عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2011, 07:11 AM   #18




الصورة الرمزية ود طابت
ود طابت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3417
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 05-12-2022 (12:00 PM)
 المشاركات : 835 [ + ]
 التقييم :  26
لوني المفضل : Brown
افتراضي




أها نرجع لحتة الكأس بتاع الكلية اللى شلناهو ، وأعاد لى فرصة الجلوس للامتحان بعد أن وجدوا ان هناك تقصير منى إزاء مسألة المداومة فى الحضور للكلية .. حيث توسط لى كابتن الفريق الاخ محمد يوسف وجعلنى أقابل المسؤول الرياضى فى الكلية والذى منحنى خطاب لعميد الكلية ، وبموجب هذا الخطاب استطعت الجلوس للامتحان .
وما بين الدراسة وجلسات الاصدقاء والسمر اليومى والتيوشنات " الدروس الخصوصية " ولعب كرة القدم قضيت تلك السنة التى عانيت فيها الأمرين سواء كان على الصعيد الشخصى أو الصعيد العام ، وأنا كلى أمل فى العودة الى السودان ومحاولة اللحاق بركب أصدقائى واخوانى الذين لم تلدهم امى محمد ميرغنى موسى الشهير بفرنو والاخ عماد محمد الهادى الشهير بهوارى وحسين محجوب والذين هاجروا الى الولايات المتحدة الامريكية .
من الاشياء الطريفة التى كانت تحدث فى مدراس تلكم المقالب البريئة والخبيثة فى بعض الاحيان التى كنا نطبقها فى بعضنا البعض ، وخاصة بالنسبة للطلبة الجدد " البرالمة " حيث كان يتوجب على الاخوة السنايرة المحافظة على هذا التقليد المتبع دائما فى كل الكليات سواء فى السودان أو خارجة .. وكان لدينا قادم جديد وهو اخونا يحيى تربال الذى تم إلباسة البدلة الرسمية كاملة " فل سوت " بغرض مقابلة عميد الكلية وقبلها الذهاب الى آله تصوير خاصة بالقرب من محطة القطارات فى مدراس .. والتى هى فى الواقع مجرد آلة لقياس الوزن تصدر عنها ألوان عديدة وتسلمك فى النهاية ورقة كرتونية عليها وزنك وحظك اليوم ..
صاحبنا تربال طبعا تم خداعة وذهبوا به الى المحطة ووقفوه قدام الماكينة وقالوا ليهو : خت القروش فى الماكينة عشان تبدأ التصوير وخليك واقف كويس وأستعدل كتفينك وعاين مباشرة الى مركز الاضواء وما تغمض عيونك عشان التصوير يطلع نضيف .. والمسكين بلع الطعم ووقف قدام الالة وهو يمنى النفس بصورة ولا فى الاحلام .. المهم خت القروش وطبعا الماكينة بدأت فى الدوران وهو مظبط حالو على الاخر وواقف زيو زى تمثال ابوالهول ومركز خالص على الاضواء الملونة .. وبعد إلتقاط الصورة له
طلعت الورقة الكرتونية فسال الشباب وقال ليهم : شنو دى .. رد عليه أحدهم : انها ورقة يمكنك بواسطتها استلام الصورة فى المكتب الموجود هناك ، وأشار له لاحد المكاتب الموجودة بعيدا ..
المسكين كان واقف والشباب بصوروا فيهو من ورا عشان بعدين ما ينكر ، وتم التقاط الصور اللازمة وبعد الذهاب الى المكتب المعنى لاستلام صورته ، وجد نفسة فى كماشة من الضحكات والقهقهات العالية بعد ان وقع فى الشرك .. وصاحبنا كان عاتى جرى ليك ورا الجماعة وكل واحد بقى يفتش فى الطريقة اللى بتخارجو ..
من الاشياء التى لم ولن انساها هى تلك الوقفات الصلبة للطلبة مع بعضهم البعض فى السراء والضراء وعمليات شيلنى وأشيلك والتى كان بموجبها من النادر ان تعلم من كان يمتلك فلوسا ومن لا يمتلك .. فكلنا كنا نأكل فى طبق واحد واللى عندو قروش بيدى اللى ما عندو .. ومن الاشياء التى حاكاها لى الاخ خالد الحورى .. انه وفى احد الايام افتقدوا أخوة لهم لم يروهم منذ عدة ايام " وفى تلك الفترة كان عدد الطلاب فى مدراس قليل جدا وموزعين فى مناطق بعيدة عن بعضهم البعض " ولما ذهب اليهم وجدهم وهم يربطون بطونهم من الجوع بعد أن نفذت ذخيرتهم من النقود والوقود ولم يكن لديهم ما يسد الرمق ورفض اصحاب المحلات الفاتحين معاهم حسابات منحهم نقودا او طعاما بسبب تراكم تلك الديون .. فلم يستطيعوا الخروج من مكانهم ذلك ولم يستطيعوا ان يتدبروا طعاما لانفسهم ..
المهم صاحبنا خالد وعند وصولة وجدهم يتضورون جوعا ، فذهب الى اقرب دكان وجاء ومعة زيت وبصل وطماطم وخبز وجاز وبعض الاشياء الاخرى مثل البيض والعدس ، وأعد لهم طعاما اعتبر فى تلك اللحظة وليمة بسبب الجوع ، وبعد ان اطمأن عليهم ذهب الى بقية الشباب وجمع منهم نقودا من أجل إنقاذ هذة الارواح البريئة

وبجيكم صادى قريب لمواصلة الذكريات



 
 توقيع : ود طابت

أبو علام


رد مع اقتباس