الموضوع: تثقيف صحي عام
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2012, 08:17 AM   #6




الصورة الرمزية ابوعمر
ابوعمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2817
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 05-29-2023 (04:38 AM)
 المشاركات : 39,168 [ + ]
 التقييم :  58
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
مصائب وهموم ولا اشتكي
تري الشكوي لغير الله مذله
لوني المفضل : Blue
افتراضي



خصّص الرازي في كتابه المنصوري المقالة الرابعة لحفظ الصحة، وقال مقدماً لها: "ذكر جمل حفظ الصحة وجوامعها: أركان حفظ الصحة: حسن تقدير الحركة والسكون والمطعم والمشرب وإخراج الفضول، ونعديل المساكن، وتلاحق الحوادث الرديئة قبل أن تَعْظُم، وموافقة الهمم النفسية، والتحفظ بالعادات". ومن الملاحظ أن جميع ما ورد في المقالة يخص التدابير الصحية الوقائية.

في تقدير الحركة وحالها ووقتها:

يجب أن تستعمل الحركة قبل الطعام إما بالمشي أو الركوب، دون الوصول إلى حالة الاستثقال أو الإعياء. فمن شأن الحركة قبل الطعام أن تذكي الحرارة الغريزية في البدن الذي يكتسب خصبا"وجلدا"وشدّة،وينبغي التحرك بتدرج ودون مفاجئة العصب بغتة.

ويجب تجنب الحركة القوية بعد الطعام لأنها جالبة للأمراض على عكس الحركة قبل الطعام
.

في تقدير النوم ووقته ومنافعه ومضاره:

ليكن النوم بعد الطعام بمدة بمقدار ما ينزل عن فم المعدة . و يحسّ بأن النفخ و الانتفاخ قد قلّ وخف. وإ ن أبطأ ذلك فلا ضير أن يعاود بالمشي الرقيق حتى ينحط عنها .وينبغي أن لا يكثر التقلب من جنب إلى جنب. فإنه يبطئ بالهضم و يثير النفخ والقراقر. ولتكن المخدّة مرتفعة وخاصة إذا كان الطعام لم ينزل عن فم المعدة. و من منافع النوم أنه يريح النفس ويوقظ و يشحذ ويجدد الرأي والفكر الذي قد تلّبد. ويسكن الإعياء ويجدد الهضم ويخصب البدن. ولإفراط في النوم يرهل البدن ويرخيه ويكثر فيه البلغم ويبرّده ولاسيما في الأبدان العبلة السمينة. والسهر المفرط يهيج الحرارة ويفسد السحنة ويجفف البدن ويكثر فيه الأمراض ولاسيما في الأبدان النحيفة وينبغي أن لا يجبر النفس على السهر وقد استرخت وتبلّدت. ولا يستدعي للنوم والنفس يقظة ذكية والحواس والحركات قويّة خفيفة .



في تدبير المطعم :

ينبغي أن يطعم الإنسان إذا نزل ثقل الطعام المتقدم وخفت الناحية السفلى من البطن ولم يبق فيها تمدد وتحرك حركة موافقة وثارت الشهوة. وينبغي أن لا يدافع بالأكل إذا هاجت الشهوة إلا أن تكون شهوة كاذبة كالتي تهيج بالسكارى والمتخمين. فأما إذا اشتهى الإنسان الطعام وليس بسكران ولا كان ما تقدم من غذائه كثيراً غليظا فليأكل وقته ذلك ولا يدافع به فإنه أجود .فإن اتفق ذلك في حالة ما أن يتدافع له بالأكل حتى تسقط شهوته و بعد أن كانت قد ثارت فينبغي أن يشرب جلاّباً أو سكنجبيناً أو ماء ً حاراً ويؤخر الغذاء ساعة حتى يتقيأ أو يستطلق البطن أو تهيج الشهوة ثم يعاود و يأكل. ولا ينبغي أن يتملأ من الطعام حتى تتمدد المعدة وتثقل ويضيق النفس. بل إن عرض مثل هذا في يوم فينبغي أن يقيئ ذلك قبل أن ينحدر وإن لم يتفق ذلك فليزد في النوم ثم في الحركة. وليأخذ ما يحدر ما في البطن ويقل مقدار الغذاء من غدٍ. وليغتذي كل إنسان من الأغذية المألوفة بمقدار ما جرت به عادته من المرات إلا أن تكون عادته رديئة فيحتاج أن ينتقل عنها ، واقل ما يكون الأكل في اليوم والليلة للأصحاء مرة واحدة وأكثره مرتين وأعدله أن يكون ثلاث اكلات في اليومين. والأكل مرة واحدة يضر بأصحاب الأبدان النحيفة اليابسة. والأكل مرتين يضر بأصحاب الجثث الغليظة الخصبة .ومن كان كثير الحركة والتعب احتاج من الغذاء إلى ما هو أكثر وأمتن وبالضد .و ينبغي أن يتناول الإنسان من الأغذية الملائمة له .فإنه ربما لاءمت أحد الأغذية بعض الناس وكانت رديئة فلا يحتاج أن يتوقاها. وربما كانت بعض الأغذية الحميدة غير ملائمة لواحد من الناس يحتاج أن يتوقاها. والأغذية المألوفة التي تميل إليها الشهوة وإن كانت أردأ فإنها أوفق. غلا أن تكون مفرطة الرداءة. ولا ينبغي أن تدمن الأغذية الرديئة. فإن أدمنت فليتعاهد بدواء مسهل. وأما في وقت أكلها فينبغي أن يوكل معها أويشرب بعدها شيء يعدلها.

ومما يسوء به الهضم ويفسد أن تؤكل أغذية مختلفة في وقت واحد ،و أن يتقدم الغذاء الأغلظ قبل الأرق الألطف. أو أن يكثر الألوان ويطول الأكل جداً حتى يسبق اوله آخره بوقت طويل .وليكن الطعام في الشتاء حاراً وفي الصيف بارداً على أنه ينبغي أن ينحدر الطعام الشديد الحر الذي أنزل عن النار و الشديد البرد كالأطعمة المبردة بالثلج. فإن هذه أيضا ًلا ينبغي أن تدمن بل تؤخذ في وقت شديد الحر و في حالة التهاب البدن. وأفضل أوقات الأكل هي الأوقات الباردة .


 
 توقيع : ابوعمر



رد مع اقتباس