لم تسلم العملية التعليمية في السودان من عملية التخريب الممنهج، والذي طال كل مناحي الحياة في ظل حكم الإخوان.

وعبثت أيدي النظام المخلوع بالسياسات التعليمية الراسخة بما فيها المناهج المدرسية التي ظلت طوال العقود الثلاثة الماضية تمثل هاجساً للطلبة ولأولياء أمورهم والمهمومين بالقضايا التربوية، لافتقارها للمحتوى التربوي المواكب لتطورات الحياة العصرية واعتمادها على التلقين دون وضع مساحات لتنمية قدرات الطلبة، بجانب حشوها بمواد وكتب أثقل حملها كاهل الصغار.

ولعل كل السودانيين يتطلعون لوضع سياسات تعليمية مستقرة بعد الإطاحة بحكم الإخوان.

لا سيما وأن الحكومة الانتقالية تدرك حجم الكارثة التي لحقت بقطاع التعليم في البلاد جراء تلك المناهج العقيمة بحسب الخبراء، وهو ذات الأمر الذي تطرق إليه مدير المناهج د. عمر القراي الذي تم تعيينه من قبل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إذ أكد بأن المنهج التعليمي المتبع منهجاً مسيساً لخدمة أغراض النظام المخلوع.

منهج

ويصف القراي الذي أغضب تعيينه بقايا النظام الإخواني المنهج الحالي بالتقليدي والذي يقوم على الحفظ والتلقين والاسترجاع وليس الفهم، كما أن كمية المنهج كبيرة مما يشكل عبئاً كبيراً على التلاميذ، وقال إنه منهج سيسه النظام المخلوع ليخدم أغراضاً سياسية معينة، لافتاً إلى أنه ورغم كثرة مواده إلا أنه ضعيف من الناحية العلمية، ويتضمن أخطاء كثيرة.

وأعلن القراي عن منهج جديد يعكفون على وضعه، وقال إن المنهج الجديد سيكون خفيفاً رشيقاً غير قائم على التلقين والحفظ وإنما يستند على الفهم، بجانب العمل عبر سلم تعليمي جديد سيبدأ تطبيقه العام المقبل، كما أنه أكد أن المنهج الجديد سيشارك في وضعه كل الشعب السوداني ولايمكن أن يعده شخص واحد، ولكنه قال إن ذلك سيتم عبر لجان متخصصة،.العدالة والسلام

ويضيف «المنهج الذي نتطلع إليه لابد أن يعكس قيم الثورة في الحرية والعدالة والسلام، ويعلي من كرامة الإنسان والتعايش السلمي، وكذلك تنزيل قيم التضحية والشجاعة والتسامح التي تربي الأجيال».

ويؤكد الخبير التربوي السوداني د. مبارك يحي لـ«البيان» أن المناهج التعليمية في السودان تأثرت بشكل واضح عقب مؤتمر السياسات التربوية الذي عقد بداية العام 1990، الذي فرض سلماً تعليمياً جديداً أفرز عدة مشاكل للنظام التعليمي ككل وبالمناهج بشكل خاص.

حيث قُلص السلم التعليمي من ثلاث مراحل وهي «الابتدائي، المتوسط، الثانوي» إلى مرحلتين بعد أن قام بحذف المرحلة المتوسطة، رغم إثبات كل الدراسات وآراء الخبراء عدم جدوى ذلك.