عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2011, 06:55 AM   #10




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




زى ما قلت ليكم المرة اللى فاتت بدأنا ان وصديقى ياسر كسلا عملية البحث والتقصى والاستكشاف فى مدينة مدراس ... منها ما هو كدارى ومنها ما هو بالمواصلات .. فوجدنا خلال طوافنا هذا سينما قريبة من البيت وكانت مرة مرة بتقدم فيلم انجليزى ، إلا أن أغلبية افلامها بلغة التاميل " وهى كما قلت لكم لغة ما أنزل الله بها من سلطان " ... يعنى تقدر تقول انو الناس دى بتغش علينا ويوحوا لينا انهم بتكلموا ويكونوا بتفاهموا بالاشارة ...
طبعا وكالعادة بقينا نطلع بالمساء " كورجة " من البشر ونتوكل على الحى الدايم ويا السينما جوكى بلاوى ، وطبعا بتلقانا ماشيين زى كورس كمال ترباس شى قصير وشى طويل وواحد اسمر وواحد قمحى وواحد حلبى ، داك شعرو سبيبى وداك شعرو قرقدى وداك خاتف لونين ، وهو ما يثبت نظرية السودانوية التى أؤمن بها تماما ... نحن لسنا بعرب ولسنا بافارقة خلص " نحن سودانيين وكفى " وعلينا ان نفتخر بهذة الجنسية التى تعنى التعدد والتمازج بدون عراك وقتال ، وكلام سياسيين فاضى .
وفى السينما بنقعد زى الطير فى الباقير نستمتع بالغنا والمناظر الخلابة والممثلات الحلوات ، ومن سياق المكاتلة والضرب ونظرية " البطل لا يموت " بنقوم نكتشف سياق القصة وما جاورها من تحريفات لقصص أخرى يتم دمجها عنوة واقتدارا فى وسط الفلم ..
نطلع من السينما وعلى المطعم عدل .. نضرب البيض ونشرب الشاى " طبعا الشاى باللبن فى الهند لا مواعيد له " حيث اننا اصبحنا مثل سيرمس الشاى من كترة ما شربنا هذا المشروب المنعش الجميل .. لنتوجه بعد ذلك الى البيت وعلى السطوح عدل لتبدأ السهرة المدنكلة ، فيقوم الاخ جمال باحضار الجردل والاخ سعد باحضار صينية " تصدر اصواتا " ونبدأ فى الدندنة والغناء الجميل .. وكان فناننا الاول ياسر كسلا يليه سعد الحلبى .. ومن ثم يأتى دورى ، فرغم كل شئ أمتلك صوتا جميلا وأذنا موسيقية ، إضافة الى عشقى بحفظ الاغنيات المختلفة ابتداء من الحقيبة وانتهاء بالاغنية المعاصرة لبعض الفنانين المحددين أمثال ابو اللمين وابوعركى البخيت وحمد الريح والطيب عبدالله ..
وبعد الانتهاء من السهرة يخلد الاخرون للنوم بينما نبقى انا وصديقى المقرب ياسر كسلا ساهرون نناجى الليل باسرارنا وكل واحد منا يفضى ببعض مما تعتملة النفس للآخر ، فقربت الصلات بيننا وبتنا نعرف كل شئ عن بعضنا البعض من طق طق للسلام عليكم ..
مع نسمات الصباح الباكره نبدأ جميعنا فى النزول الى الطابق الارضى وكل منا يغنى على ليلاه فمنا من يرغب فى مواصلة حصة النوم ومنا من يقوم بارتداء ملابسه لقضاء بعض الحاجات سواء فى السوق او أى مكان آخر ..وأخرين يبدأون فى تجهيز وجبة الغدا وتجهيز الشاى باللبن بعد استلام اللبن بتاع الجاموس من جارنا الذى يمتلك مزرعة كاربة .
ونواصل ...

قضينا فترة ولا أجمل فى ذلكم البيت الذىضمنا جميعا بدون ان يظهر أى نوع من مظاهر الضيق رغم انه وكما قلت يتكون من غرفة وصالة ومطبخ وحمام وسطوح ..فكنا نتناوب فى فترة الظهيرة للنوم فى السراير ، وننبطح فى المراتب ليلا على السطوح ..
من أطرف المواقف التى مرت علينا فى بداية وصولنا مدراس أنو صحينا فى يوم من الايام ولقينا الحلة مكرتنه والعساكر فى كل مكان وجوطة شديدة ... طبعا لبدنا لبدة عدوكم وبقينا نفتش فى الطريقة اللى نتخارج بيها ..
غايتو بعد مجازفات ومكابسات لقينا طريقة نعرف الحاصل شنو خاصة بعد ما أكتشفنا انو تكثيف المراقبة والحراسة مركز على البيت بتاع جيرانا ، الذى كنا قد وثقنا علاقتنا بصاحبته وبنتها البالغة من العمر خمسة سنوات " كانت البنت اساسا هى سبب المعرفة " فلقد كانت فضولية وحبوبة جدا ورغبت فى معرفة العبيد اللى بتشوفهم قاعدين يتونسوا قدام باب البيت ..
فى اليوم داك عرفنا ان زوجها قد عاد ، وأتضح لنا ان زوجها رتبة كبيرة فى الجيش ومن القيادات التى تعمل على محاربة المتمردين المعروفين باسم " التايجر " عشان كده بخافوا عليهو وبعملوا ليهو حراسة ما عادية خوفا من الاغتيال ..
المهم قدمت الزوجة الدعوة لنا لمقابلة زوجها وطلع راجل شاب وظريف جدا .. أخدنا وأدينا معاهو وأتضح انو زول فاهم وعارف الحاصل شنو فى العالم كلو ..
وبعد كم يوم من تلك المقابلة تصادف ان زميلنا جمال الحنتبلى يرغب فى تسجيل اقامتة التى تأخر كثيرا فى اجراءاتها وهو ما قد يسبب له بعض المشاكل مع ناس الشرطة .. فقام بابلاغ الجارة التى أوصلت الموضوع الى زوجها فقام بكتابة رسالة صغيرة وضعها فى يده وقال له اذهب الى المفتش وسوف يساعدك ..
الحنتبلى جانا تانى يوم مخلوع بعد الكرم الحاتمى والاستقبال الهاش الباش الذى وجده .. وهو الشئ الذى جعلنا نتخوف من ذلك الجار بعض الشئ ، فلقد اتضح انه من قيادات الاستخبارات المطلق عليهم " السى. آى. دى " .. وديل كعبين عديييييييل .
عموما وبعد فترة من السكنى فى ذلكم البيت بدأ الجمع فى البحث عن شقق للايجار ، فكنا نسير زرافات ووحدانا فى المسالك والدروب المختلفة للمدينة من أجل الحصول على المبتغى الغالى ، وحرص الاخوة المجتمعين على أن تكون الشقة فى نفس الحى الذى ولفنا عليه ..
بعد فترة وجد الشباب بيت عجيب زى القصر بالظبط وفية من الغرف ما يكفى لكل ذاك الجمع فانتقل الية عدد كبير منهم وبقينا فى الشقة الصغيرة انا والاخ ياسر كسلا وجمال الحنتبلى ، وكان سكنى معهم لفترة مؤقته حيث ان كليتى بعيدة من تلكم المنطقة ويستوجب على الارتحال الى منطقة اخرى قريبة منها ..
بعد تلك الفترة التقيت باثنان من ابناء حلتى وهما محمد يوسف وحسن كمال اللذان جاءا الى بغرض أن نسكن معا فى منطقة تسمى " كوتى فيكام " افضل حالا من المنطقة القريبة من الكلية والتى تسمى " طم برم " .. إلا اننى فضلت عدم السكنى معهم حيث ان طبائعهم تختلف تماما عن طبائعى إضافة الى ان المنطقة التى ذكروها لم ترق لى ..
فى تلك الفترة مررت بأقسى تجربة مرت على حيث شعرت مع بدايات الليل البهيم بحمى غريبة تتسلل الى داخل الجسد المرتعب أصلا من الغربة ، حمى لم أعرفها من قبل وتتفوق على حمى الملاريا بالف درجة تقريبا ، لدرجة اننى كنت التمس الرطوبة من بلاط مدخل البيت ، كانت كالجمر الذى اطلق فى كافة انحاء الجسم ابتداء من الراس وانتهاء بالارجل ..
تحملت لبقية الليل كل تلك الالام وفضلت عدم ازعاج الشباب الى ان تشرق شمس الصباح وحتى يتسنى لنا وجود وسيلة نقل تخرجنا من تلك الانحاء .. وبت أتقلب على جمر المواعيد الحلوب مع أول انتكاسة مرضية لى وانا بعيد عن الديار وعن الاهل ، وعن رعاية الوالدة عليها رحمة الله ..



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس