراث باد: سرطان باللثة .....
سرطان مرة واحدة!!! هكذا تساءل دون صوت.
:لا..لا.. الزول دا بيهظر ... في زول بيقولوا ليهو سرطان حاف كده من غير أي مقدمات!!!
حدث نفسه ثانية ... ثم حاول البحث عن لعاب ليبلع ريقه بصوت مسموع .. ثم سأل الطبيب مرة أخرى:
قلت لي شنو يا دكتور؟؟
تمنى أن يصاب بالصمم أو أن يصاب الطبيب بالبكم فجأة أو يصاب بالسكتة القلبية ولا يستطيع إكمال الجملة ثانية... ولكن هاهي قد أتت.. نفس الكلمتين واضحتين لا مراء في ذلك...
لا يذكر جيدا تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم .. بدأ من خروجه من عند الطبيب ..حتى وصوله إلي المنزل
لم يدر ماذا قال له الطبيب بعدها وهو يحدثه عن العلاج الكيماوي وعن العلاج بالإشعاع ... وأن الأعمار بيد الله ..وهو غارق في العرق والمخاوف التي صارت حقيقة ....
: أنا الجابني للزول الفقر دا شنو ؟؟ والله من يافطتو البرة التقول كاتبها براهو قلبي أباهو !!.. زمالة وزفت وكلام فارغ .. ويجي يقول لي أنا عندي سرطان !!
وهو دا دكتور شنو ؟ البيقول ليك تاخ تراخ كده سرطان ... مافي ورم حميد ؟؟ مافي إلتهابات ؟ الله يقلعك ويقلع يومك عامل وشيك كده زي البومة ...الله ينعلك وينعل اليوم القريت فيهو طب زاتو؟؟؟ وهو الطب دا هامل بيقراهو أي زول؟؟ عامل حنيكك المكوجن دا التقول ساويهو براك!!!
جاك الموت يا ملك الموت .. كنت تتحدث عن السرطان والأمراض الخبيثة كشئ لايعنيك , فهي للآخرين .. تماما كحوادث الحركة نظن أنها دائما للآخرين ولا شأن لنا بها ...ترى ماذا أنجزت فيما مضى؟
وهو المضى دا زاتو قدر شنو.. كم وعشرين سنة عديناها كلها مساككة في القراية ولما خلصت القراية بقينا في سك الوظيفة التي لا تغني ولا تسمن من جوع...
وهوبالله لو قول عشنا تاني مية سنة الفايدة شنو .. نفس الغم والهم ... لكن سرطان دي كتيرة شوية!!

لا يدري كيف وصل إلي غرفته النائية ببيت العزاب .. بل لا يذكر من إلتقى في الطريق المعتاد والوجوه التي يمر عليها يوميا..إستلقى على الفراش وذهبت يده تلقائيا للريموت كنترول .. بحث بين القنوات حتى توقف أمام المذيعةالشامية وقميصها النصف عاري .. كان يتابع قبلا برامجها بكل شغف .. لا بل كان يتابعها هي ويتمنى ألا تبتعد عنها الكاميرا قيد أنملة ...أما اليوم :
شوف الهيافة دي ! ماعندك أي موضوع .. سماحة جمل الطين! بالله دي لبسة تلبسها بت ناس ؟
هو السرطان دا أعمى ما يشوف نوعكم دا .. الحلبية بت الكلب.

أطفأ التلفاز وأعتدل في الفراش مادا يده للكيس.. ولكن قبل أن يقوم بتجهيز السفة نظر مليا إليه ثم رمى به بعيد:
بالله في زول عاقل بيخت ليهو وسخ زي دا في خشمو... لا ريحة سمحة لا طعم لا شكل ... هبالة مننا ساكت .. والواحد يقول ليك خرمان !! خرمان شنو؟ ياهو للزفت دا!!
لا يدري كم مضى عليه من الوقت وهو يرى الأشياء ليست هي الأشياء حتى راح في سبات غير عميق... قبل أن يفتح عينيه جيدا إمتدت يده للكيس ثانية ولكن ما لبث أن هب كالملدوغ وتذكر على الفور تفاصيل الصباح...
قضى أياما بين العمل والبيت متذمرا من كل شيئ بدأ من رئيسه في العمل وإنتهاء بصاحب الدكان أمام المنزل .. الذي تعارك معه أكثر من مرة خلال الفترة الفائته :
بالله عليك الله يا موسى فولك دا فول .. تقول صانعه براك !! وصحونك المطرقعة دي والله إلا تأكل فيها بهائم ..
: الصحون دي ما كنت بتلحس فيها السنين دي كلها يا دوب بقت بتاعة بهائم ... الله يرضى عليك زهجتك بتاعة اليومين دي بالله فكها بعيد مننا ...
وهكذا كل يوم موضوع ... وعراك وسباب مع الكل ... حتى نُهي " حبة عيني" الخطيبة التي كان يحدثها بالساعات الطوال .. صار يمل حديثها ويجده فارغا وممجوجا ...لا لون له ولا طعم ولا رائحة.
: والله النسوان ديل أهيف خلق الله .. ذلك بعد أن يضع التلفون جانبا.
هل يمكن أن تحب شخصا ولا تريد التواجد معه طول الوقت ؟
وهل الحب يعني أن تريد التواجد معه طول الوقت؟ أشك في ذلك!!!

لا يدري كيف مرت أيامه في إنتظار موعده مع الطبيب لتحديد كيفية العلاج .. بتداخل جراحي أو غيره ... دخل إلي العيادة وهو يجرجر رجليه واحدة خلف الأخري .. جلس على الكرسي وهوفي إنتظار دوره وعيناه تجوبان المكان بحثا عن التعاسة في شق الحائط الرفيع بجوار الباب .بالله دي عيادة دي ولا زيادة مرض..
وفي وجه الرجل الجالس قبالته ولحيته المشذبة :الله يمرضكم إنتو .. قبل ما تجو والله السرطان دا إلا نسمع بيهو سمع !!
ثم إلي لون يد كاتبة العيادة الذي لايمت إلى لون وجهها بصِلة: الله ينعلكن إنتن .. بقيتن زي التعاريف دي ما تفرزها من دي ....
كل الأشياء أمامه تعيسه حتى تفاصيل صغيرة كانت تمر عليه مرور الكرام بات الآن يتوقف عندها ويعتصر ما فيها من تعاسه حتى الثمالة.
: إنت محمد عمر عبد الله؟ نبهه صوت الكاتبة من تأملاتها السوداء .. أومأ برأسه إيجابا...
دورك يا محمد
إبتدره الطبيب قائلا بعد التحية : إنت محمد عبد الله عمر ..
: نعم !! ومحدثا نفسه ".. فرقت شنو عبدالله عمر ولا عمر عبد الله, أهه داير تجيب لينا شنو زيادة آ الفالح"
: قلت لي عمرك ثمانية وعشرين سنة صاح؟
إكتفى هذه المرة بهز رأسه أي نعم .
: يا أخ محمد نحن والله ما عارفين نقول ليك شنو ... لكن من غير ما نخش في تفاصيل إتضح إنو البنت بتاعة المعمل إرتكبت خطأ لا يغتفر ...ولخبطت العينة الشلناها منك مع عيان تاني ...
تحدث الطبيب طويلا عن أن مثل هذه الأخطاء نادرة الحدوث لما يترتب عليه من نتائج مثل معاناتك في الايام الفائته .. ولذلك هم بصدد التحقيق معها وسيتم عقابها قطعا ....
ظل الطبيب يتحدث وهولا يسمع شيئا مما يقول .. حتى إنتبه لكلماته الأخيرة
: يبدو أنك تعاني من إلتهاب مزمن أدى لتكوين هذا الورم ... ونحن للتأكيد حنأخد عينة تاني منك ونرسلها للمعمل المركزي ...
لم ينتظر أكثر من ذلك بل هب واقفا : ولا نتأكد ولا تتأكد ... أنا خلاص ورَمٍي دا ما عايز ليهو علاج ...
شد على يد الطبيب وهو يشكره على الاخبار السارة ونسي تماما معاناة الاسابيع الفائتة .. وأن الطبيب وعيادته كانوا سببا فيها !
إنسل من الباب خارجا ...وهو يبتسم إبتسامة واسعة للرجل ذي اللحية والبنت متعددة الألوان.....
خارج العيادة شاهد شابا صغيرا أكمل ترتيب سفته ويهم بإدخال الكيس إلي جيبه ...
أسرع في خطوه وهو يدنو منه قائلا: بالله لوسمحت
أمسك بالكيس .. شمه أولا ثم نظر إلي الكتابة عليه " التوم للعماري"...ألقم فاهه واحدة ...ثم وهو يبصق بعيدا بينما يحرك لسانه جيئة وذهابا لإستطعامها ...
: تعرف يا ولدنا التوم دا صعوطو مش خالص ... أقع البكري الجنب المجلس ... و
وقبل أن يستطرد رن تلفونه المحمول ...
: أهلا يا هنوية ... ياأخي شوق بحر عديل كده.

ورم جميل

أحس بأن الدنيا تدور من حوله ...أهذا هو الحائط الذي كان يجلس قبالته قبل لحظات ويراه نظيفا أملسا ..
هل هذا الشخص الذي يجلس أمامه ..بإبتسامته البلهاء التي لا تعني شيئا هو نفسه الطبيب الذي كان يراها حليقا أنيقا قبل أن يطرق علي أم رأسه دون أكتراث باد: سرطان باللثة .....
سرطان مرة واحدة!!! هكذا تساءل دون صوت.
:لا..لا.. الزول دا بيهظر ... في زول بيقولوا ليهو سرطان حاف كده من غير أي مقدمات!!!
حدث نفسه ثانية ... ثم حاول البحث عن لعاب ليبلع ريقه بصوت مسموع .. ثم سأل الطبيب مرة أخرى:
قلت لي شنو يا دكتور؟؟
تمنى أن يصاب بالصمم أو أن يصاب الطبيب بالبكم فجأة أو يصاب بالسكتة القلبية ولا يستطيع إكمال الجملة ثانية... ولكن هاهي قد أتت.. نفس الكلمتين واضحتين لا مراء في ذلك...
لا يذكر جيدا تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم .. بدأ من خروجه من عند الطبيب ..حتى وصوله إلي المنزل
لم يدر ماذا قال له الطبيب بعدها وهو يحدثه عن العلاج الكيماوي وعن العلاج بالإشعاع ... وأن الأعمار بيد الله ..وهو غارق في العرق والمخاوف التي صارت حقيقة ....
: أنا الجابني للزول الفقر دا شنو ؟؟ والله من يافطتو البرة التقول كاتبها براهو قلبي أباهو !!.. زمالة وزفت وكلام فارغ .. ويجي يقول لي أنا عندي سرطان !!
وهو دا دكتور شنو ؟ البيقول ليك تاخ تراخ كده سرطان ... مافي ورم حميد ؟؟ مافي إلتهابات ؟ الله يقلعك ويقلع يومك عامل وشيك كده زي البومة ...الله ينعلك وينعل اليوم القريت فيهو طب زاتو؟؟؟ وهو الطب دا هامل بيقراهو أي زول؟؟ عامل حنيكك المكوجن دا التقول ساويهو براك!!!
جاك الموت يا ملك الموت .. كنت تتحدث عن السرطان والأمراض الخبيثة كشئ لايعنيك , فهي للآخرين .. تماما كحوادث الحركة نظن أنها دائما للآخرين ولا شأن لنا بها ...ترى ماذا أنجزت فيما مضى؟
وهو المضى دا زاتو قدر شنو.. كم وعشرين سنة عديناها كلها مساككة في القراية ولما خلصت القراية بقينا في سك الوظيفة التي لا تغني ولا تسمن من جوع...
وهوبالله لو قول عشنا تاني مية سنة الفايدة شنو .. نفس الغم والهم ... لكن سرطان دي كتيرة شوية!!

لا يدري كيف وصل إلي غرفته النائية ببيت العزاب .. بل لا يذكر من إلتقى في الطريق المعتاد والوجوه التي يمر عليها يوميا..إستلقى على الفراش وذهبت يده تلقائيا للريموت كنترول .. بحث بين القنوات حتى توقف أمام المذيعةالشامية وقميصها النصف عاري .. كان يتابع قبلا برامجها بكل شغف .. لا بل كان يتابعها هي ويتمنى ألا تبتعد عنها الكاميرا قيد أنملة ...أما اليوم :
شوف الهيافة دي ! ماعندك أي موضوع .. سماحة جمل الطين! بالله دي لبسة تلبسها بت ناس ؟
هو السرطان دا أعمى ما يشوف نوعكم دا .. الحلبية بت الكلب.

أطفأ التلفاز وأعتدل في الفراش مادا يده للكيس.. ولكن قبل أن يقوم بتجهيز السفة نظر مليا إليه ثم رمى به بعيد:
بالله في زول عاقل بيخت ليهو وسخ زي دا في خشمو... لا ريحة سمحة لا طعم لا شكل ... هبالة مننا ساكت .. والواحد يقول ليك خرمان !! خرمان شنو؟ ياهو للزفت دا!!
لا يدري كم مضى عليه من الوقت وهو يرى الأشياء ليست هي الأشياء حتى راح في سبات غير عميق... قبل أن يفتح عينيه جيدا إمتدت يده للكيس ثانية ولكن ما لبث أن هب كالملدوغ وتذكر على الفور تفاصيل الصباح...
قضى أياما بين العمل والبيت متذمرا من كل شيئ بدأ من رئيسه في العمل وإنتهاء بصاحب الدكان أمام المنزل .. الذي تعارك معه أكثر من مرة خلال الفترة الفائته :
بالله عليك الله يا موسى فولك دا فول .. تقول صانعه براك !! وصحونك المطرقعة دي والله إلا تأكل فيها بهائم ..
: الصحون دي ما كنت بتلحس فيها السنين دي كلها يا دوب بقت بتاعة بهائم ... الله يرضى عليك زهجتك بتاعة اليومين دي بالله فكها بعيد مننا ...
وهكذا كل يوم موضوع ... وعراك وسباب مع الكل ... حتى نُهي " حبة عيني" الخطيبة التي كان يحدثها بالساعات الطوال .. صار يمل حديثها ويجده فارغا وممجوجا ...لا لون له ولا طعم ولا رائحة.
: والله النسوان ديل أهيف خلق الله .. ذلك بعد أن يضع التلفون جانبا.
هل يمكن أن تحب شخصا ولا تريد التواجد معه طول الوقت ؟
وهل الحب يعني أن تريد التواجد معه طول الوقت؟ أشك في ذلك!!!

لا يدري كيف مرت أيامه في إنتظار موعده مع الطبيب لتحديد كيفية العلاج .. بتداخل جراحي أو غيره ... دخل إلي العيادة وهو يجرجر رجليه واحدة خلف الأخري .. جلس على الكرسي وهوفي إنتظار دوره وعيناه تجوبان المكان بحثا عن التعاسة في شق الحائط الرفيع بجوار الباب .بالله دي عيادة دي ولا زيادة مرض..
وفي وجه الرجل الجالس قبالته ولحيته المشذبة :الله يمرضكم إنتو .. قبل ما تجو والله السرطان دا إلا نسمع بيهو سمع !!
ثم إلي لون يد كاتبة العيادة الذي لايمت إلى لون وجهها بصِلة: الله ينعلكن إنتن .. بقيتن زي التعاريف دي ما تفرزها من دي ....
كل الأشياء أمامه تعيسه حتى تفاصيل صغيرة كانت تمر عليه مرور الكرام بات الآن يتوقف عندها ويعتصر ما فيها من تعاسه حتى الثمالة.
: إنت محمد عمر عبد الله؟ نبهه صوت الكاتبة من تأملاتها السوداء .. أومأ برأسه إيجابا...
دورك يا محمد
إبتدره الطبيب قائلا بعد التحية : إنت محمد عبد الله عمر ..
: نعم !! ومحدثا نفسه " ما فرقت كثير عبد الله عمر ولا عمر عبد الله أهه داير تجيب لينا شنو زيادة آ الفالح"
: قلت لي عمرك ثمانية وعشرين سنة صاح؟
إكتفى هذه المرة بهز رأسه أي نعم .
: يا أخ محمد نحن والله ما عارفين نقول ليك شنو ... لكن من غير ما نخش في تفاصيل إتضح إنو البنت بتاعة المعمل إرتكبت خطأ لا يغتفر ...ولخبطت العينة الشلناها منك مع عيان تاني ...
تحدث الطبيب طويلا عن أن مثل هذه الأخطاء نادرة الحدوث لما يترتب عليه من نتائج مثل معاناتك في الايام الفائته .. ولذلك هم بصدد التحقيق معها وسيتم عقابها قطعا ....
ظل الطبيب يتحدث وهولا يسمع شيئا مما يقول .. حتى إنتبه لكلماته الأخيرة
: يبدو أنك تعاني من إلتهاب مزمن أدى لتكوين هذا الورم ... ونحن للتأكيد حنأخد عينة تاني منك ونرسلها للمعمل المركزي ...
لم ينتظر أكثر من ذلك بل هب واقفا : ولا نتأكد ولا تتأكد ... أنا خلاص ورَمٍي دا ما عايز ليهو علاج ...
شد على يد الطبيب وهو يشكره على الاخبار السارة ونسي تماما معاناة الاسابيع الفائتة .. وأن الطبيب وعيادته كانوا سببا فيها !
إنسل من الباب خارجا ...وهو يبتسم إبتسامة واسعة للرجل ذي اللحية والبنت متعددة الألوان.....
خارج العيادة شاهد شابا صغيرا أكمل ترتيب سفته ويهم بإدخال الكيس إلي جيبه ...
أسرع في خطوه وهو يدنو منه قائلا: بالله لوسمحت
أمسك بالكيس .. شمه أولا ثم نظر إلي الكتابة عليه " التوم للعماري"...ألقم فاهه واحدة ...ثم وهو يبصق بعيدا بينما يحرك لسانه جيئة وذهابا لإستطعامها ...
: تعرف يا ولدنا التوم دا صعوطو مش خالص ... أقع البكري الجنب المجلس ... و
وقبل أن يستطرد رن تلفونه المحمول ...
: أهلا يا هنوية ... ياأخي شوق بحر عديل كده.

سلامات عوافي ..
د/ميرغني ..
تالله سرحت بخاطري معك كاني ماتحكي وبطل قصتك .. بكيت وضحت اخراً ..
سرد جميل .. خيال رائع .. اسرجني في ثمـــــــــــــــــــاله متعتي بما كتبت ..

لك كل الود .. وبعض من مداد .. لتواصل .. فانا ساظل اتحلق حولك فاعذرني ..

يا دكتور

موضوع يستحق عشرة (سفات) في كل جنبات الفم للقراءة و المتعة و مئات الإشادات التي أحسب أنك في غنيً عنها.
و دمت

شكرا لدفق الحرف ..


سالوذ بالصمـــــــــــت فى حرم هذا الجمال ..

فقد جعلت الاحرف تعانق بعضها وتشكل لوحه جديره بالتامل ..


فائق احـــــــــــــــــــــــترامى

تسلم علي البوست الاكثر من رائع ومتعك الله بالصحة والعافية