كيف تعلى ثقتك بنفسك

هل تود أن تعلي ثقتك بنفسك..؟
ـ صلاح الراشد
مارس 4, 2004
هذه المادة تناقش موضوعاً في غاية الأهمية ومن أهم الموضوعات على جميع المستويات في العلاقات الإنسانية: النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإدارية وغيرها.. هذه المادة يحتاج لها الكبير والصغير، الرجل والمرأة، المعلم والمتعلم، السليم والسقيم، الغني والفقير.. بمعنى آخر، الكل يحتاج إلى الثقة بالنفس. في تعريف د.ناثنيال براندين العالم الذي درس ودرّس الثقة على مدى الخمس والأربعين سنة الماضية، يقول:«لحظة خطرة في التاريخ تلك التي لا نعرف فيها من نحن، أو عندما لا نثق بأنفسنا». ويقول: «ان تواجه الحياة بثقة ضعيفة يعني أن تكون في وضع مؤسف للغاية». سوف نبين مدى أهميتها بوضوح أكثر عند الحديث عن آثار الثقة بالنفس إن شاء الله.
إن الأمر الذي يجعلني أتحدث عن هذا الموضوع مسألتان: الأولى، تجربة شخصية مررت بها هزت ثقتي بنفسي فأثر ذلك على كل حياتي وعطاءاتي ومشاركاتي ففهمت مدى معاناة من لا يثق بنفسه، ومن عادتي إذا مررت بمعاناة أستخرج فوائدها ثم أنقل نجاحاتها إلى الآخرين. المسألة الثانية أن هذا الموضوع رغم أهميته ومدى حاجة الناس إليه إلا أن المتحدثين عن هذا الموضوع قد لا يحسنون عرضه أو لا يعطونه حقه. دعني أوضح لك هذه النقطة.
بداية الانتشار..!
د. براندين والذي سوف ننقل منه مجموعة من المفاهيم يقول إنه عندما كتب كتابه (Psychology of Self-Esteem) سيكولوجية الثقة بالنفس في 1969م لم يكن هناك في الأسواق والمكتبات بحوث تناولت هذا المفهوم بعمق. يقول: عندما كتبت هذا الكتاب قلت لنفسي لقد كتبت كل ما يمكن أن أقوله في هذا الموضوع. في 1970م أدركت أن هناك بعض الزيادات لهذا الموضوع فكتبت (Breaking Free) «الانطلاقة الحرة». بعدها في 1972م لملىء ثغرات أخرى متبقية كتبت (Disowned Self)«النفس غير المملوكة». بعد ذلك قلت لنفسي أنني الآن قد انتهيت من المادة تماماً وعلي أن اتجه لكتابة مواد أخرى. بعد مضي عقد من السنين تقريباً وفي 1983م تحديداً كتبت كتاباً أخيراً أسميته (Honoring the Self) «تقدير النفس». هذه المرة قلت لنفسي أني فعلاً انتهيت من الكتابة في هذا الموضوع. في هذا الوقت بدأت حركة الثقة بالنفس تنتشر وصار الناس والكتاب والمختصون يتحدثون عنها. لم أطمئن لنوعية ما كان يطرح حول هذا الموضوع الأمر الذي دعاني لكتابة (How to Raise Your Self Esteem) «كيف تعلي من ثقتك بنفسك؟» ثم اخرج برامج وأدلة عملية، ثم كتب Power of Self Esteem «قوة الثقة بالنفس». يقول براندين والذي كانت أول محاضرة ألقاها في الثقة بالنفس سنة 1950م وآخر كتاب له، حتى الآن، في 1995م أي بعد 45 سنة.. يقول: في أعماق كل أعمالي الغاية الرئيسية التي أردت أن أدرسها: «حياتك مهمة، قدرها. قاتل من أجل احتمالاتك الكبرى».
هذا الرجل قضى في دراسة هذه المادة أكثر من 45 سنة لأن هذه المادة مهمة وغير مستوفية في الأسواق.

على أية حال، لقد أعددت لك هذه المادة من خلال أعمق وآخر الدراسات في هذا الموضوع. هذه المادة هي خلطة فعالة بين ما عند العالم الغربي وما في أمهات مصادرنا التراثية لكن بما ينسجم مع الإنسان العربي في هذا العصر. إن قراءنا متميزون ومختلفون، فهم معاصرون، لا يخشون الحضارة، وأصيلون لا يسفهون ماضيهم، هم أهل حكمة، وأهل دراية، ليسوا نقلة، ولا معادين لكل نقل، يسمعون القول كله فيتبعون أحسنه.
إذا كنت فاقداً للثقة تماماً فهذه المادة ستكون لك بداية جيدة لبناء ثقتك. إذا كنت ضعيفاً في مجال وقوياً في مجال آخر من حياتك فهذه المادة ستكون ممتازة لتتعلم كيف تنقل ثقتك من مجال إلى آخر في حياتك. إذا كنت أصلاً واثقاً فسوف تتعلم كيف تعين وتعلم الآخرين الثقة بالنفس.
تعريف الثقة:
أود أن أبدأ بتعريف الثقة بالنفس ثم مصادرها ثم آثارها ثم أركانها ثم أختم بطرق الحصول عليها.
هناك معنيان مرتبطان بتعريف الثقة بالنفس، الأول: الثقة بالذات والمتعلقة بالثقة في ذكائك وعقلك والقدرة على التفكير والفهم والتعلم والاختيار واتخاذ القرار، بمعنى آخر الاعتماد على النفس. الثاني: الاحترام لذاتك، والمتعلق بالتأكيد على قيمك والحق في العيش والسعادة والارتياح في التأكيد على أفكارك ورغباتك واحتياجاتك.
إن الثقة بالنفس هي من مخرجات شعور الشخص بالحق في مواجهة تحديات الحياة واستحقاق العيش بسعادة. إن الشخص الذي لا يرى أحقيته في العيش وبسعادة لا يملك الثقة بالنفس؛ لذا فإن كل مكتئب فاقد للثقة بنفسه والعكس ليس بالضرورة صحيحاً. فليس كل واثق سعيد، كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله.
من هو الشخص الواثق من نفسه؟
إن الشخص الواثق:
يشعر بالأحقية في العيش وبسعادة ونجاح
يحترم نفسه ويقدر اجتهاداتها
لا يتأثر كثيراً بإحباطات الآخرين له
لديه يقين أو قناعة قوية بأفكاره وقناعاته.

لديه نظرة واسعة «ذات وفرة » تجاه الحياة.

يعي ما حوله جيداً.

لا يخاف من تحمل المسؤولية.

لديه أهداف واضحة بالنسبة له.

كل نقطة من هذه النقاط سوف نتطرق لها في موضوعنا الثري هذا من خلال استعراض الطرق العملية للحصول على ثقة عالية بالنفس إن شاء الله.
من هو الشخص غير الواثق من نفسه؟

بالمقابل فإن الشخص غير الواثق من نفسه:

1-لا يشعر بأنه يستحق العيش بسعادة أو العيش بنجاح: هو يشعر أن السعادة من نصيب آخرين أكثر منه نجاحات أو أفضل منه مكانة، أو يشعر أن النجاح من نصيب آخرين كافحوا منذ الصغر أو كافح عنهم آباؤهم، أو قد يشعر بأن أحداً لا يستحق السعادة والنجاح بتاتاً.
2-غير الواثق لا يقدر نفسه: هو في أعماق نفسه لا يحترم نفسه، ويلوم نفسه على اجتهادات وقرارات خاطئة في حياته، ولربما استمر في تأنيب على حادثة مضت في الماضي.
3-غير الواثق يهتز أو يتأثر من أقل نقد أو إحباط يأتي من الآخرين. يومه سلسلة من الإحباطات.
4-غير الواثق متردد ومتشكك. لديه قناعات وأفكار سلبية تجاه الحياة والمجتمع والناس؛ فهو يتردد كثيراً في اتخاذ القرارات، كما أنه يحمل فكرة مشوشة عن الناس والمجتمع؛ فهو بسبب ضعفه في الداخل كثير النقد أو الغضب أو التذمر
لا ذكاء ولا وعي!
ونواصل غدا انشاء الله : المصدر( نقلا عن موقع النيلين)

فعلا الثقة بالنفس والاخرين مهمة ..وهى اساس السعاده والعيشة الهنيئة

لك التحية اخى الفاضل خالد احمد ودهجا
موضوع رائع ومفيد

لذلك نتابع معك وفى انتظارك
موضوع يستحق وقفة
ولى عودة..للمتابعه والاستفادة
احترامى