عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2011, 06:52 AM   #8




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




بعد قضاء قرابة الاسبوعين فى بونا الحنونة والنفس متأرجحة ما بين القضاء على مكامن الخوف المتأصلة جوه القلب وإكمال مهمة بدأتها بعزيمة قوية وما بين ترك النفس على هواها والتفكير فى عودة قد تكون نتائجها وخيمة فى المستقبل المنظور ...بدأنا فى التفكير فى كيفية الذهاب الى مدينة مدراس حيث إعتذر لى الاخ فقارات بعدم مقدرته فى مرافقتى الى هناك حيث أنه كان يمتحن الملحق ..
من الاشياء التى دعت الى تواجدى كل هذة الفترة فى بونا رغم ان قبولى قد جاء من مدينة مدراس التى تحول اسمها الان وأصبح اسمها " شيناى " البحث عن طالب قديم ماشى هناك حتى أضاف اليه كمرافق ، والاضراب الذى نفذة اساتذة الكليات فى مدراس بغرض تنفيذ مطالبهم ... يعنى ما فى خوف انو التسجيل يفوتنى بهناك ..
عموما وبعد تلكم الفترة التى أعتبرها من أصعب الفترات فى حياتى حيث أن صغر العمر ومهمة إتخاذ القرار قد أثقلا كاهلى وجعلانى أعيش فى توتر ملحوظ لكل من جمعتنى به الصدف فى تلك المده التى إكتشفت فيها عدد لا باس به من الاقارب وكذلك الاصدقاء الذين جمعتنى بهم مختلف مسارات الحياة سواء كانت دراسة او رياضة ، غادرت مدينة بونا محاطا بدعوات الاصدقاء هناك بالتوفيق فى الحصول على المقعد الذى أبحث عنه " مع العلم اننى قد درست المساق العلمى باضافة مادة الجغرافيا " .. وبدأ القطار تحركه ومعى بعض الشباب المتوجهين الى مدينة مدراس فى رحلة مر على فيها شريط ذكريات طويل عريض تختلف فيه الاشكال والمواقف باختلاف المناظر التى تمر علينا من نافذة القطار السريع الذى كان ينهب الارض نهبا .. فتذكرت أحياء امدرمان حى حى ولمة الشارع ومباريات الكورة وجلسة الانس تحت عمود الكهربا وجنب دكان محمد المكوجى وعثمان بتاع الفول ، والبوش ورحلة الاستمتاع بزجاجة بزيانوس من محلات " الجان " بالقرب من بيوت الشفايعة ومسجد الشيخ قريب الله ، قد يتم تدبيلها على حسب درجة صيانة البوش وكمية الزيت البصل بالشطة ..
تذكرت مدرسة الركابية الابتدائية ، ومدرسة ودنوباوى الاميرية والاهلية العليا ..
تذكرت استاذ تاج السر يوسف بشير واستاذ حنفى من المرحلة الابتدائية ، واستاذ هاشم واستاذ عابدين واستاذ جعفر ومديرنا الهمام الاستاذ الهادى السراج فى المرحلةالمتوسطة ، وأستاذ التوم فوزى واستاذ خليل الشهير ب " خليل القرد " من المرحلة الثانوية ..
تذكرت شاى الصباح باللقيمات وسندوتش الطعمية بالجبنة وعقاب التأخير والجلد فى نص طابور الصباح عشان لابس ملون ، وتفتيش الملابس والشعر والسفنجة ..
تذكرت نشيد العلم وصفا انتباه وحصة الصباح والخوفة من التسميع وعصاية استاذ بكرى وهى تلهب ظهورنا سواء كانت اجابتك صاح أم خطأ ..
تذكرت مشاغبات الطلبة والمظاهرات والزوغة من المدرسة عن طريق كلية التربية وتعلم شراب السجائر محاكاة للطلبة الاكبر سنا ..
تذكرت رابطة المسالمة وودنوباوى وتحديات الثلاثيات فى ميدان الزهور بالقرب من مدرسة اسماء فوزى ، وفريق الاخوة والجمهورية والمدربين عادل عوض وفيصل الروبى وخالد كسار ومنتخب ناشئي امدرمان ..
حتى مقابر البكرى تذكرتها ونحن نشق طريقنا عبرها عصرا للوصول الى الميدان الخاص بنا " الذى تم الاستيلاء عليه وأصبح الان حديقة امدرمان الكبرى " وتحولنا لاداء التمارين فى ميدان العجايز .. وليلا للوصول الى نادى المكتبة القبطية لكتل الحفلات ..
تذكرت مقابر احمد شرفى ونحن نمر بجوارها صباحا للوصول الى المدرسة ، وظهرا ونحن نشق طريقنا وسطها للوصول الى شارع المدارس بالثورات حيث الجوطة واللمة والتجكيس ..
تذكرت جمعية المنار الاجتماعية الثقافية التى شاركت فى تأسيسها وأصبحت سكرتيرها الرياضى والفعاليات التى قمنا بها والليالى الثقافية التى أقمناها ونفرات النظافة والايام العلاجية وكورسات التقوية فى مدرسة عثمان صالح للبنات الابتدائية ..
تذكرت مخبز عبدالرحيم فى محطة السيد المكى وقومة الدغش البدري وصفوف الرغيف والواسطة فى الحصول على كميات الخبز المطلوبة ومحلات برعى المصرى وحلويات سلا وبرعى زوابع لتصليح التلفزيونات وكوافير آفو " فاتح على بيت ناس عبدالرحمن الامين " ومغامراتنا معه حيث كنا نفتح الباب ونصرخ بصوت واحد " أفو " دلالة على الريحة العفنة لنغيظه فيترك محله ويطاردنا سعيا للانتقام منا ..
تذكرت سينما امدرمان والوطنية والافلام الهندية التى كنت أعشقها والتى اصبحت سببا فى مجيئى الى هذة الورطة اللذيذة التى أعيشها الان ، وعمارة محمد حسين والحرية ولمة وقفة عيد الفطر وجوطة الضبيحة فى عيد الاضحى ..
لاتفاجأ بعد مرور حوالى ساعة باحد الشباب وهو يقول لى : وصلنا مدراس استعد ..



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس