عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-07-2019, 05:56 AM


ابوعمر غير متواجد حالياً
United Arab Emirates     Male
SMS ~ [ + ]
مصائب وهموم ولا اشتكي
تري الشكوي لغير الله مذله
لوني المفضل Blue
 رقم العضوية : 2817
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 فترة الأقامة : 5465 يوم
 أخر زيارة : 05-29-2023 (04:38 AM)
 الإقامة : الشارقة
 المشاركات : 39,168 [ + ]
 التقييم : 58
 معدل التقييم : ابوعمر will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أول أيام رمضان في الاعتصام



أمضى آلاف السودانيين، نهار أمس، أول أيام رمضان، في درجات حرارة وصفت بالعالية، وفيما أكمل المعتصمون شهراً بالتمام في القيظ والغبار، ويعتصمون أمام مقر الجيش في الخرطوم، للمطالبة ببلد جديد، متمسكين بأحلامهم، سواء بالديمقراطية أو بالازدهار الاقتصادي.. لم تجدِ محاولات منظمات المجتمع المدني في كسر حدة الصيف على المعتصمين، من خلال خيم ضخمة مكيفة، تبرع بها عدد من رجال الأعمال، لكن مشكلة في التوصيلات الكهربائية حالت دون اكتمال تركيبها.

وتبقى الآمال كثيرة، لكن بعض المطالب تحظى أو تكاد تحظى بالإجماع في موقع الاعتصام. فالكل يطالب بتحسين ظروفهم المعيشية، لكن العديدين يرفعون مطالب أخرى أيضاً، من بينها قيام سودان «خالٍ من الإخوان». ويقول أحد المتظاهرين بهذا الصدد «لقد دمروا البلد حرفياً». وفي 1989، ساند الإخوان الانقلاب الذي حمل عمر البشير إلى السلطة، وقد أطاحه الجيش في 11 أبريل، تحت ضغط حركة احتجاجية غير مسبوقة، استمرت حوالى أربعة أشهر، إثر قرار اتخذته الحكومة في ديسمبر، بزيادة سعر الخبز ثلاثة أضعاف.

وتكتظ الجادة المحاذية لمقر الجيش، بمئات المعتصمين، الذين يعبرون ذهاباً وإياباً، وسط أجواء طيبة، تمتزج فيها رائحة القهوة برائحة أطباق الفول التقليدية، التي تُطهى في قدور ضخمة. وحين يسألهم صحافي من وكالة فرانس برس، كيف يتصورون السودان ما بعد البشير، لا يخفي المتظاهرون من أعمار متفاوتة حماستهم.

ويقول محمد عادل حي الطالب البالغ من العمر 22 عاماً «نريد بلداً يصل فيه ذوو الكفاءات إلى الوظائف بدون وساطات»، مضيفاً «أخيم منذ شهر، حتى لا يطعن أحد بحلمي». ويقول الطالب في الهندسة، الذي لم يعرف نظاماً غير نظام البشير «نريد بلداً... يديره المدنيون، وليس إخوان كما من قبل».

وأوضح مركز «تشاتام هاوس» في لندن، في دراسة أجراها أخيراً حول آفاق المستقبل في السودان «هناك اليوم مزيج من البهجة والحذر حيال مستقبل البلاد». ويلزم الجميع الحذر إزاء تعثر المحادثات بين قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري الانتقالي الحاكم. ويتوقف نجاح هذه المحادثات، برأي الخبراء، على قدرة الطرفين على صياغة تسويات مقبولة من الطرف الآخر، إنما كذلك من غالبية السودانيين، الذين يتوقون بمعظمهم إلى حياة أفضل.

حاجات أوليّة

وقال أبو الكامل، الذي كان عمره 18 عاماً عند تولي البشير السلطة، إن «شعب السودان يريد قبل أي شيء، تلبية حاجاته الأوليّة على صعيد التربية والصحة ...، والمزيد من العدالة الاجتماعية». ويضيف الموظف في جامعة الخرطوم أن الإخوان دمروا البلد فعلياً، بدعوتهم مؤسس تنظيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن، الأمر الذي أدى إلى فرض عقوبات دولية على بلدنا.

بدورها،قالت عائشة الخمسينية، رافضة الإفصاح عن اسمها كاملاً، وعن وظيفتها «كل ما نريده هو أن نأكل ونكتفي، وأن نرى البلاد تعمّر من جديد». وأعربت متظاهرة أخرى، هي انتصار ربيعة محمد من مواليد 1975، عن تطلعات مماثلة، آملة في قيام «سودان مزدهر ومتطور وحيوي».

ويردد المحتجون شعارات تعرب عن حجم آمالهم، فيهتفون في كل التظاهرات «حرية سلام عدالة»، وهي مطالب تتخطى التطلعات الاقتصادية. وبعد حرمانهم على مدى سنوات من إبداء اهتمامهم بالشأن السياسي، في ظل نظام مستبد، ألغى النقاش العام، وخنق حرية الصحافة، مع تصنيف السودان على هذا الصعيد في المرتبة 174 من أصل 180 بلداً في التصنيف العالمي لمنظمة مراسلون بلا حدود، يعود السودانيون ليحتلوا الساحة العامة، ويستعيدوا السيطرة على الشارع في الخرطوم، وسط أجواء احتفالية.



 توقيع : ابوعمر


رد مع اقتباس