محمد مفتاح الفيتوري
عــــرس السودان
ِفي زمنِ الغُربة و الإرتحال
تأخُذُنِي مِنكَ و تعلو التلال
و أنتَ عِشقِي
حيثُ لا عِشقَ يا سُودانُ
إلا لِنسُوِر الجِبال
يا شُرفة التاريخ
يا رايةً منسوجةً
من شموخِ النِساءِ
و كِبرياءِ الرِجال
لِمن تُرى أعزِفُ أُغنيتي
ساعةَ لا مِقياسَ إلا الكَمال
إن لم تكن أنتَ الجمالُ
الذي يملأُ كأسِي
و يفيضُ الجَمال
فدىً لعينيك الدماءُ
التي خَطت على الأرض
سُطورَ النِضال
داست على جَلادها
و هي في سُجُونِهِ
و أستُشهِدَت بِجلال
فدىً لعيني طِفلةٍ
غازلت دُموعُها
حديقةً في الخَيال
شمسُكَ في راحَتِها
خُصلةٌٌٌ طريةٌٌ من زهرِ البُرتُقال
و النيلُ ثوبٌ اخضرٌ
ربما عاكسه الخِصرُ قليلا فمال
كان أسمها أمدُرمَان
كان أسمها الثورةَ
كان العُرُس عُرسَ الشمال
كان جنوبياً هواها
و كانت ساعةُ النصر إكتمال الهلال
فدىً لك العُمرُ
و لولا الأسى
لقلتُ تفديك الليالي الطوال
....
|