صحيح ما تفضلت به عزيزي أبو أمجد ..كانت الحصاحيصا مدينة صغيرة وادعة وهادئه عندما قبلنا بالمدرسة الوسطي تحديداً في العام 1956 لنمضي بها أربعة أيام حافلة بالذكريات التي لا تنسي ..من المعالم البارزه طبعاً المركزوالسجن والفبارك ..والسوق ..وكان هنالك بالطبع المسجد القريب من السوق والإمام هو العالم أبوقنايه الذي كان حاضراً في العمل العام علي أيام الرئيس النميري ..المستشفي لم تكن موجوده وناس السوق معروفين بالاسم ..عمنا حسب الرسول ولديه محل كبير وهو والد الصديق العزيز المهندس هاشم حسب الرسول ومحل الوداعه عثمان وكان هنالك بعض الصاغة ..ولن أنسي المقلب الذي حدث لي مع زميلي عوض محمود ..فقد دخلنا إلي مطعم أمام محطة الوقود الوحيدة آنذاك وطلبنا غداءً معتبراً وكان كل واحد منا يعتقد أن زميله لديه ما يكفي من نقود وفوجئنا بصاحب المطعم يعاقبنا بغسيل عدة المطبخ قرابة الثلاثة ساعات ..وكان هنالك فوال خطير شمال السوق يقدم مع وجبة الفول الأرز باللبن .. ولن ننسي طبعاً سينما الحصاحيصا التي استضافت العديد من الفنانين أذكر منهم إبراهيم عوض وقد استمعنا له من حوش الداخلية إذ لم يكن مسموح لنا مشاهدة السينما وحملت لنا النسمات صوت إبراهيم عوض الرخيم وهو يردد ( نفسك أبيه وروحك خفيفه وليك جاذبيه ) كان هنالك ايضاً مكتب للتعاون غرب المدينة بالقرب من منزل السيد علي دنقلا ..وذاع صيت أندية قلب الجزيره والأهلي الحصاحيصا ولا تخلو طرقات السوق من الدرويش الراكض باستمرار ( خوجلي ) وهو يهمهم بكلمات غير مفهومة وكانت السكة حديد نشطه بشكل لا يوصف وكذلك البنطون ..وخلف داخلية المدرسة الوسطي إمتدت العديد من المزارع وهذا قليل من كثير .
|