عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2011, 06:51 AM   #7




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




أها يا قموشة وبعد ما ضربت الطراوة فى غرفة اخونا فقارات بداخلية كلية واديا ، جاء الشباب وهم يحملون ما تيسر لهم من روبيات لا أعرف كيف جمعوها ولا من أين استطاعوا الحصول عليها .. وتمت عزومتى فى مطعم شهير بتقديم أكلة " الموتون كرمشوب " وهى بالعربى كدة كستليته لكن معمولة بطريقة يسيل لها اللعاب .
لكن ولشدة استغرابى من نفسى بعد ذلك لم تطق نفسى تلكم الوجبة الهائلة وأكلت لى منها لقيمة واحدة ، وقلت لهم بعدها : انا نفسى مسدودة وما قادر آكل .. وهو الشئ الذى ادى الى تجهم وجه صديقنا الدنقلاوى مبارك الذى شن على هجوما عنيفا وسأل ابوالفقر : هو الود ده من وين ... ونعل خاش أبو أهلى كلهم عندما علم اننى من ابناء حى العمدة بامدرمان وقال لابن حلتى : طيب بدلع كدة مالو .. حسى يخلينا ندين ونتسلف ونشحد من اللى يسوى وما يسوى ويجى يقول ما داير يأكل ..

المهم حبايبنا يبدو عليهم انو ليهم فترة من هذا المطعم فقبلوا ليك على الصحن بتاعى وتم القيام بواجب تنظيفة بصورة سريعة وكاملة وثلاثية الابادة .. فلم يتركوا أى شئ حيث ان العظام تم سحب أى لحمة متعلقة بها ووضعها على جانب صحن السلطة حتى يتم مراجعتها بصورة أكثر تأمينا وشفافية .. وأخوكم المسكين اكتفى بشرب العصير فقط ..
وعدنا الى الداخلية لنتبادل بعد ذلك اطراف الحديث ونقل آخر المستجدات التى حدثت فى الحلة .. زى ديك عرسوها وديك طلقوها ، وداك راح فى حق الله ، وفلان رحل من الحلة بعد ان باع بيته " لنقادى " بمبلغ كبير وذهب الى اطراف امدرمان واشترى بيت كبير .. ففى تلك الفترة جن جنون أهلنا النقادة على شراء البيوت فى منطقة حى العمدة والمسالمة وذلك لقرب الكنيسة من تلكم الاحياء .. وبحسب علمنا فلقد كان ذلك يتم بتوجية من الكنيسة التى تقوم بتقديم الدعم المالى من أجل تحقيق هذة الغاية ..
فى اليوم داك ظللت اردد على مسامع الشباب هناك بانى راجع الى السودان واننى لن استطيع المكوث فى الهند لانها بلد وسخانة وناسها وسخانين ، وأننى سوف أعود حتى استطيع اللحاق بالكلية الحربية ، وكان مجدى ود حلتنا المسكين يسعى جاهدا الى إقناعى بالعدول عن الفكرة وقام بجلب بعض من الاخوة السودانيين حتى يتم اقناعى " هو اساسا انا كنت بعمل فى مناورات لانو خايف من تهكم الاصدقاء فى السودان " ... الا ان واقعية وفقارة صديقنا الدنقلاوى مبارك محجوب قد هرشتنى شوية ، حيث قال لابوالفقر وفى وجودى : ياخى بتحنس فى شنو ... كان ما عاجباهو البلد خليهو يمشى ، وما فضل ليهو الا يقول خلى يطير فى ستين داهية ..
المهم ما بين شد وجذب صنيت شوية من موال انا راجع السودان ده ... وحل الليل علينا فذهب بى ود حلتنا الى أكثر المناطق شهرة فى بونا " الاكشاك " وهى شارع جميل رصت على جانبه كمية من الاكشاك التى تبيع المأكولات والمشروبات بانواعها ، وكان اشهرها بالنسبة الى السودانيين " كشك الايرانى " الذى كان يمد الطلبة بالفول السودانى المدنكل " ولا أبوصليب فى زمانو " ... وأتخيلوا برضو ما قدرت أستسيغ طعم الفول ورفضت العشاء .
هنا فقد صديقنا الدنقلاوى صبره ... وانفعل وقال لمجدى : عليك الله فكنا من زولك ده ، انا عندى قراية ومع السلامة ..
فى اللحظة دى عرفت انو الموتر اللى كان سايقو ودحلتنا كان بتاع مبارك الدنقلاوى ، وقام شال منو الموتر وقال ليهو انا مفرتق .. ونظر الى شذرا وكأنى به يريد لطمى على وجهى .. وبسبب ان الهوستيل بتاع كلية واديا قريب من نمطقة الاكشاك فلقد ذهبنا الى الكلية بارجلنا ، ولم ينسى ان يشترى لى بسكويت عشان آكلو ، حيث اننى منذ الصباح لم أتذوق شيئا سوى البسكويت والحاجة الباردة .
عموما مرت على ايام اسود من الجزمة التى ضرب بها بوش فى العراق ، وعذبت ليك الشباب فى بونا وبصورة غير معتادة .. الود عامل فيها حنكوش .. لكن وللحقيقة اننى لم أكن أتحنكش وما كنت أشعر به مزيج من الخوف لهذة التجربة والخوف من الفشل مع بعض الذكريات المريرة لما رأيته لحظة وصولى الهند .. وبعد كم يوم كده لاقيت ود حلتنا وصديقى المقرب فخر الدين موسى " وهذا الرجل خاله مباشرة الصادق عبدالله عبدالماجد " الذى جلس معى جلسة مطولة وحاول ان يهدئ من مخاوفى ... وكان على ما يبدو له خلفية بعلم النفس " زى دكتور بكرى فالح كده " وعرف مكمن الداء ... وقال لى: ياخ ما تخاف كلنا لمن جينا كنا ما بنعرف التكتح فى الانجليزى ، ومع مرور الايام ستتعود على كل هذة الاشياء ... وانت براك بتعرفنى انا لمن كنت فى السودان اى بى سى ما كنت حافظها ، وما كنت بعرف الحروف ذاتها خليك من أتكلم ... لكن والحمد لله انا دلوقتى بقيت كويس وعرفت أمشى نفسى فى البلد ، وده اللى راح يحصل ليك ان شاء الله .
ونواصل ..



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس