عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2011, 06:54 AM   #9




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




فى مدراس وبعد نزولى من القطار ظننت اننى فى السودان حيث أن الاغلبية عندهم من ذوى البشرة السمراء بل ان بعضهم من ذوى البشرة السوداء الحالكة ، ولولا شوية الشعر المجلط لقلت انهم من جنوب السودان أو يمكن من جنوب افريقيا ظاتها .. وخرجنا من محطة القطارات المهولة والتى يمكن تشبيهها بمطار الخرطوم الدولى ونحن نحمل شنطنا بحثا عن سيارة تاكسى ، فمدراس غير مدينة بونا الحنونة حيث انها كبيرة ومزدحمة وفيما ندر ان تصادف فيها ركشة حايمة ..
وجدنا تاكسيا يشابة كثيرا سيارات التاكسى القديمة فى الخرطوم والمعروفة باسم الهيلمان ، وعلمت فيما بعد أن اسم ماركة هذة السيارات " أمباسيدور " ، وعندما ركبنا داخلها تفاجأت من رحابتها وشكل كراسيها الجميلة ومن سماعات مسجلها القوية ... كما عرفت انها مصنعة فى الهند ..
انطلقت بنا الفارهة فى شوارع مدراس العريضة وأخوكم يتلفت ويكورك داك سودانى .. فيهدونى الجماعة ويقولوا يا ابوالشباب صن شوية سودانى شنو ديل مدراسيين وهم اولاد عمنا فى العبودية فبالله عليك ما تجننا ولمن نصل بنوريك ..
بعد داك اخوكم خجل ولبد وبقى يتفرج ساكت فى العالم الكاسحة دى .. ناس لو فكيت فى راسهم قمح ، قمحاية واحدة بتقع فى الواطة ما فى ... كترة خلق وإمم ماشة تدى منها ربك العجب " العجب امو " ..
المهم بعد محاحاه استمرت لحوالى الساعة قالوا لى وصلنا ونحن حسى فى حتة اسمها " أديار " وكان على ما أظن دار السودانيين هناك ... فقمنا نزلنا شنطنا ودخلنا الدار العامرة لنفاجأ أن هذا هو أول يوم فى عيد الاضحى المبارك ... اتخيلوا ليكم منظر زى ده ناس حايمة وما عارفة انو الليلة العيد وسجم حبوبتك يا سعيد ... ولقينا الشباب ضابحين خروف مدنكل وكمونيات وشيات زى بتاعت ولدنا امبيلى وشطط تقول يا غربتى ..
طبعا اخوكم بقى حربى شوية ونفسو اتفتحت على الاكل ولميت ليك فى الكمونية دى ما خليت ليك فيها مصران حايم وقبلنا على الضلع خليناهو عضام سااااااااااكت ، وأكتشفت ان شباب مدراس طباخين درجة اولى ... ووالله الاكل عندهم زى المطبوخ فى تكل الحاجة الله يرحمها ، والدمعة لمن عندها وش ..
طبعا بعد التعب داك والاكلة الكاربة دى الترخيمة حصلت ، وكل واحد اتلبب ليهو مرتبة وهاك يا نوم .. وفى فترة المساء والسهرة اتملت الحتة بناس كتار وعرفنا انهم عاملين حفلة لاستقبال الطلاب الجدد ، وقمنا باعتبارنا من الطلاب ديل بالتأنق والذهاب مع الشباب لمكان الحفلة ولقينا كمية كبيرة من الشباب هناك ..
كانت المفاجأة التى أذهلتنى تماما مقابلتى لود حلتنا الاخ بكرى الحورى الذى أعلمنى بوجود كمية كبيرة من شباب حى العمدة شرق ، والذى يدرس فى مدينة بنغلور وجاء خصيصا الى مدراس من أجل حضور الحفلة .. اسماء لم أكن أتوقع وجودها هناك فى مدراس مثل خالد الحورى الاخ الاكبر لبكرى ، وطارق ابوالريش المعروف فى مدراس باسم المعلم وعمر ابوشيبة والدرديرى ومحمد يوسف وحسن كمال غندور ، ووجدت صديقى مرتضى وقد اصبح من السناير هناك وعامل فيها الود بعرف البلد وطبعا اخوكم اساريرو انفرجت شوية وهدأ به الحال .
فى الحفلة تعرفت على واحد من الشباب انا كنت قايلو من الطلبة القدامى واسمة شمس الدين على جبير أصر على ان اذهب معه الى بيته الذى يعرف باسم بيت الحمام .. وهو عبارة عن غرفة أرضية منفصلة عن بقية بيت تسكن فيه عائلة هندية مكونة من اب وزوجته وابنته وجنبها حمام ومطبخ صغير .
طبعا صحينا الصباح وعلمت من الاخ شمس ان هناك شقة قريبة جدا مننا يسكنها بعض الطلبة الجدد ، وود ان يعرفنى بهم .. فذهبنا اليهم لاتعرف باسماء لن تمحى من ذاكرتى الى الابد : الفنان ياسر كسلا المتواجد حاليا بامريكا على حسب علمى ، ياسر السنوسى الرجل الهادئ الضاحك الباسم دوما ، جمال الحنتبلى ود عطبرة الذى اصبح وزيرا ولائيا الان ، ود حلتى يحيى تربال الحلبى الموجود حاليا فى ابوظبى ، ود ابوروف جمال حسن طه " اليجبليتى " طويل القامة والهامة وابن خالة الفنان الراحل هاشم ميرغنى والذى عانى كثيرا من أجل الحصول على الالجبليتى فى احدى الكليات ، وسعد الحلبى المقلد الكبير للفنان البعيو ، وعدد آخر من الشباب الذين توزعوا بعد فترة على عدد من الشقق .. وكل هذا الكم من الطلبة موجود فى غرفة واحدة وملحق بها صالة ومطبخ وحمام ... وزى ما قالوا زمان اكان النفوس اتطايبت فروة الفأر يصلوا فيها جماعه .

طبعا بعد ما اتعرفت على الشباب الحلوين اللى ذكرتهم ليكم ديل بقينا زى مصارين البطن طالعين مع بعض ونازلين مع بعض ، واتفكينا شوية من سيطرة اخونا شمس الدين وعملنا لينا لجنة انبثقت منها لجنة من أجل تأطير السكن والبحث عن فيلا كبيرة تسع الجميع حيث أصر الشباب على عدم فركشة هذا الجمع الجميل .. وطبعا عينكم ما تشوف الا النور جنس كبابيع فكيناها فى مدراس وانجليزى مشوب بلكنة سودانية يدك منو والواطة ، واتخيل لى لو مرّ علينا خواجة من بريطانيا لافتكرنا نتحدث الهيروغليفية بطلاقة ..
وطبعا كنا نتحرك فى موكب مهيب يسر الناظرين ويلفت نظر الهنود الفضوليين الذين كانوا ينظرون الينا باستغراب وبدون خجلة يمدوا يدينهم ويهبشوا ليك شعرك باستغراب ، مع العلم ان معانا شباب يعتبروا بالنسبة لناس مدراس خواجات عديل كده .. والشباب بالطبع ما بقصر فى الغتاتة بتاعتهم فمنهم من كان يقوم بعمل حركات مخيفة من أجل إبعادهم ومنهم من كان يموء كالكدايس " باعتبار ان هذة لغتنا " وآخرين يقومون بمد اليد عليهم بعد ما تكون الزهجة وصلت درجة الف ريختر بمقياس السودان الدولى ..
فى تلك الفترة كانت الكلالى بحسب المصطلح الذى نطلقة على جمع الكلية مقفولة بسبب اضراب الاساتذة فلم يكن امامنا اى شئ نفعلة سوى اللف على شقة والبحث عن كلية تناسب مؤهلاتك وطموحاتك ، وأذكر ان أوراقى قد قام بمتابعتها لى أحد الكيزان " والله لاأذكر اسمه " شفتو انا زول ما عندى ولاء كيف .. المهم وجدت قبول فى كلية اسمها " قايدالمولاث " وهى كلية مسلمين تقع فى أطراف مدينة مدراس الغرة ام خيرا جوة وبره ..
فى تلكم الاثناء بدأنا انا وصديقى ياسر كسلا عمليات البحث والتفقد فى مدينة مدراس المهولة ، فكنا نركب البص من محطة تيرفان ميور التى كنا نسكن فيها ونصل الى آخر المحطة التى قد تستغرق رحلتها أكثر من ساعتين ، وننزل فى آخر محطة ونحوم فى المنطقة زى السياح ، ونجى قالبين نهاية اليوم ونحن ما حافظين حاجة فى راسنا غير رقم البص ..
ورقم البص دى راح تخلينى أوريكم لمحة خفيفة عن نظام المواصلات فى الهند عموما ومدراس خصوصا .. فالهند مربوطة ربطة النحس بمنتخب السودان " يعنى مكربة كربة شديدة " فالقطارات تتحرك منها فى رأس كل دقيقة ، وهى دقيقة جدا فى مواعيدها .. يعنى لو قالوا ليك القطر بتحرك فى الساعة تسعة وخمسة دقايق ، وستة دقايق ما بتحصل القطر وبتلقاهو مفرتق من المحطة .. والبصات فى مدراس مبالغة فى الدقة والنظام ، فهى موزعة بالارقام بطريقة "
v 51, h 51 ,s 51
" ودى هنا معناتا البص رقم ماشى حتة واحدة لكن الحروف تعنى السرعة ... وهكذا دواليك .. وهى ممكن تظبط عليها ساعتك يعنى فى الدقيقة المكتوبة بالمحطة راح تلقى البص واقف قدامك .
وطريقة التعامل مع الكماسرة هناك غير فالكمسارى هناك لا يتحرك من أجل " لم القروش " فهو يجلس فى كرسى موجود بالقرب من الباب الخلفى معزز مكرم وأنت من تذهب الية من أجل دفع المعلوم ، وأكان عملت فيها شفت وعايز تزوغ من الممكن جدا ان يلم فيك المفتشين بالطريق وهنا عينك ما تشوف الا النور " حيث ان أقل عقوبة هى الغرامة " ..
والبصات السريعة دى حاجة عجيبة فهى ولدرجة من المبالغة بقت زى النكتة بتاعت لمن البص يلف السواق بشوف الراكب الاخير قدامو ، وسمعنا انو مصرح ليهم بقتل 10 اشخاص فى السنة " ملح ساكت " ...
اها نخليكم مع زحمة المواصلات دى وبنجيكم بكرة ...



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس