عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2016, 02:55 PM   #6


الصورة الرمزية ايوب
ايوب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7537
 تاريخ التسجيل :  Oct 2010
 أخر زيارة : 09-13-2020 (09:25 AM)
 المشاركات : 3,103 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Brown
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسوله الأمين
ثم أما بعد
مازلنا نتحدث عن الامثال في القران ونواصل ما انقطع من الحديث وبفضل الله وصلنا الي قوله
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
مثل الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها


أن سَبَبٍ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ في رجل مؤمن من الأمم السابقة فِي زَمَنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ و آتَاهُ اللَّهُ آيَاتِهِ فَتَرَكَهَا وحبا الدنيا علي الآخرة فأَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ
يَقُولُ تَعَالَى: وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا
أي لو شئنا لرفعناه إلى منزل العلماء الأبرار مِنَ التَّدَنُّسِ عَنْ قَاذُورَاتِ الدُّنْيَا بِالْآيَاتِ الَّتِي آتَيْنَاهُ إِيَّاهَا ولكنه مال إلى الدنيا وسكن إليها وآثر لذتها وشهواتها على الآخرة واتبع ما تهواه نفسه فانحط أسفل سافلين
فانسلخ منها أي من هذه الآيات التي أوتيها كما تنسلخ الشاة عن جلدها فلم يبق له بها اتصال او كما تنسلخ الحية من جلدها ذلك بأنه كفر بها وأعرض عنها فأتبعه الشيطان عند انسلاخه عن الآيات و لحقه فأدركه وصار قرينا له فأتبع خطواته
فنجد المثل
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكلب إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث
لهثَ الكلبُ يَلْهَثُ إذا أخرج لسانه من التعب أو العطشِ
أي فمثله في الخسة والدناءة كمثل الكلب إن طردته وزجرته لَهَث وإن تركته على حاله لَهَث وان سعي في الارض لهث وهو تمثيل بادي الروعة ظاهر البلاغة {ذَّلِكَ مَثَلُ القوم الذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا} أي هذا المثل السيء هو مثلٌ لكل من كذّب بآيات الله فرأى في آياتنا وعبرنا لم يتعظ قوله فمثله كمثل الكلب أي فصار لما انسلخ عن الآيات ولم يعمل بها منحطا إلى أسفل رتبة مشابها لأخس الحيوانات في الدناءة مماثلا له في أقبح أوصافه لا يترك المعصية في جميع أحواله سواء وعظه الواعظ وذكره المذكر وزجره الزاجر أو لم يقع شيء من ذلك .

تتركه يلهث في محل نصب على الحال : أي مثله كمثل الكلب حال كونه متصفا بهذه الصفة
والمعنى :
قال القتيبي : كل شيء يلهث فإنما يلهث من إعياء أو عطش إلا الكلب فإنه يلهث في حال الكلال ، وحال الراحة وحال المرض وحال الصحة وحال الري وحال العطش
فضربه الله مثلا لمن كذب بآياته فقال : إن وعظته ضل وإن تركته ضل فهو كالكلب إن تركته لهث وإن طردته لهث
كقوله تعالى : وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون
واللهث : إخراج اللسان من تعب أو عطش أو غير ذلك
والله اعلم





 
 توقيع : ايوب



لا تأمن الموت في طرف ولا نفس
*** ولـو تـمنعــت بــالحجـاب والحـــرس
وأعـلـم أن ســهــام المــوت نـافـذة
*** فــي كــل مـــدرع مــنـــا ومـتـــــرس




رد مع اقتباس