الموضوع: معركة الاحزاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2016, 04:25 PM   #5


الصورة الرمزية ايوب
ايوب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7537
 تاريخ التسجيل :  Oct 2010
 أخر زيارة : 09-13-2020 (09:25 AM)
 المشاركات : 3,103 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Brown
افتراضي



بسم الرحمن الرحيم
والصلاة علي رسول الله
نواصل

وقد حاول المشركون في بعض الأيام محاولة بليغة لاقتحام الخندق، أو لبناء الطرق فيها، ولكن المسلمين كافحوا مكافحة مجيدة، ورشقوهم بالنبل، وناضلوهم أشد النضال حتى فشل المشركون في محاولتهم‏.‏

ولأجل الاشتغال بمثل هذه المكافحة الشديدة فات بعض الصلوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، ففي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه‏:‏ أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق، فجعل يسب كفار قريش‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏(‏وأنا والله ما صليتها‏)‏، فنزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بُطْحَان، فتوضأ للصلاة، وتوضأنا لها، فصلى العصر بعد ما غربت الشمس، ثم صلي بعدها المغرب‏.‏

وقد استاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لفوات هذه الصلاة حتى دعا على المشركين،
ففي البخاري عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم الخندق‏:‏ ‏‏(‏ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم ناراً، كما شغلونا عن الصلاة الوسطي حتى غابت الشمس‏)‏‏.‏
ولمّا إشتد البلاء على المسلمين في هذه المحاصرة جاء أبو سعيد الخدري الى النبي صلى الله عليه وآله وقال يا رسول الله هل من شيء نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر؟
فقال: قولوا«اللهم أستر عوراتنا وامن روعتنا ».
ثم ظهر النفاق من المنافقين وإبتأوا بإيذاء المسلمين، فذهب صلى الله عليه وآله الى مسجد الفتح ورفع يديه للدعاء وقال: كَانَ دُعَاءُ اَلنَّبِيِّ ص‏ لَيْلَةَ اَلْأَحْزَابِ‏ يَا صَرِيخَ اَلْمَكْرُوبِينَ وَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ اَلْمُضْطَرِّينَ وَ يَا كَاشِفَ غَمِّيَ اِكْشِفْ عَنِّي غَمِّي وَ هَمِّي وَ كَرْبِي فَإِنَّكَ تَعْلَمُ حَالِي وَ حَالَ أَصْحَابِي وَ اِكْفِنِي هَوْلَ عَدُوِّي
فكر رسول الله في فك التحالف من خلال العرض المادي، والإغراء بالمال. المنطق يقول إن أي محاولة مع قريش ستفشل، فالعداء طويل، وهم أصلاً لم يأتوا من أجل المال، وكذلك الوضع مع اليهود؛ لأن حقدهم على الرسول كبير جدًّا، كما أنهم خونة، لا يمكن الاطمئنان إلى كلامهم، لم يتبق إلا غطفان، هذه القبيلة التي لم تأتِ ناقمة على رسول الله، وليس بينه وبينها عداء، وإنما جاءت من أجل مال خيبر، أي أنه من الممكن أن تنسحب، أو تفك ارتباطها بالباقين إذا أعطيت مالاً.


 

رد مع اقتباس