الْعَنكَبُوتِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسوله الأمين ثم أما بعد
ما زلنا نتحدث عن الأمثال في القران الكريم أن الأمثال تقرب المعني وتلفت الانتباه وترفع الحجاب عن القلوب وتؤثر أكثر من الكلام المجرد لمجرد تقريب ألصوره المثالية بأرض الواقع واليوم سوف نتحدث عن مثل في سورة العنكبوت قال تعالي
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )
أن الإنسان يعش في مجتمعات تشد بعضها بعض وتتولي أمور بعضها حتى تكون في قوة ومنعه وهي ولائه خاسره لقد ورد في التفسير ان بيت العنكبوت ضعيف ولا يغي من حر ولا برد ولا مطر ولا رياح
ولكن ان الدراسات اثبتت ان وهن البيت ليس الغزل فضعف البيت ناتج عن ضعف العلاقات الداخليه بين افراده ومن المحتمل ان الايه حوت المعنين ضعف البنيان وضعف العلاقه الداخلية والله اعلم
فنجد في كم موضع أن الله ولي الذين امنوا
فالولي هو خلاف العدو
من أسماء الله الحسنى الولي وولاية الله لعباده تعني قربه منهم وهو الذي يتولي الخلق بالرعاية والتدبير وهي الولاية العامة
وان هنالك ولاية خاصة بالمؤمن وهي حمايته وحفظه ورعايته والإحسان إليه ومحبته والدفاع عنه
قال تعالي
أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ
وبالنظر إلي الآية نجد أنها تتحدث عن الذين اتخذوا أولياء من دون الله و والواهم بالمحبة والإحسان إليهم والتفوا حولهم حتى ينالوا القربات
وقد حكي الله عن أناس اتخذوا الشيطان ولي لهم
وأناس اتخذوا بعضهم أولياء من دون الله
وقد ضرب الله هذا المثل ليوضح لنا أنهم رغم توليهم بعضهم بعض إلا أنهم متفككين ولا وحده لهم ولا ناصر لهم ولا معين
بخلاف الرجل المؤمن الذي يكون الله في نصرته ومعيته فان ولي الله هو الذي استقام علي آمر الله وربط قلبه بالله فانه يكون في حفظ الله ولا يضره شي ونجده يتقرب الي الله بالفرائض والنوافل حتي اصبح لا ياكل الي الطعام الحلال ولا يسمع الي طيب القول ولا يمشي الي لخير فيكون في حفظ الله وراعيته حتى في آخر أيام حياته فانه عندما ينزل ملك الموت وتحضر الشياطين فنجد أن الله يحفظه والملائكة تبشره ولذلك قال أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ
نسال الله أن يتولانا برحمته
|