عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2011, 07:02 AM   #13




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




عقب الاستقرار فى بيتى الجديد بمدينة مدراس ، دخل معلمى الكليات فى اضراب جديد ووجدنا انفسنا خاليى الوفاض من هموم الدراسة والقراية اللى لغاية الوكت داك ما فهمنا منها اى حاجة .. فطرح صديقنا نور الدين الذى كان يسكن بالقرب من بيتنا ومعة الاخ عادل فالجيرى تقديم مقترح القيام بجولة فى مدن جنوب الهند المختلفة ، فوافقنا دون تردد وقمنا بحزم شنطنا " هاند باغ صغمبوته " وتوكلنا على المولى وتوجهنا الى محطة الحافلات المتوجهة الى مدينة بنجلور الهندية والتى جلسنا فيها فترة صغيرة من الوقت وتوجهنا بعدها الى مدينة منجلور ، وبعدها الى مدينة ميسور التى رحبت بنا من على بعد مئات الكيلومترات بعبق رائحة صندلها الفواح الصادرة من غابات شجر الصندل ... وياله من منظر " على وزن قافية رمضان احمد السيد ... الالوف من اشجار الصندل المسورة والمحروسة جيدا لدرجة انك ممكن تسرق مصرف بسهولة اكتر من إختراق سياج هذة الغابة ذات الرائحة العطرة .. فذهلنا على مستوى الجمال الذى كان امام ناظرينا وتذكرت كلمات الشاعر ادريس جماع التى يقول فيها " أنت السماء بدت لنا ... وأستعصمت بالبعد عنا " ..
نزلنا فى مدينة ميسور وقمنا بجولة سياحية فيها وسألنا عن طالب سودانى قيل لنا انه يدرس هناك ، وبالفعل وجدناه ... طالب سمين متين وظريف ، لكن وللأسف نسيت أسمه تماما ... فرحب بنا وأستقبلنا فى منزله لفترة بسيطة لنتحرك بعدها الى بقية العقد الفريد من المدن الهندية .. لنصل بعدها الى مدينة كويمبتور التى لن انسى الفصل البايخ الذى حدث لنا بها ..
خرجنا من المحطة وامتطينا ركشة جميلة كان مسجلها يصدح بأحدث اغانى الافلام الى واحد من الفنادق .. وكنا قد وصلنا الى حافة الافلاس ، فقررنا ان نتوقف فى تلكم المدينة الجميلة ذات الجو الحار الرطب وندمنا على عدم بقاءنا فى مدينة " ووتى " الجميلة التى يتم فيها تصوير الافلام الهندية لحسن بهاءها وروعة جوها الماطر البارد ..
ووتى وما ادراك ما ووتى .. ذهبنا فيها الى حديقة " البرندافان " الساحرة الجميلة التى لايمكن ان أوصف لكم ما فيها من جمال وروعة ورونق ..
مدينة كل شئ فيها أنيق .. شوارعها ، بيوتها ، ناسها ، ملبس الناس هناك ، تعاملهم .. حاجة لا يمكن ان توصف بكلمات ، لكن يمكن تخيلها وانت مغمض العينين ..
حديقة البرندافان يا سادة يا كرام ... حديقة لايمكن ان تقوم باللف فيها خلال ساعة او اتنين ، إنما يتطلب الامر يوم بكاملة ، بحيث تبدأ من بوابتها فى التجول عند المعالم المختلفة للهند والتى يتم تشكيلها بالاشجار والزهور ، لتمر بعد ذلك بتشكيلات عصرية لشتى الاشياء بالزهور ايضا .. حيث كانت هناك ساعة شغالة مصنوعة من الزهور على الارض تلف وتدور .. لتركب بعد ذلك ان رغبت فى مركب لتصل الى الطرف الاخر من الحديقة او السير بالاقدام عن طريق الجسر الرابط بين الطرفين ..
وهى للعلم فقط تم بناءها على شكل سلمين متقابلين " بمعنى انك تبدأ من أعلى السلم وانت نازل الى ان تصل منطقة المياه التى ذكرتها ، لتبدأ بعد ذلك فى الصعود مرة أخرى باتجاه السلم الاخر " .. وفى نهاية الحديقة توجد النافورة الراقصة التى أذهلتنا بروعتها ودقة توجية مياهها الملونة بالانوار ، وهى ترقص على أنفام اشهر الالحان العالمية ومن ضمنها أغنية للمطربة اللبنانية فيروز .. شفتو الجمال .
حقيقة استمتعنا بكل لحظة فى تلكم الحديقة الساحرة ، وقمنا باستخدام ثلاثة أفلام لتوثيق تلكم اللحظات الجميلة ، إلا أن صديقنا منقو " عادل فالجيرى " أصر على الاكتفاء بفلم واحد بعد أن قام بتخريب الفلمين الاخرين " قام يتشوبر وعامل فيها الود تفتيحة وجر الفلم فى الشمس والضوء ليحرق لنا لحظات قلما يستطيع الزمان ان يجود بها مرة أخرى" .
وقفنا مذهولين ومدهوشين تماما امام روعة المنظر لدرجة ان صديقنا عادل فالجيرى تفتقت عبقريته بقولة ما زلت متمسك بها الى الان .. الا وهى " عارفين لو جابو المهندس اللى رسم الحديقة دى وقالوا ليهو اعمل واحدة تانية ما بقدر يعملها " ..
ونواصل مع زرتنا فى كويمبتور



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس