مكنون الحنين أسكبه على وطن يتيم مريض ، اعيته الجراح وطوابير الولاءت الكاذبة ، حاصره الضعف والوهن من كل جانب ، تجمعت حوله نكبات الحكم من طمع وظلم
وإستهتار فكان وحيدآ شريدآ لا قوة له ولا قرار ما يشغلنا حقآ كيف عسانا أن نغيره - نرتب حاله وهو مصلوب على ارصفه الضياع واطماع الرأسماليين الجدد ..!!
جعلوه مثل سندباد الريح ضاع شراعه يوم غابت الكفاءة وألبسوه جلباب الحزبية الضيق إنتماءآ ، وكم من كفاءات ابعدت وهجرت على غير رغبتها... !!
وطن تتقاسم خيراته فئة قليله ، تنافح عن مصالحها بكل الوسائل ، لا تهادن ولا تسالم ، لا تحفظ دمآ لمسلم ولا تراعي خوة للدين والوطن ،، اسود على شعب اعزل ،
نعام على حدود تستباح وكرامة تهدر - بلدي غني بموارده وفكر أبنائه ولكنه فقير ومحروم بأمر حكامه
وطن لا نرضى المساس به أو النيل من عزته وشموخه وكبرياءه وإن اختلفنا مع حاكميه ، تطاول عليه الاقزام في زمن العتام ، فتعالت حناجر السفهاء تنهش جسده
الهزيل داخل وخارج حدوده ، ظللنا دومآ نتعالى فوق احزانه ، حينما نغنيه ينشر فينا الفجر دفء حروفه فنرتدي ثوب الفصيح كساء ، ما اجمله وهو يولد فينا اخضرآ ،
ارضه ونيله ونخوة رجاله ، وسحنته السمراء لم تجعل الاوليين فيه وراء ، نعم كان جواز مرورنا بين العالمين قيمته وقيمه الراسخة في إبنائه كرم وصدق ونزاهه ،
خيره وفضله ونخله الذي نطعم به الناس ، وطن إن جف ضرع الغيم يهطل للسائلين ماء ، سكتنا وطريقنا فيه بياض النية وبعدها نفيض على كل القلوب رواء ،
متشحين فيه بالفكر ليظل على الدوام شاهق مد البصر معافآ ورحيما ...
بعد كل هذا يا أبناء وطني لا تحزنوا لما اصابه ، فبرغم الجراح سنسعى ونواصل إذا ما تأجلت المرحلة فالسودان الصالح يمتحن الأن ويمحص ، غدآ سنفرح به
رغم المصائب والفتن فبعد العسر يسر ، غدآ تصلي لنا الاحلام ندية فقد قرأنا فيما مضى أن الكريم لا يضام - والسلام .