عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-17-2007, 09:46 AM
عضو موقوف
حسن وراق غير متواجد حالياً
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 317
 تاريخ التسجيل : Jan 2007
 فترة الأقامة : 6311 يوم
 أخر زيارة : 01-23-2009 (09:39 PM)
 المشاركات : 235 [ + ]
 معدل التقييم : حسن وراق
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تقرير عن مصنع نسيج الصداقة



مصنع نسيج الصداقة وخيار( الكويز):
خذوا الحقيقة من افواه العاملين
الفشل الاداري المتراكم وراء قفل المصنع
المصنع جاهز للعمل.. ولكن...؟؟؟؟

تحقيق/ حسن وراق
مصنع الصداقة للنسيج بالحصاحيصا احد دعامات صناعة المنسوجات القطنية بالبلاد , تم انشاءه بموجب اتفاقية التعاون الفني بين السود ان وجمهورية الصين الشعبية. بدأ انتاجه في العام 1976 بخطة انتاجية متكاملة اشتملت علي الغزل والنسيج والتجهيز , محدثا بذلك طفرة في صناعة النسيج , مستفيدا من كل الظروف المحيطة والعوامل المسخرة والتي تتمثل في اجود انواع القطن ( المدخل الرئيسي) والذي توفره محالج اقطان الحصاحيصا التي تقع علي بعد خطوات من سوره الغربي , ووجود كلية هندسة النسيج بجامعة الجزيرة التي تزود المصنع بالكوادر الفنية المؤهلة والدراسات والمشاريع العلمية التي من شأنها تطوير صناعة النسيج.الموقع الاستراتيجي في منتصف البلاد وتوفر كل الوسائل الاخري من نقل ومواصلات ومعينات تسويقية مختلفة.
الطاقة الانتاجية القصوي تقدر بحوالي 16 مليون ياردة من الاقمشة الشعبية(الدمورية والدبلان) والتي تضاهي في جودتها وأسعارها ما كان يتم استيراده من الخارج, الشيء الذي ساعد في تقليص العجز وأزالة بعض التشوهات في الميزان التجاري وتوفير حصيلة من النقد الاجنبي كانت تذهب للاستيراد .
استطاع المصنع خلق حماية ذاتية لانتاجه من المنافسة الخارجية دون تدخل الدولة بسياساتها وذلك بانتهاج خطة ادارية ناجحة اتبعت اسلوب التمويل طويل الاجل لمدخلات الانتاج (قطن , كيماويات ومحروقات), مما ساهم في تقليل حجم التكلفة وخلق استمرارية في الانتاج وبالتالي استقرار في الاسعار التي كانت تنافس الانتاج المحلي والمستورد.
كل هذه النجاحات انعكست بدورها علي حياة مواطن المنطقة وبصورة خاصة علي اوضاع المرأة والتي تشكل قرابة 70 % من القوي العاملة بالمصنع . قيام هذا المصنع احدث تغييرا ملفتا علي الحياة الاجتماعية في المنطقة في جمبع المجالات وارتفاع دخل الفرد وتغير في مستوي الحياة المعيشية واكتساب ضمانات اجتماعية وامتيازات عديدة ماكان لها ان تتحقق لولا نجاح هذه المنشأة التي اسهمت في انعاش الوضع الاقتصادي والحركة التجارية بصورة عامة.
اصبح هذا المصنع مصدر فخر وعتزاز لكل السودانيين قاطبة وهو يستقبل كبار ضيوف البلاد والعديد من رؤساء الدول الصديقة والشقيقة والوفود والبعثات الدولية ليقفوا علي حقيقة التطور التنموي الذي تشهده البلاد . شارك هذا المصنع في كل دورات معرض الخرطوم الدولي بجناح دائم لاقي القبول والاستحسان في كل المعارض والمحافل العالمية التي شارك فيها وله حضور مميزفي حركة التجارة العالمية عبر مكتب الشركة العامة في العاصمة البلجيكية بروكسل لتصدير الغزول.
تمضي الان قرابة الاربعة اعوام منذ اغلاق المصنع ابوابه وتوقف عجلة الانتاج عن الدوران و تشريد العاملين بكل اشكال ومسميات الفصل واصبحت بنياته الاساسية تتعرض للانهيار والتصدع والبلي وتصلبت ماكيناته وهي تعض علي آخر ماعلق بداخلها من خيوط وغزول وقماش من بقايا الزمن المنتج...ماهي حقيقة الامر؟ هل انهار المصنع ام توقف..؟ من هو المسئول عن هذه الكارثة الاقتصادية الاجتماعية..؟؟ ما هي امكانية اعادة المصنع سيرته الاولي ..؟ ماهي الاسباب الحقيقية التي أدت الي اغلاقه والعراقيل التي تقف امام اعادة فتحه..؟ واين يقف العاملون من كل هذا وماذا عن حقوقهم..؟الي جانب العديد من الاسئلة التي حملناها للمسئولين والعاملين بالمصنع لمعرفة الحقيقة و الحقيقة حدها ولاشيء غيرها..
في داخل المصنع ( المهجور) الذي توقف هدير ماكيناته عن العمل وهمد ازيزالحركة بداخله وغابت ( ورجقة) العاملين واختفت اسمي العلاقات الانسانية المختلطة بين الجندر العامل و طيورالامل هي الاخري هجرت اوكارها ليعشعش البوم ينعق بصرير وكريج احال المصنع الي أشبه ب (خرابة) موحشة مخيفة يخيل اليك وانت داخله كانك في احدي بيوت الاشباح اوفي افلام الرعب. في مكاتب ادارته عددا من الموظفين لايتجاوزون اصابع اليد الواحدة ينكبون علي اوراق ومستندات عتيقة ,انتحيت جانبا بالسيد الباشمهندس /ابراهيم حمد يوسف المدير المكلف لمصنع الصداقة المتوقف حبث افاد (الميدان) بأنه مكلف فقط ببعض المهام المتعلقة بالادارة والتي لم تكتمل بعد, حول الميزانيات السابقة (لعدة سنوات) والتي لم يتم الفراغ من حصرها ومراجعتها ومن ثم تقديمها للسلطات المختصة.واما اسباب قفل المصنع وامكانية اعادة فتحه وحول اوضاع العاملين واسئلة اخري قال سيادته ان اجاباتها من صلاحيات واختصاصات السيد وزير الدولة بوزارة الصناعة السيد المهندس علي احمد عثمان والذي يملك كل الملفات الخاصة بماضي ومستقبل هذا المصنع وعزا سيادته قفل المصنع الي عجزه سداد مرتبات العاملين نظرا لتدني انتاجيته وارتفا ع تكلفتها ا والقدم والبلي الذي اصاب المكن .أن صناعة النسيج في تطور مستمر بدخول العصر الرقمي ( الديجيتال) والذي يتطلب مسايرته و اجراء عملية الاحلال والابدال للماكينات التي اصبحت out of date وان انتاج المصنع اصبح ذو كلفة عالية نظرا لارتفاع اسعار المدخلات و ان الانتاج الحديث يحتاج لنوعية معينة من المكن الذي ينتج قماش بعرضين لينافس المستورد في الاسواق المحلية .
في ذات الصياغ تحدث المهندس ادريس صالح والذي له رؤي مختلفة تماما لما ذهبت اليه ا لادارة حيث يعول قفل المصنع الي اسباب ادارية فقط وانهم كجهة فنية متخصصة خاطبوا جهات الاختصاص متحديين تشعيل المصنع بحالة المكن الراهنة وتحقيق ربحية عالية و تصدير جزء من الانتاج وقد لخص علة المصنع في :
ضعف الادارة من واقع ان صناعة النسيج تتطلب التخصص وان غالبية المدراء او جلهم لا علاقة لهم بصناعة النسيج او من كانوا اعلاما في الادارة العامة . الادارة الفنية اصبحت غير مبرأة من بصمات الضعف الاداري الذي يتدخل في العمل الفني بلا دراية او خبرة واصبحت الادارات الفنية لعبة في يد الادارة. وكذلك الحال بالنسبة للنقابات التي اصبحت سيف الادارة المسلط علي العاملين, قامت بترك امر الانتاج وقضايا العاملين واصبحت اداة مسببة للكثير من الاحباطات, من خلال تقارير الاداء الظالمة , الكيد للعاملين , والترقيات الغير عادلة والتي تسببت هي الاخري في تضخيم الفصل الاول والذي انعكس في ارتفاع تكلفة الانتاج.
من النواحي الفنية المختلفة اوضح المهندس ادريس بأن المكن الحالي في المصنع لايحتاج لاي احلال او ابدال كما تدعي الادارة وهو من اسهل انواع المكن والذي لايحتاج لصيانة مكلفة ولم ترصد له اعطال تذكر و ان انتاجه خاص بالدمورية والدبلان المنتج الشعبي والذي لايتطلب مكن آخر غير الموجود حاليا وتأكيدا علي ذلك , عند زيارة خبراء التحديث (Rehabilitation (الصينيين طلب منهم احلال المكن الحالي بآخر جديد فاندهشوا لهذا الطلب الغريب بحجة ان هذا المكن من (انسب) واجود انواع المكن لانتاج الدمورية والدبلان في العالم ولايحتاج الي تغييرولذلك لم يتم تغييره ( علما ان تغييره يعود بالفائدة للصينيين) وقد تأكدت صلاحيته بواسطة الخبراء الصينين (اهل الجلد والرأس) مما ينفي اي ادعاءات فنية حول عدم كفاءته او صلاحيته. اكبر كارثة ادارية في هذا المصنع انه يعمل بلا هيكل اداري يحدد الوصف الوظيفي job description لكل الوظائف, مما احدث تداخل في الاختصاصات , هنالك جهات عديدة مدعومة من الادارات المتعاقبة رفضت هيكلة الوظائف وتحديد الاختصاصات علي حسب الحوجة والمؤهل لان ذلك سوف يلحق بهم وبمصالحهم اضرار جسيمة لان المواصفات الوظيفية لا تنطبق عليهم . المصنع به 25000 مغزل و864 نول وقسم للتجهيزوالقوي القصوي للعاملين لايجب ان تتجاوز1500 عامل وموظف علي نطاق الورديات الثلاث الا ان القوي العاملة بلغت اكثر من 3000 عامل وموظف لثلاث ورديات (عمالة فايضة ) (over staff) بنسبة100% كل هذا ادي الي ارتفاع الفصل الاول من الميزانية لينعكس علي تكلفة الانتاج.
وفي ذات الصياغ تناول المهندس محمد بدوي جانب من الاخطاءالادارية التي عجلت بقفل المصنع والمتمثلة في مافيا الفساد ا بتدا بالمشتروات لمدخلات الانتاج والتي تشهد العديد من المفارقات ساعدت في ارتفاع كلفة الانتاج وخاصة في شراء الاقطان والتي كانت تتبع طريقة شراء (stocks ( كميات لفترة زمنية طويلة تضمن استقرار الانتاج والاسعار , وبما ان محالج الاقطان تقع في ركن المصنع الغربي مباشرة وعلي بعد خطوات الا ان تأخر عملية الشراء المباشرفي الفترة الزمنية المحددة يقود الي استجلاب القطن مرة اخري بعد ان يكون قطع مسافته الي مخازن الصادر في ميناء بورتسودان ليتم استلامه من هنالك بعد( فسحة مدفوعة القيمة للجهات الناقلة) تضاف الي التكلفة. تتنوع اشكال الفساد المختلفة من السرقة المباشرة للمنتج النهائي في شكل بالات قماش لغياب الرقابة او لتواطوئها وهي مسالة مرتبطة بالضعف الاداري . يتواري الفساد ايضا من خلف الفاقد الكبير في الانتاج نصف المعالج polofabricato) ) فيما يعرف بمشكلة العوادم (waist) والتي هي في الاصل كميات من الاقطان ادرجت ضمن كميات قليلة مسموح بها فنيا (0.005 %) في شكل عوادم , لتتسرب كميات مهولة جدا من الاقطان الصالحة من خلال هذه (الثغرة) بأبخس الاثمان الي السوق ليتم بيعها بأسعار تشجع علي المزيد من تكرار العملية بلا وازع ديني او اخلاقي ودون الاهتمام بما يحدث في زيادة تكلفة الانتاج لان هذه العوادم دخلت دورة الانتاج واستهلكت عمالة وطاقة اضافية (خسارة مركبة) لتفاقم من زيادة التكلفة.




رد مع اقتباس