الموضوع: معركة الاحزاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2016, 05:27 PM   #4


الصورة الرمزية ايوب
ايوب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7537
 تاريخ التسجيل :  Oct 2010
 أخر زيارة : 09-13-2020 (09:25 AM)
 المشاركات : 3,103 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Brown
افتراضي



فأقام المشركون على الخندق بضعة وعشرين ليلة في تشديد وتضييق على المسلمين
ولم يكن بين الجيوش مقاتلة إلا الرمي بالنبال والأحجار، الا أنّ فوارس من قريش منهم عمر بن عبدود ونوفل بن عبد الله بن المغيرة وضرار بن الخطاب وهبيرة بن أبي وهب وعكرمة بن أبي جهل، ومرواس الفهري، وقد تلبَّسوا للقتال وخرجوا على خيولهم فإقتحموا الخندق وجعلوا يجيلون خيلهم في الميدان وكان عمرو ينادي بالمبارزة والمسلمون كأن على رؤوسهم الطير لمكان عمرو بن عبدود والخوف منه، لانه كان يعد بالف فارس، وكان يسمى فارس يليل لفذا لم يجرأ أحد من المسلمين على التكلم
ونادى عمرو بن عبدود: من يبارز؟ فقام الإمام علي عليه السلام فقال: انا له يا نبي الله، فقال: انه عمرو اجلس نادى عمرو: الا رجل؟
أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها؟
فقال النبي صلى الله عليه وآله: من يدفع عنّا هذا الكلب، فلم يجبه أحد، فقام علي عليه السلام وقال: أنا له يا رسول الله، ثم نادى عمرو ثالثةً وقال:
ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز
فقام علي عليه السلام فقال: يا رسول الله أنا،
فقال، انه عمرو، فقال: وأنا علي بن ابي طالب، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله، فأذن له وألبسه درعه ذات الفضول وعممه عماته التي تسمى بالسحاب فقدمه ودعا له، فذهب اليه قائلاً في جوابه:
«لا تعجلن فقد أتا ك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نيةٍ وبصيرةٍ والصدق منجي كلّ فائز
إني لأرجو أن تقوم عليك نائحة الجنائز
من ضربته نجلاء يبقى ذكرها عند الهزائز»
فقال صلى الله عليه وآله: برز الايمان كله للشرك كله، ثم ان علياً عليه السلام دعا عمراً لثلاثة اشياء اما ان يسلم واما ان يترك الحرب واما ان ينزل عن فرسه ويحارب، فاختار الثالثة وكان يبطن الخوف من أبي الحسن فقال: ألا غيرك يا بن أخي من أعمامك من هو أسن منك فاني أكره أن أريق دمك وكان أبوك نديماً لي، وما امن ابن عمك حين بعثك اليّ أن اختطفك برمحي هذا، فأتركك شائلاً بين السماء والأرض لا حيّ ولا ميّت؟
فقال عليه السلام: دع هذا فانّي أحب أن أهريق دمك في سبيل الله، فنزل عمرو من جواده فعقره وسلّ سيفه وهجم على أمير المؤمنين عليه السلام، فثارت بينهما عجاجة، فضرب عمرو رأس عليّ عليه السلام فاستقبلها بدرقته فقدها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه، فضربه عليه السلام وهو كالليث المجروح على رجله فقطعها فوقع عمرو على قفاه، فجلس عليه السلام على صدره، قال عمرو لقد جلست مني مجلساً عظيماً، فاذا قتلتني فلا تسلبني حليتي قال عليه السلام: هو أهون عليّ من ذلك.
قال ابن أبي حديد: فثارت لهما غبرةٌ وارتهما عن العيون الى ان سمع الناس التكبير عالياً من تحت الغبرة، فعلموا أن علياً قتله وانجلت الغبرة عنهما، وعلي راكب على صدره يحزّ رأسه، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين.
قال جابر: «... وسمعت التكبير فعلمت انّ علياً عليه السلام قتله، وانكشف أصحابه وعبروا الخندق وتبادر المسلمون حين سمعوا التكبير ينظرون ما صنع القوم، فوجدوا نوفل بن عبد الله في جوف الخندق لم ينهض به فرسه فرموه بالحجارة، فقال لهم: قتلة أجمل من هذه، ينزل بعضكم أقاتلة فنزل إليه أمير المؤمنين عليه السلام فضربه حتى قتله، ولحق هبيرة فأعجزه فضرب قربوس سرجه وسقطت درعه وفرَّ عكرمة وهرب ضرار بن الخطاب، قال جابر: فما شبهّت قتل علي عمراً إلا بما قصّ الله من قصَّة داود وجالوت».
بعث المشركون الى رسول الله صلى اله عليه وآله يشترون جيفة عمرو بن عبدود ونوفل فقال صلى الله عليه وآله: هو لكم لا نأكل ثمن الموتى.
ثم جاءت أخت عمروا وجلست الى جنبه ورأت درعه الذي كان من أفخر الدروع لم يسلب ومعه سائر ثيابه وسلاحه فقالت: من قتله؟
قيل عليّ بن أبي طالب، فقالت: ما قتله إلا كفوٌ كريم، ثم أنشدت هذه الأبيات:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله لكنت أبكي عليه آخر الأبد
لكن قاتله من لايعاب به من كان يدعى أبوه بيضة البلد
نواصل


 
 توقيع : ايوب



لا تأمن الموت في طرف ولا نفس
*** ولـو تـمنعــت بــالحجـاب والحـــرس
وأعـلـم أن ســهــام المــوت نـافـذة
*** فــي كــل مـــدرع مــنـــا ومـتـــــرس




رد مع اقتباس