عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2016, 02:07 PM   #8


الصورة الرمزية ايوب
ايوب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7537
 تاريخ التسجيل :  Oct 2010
 أخر زيارة : 09-13-2020 (09:25 AM)
 المشاركات : 3,103 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Brown
افتراضي



مثل الماء الذي جرى في الأودية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي المؤيد بالآيات والمعجزات سيدنا محمد وعلي اله وصحبه ومن سار علي دربه الي يوم الدين
ثم اما بعد
قال تعالي
(أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)
{أَنَزَلَ مِنَ السمآء مَآءً} أي أنزل تعالى من السماء مطراً
{فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} أي فجرت مياه الأودية بمقدار سعتها
{فاحتمل السيل زَبَداً رَّابِياً} أي حمل السيل الذي حدث من الأمطار زبداً عالياً فوقه وهو ما يحمله السيل من غثاء ورغوة تظهر على وجه الماء
وضرب الله هذا المثل ليوضح الحق والباطل فمثل الحق في ثباته بالماء الذي انزل من السماء
والباطل في اضمحلاله بالزبدا
فالحق هو الماء الباقي الذي يمكث في الأرض والزبد الذي لا يُنتفع به هو الباطل
والمثل الآخر قوله تعالى
{وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النار ابتغآء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ}
أي ومن الذي يوقد عليه الناس من المعادن كالذهب والفضة والنحاس والحديد وباقي المعادن التي يُنتفع بها الناس وعند صهر المعادن يخرج منها زبدٌ مثل زبد السيل يطرح و لا يُنْتفع به كما لا يُنْتفع بَزَبد السيل
فنجد ان الله شبه الحق وهو القران والسنة بالماء لأن فيه منفعة لهم في الدنيا والاخره كما أن المطر لهم فيه منفعة في الدنيا
ثم شبه القلوب بالاوديه كل علي حسب حجمه وسعته لأنها وجدت نور الحق فنزل في القلوب وسال فيها حتي تشبعت فيه وطرحت الزبد وهي الشهوات والشبهات فيرميها قلب المؤمن ويطرحها كما يطرح السيل الزبد والغثاء وشبه الباطل بالزبد فكل قلب لم يتبع الحق ولم يتفكر ولم يعتبر ولم يرغب فيه صار في قلبه الزبد وهي الشهوات والشبهات
فقال ( فأما الزبد فيذهب جفاء )
يعني تذهب منفعته كذا الباطل تذهب منفعته على صاحبه في الدنيا والآخرة وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض وهو الماء الصافي كذلك الحق لأنه تبقى منفعته لصاحبه في الدنيا والآخرة كما يبقى الماء لمنفعة المخلوقات و كذلك يضرب الله المثل ليثبت ان الحق باقي والباطل لا ثبات له ولا دوام وان علا في بعض الأحوال فانه يضمحل كالزبد ويتشتت فيذهب جفاء
ونستخلص من ذلك ان الله مثل القلوب بالاوديه كل قلب بقدر سعته بزيادة إيمانه او نقصته ومثل دينه بالماء الذي نزل من السماء ومثل الشهوات والشبهات بالزبد
ورد ان السلف الصالح اذا قراء مثلا في القران ولم يفهمه بكي علي نفسه لانه فهم قول الله عز وجل (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ.)
والله الموفق
__________


 
 توقيع : ايوب



لا تأمن الموت في طرف ولا نفس
*** ولـو تـمنعــت بــالحجـاب والحـــرس
وأعـلـم أن ســهــام المــوت نـافـذة
*** فــي كــل مـــدرع مــنـــا ومـتـــــرس




رد مع اقتباس