منتديات الحصاحيصا نت alhasahisa

خراب بيوت

مع انتشار شرائط الفيديو في القرن الماضي سعى الكثير من الإخوة السودانيين إلى توثيق مناسباتهم وخاصة الأعراس ، عبر هذه الأشرطة للاحتفاظ بها كذكرى جميلة ومناسبة تكون عالقة بالأذهان مدى الحياة.
وكان لانتشار هذه الثقافة أن ذهب أحد الأخوة إلى نسخ حفل زفافه في إحدى المحلات التجارية بمدينة الرياض ، ولما كانت زوجته تجيد أداء الرقصات مع الوصلات الغنائية في صورة رائعة ومذهلة ما كان من صاحب المحل إلا أن احتفظ بنسخة إضافية من ما يسمى (برقيص العروس) وسرعان من انتشر هذا الشريط في مدينة الرياض انتشار النار في الهشيم وللقارئ الكريم أن يتصور بقية المأساة.
والآن ومع انتشار ثقافات عديدة وغريبة على عادات وتقاليد المجتمع السوداني السمحاء التي تميزنا عن بقية شعوب العالم.. ومن هذه الثقافات الجديدة التي لاحظتها بنفسي ثقافة التقاط صور المناسبات الخاصة جداً عبر أجهزة الموبايل، ومن ثمّ العبث بها، والاستهتار وانتهاك خصوصيتها بتبادلها عبر الرسائل بين الشباب، وكذلك عبر أجهزة الحاسوب الإلكترونية، الشيء الذي جعل البعض يرى أن التكنولوجيا، وأدوات العولمة أصبحت نقمة وليس نعمة بسبب سوء استخدامها فيما يضر الناس للأسف!!
والعجيب أن هذه الهواية (الشاذة) يمارسها بعض الشباب في بيوت مناسبات الأعراس وغيرها من المناسبات الخاصة ، فتجدهم يقومون بمتابعة العروس في حركاتها وسكناتها ، وفي رقصها وابتسامتها ونظرة عينها الخجولة.. فتظن أن المصور شقيق الدم واللحم لهذه العروس، أو على الأقل العريس، ثم تكتشف بعد حين أن هذا الهاوي الغريب الأطوار لا يمت لأهل العروس أو العريس بصلة، وإنما أتى إلى الحفل فقط لإرضاء هوايته (السمجة) واللا أخلاقية.. في التقاط صور المناسبة المعنية.. وكم من مآسٍ حدثت لفتيات شريفات عفيفات بسبب هذه الممارسات العقيمة لبعض الشباب المستهتر.. فكانت النتيجة هدم البيوت العامرة وخرابها وتدمير النفوس الراضية وتحطمها!!
ويبقى السؤال هاجساً في النفس.. كيف تسمح ضمائر هؤلاء الشباب بانتهاك خصوصية الغير بهذا الشكل المقزز؟! وكيف ترضى نفوسهم بأذية الآخرين على هذا النحو المؤلم؟!
وتبقى الحقيقة إن هذه الأساليب (المشينة) ليست من واقع مجتمعنا الأصيل ولا تشبهه في شيء!! ويبقى هؤلاء الشباب في حاجة لعلاج نفسي وردع بواسطة الأسر نفسها، أو حتى شرطة النظام العام إن استدعى الأمر حتى يأمن الناس من شر هذه العادات الدخيلة وأن توظف التقنية في ما ينفع الناس ويعود عليهم بالخير والأمن.