عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2014, 10:24 AM   #5




الصورة الرمزية ابوعمر
ابوعمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2817
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 05-29-2023 (04:38 AM)
 المشاركات : 39,168 [ + ]
 التقييم :  58
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
مصائب وهموم ولا اشتكي
تري الشكوي لغير الله مذله
لوني المفضل : Blue
افتراضي



الشامة ..
الحلقة 5 .
بقلم طارق اللبيب .
وصلنا والحمد لله وهناك قابلني نزار وفرح جدا عندما راني ..
وهو يقول لقد ازدادت الافراح افراحا .. لقد ابهجت يومنا يا ياسر ..
وعرفني بكل الناس الذين يتوشحون الطيبة .. ويتسمون بالبراءة ..
هذا مايظهر لي الان .. ولكن بعد دخولي في تفاصيل هولاء الناس .. لا ادري نتائجه ..ولا أدري ماتخبئ هذه البساطة في طياتها ..
تعرفت بالعريس كان رائعا ..
بعد المغيب كنت انا ونزار نجلس في بيت من بيوتهم ..كان خاليا ..
وبدأت احكي له عن بنت خاله اسماء ..
وهو يستمع الي ويتبسم ..
فقلت له لقد اعجبتني هذه الفتاة اعجابا لامثيل له ..
فقال لي اخيرا سقطت ايها الوحش ..
كل سنواتك كنت عصاميا .. لايعجبك العجب ولا الصيام في رجب ..
فماذا في اسماء التي اردتك قتيلا ..
فقلت له رويدك لم اسقط بعد ولكنني اترنح ..
فضحكنا ..
ثم جاء فتى صغير ..وقال لنزار: اسماء تطلبك ..
فذهب اليها وجاءني متبسم ..
وهو يقول .. لم تقل لي كيف اكلت راس هذه المسكينة ..؟؟
فهي تسال عنك كالمجنونة ..
ولم يهدأ لها بال حتى علمت بمكانك .. واطمأنك على سلامتك ..
وانا اشعر ان الغزو لقلبي يزداد ..
وماهي الا لحظات ..دخلت اسماء علينا تحمل الشاي ..
تتبسم في زهو ورفعة ..
تمشي على الارض تقلعا ..
لاتثير غبار ولاتحدث خشخشة ..
تتحرك في وقار وتنظر في حياء ..
ولونها الذي يشبه الذهب ياخذ الالباب ..
قال نزار : الذي يظهر ان الحافلة قد شهدت ملحمة قلوب ..
فقلت له اراك تبالغ يا صديقي ..
لاتحرجنا . ..
فقال . ها. هل قررتم شيئا بعد ..
فتبسمت واعرضت ذاهبة تاركة كاسات الشاي مليئة ..
فقلت له اسمع يانزار ..
انا لا اريد ان اتردد اكثر ..
انظر لي في امر اسماء ..فاني اريدها شريكة لحياتي ..
فقال لي نزار : خير ..ولكن هنالك مشكلة ..
كبيرة ستقف عائقا في طريقك ..
انا : - وماهي المشكلة
نزار :- طبعا والد اسماء خرج من غير عودة ..منذ اكثر من عشر سنوات ..
والى الان لايعرف له مكان ..
ولها عم واحد ..يابى ان يزوجها الى اي احد ..حتى يحضر ابوها ..
وكل ما تقدم احد لخطبتها رفض ذلك العم ..
واذا قيل له انت وكيلها في غياب ابيها ..
يقول هو لم يوكلني ..فكيف اذا جاء ولم يقبل توكيلي ..ونقض زواج البنت؟
وابوها كان رجلا عنيدا جدا . ..
فاجتمعنا انا وخالها ..وقلنا لعمها سلم امرها للمحكمة ..
فالمحكمة تستطيع تزويجها ..
ولكن اسماء رفضت فكرة المحكمة وامها وعمها ..
لان الزواج بالمحكمة يعتبر في عرفنا عيب ....
فالان اذا انت اردت ان تتزوج بها فهذه المشكلة التي ستواجهك...
فتغيرت الدنيا في وجهي .. واسو الكون في عيوني .. من هذه المعضلة ..
واناغارق في تفكيري تلك الليلة بكاملها ..
وغدا سيكون الزواج .. واصبحت انا بليلة تعب ..ونصب شديد من السهر والتفكير ..
وعند التاسعة صباحا تقريبا جاءني فتي .. يقول لي ان نزار يدعوك ان تاتي اليه ..
فقلت له اين هو ..؟؟ فقال لي هيا معي اوصلك ..
فذهبت معه والظاهر هو منزل اسماء وامها ..
فوجدت الام واسماء ومعهما نزار ..
فقال تفضل يا يايسر .. ان خالتك ترجو منك ان تتناول الافطار في بيتها ..
فقلت على الرحب والسعة ..
ثم قال نزار .. انا تاذنوا لي حتى اتابع الترتيبات فخرج مسرعا ..
وتركني مع البنت وامها في منزلهما ..
فقامت الام الى المطبخ وتركتنا في ظل شجرة تتوسط الفناء ..
فبدأت تحكي لي عن ابيها .. ومحبتها له ..ودخلت واخرجت لي صورها معه ..فصورته حينما كان صغيرا لم يتزوج ..
وصور زواجه وصور له وهو يحملها وهي طفلة ..
فقلت لها لابد ان تعطيني صورة واحدة على الاقل كهدية ذكرى ..
فقالت لي خذ هذه وهي صورتها مع ابيها .. وعمرها تسع سنوات تقريبا ..
ثم قالت لي انا اسفة غاية الاسف يا ياسر . اخبرني ياسر بطلبك ..
فكم كنت اتمنى ان اكون لك شريكة حياة ..
ولكن الامر ليس في يدي ..
فالظاهر ان الله كتب علي ان اعيش عزباء عانس طول حياتي ..
فغياب ابي كما عذب امي فهو يجر على بويلاب العذاب ايضا ..
فاتمنى لك ان تجد عروسا خيرا مني وابرك ..
ثم قطرت منها دمعتان ..دمرت مابقي في اعصابي من القوة ..
فقلت لها : ساطلب منك شيئا اريدك ان تعاهديني عليه ..
ان تيسرت لك سبل الزواج فلا توافقي حتى تخبريني ..
فقالت لي اطمئن لن يحدث هذا ..وان حدث فسوف تكون انت هو ذاك ..
الا ان تكون قد سبقتني بحياتك فتزوجت ..
انت رجل آية في النبل .
رايت كثيرا من الرجال فلم ار شرفك وعزتك ..
وجمال طبعك وطيب نفسك ..
فاخذت الصورة وافطرت معك بلقيمات لم تنزل ..
من حلقي الاغصصا وعبرات ..
ذهبت الى صديقى ووجدته جالسا يراقب الترتيبات اللازمة ..
اخذت كرسيا وجلست معه فقال لي ..
ماذا قالت لك المحروسة ..
قلت له: تاسفت لي باسلوب راق وبلباقة عالية ..
قال لي : هي فعلا قمة في الاخلاق والنبل ..
ولكن القدر اسلمها الى اب عنيد وعم جبان ..
فقلت له : لا لا تقل هذا فالعم على حق في
مايقول ..ولو كنت انت مكانه لفعلت نفس الشي ..
فقال لي : وما رايك انت ؟
قلت له : سابدأ في عملية البحث عن الاب الغائب ..
فضحك ضحكة عالية حتى ثنى عنقه الى ما وراء الكرسي .. وهو يصفقحتى التفت اليه الناس ..
ثم قال لي هامسا : ياحبيبي . نحن ماتركنا واديا ولا فجا ولاسهولا ولاجبالا ..
الا بحثنا مابقي لنا الا ان نقلب الحجارة فنبحث تحتها ..
وفي ظننا ان الرجل قد مات ..
فقلت له سابدا البحث وانا واثق من ربي وواثق من نفسي انني ساكون على بينة ..
فقال لي اين تبحث ؟
فقلت له الله كريم وهو الهادي الى صراط مستقيم ..
فقام من عندي لبعض الاصلاحات ..
فقلت في نفسي ..
جاء الفجر بالانوار قاتمة .... ووعد لم يتم على امانينا
وهمت بها وكان الحب قاتلني .. سافعلها فان الله هادينا
ولن القي بلومتنا على قدري .. فحبي قد يكون به تلاقينا
ولن ارضى بظلمهما ولن اخبو .. سافعل مابوسعي في بوادينا
سابحث في بلاد الهم والامل ... وارحل في طريق الحب صافينا
انتهى هذا العرس ..ولم اذق فيه متعة الافراح من قلقي واستعجالي لانقاذ الموقف ..
قابلتها قبل ذهابي ودعتها واخذت رقم هاتفها ..
وقلت لها اسمعي يا طيبة الاصل ..
انا اريد ان ابحث عن والدك ..
فذرفت عينيها بدموع ..وقالت لي انني اعرف كم تحبني وستفعل ..المستحيل لذلك ..
ولكن ارى ان الناس قد يئسوا من العثور على ابي ..
فان قلبي يؤلمني عليك .. وانت تبحث عن ابرة في كوم من القش ..
ولكني سانتظرك حتى وان طال بي الامد ..
فركبت وسافرت من عندهم ..
رجعت انا ياسر غير ياسر الذي جاء ..
احاسيس مختلفة ومشاعر مختلفة ونفسيات غريبة ..
واشياء تحدث بداخلي لا ادري ماهي ..
وطول هذه الرحلة التي لم اعي فيها شيئا الى سوبا ..
ولكن هل ياترى .. ااخبر امي بما جرى ام لا ؟
انها لن تسمح لي باجراء هذا البحث القاسي ..
افكاري متناقضة ..
الى اللقاء


 
 توقيع : ابوعمر



رد مع اقتباس