عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2011, 11:08 AM   #65


الصورة الرمزية عارف
عارف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 04-24-2016 (11:42 AM)
 المشاركات : 4,411 [ + ]
 التقييم :  31
لوني المفضل : Brown
افتراضي



تحياتى للجميع ,,,, اليكم هذه المشاركة من العم يوسف مصطفى حسن حول بعض الذكريات عن المدينة فى فترة الاربعينات واعتقد انها مفيدة فى اتجاه التوثيق للمدينة ,,,,


الحصاحيصا زمان:
كانت الحصاحيصا في الأربعينات – عبارة عن الحي الأوسط – الذي كان يسمي الحلة الفوق – والحي الشرقي وكان يسمي الحلة التحت لقربه من النيل – وهناك حي الموظفين لا يتعدي عشرين منزل فيها موظف الحكومة! وهو في مكانه الحالي – وبالقرب منه شفخانة صغيرة بها مساعد طبي وقد كانت مكان التأمين الصحي الحالي.
وديوان الحكومة ويسمي المركز – حيث مكتب المفتش الانجليزي والمأمور المصري ومحكمة العمدة والشيوخ وهي وسط السوق – السجن الحالي في نفس مكانه الآن – وهو شرق محطة السكة حديد وغرب المحطة تقع البوستة – وهي لا زالت في مكانها عبر التاريخ.
ومكان – مكتبة كمال الطاهر – وعمارات المحامين الحالية – كان- الغربال الذي تصله كميات الذرة وعيش الريف والقمح من الحواشات رأساً – يتم تصنيفها من الأتربة والأوشاب العالقة بها ثم تعبي بالجوالات وتشحن بالسكة حديد – شمال البوستة – كانت ساحة كبيرة بها شونات الذرة وكانت تسمي صبر العيش – الذي يصلها من كل أنحاء الجزيرة.
وتقع شمال تلك الساحة الجزارة – وشمالها – كان الجامع العتيق وقد كان عبارة عن حجرة من الجالوص وبالقرب منه راكوبة وأمامه صندوق خشبي يصعد إليه المؤذن مولانا الصيفي ثم جاء مولانا الجاك ثم جاء بعده مولانا ود كنجول – ثم بدأ في بناء الجامع العتيق وقد أشرف عليه جدنا – صالح مصطفي موسي – والد عمنا مصطفي صالح – وقد استمر عدة سنوات.
وغرب الجزارة كان السوق من الجالوص أيضاً – ما عدا دكان خواجة كوستي وبار كبانو – حيث كان من الطوب الأحمر – وبالقرب من دكان خواجة كوستي كان مخبز جدنا وزيري سليمان وكان يشرف بنفسه علي عملية العيش في كل أطوارها.
شرق المركز توجد سراية المفتش بالقرب من النيل وهناك سراية أخري بالقرب من الكنار غرب المستشفي لا زالت في مكانها – وكانت هناك محالج الأقطان أربعة محالج وغربها منازل الموظفين – السرايات – وشرقها منازل العمال – الكمبو.
وكانت هناك مقابر – مكان أفران المزاد الحالي ثم تحولت لمكان حي كريمة الحالي – ثم تحولت للمكان الذي سور الآن ومنع فيه الدفن عام 1960م حيث تحولت للمقابر الجديدة الحالية شمال غرب الضقالة.
وكان – الدونكي – الذي كان يمد القطارات بالماء من النيل – مكان البنطون السابق – وكانت هناك أشجار كثيرة – مكان بنك الخرطوم الحالي ومكان مكتب الكهرباء الحالي – وكان يمر بها الخور الذي يأتي من مرتفعات الجزيرة الغربية ماراً بالسوق متوجهاً للنيل فاصلاً بين السوق والحلة ، وقد صممت له كباري السكة حديد ليمر منها نحو النيل ، ولا زالت تلك الكباري موجودة حتي الآن.
علي موسي – وهو جدنا الأكبر – صاحب أكبر مشرع علي النيل لتصدير الذرة للخرطوم عن طريق المراكب وقبلها كان الطوف – وهو عبارة عن أخشاب أشجار ضخمة توضع فيها مجالات الذرة.
تضم الآن – الحصاحيصا – حي كريمة – حي العمدة – حي فور – حي المزاد – حي الامتداد – حي الزهور – الحلة الجديدة – المايقوما – أركويت – المنصورة – تضم منطقة شمالية صناعية وأخري في جنوبها ومستشفي حديث وشوارع مسفلتة ومنارة – وهي تعتبر محطة وسطي للحلاوين وشارع الفريجاب وجاء الكبري ليربط الشرق بالغرب.
وعن الفن في عصره الذهبي إحياء الكاشف لحفلة زواج عمنا صلاح عبد الكريم علي موسي عام 1946م ، وكان معه الفنان الكحلاوي وكانت الإضاءة بالرتاين وفوانيس كبيرة ! في ذكل الوقت وكان الكاشف يغني بالرق والصفقة فقط – حيث كان العود عن الفنان خليل فرح فقط – وقد غني الكاشف أغنية – الشال منام عيني وأغنية أمالي في حياتي وأغنية ليالي يا ليالي – وقد تعطل الرق! فإذا بالكاشف يأخذ صينية الشاي ويعزف عليها ويواصل الحفل.
كان صوت الكاشف جهوري لا يحتاج لمكرفون ! وحيث لا مكرفون في ذلك الزمن – وكان مطلب الكاشف بعد الشاي – شاي بلبن! فأين نحن الآن من ذلك الزمان الطيب المبارك؟
كان نظام الإدارة الأهلية في ذلك العهد – حيث كان العمدة – الأمين احيمر – ثم جاء بعده أحمد الأمين ثم جاء بعده تاج الدين الأمين ثم جاء بعده عبد القادر الأمين ثم ختمت العمودية بشيخ إدريس الأمين – وجاء عهد مايو وأوقف الإدارة الأهلية.
كان شيخ السوق – خليل علي أبو سيف وبعده جاء فضل الله محمد حمد – وكان شيخ جميل يوسف المقدم شيخ الحلة وبعده جاء الشيخ الجيلي جميل – علينا وعليهم الرحمة والرضوان من الله عز وجل.
وكانت حفلات الغناء الساهر تقام بلكوندة عمنا صلاح عبد الكريم علي موسي – حيث كان رواد الفن الذهبي – أحمد المصطفي – حسن عطية – التاج مصطفي – عثمان حسين – عثمان الشفيع – وكانوا يقضون بالحصاحيصا أيام ضيوفاً علي كبار أهلها منزل خالنا عصمت يوسف علي موسي ومنزل عمنا فتحي علوب ومنزل عمنا صلاح عبد الكريم علي موسي في ذلك الحين ظهرت – الاسطوانات فلأحمد المصطفي – حبيبي أنا فرحان وأهواك وبنت النيل – ولعثمان حسين – مات الهوى – حبيبي جفا – قلبي الحزين – القبلة السكري – وللتاج مصطفي – ليلة الذكري – التي سجلت رواج لم يسبق له مثيل – ويا نسيم أرجوك – ولحسن عطية – خداري ولو إنت نسيت – وللكاشف المقرن في الصباح وللشفيع الذكريات.
وبالمناسبة الفنية هذه – كان جيل الأربعينات بالحصاحيصا فيه الطيب الماحي عازف عود وأبو عمو مطرب رائع حيث كان يردد أغنية – بعيد الدار – جميل جداً لكن غدار – وهي من غناء زنقار – أحسن الله مثواهم جميعاً.
بدأت السينما عام 1948م وحملت اسم الخواجة الذي أسسها – سينما بياسس – ثم تحولت ملكيتها – لعلي دنقلا – وحول اسمها بحري الجزيرة – ووقتها كان تعتبر تطور هام ملئ الفراغ الليلي ثم جاء في مواكب الأندية لتكمل المشوار فكانت أندية رياضية وثقافية ودار للموسيقي احتوت كل أهل الطرب والعازفين نذكر منهم – العوض حسين الحاج – كمال مصطفي حسن – مغيرة حسن عبد الرحمن وعابدون وعبيد الرقعة وكان مسك الختام – الشيخ الطيب – فنان ذلك الزمان بلا منازع.
كانت الجمعية الخيرية وكانت منارة ذات توجه إسلامي – كنا نحتفل فيها بليلة الإسراء والمعراج وغزوة بدر الكبري – وليلة عاشوراء – وكانت تقام بمنزل شيخنا الأكبر أستاذ الكامل بحي الموظفين وكان يقدم فيها الطعام والشاي علي حسابه الخاص! جعلها الله في ميزان حسناته وأحسن إليه.
عند كل حفل أفراح تجد المدينة كلها – فرحة – يعمها السرور والطرب – وعند أي مأتم تجد المدينة كلها يعمها الحزن – وهذه صورة صارت مستحيلة الآن – نجد أول الشارع فيه مأتم وآخره به فرح! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


 
 توقيع : عارف



حصاحيصا ياام المدائن والقرى
من روحى بقريها السلام
كل مانسيم الليل سرا


رد مع اقتباس