وصل الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، إلى جوبا عاصمة جنوب السودان ظهر أمس، لينضم إلى الوفد الحكومي المفاوض لقيادة مفاوضات السلام، وسط تأكيدات بقرب التوصل إلى اتفاق بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة مالك عقار.
وفي الأثناء، بشر الفريق أول شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة السوداني وعضو الوفد الحكومي المفاوض بتوقيع اتفاق سلام نهائي مع الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار خلال أسبوع، وأوضح أن المفاوضات مع الحركة تسير بصورة ممتازة، وأن النقاش بين الطرفين تسوده روح وطنية. ومن جهته، أكد ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية ورئيس وفدها المفاوض أن الطرفين على أعتاب اتفاق نهائي. وقال إنهما ناقشا كيفية إنشاء عقيدة عسكرية جديدة تشمل الجميع، بجانب تمثيل الجبهة الثورية في السلطة بجميع الولايات والعاصمة لمساعدتها على التطور كمكون سياسي، فضلاً عن إعطاء تمثيل مناسب للنساء، مشيراً إلى أن قضايا منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في صدارة القضايا التي تمت مناقشتها بروح وطنية إيجابية.
يأتي ذلك في وقت وصل فيه رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك إلى ولاية كسلا بشرق السودان أمس في إطار زياراته للولايات السودانية للوقوف على أوضاعها.
ولدى لقائه بقوى الحرية والتغيير بولاية كسلا بقاعة أمانة حكومة الولاية أمس شدد حمدوك على أهمية الشراكة بين المكونين المدني والعسكري والعمل مع بعضهما بعضاً لخلق أنموذج للسلام والاستقرار بالبلاد خلال الفترة الانتقالية. وحيا أرواح الشهداء قائلا: «المجد والخلود لشهداء الثورة الذين قدموا دماءهم من أجل خلق سودان جديد والذي سننجزه رغم كل التحديات والصعاب».
ودعا حمدوك إلى ضرورة المحافظة على الثورة والاتفاق على كيفية حكم السودان، وأشار إلى نجاح السودان في تحقيق الثورة، مؤكداً أنها فرصة تاريخية لنجاح مشروع وطني يحقق آمال وتطلعات الشعب. وأكد حمدوك إن السلام والاستقرار سيظلان خيار الدولة وقال: «إن حركة الكفاح المسلح جزء من الثورة وسنصل معها إلى سلام دائم وشامل». وأضاف أن الحكومة ورثت تركة مثقلة بالأزمات الاقتصادية والسياسية، ولكن بإرادة الشعب الذي أنجز ثورة أدهشت العالم نستطيع أن نعبر نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي.