نوح عليه السلام عنده وعد من الله سبحانه وتعالى :
بأن ينجي أهله ، وهذا واحد من أولاده غرق ..
و غرق ابنه ..
فبدأ ينادي الله سبحانه :
( وقال نوح :رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق ،
وأنت أحكم الحاكمين ) ..
أنت وعدتني أن تنجي أهلي ، الحكم إليك طبعاً
هو الآن فقط يستفسر لا يعترض ، راض بأي شئ
تحكم به يا رب فأنت حكيم و لكن ألم تعدني
و وعدك يا رب حق . .
الآن ينقطع النسب بالكفر ، علاقة المؤمن بالمؤمن
أكبر من علاقة الأخ بأخيه الكافر ، وأكبر من علاقة
أب بابنه الكافر ، فالأخوة الحقة هي التي تبنى
على الإيمان ، أما الكفر فيقطع الوشائج والأنساب ..
قال نوح إنه ليس من أهلك - لأنه كافر - إنه عمل غير صالح ..
و انظروا سبحان الله ، ما قال إنه عمل عملاً غير صالح
بل إن هذا الولد صار من الكفر والفجور مثالاً للعمل
غير الصالح حتى صار هو بحد ذاته : عمل غير صالح ..
( إنه عمل غير صالح ، فلا تسألن ما ليس لك به علم
إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) . .
و مباشرة اعترف نوح بخطئه فاستغفر . .
قال : رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم
وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ..
نوح ما عصى الله سبحانه وتعالى أبداً ولا تعد
عليه معصية إلا هذه :
أنه سأل الله سبحانه وتعالى - عن ابنه ولم يكتف
بحكم الله - و هذه المعصية طبعاً كانت غير متعمدة ..
وسارت السفينة في موج كالجبال
وغرقت الأرض وماتت البشرية والحيوانات إلا الحيوانات
البحرية فقط ، ولم يبق حي من الحيوانات والدواب
والبشر إلا من كان في السفينة وبقوا في
السفينة : ستة أشهر ..
وفي روايات كثيرة أنهم نزلوا منها في يوم عاشوراء
( اليوم العاشر من محرم ) و أن النبي صلى الله
عليه وسلم يصوم ذلك اليوم ، لأنه اليوم الذي نجى
الله فيه نوح و المؤمنين من الغرق ..
و عاد الناس من جديد أمة موحدة واحدة . .
وانتهى الطوفان بأمر من الله سبحانه وتعالى :
(وقيل يا أرض ابلعي ماءك و يا سماء أقلعي وغيض
الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي ، وقيل
بعداً للقوم الظالمين)
فبدأت الأرض تبتلع الماء ، وبدأ الماء ينخفض شيئاً
فشيئاً ، و رست السفسنة على جبل الجودي ،
ما رست في وادي ، و لا على شاطىء ، بل رست على جبل . .
وجاء النداء لنوح عليه السلام :
( وقيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى
أمم ممن معك ) . .
أمة البشر ، وأمة الأسود ، وأمم سنمتعهم قليلاً ،
و هنا يشير الله سبحانه و تعالى أنه من بين ذرية
نوح عليه السلام ستأتي أمم تكفر و تشرك
و أن الناس سينقسمون مرة أخرى ..
( و أمم سنمتعهم قليلا ، ثم يمسهم منا عذاب أليم ) ..
الآن ذكرت الآيات أن السفينة رست على جبل ..
فكيف عرف نوح أن الأرض ما عاد يغطيها الماء ؟ !
و أنهم إن نزلوا من السفينة سيتمكنون من
العيش على الأرض بسلام ..؟؟
كان يرسل حمامة فترجع وليس معها شيء ..
فأرسلها مرات عديدة ..
وفي يوم من الأيام أرسلها فرجعت بغصن زيتون ..
فعرف أن الماء نزل وبدأت الأشجار تظهر ..
ومرة أخرى أرسلها ، فرجعت وفي رجليها آثار
الطين ..و معنى هذا أنها وقفت على الأرض
فعرف أنالماء انتهى من على الأرض ..
هذا موجود عندنا في كتب السير ..
ومن هنا يقولون حمامة السلام وغصن الزيتون
من هنا جاءت الإشارة إليها ..
ونزل نوح عليه السلام وليس من بني آدم أحد
حي إلا الذين معه ..
ثم إن الله سبحانه وتعالى جعل القوم الذين مع
نوح كلهم جعلهم عقيمين ، لا يولد لهم ولد ..
فلم يولد إلا لنوح وزوجته ، ثم ماتوا فانتهوا ولم يبق
على الأرض إلى اليوم إلا ذرية نوح عليه السلام ..
ولذلك يسمى نوح : آدم الثاني ، ويسمى أبو البشر
الثاني ، لأن جميع البشر ينتسبون إليه ..
( ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ، ونجيناه وأهله من
الكرب العظيم ، وجعلنا ذريته هم الباقين ، وتركنا
عليه في الآخرين سلام على نوح في العالمين إنا
كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين
ثم أغرقنا الآخرين )
كان لنوح ثلاثة أولاد :
سام فيه بياض وقليل من السواد - بياض على سمار
وحام وفيه سواد وشئ من البياض – الغالب
السواد على البياض – ..
وياف وفيهم الشقرة والحمرة ..
العرب من ذرية سام ، وكذلك بني اسرائيل ..
الأفارقة من ذرية حام ..
وأهل أوروبا والأتراك من ذرية ياف ..
عاش نوح عليه السلام بعد الطوفان 350 سنة
بعبادة الله وكان عبداً شكوراً .
( ذرية من حملنا مع نوح ، إنه كان عبداً شكوراً )
جاء في الحديث عن عبادة نوح عليه السلام
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( كان نوح يصوم الدهر لا يفطر إلا بالأعياد ) ..
يا الله أين نحن منك يا نبي الله ، سلام عليك ..
و في النهاية : ( إنك لميت و إنهم لميتون ) ..
ومات نوح عليه السلام ..
ودفن في أرجح الروايات .. دفن في مكة
وبعض الروايات تشير إلى دفنه عليه السلام
في لبنان ..
.............
حاشية :
اختبار صغير للقراء
هل تدرون من من الانبياء اتي بعد سيدنا نوح عليه السلام ؟؟