بعد الخروج المرير للمريخ من أبطال أفريقيا ماذا أعد الهلال للأفريقي في ظل الأحداث الإدارية المتلاحقة؟!

بدون مقدمات هكذا أصبحت كرة القدم علم قائم بذاته يدرس في أرقى الأكاديميات العالمية ولم تعد كرة القدم مجرد أمنيات أو حتى وقت للتسلية ولملئ الفراغ بل أصبحت منظومة فكرية وتقنية مستحدثة وتوجه سليم ضمن منظومة عمل متجانسة من الصعب أن يفوز فريق غير واضح المعالم وضعيف الفنيات على فريق يعرف ماذا يريد متوثب ذو إمكانيات تكتيكية عالية ومن أراد أن يصنع فريقاً كروياً ينافس على أمجاد البطولات الخارجية كما ذكر من قبل المدير الفني الاسكتلندي إليكس فيرجسون حين قال يجب علينا بناء ساتر دفاعي يصعب الاختراق من خلاله ووسطاً مقاتلاً وهجوم لا يتوانى في الوصول إلى مرمى الخصوم حتى نعود مجدداً إلى سابق عهدنا ونيل عرش البطولات الخارجية ومن أراد أن يصنع لنفسه تاريخاً ويثبت أنه جدير بلفت الأنظار إليه إصلاح كافة أموره الفنية وإمكانياته التكتيكية ومن ثم البحث عن أمجاد خارجية.
إن ما حدث لفرقة المريخ أمام انتركلوب الأنجولي الوافد حديثاً للأندية الأفريقية يعد بكل المقاييس أمر قاسٍ بعثر كل الأوراق الحمراء وأغضب معظم عشاق الأحمر الوهاج وكانت أصابع الاتهام تحوم حول عناصر بذاتها للبحث عن أسباب الخروج الحزين والبعض حمّل الجهاز الفني الكارثة في التقصير في الجوانب الفنية والمتمثلة في التشكيلة غير المناسبة والأخطاء الفردية في المناطق الخلفية وانعدام الجرأة بالمبادرة الهجومية فضلاً على إبقاء النيجيري كلاتشي على دكت البدلاء واللعب بمهاجم واحد هيثم طمبل وأمور فنية كثيرة ونحن لا نعلم ماذا حدث للاعبي المريخ داخل المستطيل الأخضر هكذا نال البدري نصيبه من الانتقادات وعدم الرضى ولم يسلم رماة الفريق من النقد حيث طالب البعض بتصحيح الوضع وغربلة اللاعبين وابتعاد الإعلام الأحمر عن المبالغة في المدح الزائد للاعبين والذي كان له آثاره السالبة وعواقبه الوخيمة خاصة بعد مباراة الهلال وذهاب الأندية أمام الأنتر وجاءت عكسية بالخروج من الأدوار الأولية للأندية.
صعود متوقع للفرقة الزرقاء إلى دور الـ 16 حيث ضرب الهلال عصفورين بحجر واحد أولاً المنافسة على الصعود لدور المجموعات للمرة الرابعة في تاريخ الفريق الذي غاب عنها الموسم السابق بسبب إشكاليات مادية بحتة واستقالات جماعية أمام الإسماعيلي المصري أو النزول إلى دور الترضية الكونفدرالية التي خاضها الهلال عامي 2004 و 2010 إلى الدور نصف النهائي وخاصة أمام الصفاقصي بعد أن أقنع الموج الأزرق الجميع وخسر الوصول إلى نهائي البطولة بضربات الترجيح.
للمرة الثانية تلوح في الأفق الشؤون الهلالية وتعثراتها المالية الشيء الذي دفع رئيس النادي الأمين البرير وأركان مجلسه إلى الاستقالة والفريق مقبل على أهم المواجهات لمنازلة الأفريقي التونسي والكل يترقب ويتحفز إلى أين تسير الأمور الهلالية المستعصية.
ما حدث للفرقة الزرقاء من إشكاليات مادية وما نتج عنها من الاستقالات الجماعية لمجلس إدارة الفريق يعد بكل المقاييس حجر عثرة في مسيرة الفريق في البطولة الأفريقية ويؤكد هذا بأن الأجواء في القبيلة الزرقاء ليست على ما يرام وتؤثر سلباً على الفرقة وربما ترمي بظلالها على مسرح المنافسة الأفريقية وتقوده إلى الخروج المنتظر في البطولة الأفريقية كما حدث في العام الماضي أمام الإسماعيلي المصري.
نتعشم أن تلملم الأطراف الهلالية والحادبين على مصلحة الفريق وأسياد الوجعة الديون المالية والمبالغ المستحق سدادها سريعاً وتأجيل تصفية الحسابات التي لا حصر لها إلى وقت لاحق حتى تعود الأمور الإدارية برئاسة البرير وأركانه إلى أوضاعها الطبيعية لكي يتثنى للفرقة العبور إلى دور المجموعات وهي أمنية كل هلالي أصيل يتمنى مشاهدة فريقه في أعظم الأدوار الأفريقية وبعد ذلك نقول لكل حادثة حديث ولن يغلب الغلاب في حل أزمة الفريق العابرة من المال.