منتديات الحصاحيصا نت alhasahisa

منتديات الحصاحيصا نت alhasahisa (http://www.alhasahisa.net/vb/index.php)
-   «۩۞۩-منتدى الادب والثقافة-۩۞۩» (http://www.alhasahisa.net/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   في الذكرى الثامنة لرحيل مصطفى سند (http://www.alhasahisa.net/vb/showthread.php?t=28148)

عصمت الصادق حماد 05-30-2016 06:22 PM

في الذكرى الثامنة لرحيل مصطفى سند
 
بعث لي الصديق الشاعر صلاح الغول بهذه القطعة النثرية في ذكرى الشاعر الفحل مصطفى سند فأحببت أن أشنف بها أذانكم وأعطر بها مجالسكم.
في مثلِ هذا اليوم ولثمانيةِ أعوام سلَفَتْ حدَثَ الجزرُ الكبير وتوقَّفَ مَدُّ البَحر القديم فانحسرت أمواج الرَّوعةِ والألَقِ وجفّت شواطئُ الدَّهشة وأغفرَتْ وِجدانُنا برحيلِكَ
يا مَن علّمنا أنَّ الجمالِ له معانٍ أُخر غير تِلك التي بالقواميس وأنّ الشِّعرَ له أغراضٌ و قوالِب وأوزان وقوافي وبحور أُخر غير تلك المُتعارف عليها ويا مَن كُنتَ البَحرَ السّايعَ عَشَر
تعرَّفتُ عليه و شاءت الأقدار أن أكتبَ له و فيه وعنه وفي ظرف شهرٍ واحِد ثلاثة قصائد لم ترقَ واحِدةٌ ولن ترقَ ثلاثتُها مُجتمِعةً لإنصاف سِحرِ موجَةٍ جامِحةٍ من أمواجِ بحره القديم .إثنتان من هذه القصائد استمع إليهما و قرأهما والثالثة.... يرحمهُ اللّه ....
تشرَّفتُ بأن كُنتُ أحد مُكرِّميه في حفل التكريم الذي أقامه له منتدى الأربعاء الأدبي والرّابطه الرّياضيّة الصّالحية بمدينة الرياض مساء الأربعاء الموافق 26/3/2008م

عصمت الصادق حماد 05-30-2016 06:24 PM

أما القصيدة التي كتبتها له (مرحب سند) فكانت مطبوعةً على (البنر) خلف منصّة التكريم :
.....
مــرحب ســـند
......
يا زادنا من عذب الكلامْ
و سندنا في الزمن الصعبْ
يا كلمه بتدغدغ مشاعرنا
وتنسِّينا التَّعّب
يا شطره توزن طن دَهَب
يابسمه بتطَّفِي اللّهَب
لا ليها حد أشواقنا ليك
لا بتتوصف فرحتنا بيك
و صَدِّقنا لما نقوله ليكا وحشتنا
و من كم سنه
واقفين على حافة جروف اللُّقيا
منتظرين مجيك
يا سيدي ما كضبنا
لو قدمنا نحنا عيونا ليك
واللهِ ما قدمنا شيتا ًبسوى شِى
فكرة وفاك درباً وحيل
و المستحيل ما بتمشي
حتى الحروف اتلعثمت
واحتار و تاه فيها الكلام
واتوارى منك مُختشي
واعلن فروض الطّاعه ليك
يا الإتعجن وجدانا
بين مسكة أناملك للقلم
و دفقة مشاعر
جسَّدت إحساسنا بيك
مرحب سند ود البلد
جانا الهنا وهَلَّ السَّعَد
مرحب سند
لهفة لقاك ما ليها حد
لكن بجد
خايفين عليكا من الحسد

عصمت الصادق حماد 05-30-2016 06:26 PM

وأما التي كتبتها فيه (ونظلُّ أصغرَ من عطائِك) فقد ألقيتها في بداية الحفل إحتفاءًً به :
....
ونَظـَلُّ أصـغَرََ مِنْ عَطـائِك
..............
أهلاً بِسَنَـدِ الشِّعْـرِ أهـلا ... بالقََلْبِ أنتَ حَطََطْتَ رَحْـلا
شَرَّفتنـا فاخْتَـرْتَ وَصْـلاً ... طُوبَى لِمَنْ قَد رامَ وَصْـلا
قد خَصَك المَوْلـى بِفَضْـل ...ٍ ولَهُ اصطفَاكَ وكُنتَ أهـلا
شَرَّفتَ سُوْحَ الشِّعْرِِ غََضَّـا ...ً فوَجَدتُه قـد صَـارَ كَهْـلا
مُتَلَفِّعَـاً طِمْريـهِ يشْـكـو ... خَلِقَاً بَلَى و الثَّانـي أَبْلَـى
ألقيتَ ثَوْبَ هُدَىً و حُسْـنٍ ... في وَجْهِـهِ فارْتَـدَّ طِفْـلا
ونَفَخْتَ رُوحَ صِبـاَكَ فيـهِ ... يا صَاحِبَ القِـدْحَ المُعَلَّـى
لـولاكَ لـم نُدرِكْـهُ حَيَّـا ... يا مَن جعلتَ الصَّعْبُ سَهْلا
أحْرَزْتَ قََصبَ السَّبْقِ فيـهِ ... و حَكَمْتَ فيهِ فكُنْتَ عَـدْلا
مَن ذَا سِواكَ مَضَى وَحِيـدَاً ... فَـذَّاً بِسَاحَتِـهِ فَأبْـلَـى؟
مِنْ بَعْدِ ما احْتَدَمَ التّلاقِـي ... و تسَاقََطَ الفِرْسـانُ قَتْلَـى
مَنْ ضَرَبَ في البَحْرِ القَدِيمِ ... بِلا عَصاً والناَّسُ وجْلَـى؟
مَنْ بَعْدَمَا حَرَقَ الحُشاشَـةَ ... عـن هَوانـا مَـا تَخَلَّـى؟
و حَبا عَلَى زَبَدِ البَنَفْسَـجِ ... مـا تَـوَانَـى أو تَـوَلَّـى
فَـأفَـاءَ بالأضْـواءِ.. مَـنْ ... أعْطَى حَصَادَ العُمْرِ جَزْلا؟ا
بالـلاّ سَواحِـل ِو الهُـلامِ ... بَنَى و عَـرَّشَ ثُـمَّ أعْلَـى
وعَلى سَنا الأُفُقِ الشَّفيْـفِ ... أقامَ لـلإبْـداعِ حَـفْـلا
يا مَنْ سَقََى أيُّـوبَ بُـرءًا ... و حَـبـاَهُ آلاءًا و أهْــلا
بالمُبْدِعِ المَحْبـوبِ لُطْفَـاً ... الفَذِّ مِـنْ شُعَـراءِ (إلا)
........

عصمت الصادق حماد 05-30-2016 06:27 PM

وأما التي كتبتها عنه (البحر السّابع عشر) فهي التي لم يسمعها ولم يرها وهذا أسوأُ ما في قصائد الرّثاء
:
البَحْـرُ السَّـابِعُ عَشَـر
( إلى مَن نَعَوْا لنا البحرَ القديم )
* سند الشِعر و الشُّعراء *
.............
كَذَبُوْا وقالوا البَحْرُ مَات
وتعجَّلوا نصبوا السُّرادِقَ للعَزَاء
يا من تولَّى كِبَرها
يا بؤسَها من فِريةٍ أنا من جَهالتِها بَراء
البحرُ حَيٌّ لم يمُت
فالبحر مِرآةُ السَّماءِ
ومتنُ سِفرِ المُبدعين المُبحرينَ إلى الضِّياء
مَن لى بأُذنٍ واعيه
ما صمَّها وهْمٌ فتستمع الحقيقةَ محضَةً و كما هِيه
قد جاء في سُفُرِ العُهودِ الماضية
تستنكِفُ الأمواجُ أن تبقى على حالٍ
فلا تبقى و ترحلُ رغبةً في العافيه
يأيُّها البحرُ القديم
يا ذا الذي
في طُهرِه اغتسلتْ بحورُ الشَِّعرِ من أدرانِها
و تطيَّبتْ و جَلَتْ هُمومُ القافيه
يا ذا الذي ارتحلتْ وفودُ المُبدعين تبَرُّكاً
وتأدُّباً ركزوا بحضرته اللِّواءَ و كان دونَ السَّاريه
يا ذا الذي حَمَلَ الأمانةَ مُكرهاً فسما بِها
واجتاز هالاتِ السِّماك إلى البُروجِ العاليه
يا سيدي قد كنتَ يوماً قلتَ لي
(لاشئ يٌولد من رؤى لاشئ) فانتبِهوا لها
(بحرٌ هُلاميٌّ أنا لا بدءَ لي لا قاعَ لي)
بَحْرٌ بغيرِ سواحلِ
حيَّرتني فكتمتُها و سَقَطتُ في قيعانِ دركِ الجاهلِ
و علمتُ أنَّك في رِحابِ المُستحيلِ مُعَرِّشٌ و بها مُقيم
لا تنبغي إلا لكم
لا حظَّ لى فيها ولستُ بها عليم
لكنَّني أحببتُها أحببتُ كلَّ خَريدَةٍ عَلَّقتَها
في جِيد سيدة النِّساءِ زها بها البحرُ القديم
و عشِقتُ كلَّ نضِيدَةٍ زَيَّنتَها
بنَظيم حسِّ المُبدِع الدُّريِّ أو
وشَّيتَها إبانَ هِجرتِكَ الفريدةِ للسَّديم
وضحِكتُ بل وعجِبتُ لمَّا قالوا أنَّ البحرَ مات
وذَكرْتُ أنَّك قلتَ لِي لا عُمر َلِي ففهِمتُها
أدركْتُ أنِّيّ قد هُدِيتُ إلى ردودٍ شافيه
واجهتُهم و فجأتُهم بأدِلَّتي
و دَحضْتُ حُجَّتَهم و كانتْ واهيه
و أدِرتُ للبحر القديمِ مراكبي
و حزَمتُ أمتِعَتي بلاء النَّافيه
.................

عصمت الصادق حماد 05-30-2016 06:28 PM

يرحَمِ اللهُ مصطفى سَند
لقد كانَ يوماً من أيامِ سَعدي يومَ أن التَقيتُهُ هَهُنا بمدينة الرّياض
وتشَرَّفتُ بعضوية اللّجنة القوميّةِ لتكريمه من قِبَل منتدى الأربعاء الأدبي
والرّابطه الرياضيّة الصّالحية
في حفلٍ بهيج حضره خلقٌ كثير من مُحبيه ومن المُهتمينَ بالشِّعر
وبالآدابِ عموماً من السّودانيين ومن الاخوة العرب أتَوْا من جميعِ
أنحاء المملكة وقد ضاقَتْ بِهم القاعات والسّاحاتُ على وّسعِها
وكانَ من ضمن الحضور سعادة سفير السّودان آنذاك السيد/
محمّد الأمين الكارِب ومُعظم أفراد طاقم السّفارة
وفي اليومِ التّالي للحَفل حُظيتُ ونفرٌ كريم بجلسةٍ معه ،يرحمه الله،
بأحد مطاعم الريّاض امتَدت من الواحدة بعد الظُّهر وحتى السّادِسة
والنِّصف مساءَ أوصلناه ،يرحمه الله، وزوجته الفاضله د. نعيمه
أطال اللهُ عُمرها،أوصلناهما إلى مطار الملك خالد بالريّاض..
في الجلسة الاستِثنائيّة لم يترك شئياً من تفاصيل حياته ، مُذ دخوله
للخلوة وحتى تأريخ ذلك اليوم،إلا وحكَى لنا عنهُ وبالتّفصيل وقرأ علينا
من أشعاره مالم يُنشر وطلبَ مِنّي أن أُسمعه (مرحَب سَند) التي استقبلناه بها
وكانتُ مطبوعةً بجانب صورته على (البنَر) وقد تأثّر بها جِدّاً
لدرجة أنَّ عيناه ذرفتا وأنا أقرأها عليه وطَلبَ البَنر وأخذه معه
وأكرمني (من تواضُعه) بأن قرأ علينا إحدى قصائدي أعتَقِد أنّها قصيدة
(سِباحةٌ إلى الفَرقَدين)
يرحمُهُ اللهُ ، كُنتُ من المُعجبين ومن المأخوذبنَ بأشعاره ومنذ نعومة
أظفاري وهو بِحَق أحد أؤلئك العماليق الذينَ شكّلوا وجداننا وندينُ لهم
بالفَضلِ في كُلِّ حرفٍ كتبناه ونكتُبُه
يرحَمك اللهُ يا سَند الشِّعرِ والشُّعراء
يا مُجسِّد الرّوعة والإبداغ في كُل ما خطّتْ يمينُك


الساعة الآن 04:26 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009