عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2011, 07:06 AM   #15




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




بعد وصولنا الى المحطة ووقوفنا هناك الى حين الاعلان عن مغادرة القطار المتوجة الى مدينة مدراس العملاقة تناولنا الشاى الذى تختلقف مسمياتة فى كل محطة ففى تلك المنطقة من الجنوب الهندى أكاد أزعم اننا مررنا بحوالى سبعة لغات أذكر منها " الكنده ، ميليالام ، تاميل " ففى بعض المناطق يصرخ الباعة بصوت واحد ومتناغم " شايا " مع تضخيم الياء .. وهناك من يصرخ فى منطقة أخرى " تى " بمعنى شاى بالانجليزية ، وهناك من يصرخ فى منطقة ثالثة " شاى " بجر الالف .. عموما ونسبة للفلس اللى ضارب جيوبنا تناولنا الشاى مع بعض الزلابيا الحلوة لتكون زادا لنا فى مشوار قد يمتد ليومين أو أقل قليلا ..
تحرك بنا القطار من محطة مدينة كويمبتور لنجلس كما هى عادة الطلبة السودانيين بالقرب من باب القطار لتنسم الهواء والابتعاد من رائحة الهنود " حيث ان هناك رائحة غريبة تميزهم وهى على ما أعتقد خاصة بالزيت الذى يضعونه على شعورهم " ... وجلسنا نتسامر قليلا ونتبادل الطرائف التى مرت علينا فى الرحلة .. والمناظر الجميلة التى شاهدناها .. مع الاجماع على ندرة وجمال حديقة البرندافان التى قلما يمكن ان تكون هناك حديقة مثلها ..
مر علينا اليوم سريعا ونحن نتناول ما خف سعرة عينا من الطرقات والتى كانت عادة ما تكون وجبة موز من النوع الصغير المتوفر فى تلك البقاع " يعنى بقينا نسانيس بس " .. ومع حلول الليل ونزول البرد بدأ التعب يحل علينا وملامح الجوع تنال مننا ، وبقينا نتلفت ونحن نرى بام اعيننا الهنود وهم يتناولون الوجبات الدسمة " من وجهة نظرهم طبعا " .. لكنها ورغم فقرها بالنسبة الينا ، الا انها بدت فى اعيننا زى البيتزا .. شفتوا الجوع بعمل فى الناس شنو ؟
المهم وبعد معاناة مع الجوع والبرد " التقول بعيوات " وصلنا الى مدينة مدراس التى رأيتها فى تلكم اللحظات وكأنها أمدرمان .. حيث شعرت براحة نفسية ما عادية لوصولنا الى المدينة التى نسكن فيها وبدأنا فى التعرف عليها شيئا فشيئا ..
ومنذ ان نزلنا بدأنا فى التفكير فى كيفية الوصول الى منقة سكننا التى تبعد كثيرا من هناك ، مع مراعاة الفلس الذى قد نال منا كثيرا ، وأصبحنا لا نمتلك اى فلوس تقريبا .. فقلنا احسن ناخد لينا تاكسى ونحاسبوا هناك ، وأتضح ان حبيبنا والممول الرسمى للرحلة الاخ نور الدين كان عندة تصبيرة قروش فى البيت ، ففرحنا وضحكنا ضحك طفلين معا وعدونا فسبقنا ظلنا ..
وجرينا جرى على البيت مع المطالبة بضرورة النزول الفورى وجلب أكل لنا من اقرب مطعم أو جلب بيض فى أسوأ الاحوال من أجل تناول ما يسد رمقنا ..
وبالفعل لا أتذكر نوع الوجبة التى تناولناها الا انها كانت كافية بالنسبة الى ثلاثة هدّهم الجوع والتعب ونال منهم ما نال .. وخاصة اننى أسكن بعيد بعض الشئ من الشباب وكان على ان اتوجه الى منزلى العامر فى الليل البهيم داك ..
نلنا قسطا من الراحة وتناولنا ما قسمة الله لنا .. وتوجهت بعد ذلك الى البيت وبحوذتى مبلغ من المال استندتة من الاخ نور الدين ليضاف الى قيمة الدين الاول ، وبمجر وصولى الى المنزل الدافئ توجهت مباشرة ناحية مرتبتى " لم يكن لدى سرير فى ذلك الوقت " ويا النوم جاك بلا ..
صحيت تانى يوم وانا جسمى مكسر فى كل حتة وتوجهت مباشرة الى شباب حى العمدة من أجل التزود بوجبة جميلة حيث ان ابن حلتنا خالد الحورى قد أشتهر بطعامة اليد وبصورة لا ينافسة عليها الا الشيف رمزى .. وبالفعل وجدت الشباب عاملين حلة كاربة وبدون استئذان توجهت ناحية المطبخ تقودنى انفى التى لا تخطئ الرائحة الجميلة ..
بعد الغدا توجهت الى المنطقة التى كنت اسكنها من قبل وقابلت بقية الاصدقاء هناك لاستمتع معهم ببقية اليوم " الاضراب لا زال شغال " وتسامرنا وتبادلنا الاحاديت الودية وذهبنا بالليل الى السينما الكبيرة فى شارع الماونت او " الماونت رود " الذى لم أرى بالفعل اضخم منه فى حياتى ولا حتى فى ابوظبى .. ولا السينما ، التى كانت بالداخل تضم خمسة سينمات ، وكل واحدة مستقلة عن الاخرى الا انها جميعا توجد فى مبنى واحد ..
وقمنا بدخول فلم امريكى بتاع أكشن .. وخرجنا من هناك ونحن نركب ركشة واحد " لرخص سعرها " .. وتخيلوا كم كان عددنا ... لقد كنا حوالى التسعة اشخاص فى داخل تلك المركية العجيبة بعد الاتفاق بزيادة السعر شوية لصاحبها .. الذى كان يتخير الطرقات التى لاتوجد فيها قوات الشرطة الهندية ، والتى لايوجد لها شغل سوى متابعة الاجانب أو هكذا كنا نعتقد ..
نخليكم شوية ونجيكم صادين بكرة



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس