منتديات الحصاحيصا نت alhasahisa

منتديات الحصاحيصا نت alhasahisa (http://www.alhasahisa.net/vb/index.php)
-   «۩۞۩-قسم المكتبات والتوثيق -۩۞۩» (http://www.alhasahisa.net/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   كتاب طابت الشيخ عبد المحمود انشأة والتكوين والتطور الجزء الأول (http://www.alhasahisa.net/vb/showthread.php?t=23206)

السماني كمال الدين محمد 06-15-2014 05:58 AM

كتاب طابت الشيخ عبد المحمود انشأة والتكوين والتطور الجزء الأول
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيها الناس إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند أتقاكم إن الله عليم خبير)

الحمد لله رب العالمين مسبغ النعم على عباده.. الموحِّد بين قلوبهم.. الجامع في ما بينهم على الخير والهدى والتقى..
وأصلي وأسلِّم على سيّد ولد آدم أجمعين سيدنا محمدٍ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم القائل: (المُسْلِمُ للمُسْلِمِ كالبُنْيَان يَشُدُّ بَعْضَهُ بَعْضاً).
هذا الكتاب : أسطر محدودة في حياة قوم جمعتهم هذه البلدة المباركة (طابت) وبرغم اختلاف قبائلهم وألوانهم وألسنتهم إلا أنهم تمثلوا في وجدانهم مضمون هذا الاسم المبارك (طابت) وعاشوا عليه بكل مقتضياته..

السماني كمال الدين محمد 06-15-2014 06:02 AM

محتويات هَذِا الكتاب..


. أما بعد..
. بين يديّ هذه الأوراق..
. تقديم..
. طابت النشأة والتكوين..
. الحياة الدينية في طابت :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزوايا والمساجد
القباب والسجادات
الصوم بين ( ناس الشيخ وناس السوق )
فتح الكتاب والخيره
كلمة حق هم أهلها
كلمة حق ينبغي قولها

. مشروع الجزيرة وبدايات حركة النهضة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرطة والمحكمة
التنمية والتطور
السوق
العمران
من الشفخانة إلى المستشفى
الاتصالات

. الحياة الاجتماعية :
حركة الحياة والأحياء
عادات وأعراف

. العمل الخيري الطوعي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمعية التعاونية الخيرية
رابطة أبناء طابت في المملكة العربية السعودية
منظمة طابت الطوعية الخيرية
منظمة مثوبة الخيرية
تواصل الخيرية
جمعية طابت الخيرية
المنطقة الصناعية للحرفيين

. التعليم في طابت :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليم الديني:
معهد طابت العلمي الديني المتوسط
خلوة القرآن الكريم
مجمع الشيخ عبد المحمود ( الحفيان ) لتحفيظ القرآن الكريم
التعليم المدني (المدارس) :
المدرسة الصغرى.
المدرسة الأولية
مدرسة البنات الأولية
مدرسة مشروع الجزيرة الوسطى
المدرسة الأولية الشمالية
مدرسة طابت الأهلية الوسطى
مدرسة الأساس
مدرسة طابت الوسطى للبنات
مدرسة طابت الثانوية الحكومية
المدرسة الابتدائية المختلطة
مدرسة طابت الثانوية للبنات
مدرسة منى للبنات

جمعية التضامن الإسلامي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طابت علماء وأدباء :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهل طابت أنقى لغة وأنضر خطاباً
هؤلاء تعلمت منهم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ أحمد البشير الشيخ محمد
الشيخ هاشم الشيخ عبد المحمود
الشيخ كمال الدين الشيخ محمد
الحاج الفكي النور عيسى
الشيخ الطيب الشيخ محمد المبارك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أعلام ومعالم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود الحفيان
الشيخ عبد الجبار المبارك (عبقري صنع نفسه)
الشيخ الجيلي محمد أحمد يعقوب (رجل وهب نفسه للعلم)

طابت في قصيد أبنائها :
غلب الهوى – الأستاذ الشيخ الطيب الشيخ السماني
طابت جذور – الأستاذ هاشم الفاتح
شدرة بتول بن الخليل – الأستاذ أزهري أبو شام
أيام زمان – الأستاذ عبد الباسط عبد العزيز

. وحكى كبارنا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاتمة..

السماني كمال الدين محمد 06-15-2014 06:05 AM

أما بعد :
هذه أوراقٌ لطابت.. وهي استدعاءٌ للذاكرة..
وطابت فضاءٌ مفتوحٌ للقراءة..
أحسن الشيخ عبد المحمود (الحفيان)، إذ خصَّ طابت
بجزءٍ من كتابه القيم (الشيخ عبد القادر الجيلي حياتُهُ وآثاره)..
وأحسن الأستاذ الدكتور عبد اللطيف سعيد، إذ دوَّن ذكرياته في كتابه (طابت الشمش غابت)..
وأحسن الدبلوماسي الأديب الأستاذ محمد الطيب قسم الله في كتاباته عن طابت (شخوصاً وأماكن وأحداثا..).. المنشورة في موقع (ناس طابت)..
وأحسن كل أبناء طابت الذين كتبوا عن طابت بحبٍّ وإخلاص..
وكل هذه الأقلام تكمل بعضها..
وتظل (طابت) فضاءاً مفتوحاً.. على صفحته خُطَّ الكثير..

السماني كمال الدين

طابت الشيخ عبد المحمود

2012

السماني كمال الدين محمد 06-15-2014 06:10 AM

بين يَدَيْ هذا الكتاب:

منذ الصغر، كان ما يقع في إطار (النظر والسمع) تلتقطه الذاكره، وتظل بعض الشخوص والمواقف والأماكن والأحداث في عمق الذاكره بفعل التراكم مع مستجدات ومستحدثات الأيام..
وإذا ما كانت جلسة خَلِيَّة، استدعت الذاكرة ما طبعته الأيام في أعماقها..وهذه مرحلة التذكّر والاستذكار..وهذه صفة عند كل الناس..وتلي هذه المرحلة ما يمكن أن أسميه (الاسْتِقْرَاء).. وهذه تعني (فلسفة الأشياء) أو استخراج ما تستبطنه الأحداث..
(طابت الشيخ عبد المحمود).. فيها وُلدت.. ونشأت.. وتعلمت.. وظلت هي (وجدي ووجداني)..
الكتابة عن (طابت) ليست بالأمر السهل، ذلك لأنها تكوينٌ واسعٌ متنوع – والسَّعة ثراء.. والتنوع عمق.. وهذا ما لا يستطيعه قلمٌ واحد، وليس بمقدوره..
لهذا، عمدت إلى وضع (رؤوس أقلام) عن طابت.. عناوين عامة.. أو (مانشيتات) كما يقول أهل الصحافة..
بهذا التصوّر تأتي هذه الأوراق.. هي استدعاء للذاكرة، في الحياة والأحياء لأهل هذه البلدة المباركة (طابت). وتسجيل ما يسمح العرفُ بتسجيله وتدوينه..
هذه الأوراق تأتي في إطار الإضافة لما كُتب عن طابت ممن سبقوني..
رجاء أن نقرأ لأقلام أخرى تضيف لسابقيها في ميدان من ميادين طابت (إثراء وعمقاً..)
في اجازاتي السنوية التي أقضيها كلها في طابت كنت أجلس إلى كثير من آبائنا، فقد وجدت عندهم مخزوناً من المعلومات عن طابت.. وأفدتُ منهم كثيراً..
وجلست إلى كثير من أصحاب المهن والوظائف والعمال والتجار، وعدد من القائمين على العمل الاجتماعي العام في طابت.. وذهبت للمدارس في طابت وقابلت مديري ومديرات المدارس.. ومكتب التعليم ومدير (مجمع الشيخ عبد المحمود (الحفيان) لتحفيظ القرآن الكريم) والمستشفى، والمجلس المحلي، والشرطة، وكل هؤلاء أفادوني بمعلومات مهمة ودقيقة.
كل هذه المعلومات إضافة إلى ما تختزنه الذاكرة منذ الصغر – كما أسلفت – كل هذا حفَّزني على كتابة هذه الأوراق..
وبهذه المناسبة فإني أشكر كل الذين جلست إليهم وأفادوني بما عندهم من معلومات وأشكر الأخوة الأعزاء الذين دفعت إليهم بهذه الأوراق لقراءتها وإبداء الرأي فيها قبل نشرها.. وقد أفادوني كثيراً بآرائهم المقدرة..
وأشكر الأستاذ/ سالم عبد العزيز سالم (أبو عبد الرحمن)..الذي طبع الجزء الأكبر من هذه الأوراق..
وأشكر ابن أخي (السماني احمد عبد الجبار) الذي قام بنشر جزء من هذه الأوراق في موقع (طابت للجميع).. وأُشير هنا إلى أن ما نُشر سابقاً قد أضفت فيه بعض التعديلات.
والشكر موصول لابني العزيز (أحمد) الذي قام بطباعة كل الأوراق التي ألحقتها وأضفتها بعد ذلك.. ثم تولى مراجعة وتصحيح الأخطاء الطباعية في هذه الأوراق كلها.

السماني كمال الدين محمد 06-15-2014 06:13 AM

تَقْـديم


( طابت )([1]).. هذه المنطقة الممتدة الآن بين ترعتي (عفانة) شمالا و( ام دبيب) جنوبا، لم تكن تعرف بهذا الاسم (طابت) من قبل مجيء الأستاذ الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم الشيخ أحمد الطيب إليها في عام 1295هـ/1878م([2]) بل كانت تعرف باسم (عفانه و ام دبيب)، فالأولى (عفانه) عرفت باسم قبيلة (العفَّاناب)([3]) الذين كانوا يسكنون المنطقة، وقد رحلوا منها قبل مجيء الأستاذ الشيخ عبد المحمود إليها، والثانية (ام دبيب) عرفت بهذا الاسم لكثرة الدواب و الهوام و الزواحف فيها..
هذه المنطقة (عفانه و ام دبيب) كانت غابة كثيفة ملتفة الأشجار غزيرة المرعى، يرتادها أصحاب المواشي من القرى المجاورة لها، ومن غيرها..
وكان من اكثر المرتادين لهذه المنطقة واكثرهم استقرارا فيها (عيسى ود محمد ود فضل الله ود نايل ود حميدان ود محمد (أبو خشوم) ويعرف بـ(عيسى ابو العول) لقرب سكنه ومستقره إليها، فقد كان يسكن في قرية (ام دليبة) وكانت (تروسه) تمتد حتى (ام دبيب)..([4]) بل انه (عيسى ابو العول) قد اتخذ له (بيت شَعَر)([5]) في وسط هذه المنطقة، حيث يمتد به المرعى إلى هناك..
ومن الذين ارتادوها من القرى المجاورة (الشيخ البشير الشيخ ابراهيم الدسوقي الشيخ احمد الطيب) فقد كان سكنه ومستقره في قرية (الفريجاب) وهي غير بعيده من هذه المنطقة، وهي إلى الجنوب الغربي منها.. وكان رعاته يفدون إليها باعتبارها مرعى خصبا.. ([6])
وارتاد هذه المنطقة (يعقوب ود حسن)([7]).. وعلى اختلاف الروايات إن كان

جاءها من قرية (الربيق)([8]) مكتب (تورس) الآن أو من (قوز الرهيد) فكلها مناطق أو قرى قريبة من المنطقة.. ورواية أخرى تقول إنه جاء للمنطقة من(الوادي الرقيق) تجاه النيل الأبيض([9]).
وكان في المنطقة (الحاج أبو سن الحمدي) وكان صاحب ماشية كثيرة،وهوأول من حفر حفيرا في الجزء الجنوبي الغربي من المنطقة.
ثم رحل من المنطقة، وجاء من بعده (يعقوب ود حسن) وهو صاحب ماشية كثيرة ووسع الحفير حتى عرفت باسمه الآن (حفير يعقوب)..
هؤلاء من الذين كانوا على مقربة من منطقة (عفانه و ام دبيب).. وكان لهم وجود فيها بصورة من الصور قبل مجيء الشيخ عبد المحمود إليها..
أما الذين عرفوا هذه المنطقة من خارج نطاقها، منهم (الخشماب)، فقد كان يمتد بهم المرعى من (جمعة) على النيل الأبيض إلى هذه المنطقة، فقد طابت لهم المنطقة، مرعى وسكنا، فظلوا كثيري التوافد إليها. كل هؤلاء عرفوا المنطقة من قبل مجيء الأستاذ الشيخ عبد المحمود إليها.. وكان لهم وجودهم فيها بصورة من الصور([10]).
الأستاذ الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم، كان عنده من مريديه من هو أقرب عنده مكانة وأعلى قدرا.. وقد وجد هذا القرب الحميم عند المقدم عيسى أبو العول.. فقد كان الأقرب إليه، حتى في أمانة سره واستشاراته الشخصية، ذلك لصفات ذاتية كريمة كان يتمتع بها المقدم عيسى أبو العول.. حتى قال فيه الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم : (المقدم عيسى أبو العول : أمين العيش في الغلا.. وأمين الفتاه في الخلا).. ([11]) وجاء في كتاب (طابت الشمش غابت) ص 129 (....عيسى ود أبو العول المقدم الأول للشيخ عبد المحمود، المعروف الدور في إنشاء طابت. والذي كان يقول عنه الشيخ عبد المحمود – عيسى ود أبو العول (الذهب المجمر)..
ويقول عنه الشيخ عبد المحمود (الحفيان) :(عيسى أبو العول كان رجلا ثريا كريما سخيا طاهر النفس..)
ويقول: (كان استقباله للأستاذ الشيخ عبد المحمود استقبالا حسنا حين قدومه لمنطقة العفاناب وام دبيب من ام طرفاية.. وكان به حفيا.. وكان عونا كبيرا لسيدي الأستاذ في تأسيسه طابت. وقد كان الأستاذ يجله ويعرف له مكانته، بحيث كان موضع ثقة كبرى من الأستاذ يستشيره في كثير من أموره..) ([12]).
المقدم عيسى هو: عيسى ود محمد ود فضل الله ود نايل الملقب (أبو العول) ود حميدان ود محمد الملقب (أبو خشوم)..
محمد ود فضل الله والد المقدم عيسى توفي ودفن في قرية أم دليبة الموجودة الآن إلى الجنوب الشرقي من طابت..
المقدم عيسى والدته هي العازة بت مالك ود أب روف.. توفي المقدم عيسى عام 1929م ودفن في مقابر طابت.. ([13])








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1])راجع كتاب(الشيخ عبد القادر الجيلي حياته وآثاره) تأليف الشيخ عبد المحمود (الحفيان) ابن الشيخ عبد القادر الجيلي، تحقيق الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود (الحفيان) ــ الطبعة الثانية 1428هـ/ 2007م/ص/95، ص (104 – 105) من الطبعة الأولى القديمة.

([2])راجع كتاب(الشيخ عبد القادر الجيلي حياته وآثاره) تأليف الشيخ عبد المحمود (الحفيان) ابن الشيخ عبد القادر الجيلي، تحقيق الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود (الحفيان) ــ الطبعة الثانية 1428هـ/ 2007م/ص/95، ص (104 – 105) من الطبعة الأولى القديمة.

([3])راجع كتاب(الشيخ عبد القادر الجيلي حياته وآثاره) تأليف الشيخ عبد المحمود (الحفيان) ابن الشيخ عبد القادر الجيلي، تحقيق الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود (الحفيان) ــ الطبعة الثانية 1428هـ/ 2007م/ص/95، ص (104 – 105) من الطبعة الأولى القديمة.


([4]) نفس المرجع /ص 98، ويقول في ص(95) منه : (وتمتد منطقة عفانة جنوبا إلى تروس عيسى بن أبي العول. ومن تروس عيسى بن أبي العول تبدأ حدود منطقة أم دبيب الشمالية وتمتد جنوبا إلى نهاية تروس عبد الله بلل..)

([5]) معلومة أفادني بها الوالد سعيد محمد عيسى..


([6]) معلومة أفادني بها الوالد كمال الدين الشيخ محمد..

([7])وهو( يعقوب ود حسن ود عيسى ود سرحان ود عدلان ود كنعان ود بلول ود رباط – جد الرباطاب- أفادني بهذا التوثيق الأستاذ الجيلي محمد أحمد يعقوب، ومبارك محمد أحمد يعقوب، وصديق الأمين يعقوب..
في سلسلة النسب هذه اضطراب : أولا : حسب علماء الأنساب فإنه لا يعلم أن(لرباط) جد الرباطاب ولد اسمه (بلول)
ثانيا : من(بلول) وهو الأب الخامس لـ(يعقوب بعد أبيه المباشر حسن) – إلى (رباط) يوجد على الأقل (خمسة آباء) لم تسجل هنا..
وإذا كان (رباط) هو (الأب العاشر) للأستاذ الشيخ عبد المحمود بعد (الشيخ نور الدائم) فكيف يكون (الأب السادس) لـ(يعقوب ود حسن).. ؟
ومعلوم أن الأستاذ الشيخ عبد المحمود، ويعقوب ود حسن متعاصران..
وقد يكونا متقاربين في العمر.. وفي كتاب (الشيخ عبد القادر الجيلي حياته وآثاره) الطبعة الثانية : يقول في ص96 : (هذا وقد اتخذ الجد يعقوب ود حسن الجعلي الفاضلابي وبعض الخشماب من أهل (جمعه) ببحر أبيض منطقة أم دبيب هذه منتجعا يفدون إليه بمواشيهم ويرتحلون إليه بأهليهم في فصل الصيف، وقد سبق مجيئهم إلى منطقة أم دبيب مجيء الأستاذ الشيخ عبد المحمود..).
في هذه الفقرة : أن (يعقوب ود حسن سبق مجيئه إلى هذه المنطقة مجيء الشيخ عبد المحمود..)
وفي الصفحة المقابلة لهذه الصفحة من الكتاب وتحت عنوان :
(أشهر من سكنوا المنطقة قبل قدوم الأستاذ ) يذكر(يعقوب ود حسن)..
ص97 / نفسه
ويقول في ذات الصفحة ( يعقوب ود حسن وهو جدنا يعقوب ود حسن الذي كان يسكن مع الأستاذ في أم طرفاية ثم رحل معه إلى منطقة طابت..) ص97/ نفسه
وهذه النصوص فيها اضطراب تحتاج لتوضيح..

هذا، وقد أكد لي الوالد الشيخ محمد الشيخ قمر الدولة – ووالدته بنت يعقوب ود حسن – أكد لي أن (يعقوب ود حسن) لم يكن في أم طرفاية بل كان في منطقة عفانة وأم دبيب..)..


([8]) راجع كتاب (الأستاذ الشيخ عبد المحمود نور الدائم حياته وآثاره) الجزء الأول – النسخة المصورة تأليف الشيخ عبد الجبار المبارك الحفياني.ص304..

([9]) معلومة أفادني بها الوالد سعيد محمد عيسى.. والوالد إبراهيم الشيخ محمد

([10]) راجع كتاب (الشيخ عبد القادر الجيلي حياته وآثاره) السابق – ص/98 وما بعدها..

([11]) معلومة أفادني بها الوالد سعيد محمد عيسى..

([12]) راجع كتاب (الشيخ عبد القادر الجيلي حياته وآثاره) السابق ــ ص/98 ــ99..


([13]) هذه المعلومة أفادني بها الوالد سعيد محمد عيسى أبو العول..

السماني كمال الدين محمد 06-15-2014 06:17 AM


طابت النشأة والتكوين



السماني كمال الدين محمد 06-15-2014 06:24 AM

القدر يسوق الشيخ عبد المحمود

من أم(طريفي)([1]) إلى (طابت)..



الأستاذ الشيخ عبد المحمود نور الدائم عند خروجه وشقيقيه الشيخ عبد النور والشيخ عبد الجبار وأمهم من (أم طريفي) إلى (طيبه الشيخ القرشي) الواقعة إلى الغرب من مدينة الحصاحيصا، وهي من قرى (الحلاوين) عند خروجه من (أم طريفي) كان ينشد :


أسفي عليها في الزمان وإنني
دار ثراها كان موطن والدي
لم أنسها ما دمت حيا في الدنا
وجبالها ورياحها ومياهها
هي مرتعي كانت وروض نزاهتي
قد فرق الدهر المفرق بيننا



لا زلت أذكرها بدمع فايض
والجد من في الفيض كان كعارض
ولمن بها كانوا بحب فارضي
ولعهدها قلبي فليس بناقض
هي دار آبائي وقصم معارضي
والحكم لله الرفيع الخافض




والبيت الأخير من القصيدة يوحي أن الشيخ قد تعرض لبعض المضايقات ما اضطره للخروج منها إلى (أرض الصعيد) كما قال في ذات الصفحة.. ولذات السبب كان خروجه من (أم طرفايه) إلى (طابت)..
وبرغم هذا التفسير الذي اذهب إليه فإن الأستاذ الشيخ عبد المحمود قد سجل كلمة واضحة يقول فيها (وكان خروجنا من القرية المذكورة بنية قراءة القرآن الكريم بأرض الصعيد عام خمس وسبعين من بعد المائتين والألف.. وهي ربيع أنسي ومحل مسقط رأسي..).. ([2])
الأستاذ الشيخ عبد المحمود ولد في قرية أم طريفي شرق نهر النيل في العام 1261/1845م، وله شقيقان هما الشيخ عبد النور المولود في العام 1258هـ/1839م، والشيخ عبد الجبار المولود في العام 1263هـ/1847م..
بعد وفاة والدهم الشيخ نور الدائم الشيخ أحمد الطيب في عام 1268هـ/1852م مكثوا في ام طريفي مدة سبع سنين، ومن بعدها رحلت بهم أمهم إلى الشيخ القرشي ود الزين في قرية طيبة في العام 1275/1859م والشيخ القرشي ود الزين من كبار من أجازهم الشيخ أحمد الطيب لمشيخة الطريقة.. ([3])
بقى الأشقاء الثلاثة وأمهم عند الشيخ القرشي حتى عام 1283هـ ثم أذن لهم الشيخ القرشي بالذهاب إلى قرية(ام طرفاية) ـ وهى على مقربة من قرية طيبة الشيخ القرشي إلى الجنوب الغربي منها. وذلك لوجود بعض بني عمومتهم من السروراب، وبعض ذرية عمهم الشيخ مطيع الشيخ احمد الطيب.. وفي ذات العام 1283هـ/ 1867م.
تزوج الشيخ عبد المحمود السيدة(نعمة) الملقبة بـ(صيده) بنت عمته السيدة عائشة بنت الشيخ مطيع.
بقى الشيخ عبد المحمود وأخواه في قرية أم طرفاية اثنى عشر عاما، حيث رحلوا من بعدها إلى منطقة(عفانة وأم دبيب) كما كانت تعرف في العام 1295هـ ومن هذا العام 1295هـ/1878م يبدأ مولد بلدة طيبة مباركة، اختار لها الشيخ عبد المحمود اسما طيبا مباركا، وهو(طابت).. وأنعم به. ([4])
الأستاذ الشيخ عبد المحمود أثناء وجوده في(أم طرفايه) رحل إليه خلق كثير، من المناطق المجاورة، ومن كثير من أنحاء السودان، لِمَا عرفوا فيه من العلم والدين والفضل والخلق، ومن بسط الإرشاد الذي كان الناس في تلك الفترة أكثر حاجة إليه..
ولَمَّا كثر المحبون والمريدون من حوله ولما وجد من مضايقات بعض أهل أم طرفاية له، خوفا على سلطانهم، وقد ارتفع صيت الشيخ رأى ضرورة أن يجد له مستقرا آخر أرحب نفسا وأوسع مكانا، فامتد بصره باتجاه تلك الغابة الكثيفة الأشجار الممتدة ما بين(عفانه) و(أم دبيب).. وبدأ يتردد على تلك المنطقة بضع سنين قبل اختيارها مستقرا له،ولأخويه وأبنائه ومحبيه ومريديه.
الأستاذ الشيخ عبد المحمود كان رجلا ذكيا عبقريا، ليس في علمه وأدبه فحسب، بل كان ذكيا عبقريا في التخطيط الحضري لإقامة مدينة تنمو وتزداد وتزدهر مع مرور الأيام والسنين..
ويظهر لنا هذا جليا في : حسن تَخيُّرِه للمكان الذي ينوي الإقامة فيه، وإقامة مدينته المرتقبة فيه..وفي حسن تخيره الاسم لهذه المدينة..ثم في حسن التخطيط لعمران هذه المدينة..
هذه ثلاثة مرتكزات مهمة سنقف عندها قليلا..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) أم طريفي قرية في شرق النيل، ود رملي..

([2]) راجع كتاب (الكؤوس المترعة في مناقب السادة الأربعة) تأليف الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم الطبعة الأولى (1379هـ - 1959م) (ص122).. وهذا الكتاب تم تأليفه في العام 1329هـ. كما جاء في آخر صفحة منه (ص136).

([3]) راجع كتاب (الأستاذ الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم حياته وآثاره) الجزء الأول – مصور – (ص296 – 305) تأليف الشيخ عبد الجبار المبارك الحفياني.

([4]) و قد سميت المنطقة كلها بمنطقة طابت تيمنا بمدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام..) ص95/ كتاب (الشيخ عبد القادر الجيلي حياته وآثاره)..

السماني كمال الدين محمد 06-15-2014 06:29 AM

أولا : حسن تخير المكان :

المكان، أي مكان في الأرض، هو(طبيعة وبيئة وإنسان)، والشيخ بكثرة تردده على المنطقة للتعرف على طبيعتها وبيئتها وإنسانها وجد فيها ما أطمأنت به نفسه.. طبيعة الأرض خصبة ممرعة، والناس آنئذ أصحاب أنعام وماشية، والمرعى من ضرورات حياتهم.. ويؤكد هذا توافد الناس إليها بمواشيهم من أبعد المناطق، هذا غير المقيمين فيها، وشبه المقيمين فيها، وأهل الجوار.. فحص الشيخ المنطقة واستكشفها فوجد فيها(الدار والجار).. هذا عن المكان طبيعة وبيئة، أما عن الناس فقد وجد الشيخ في استكشافه للمنطقة أناسا أصحاب فضل وخير، فقد كان في المنطقة مجموعة من الخشماب يفدون إليها للمرعى. ووجد فيها(عيسى أبو العول) وقد كان الأكثر استقرارا فيها بحكم قربه المكاني منها، إذ كان مستقره في(قرية ام دليبة).. ووجد فيها (يعقوب ود حسن)..
ووجد فيها الشيخ البشير الشيخ إبراهيم الدسوقي بن الشيخ أحمد الطيب بحكم قربه المكاني منها.. إذ كان مستقره في قرية(الفريجاب) ولكنه كان كثير التسفار و الترحال،(من ام مرحى إلى ود الترابي إلى ام دقرسي إلى فارس الكتاب إلى الفريجاب) ثم استقر أخيرا في طابت بعد مجيء الشيخ عبد المحمود إليها..
هذا إضافة إلى أهل القرى المجاورة للمنطقة والمحيطة بها..
لقد وجد الشيخ عبد المحمود ترحابا واستقبالا كريما من كل هؤلاء.. ولقد طابت نفسه بكل هذا.. يقول الشيخ عبد المحمود(الحفيان) في كتابه(الشيخ عبد القادر الجيلي حياته وآثاره)..(وقد أخذ الأستاذ الشيخ عبد المحمود بن الشيخ نور الدائم يرتاد المنطقة منذ عام 1292هـ باحثا عن أرض يجعلها مقرا وينقل إليها أولاده ومريديه..) ص96.. وفي ذات الصفحة(ثم كثر تردده إليها حتى اطمأن إليها قلبه وطابت بها نفسه، فعمل على الاستقرار فيها)..
هذه السمة، سمة الفحص والاستكشاف والاستقراء، لا تتأتى إلا لرجل ذكي، يحسب الأمر، ويزنه، ويقدره، ليتخذ بعد ذلك قراره.. وبخاصة إذا كان القرار قرار سُكْنَى دائمة..

ثانيا : حسن تخير التخطيط العمراني :



الأستاذ الشيخ عبد المحمود اختار لمدينته المرتقبة منطقة وسطا بين(عفانه) و(ام دبيب) ليسمح للمدينة المرتقبة المتنامية بالتمدد في كل الاتجاهات..

إذن، في هذه المنطقة الوسط بنى الشيخ داره، ومن حوله ديار محبيه ومريديه.. ثم(المسجد) و(الخلوة) و(البئر) وهذه هي منطقة المرتكز.. وهذا اختيار هندسي موفق. ومن منطقة المرتكز هذه(المسجد والخلوة والبئر) تمددت المدينة في كل الاتجاهات. وفي كل الامتدادات المتنامية لتكون منطقة المرتكز على مسافة واحدة من كل الاتجاهات مهما تباعدت.. وهذا تخطيط عبقري ذكي من رجل عبقري ذكي.. فإذا ما ارتفع صوت الأذان بالصلاة يسمعه الجميع في كل الاتجاهات. وإذا ما توجهت لـ(خلوة القرآن الكريم) فهي بين عينيك، وإذا ما احتجت للسقيا فالبئر بين يديك..

ترى، هل كان في ذهن الأستاذ الشيخ عبد المحمود وهو يعاين موقع مدينته المرتقبة، هل كان في ذهنه مخطط أبى جعفر المنصور(توفى 158هـ) للمدينة المدورة(بغداد)، وقد بناها على شكل دائرة، ومن بعدها امتدت المدينة، ومرتكز الدائرة كان (المسجد وقصر الخلافة).. !!

ثالثا : حسن تخير الاسم :

طابت.. هكذا اختار لها الشيخ أن تكون. وهو اسم عبقري من شيخ عبقري..

يختار الكلمة وينتقيها.. ومعلوم أن تخير الاسم الحسن، البهي فأل حسن،

ودالَّة عقل فيه من الرواء أوفره.. وإذا ما بحثت في(جذر) هذا الاسم(طابت) ستجد ما يملؤ نفسك بهجة وطيبا وسرورا وراحة نفس. وفوق هذا فهو معطر بأحرف مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إذن، هو اسم يستقر في النفس نغمة شجية، وفي الوجدان روحا ندية..



السماني كمال الدين محمد 06-15-2014 06:35 AM

ثم جاء الشيخ :


جاء الشيخ والتف به محبوه ومريدوه، وكانوا جميعا مكان السمع والطاعة عنده.. وقد كانوا هم أنفسهم في حاجة لقيادة روحية وعلمية وتربوية،ووجدوا في الشيخ ما يحبونه.. وكان في مقدمة هؤلاء (الخشماب).. وكما قال الأستاذ الدكتور عبد اللطيف سعيد محمد عيسى في كتابه القيم (طابت الشمش غابت) – وهم من أهل البلد الأصليين الذين يعتزون بأنهم الذين (قطعوا لعوتها وذاقوا موتها) – ص87/ نفسه الطبعة الأولى – 1419هـ - مارس 1999م..
وكان مع الشيخ أخواه : الشيخ عبد الجبار والشيخ عبد النور.. وبدأ المحبون والمريدون في إعداد المنطقة لسكناهم.. قطعوا الأشجار، وشرعوا في وضع اللبنات الأولى لمدينة مباركة خالدة.. بنوا أولا مستقر الشيخ وبيوته، ثم بيوتهم ومستقرهم، وكانت متواضعة من الطين والقش حسب المتاح آنئذ.. وكانت متقاربة متلاصقة.. تقارب قلوبهم، وتلاصق أنفسهم وأرواحهم.. ثم حفروا البئر للسقيا.. وكان أول بئر يحفر.. والبئر موجود الآن في الحوش الواقع شرق بيت الشيخ محمد المبارك الشيخ عبد المحمود.. وبنوا المسجد وخلوة القرآن.. ثم التكية والخلاوي الملاصقة لها.. ([1])
من هنا، من المسجد، بدأ الأستاذ الشيخ عبد المحمود نشاطه التعليمي التربوي.. كان الشيخ رجلا عالما، فقيها، أديبا، لغويا.. وهو في القمة من كل ذلك.. في أي مجال من هذه المجالات تتبعتَ لكتبتَ سِفْراً.
علم الناس الفقه والتفسير والحديث والسيرة النبوية المطهرة.. وكان الناس في حاجة لكل ذلك.. علمهم السلوك والتربية.. وفي الخلوة حفظ كثير منهم القرآن الكريم.. والتكية والخلاوي كانت مأوى من لا مأوى له.
وهكذا، أصبحت هذه المنطقة على تواضعها(مساحة وبناء) أصبحت مركزا دينيا وروحيا وعلميا.. وسرعان ما تقاطر نحوها المحبون والمريدون من كل أنحاء السودان بل من كل قبائل وبطون وأفخاذ أهل السودان.. وانصهروا جميعا في وحدة منقطعة النظير.. وهذه هي الروح السارية في أهل طابت حتى يومنا هذا..
وإلى يوم الدين بإذن الله تعالى..
إذن، سرعان ما ازداد العمران فيها، وتوسعت نشاطاتها الدينية والدنيوية على السواء. وهكذا نشأت طابت.. وهكذا انداحت كما تنداح دوائر الماء تلامس النسمة صفحتها.. ولا أقول (يلقى فيها بالحجر)..
طابت نشأت مدينة صوفية متدينة عالمة.. لأن مؤسسها كان صوفيا عالما.. وهذا ترك أثرا بالغا في أهل طابت جميعهم، فإن أسلوب خطابهم، ومفردات قاموس مخاطبتهم فيه تميز لا يخطئه السمع.
مكث الأستاذ الشيخ عبد المحمود بين أهله ومحبيه ومريديه في مدينته طابت قرابة الأربعين عاما وقد كانت وفاته في عام 1333/1915م رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة..
وقد خلفه من بعده ابنه الشيخ عبد القادر الجيلي.. وقد نهل من علم والده، ولقد كان عالما فقيها، عابدا ورعا زاهدا..وكان مربيا ومعلما..سار على نهج والده..
الشيخ عبد القادر الجيلي، كان(أويسيا) زاهدا، يغدو ويروح في كسب رزقه، وعنده من يكفيه هذا الغدو والرواح لكنه هكذا أخذ على نفسه.. يقضي سحابة نهاره في(الحواشات) وبرغم هذا الجهد اليومي له درس يومي في خلوته أو في المسجد من بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب. درس يومي منعقد باستمرار لم ينقطع طيلة حياته، إلا ما يتخلل الأيام من طوارىء وعوارض.. وقد أفاد من علمه وخلقه خلق كثير من طابت ومن خارج طابت. ومن الذين درسوا على الشيخ عبد القادر الجيلي من أهل طابت، على سبيل المثال لا الحصر : الشيخ هاشم الشيخ عبد المحمود – الشيخ محمد عظيم الشيخ عبد المحمود – الشيخ عبد المحمود الحفيان – الشيخ محمد سرور الشيخ السماني – الشيخ كمال الدين الشيخ محمد – الفكي النور عيسى – الفكي فضل الله عيسى – الشيخ الحسين الشيخ محمد المبارك – الشيخ صلاح الدين الشيخ السماني – الشيخ احمد البشير الشيخ محمد البشير – الشيخ عبد المحمود العاقب – الشيخ الطيب الشيخ محمد المبارك – الفكي عبد المحمود موسى(أبو راس) وعدد من هؤلاء كان لهم دورهم الفاعل والمؤثر في نشر الفقه المالكي بين الناس.
الشيخ عبد القادر الجيلي، وهب نفسه لصلاح الناس وخيرهم، كان يبذل لهم كل معروف وإحسان، تعليما وتربية وسلوكا وإرشادا..
ولما كان للعلم عند الشيخ المكانة الأرفع والأسمى لم يكتف بدرسه اليومي المعتاد بل أنشأ بدايات معهد علمي، وكانت بداياته في داخل المسجد وذلك في عام 1937م ثم انتقل إلى الغرف المجاورة للمسجد، الواقعة شرق المسجد، وذلك في عام 1953م.. ثم انتقل المعهد العلمي إلى مبناه الذي خصص له في عام 1957م وهو المبنى الذي تشغله الآن مدرسة السيدة صفية الثانوية للبنات.. كل هذا بجهد ومتابعة الشيخ عبد القادر الجيلي – رحمه الله وأحسن إليه ــ..
وكان لخلوة القرآن الكريم نصيبها من التوسع والازدياد، وقد كان طلابها يشغلون الساحة الشرقية للمسجد بكاملها.. يقرؤون القرآن الكريم في التهجد والسحر إلى شروق الشمس، ثم ينتقلون إلى داخل غرف الخلاوي، وعند الغروب يملؤون الساحة الخارجية إلى ما بعد صلاة العشاء يلتفون حول (التقابه)..
رحم الله ذلك العابد، الزاهد، التقي الورع، العالم، المحقق المدقق الشيخ عبد القادر الجيلي، ورحم الله كل آبائنا، ورحم الله كل من سار على طريق الخير..

من أدب الكبار.. نماذج يقتدى بها :

حكى لنا كبارنا، أن الشيخ البشير الشيخ إبراهيم الدسوقي بن الشيخ أحمد الطيب كان أكثر ما يكون استقرارا في قرية(الفريجاب) مع كثرة تسفاره و ترحاله، وكان صاحب (زرع وضرع)، وكان جوادا كريما.. ولما علم (الشيخ عبد المحمود) بوجود (الشيخ البشير) في المنطقة، أرسل إليه وطلب منه المجيء إلى طابت..
جاء الشيخ البشير إلى طابت واستقر فيها بكامل أسرته وأبنائه، ذلك، كان ودًّا وحبًّا في أخيه الأستاذ الشيخ عبد المحمود.. ومن بعدها سرى رباط الود هذا موصولا في أبنائهما..
هذا الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم كان عند ذهابه غدوة لـ(الحواشات) يأتي في طريقه على الشيخ محمد([2]) الشيخ البشير، وما كان يناديه إلا بـ(خالي)، ذلك لأن السيدة(النعمة) الملقبة بـ(صيده) بنت عائشة بنت الشيخ مطيع بن الشيخ احمد الطيب هي والدة والدنا الشيخ الجيلي بن الشيخ عبد المحمود، وبهذه الحسبة فإن والدنا الشيخ محمد بن الشيخ البشير بن الشيخ إبراهيم الدسوقي بن الشيخ احمد الطيب يكون أخا للسيدة(النعمة) وبالتالي هو خال لوالدنا الشيخ الجيلي..
هذا أدب الكبار.. الشيخ الجيلي يحرص على رفقة الشيخ محمد، والشيخ محمد يترقب مجيء الشيخ الجيلي وينتظره بكل الحب والتقدير..
وهما في طريقهما – ذهابا وجيئة يتدارسان ماعندهما من علم ومعرفة ويتذاكران القرآن الكريم.. وما اضطرتهما شواغل الأيام عن عدم رؤية بعضهما إلا التقيا على سؤال شوق يلهج به وجدانهما قبل اللسان..
هذا أنموذج لأدب رفيع عال.. وأنموذج من الحب والاحترام والتقدير يكاد يكون فريدا..
وهذا الشيخ عبد المحمود(الحفيان) بن الشيخ الجيلي يعرف لأهل الفضل فضلهم يقول عن الشيخ محمد الشيخ البشير(الشيخ محمد الشيخ البشير الذي يقف مثالا بارزا للعفة و العزة والكرامة في نهاره الذي يقضيه عاملا في سبيل عيشه حتى يمسي كالا من عمل يده ليبيت بذلك مغفورا له، فإذا أجنه الليل غدا راهبا من رهبان الليل يقطع الليل تسبيحا وقرآنا. وله بالقرآن ذكر وصوتا حسنا. لم يشتغل بالناس انشغالا برب الناس.. وكان رضى الله عنه محققا للإسلام الحسن بتركه ما لا يعنيه حيث عاد بذلك من أهل البركة والصلاح. لم يحفظ عليه أحد كلمة سوء. وقد كان في حفظ الله وصونه وستره حتى انتقل إلى جوار ربه راشدا محمودا..)
ويقول عن الشيخ الطيب([3]) الشيخ البشير(( والشيخ الطيب كأخيه الشيخ محمد عفة وعزة وكرامة. له بالقرآن دوي وبالذكر نشيج إن جنه الليل. فان طلعت الشمس تراه متجها إلى مزرعته مبكرا طالبا لقوت عياله ونفسه، لم تشغله الدنيا ولم ينشغل بها. طيب القلب صافي السريرة متى جلست معه أحسست بروح الدعابة ورأيت علامات البساطة
والتواضع. يعيش بين الناس مواصلا لهم في كل كبيرة وصغيرة. مثالا للخلق الكريم. والطبع السمح والسلوك القويم.))([4])


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) جاء في كتاب (الشيخ عبد القادر الجيلي حياته وآثاره) مرجع سابق ص(95) : (واستقر الأستاذ في منطقة (العفاناب عام 1295هـ حيث بنى الخلاوي والزاوية وحفر بئرا للشرب).. في هذه الفقرة لم يذكر المؤلف أن الشيخ بنى مسجدا..
وفي ذات الكتاب / ص (147) منه تحت عنوان (تشييد المسجد الجامع بطابت) يقول المؤلف (وفي عام (1330هـ) أنشأ سيدي الأستاذ مسجدا جامعا تؤدى فيه صلاة الجمعة، وتعقد فيه حلقات الدرس، وقد اكتمل بناء المسجد في نفس العام.وكان بناؤه بالطوب الأخضر – اللبن ــ..) وجاء بناء هذا المسجد قبل وفاة الأستاذ الشيخ عبد المحمود بثلاثة أعوام فقط.. والسؤال هنا، هل بنى الشيخ مسجدا عند مجيئه، ولم يذكر في هذا الكتاب سهوا..؟ ثم جاء بناء هذا المسجد في عام (1330هـ) تجديدا وتوسعة للمسجد الأول.. ام أن الشيخ لم يبن مسجدا..؟ وهذا ما استبعده تماما.!!.. ومعلوم أنه عند مجيء الشيخ للمنطقة ومن معه من محبيه قد نشأت قرية عدد سكانها آنئذ أضعاف أضعاف العدد المشروع لعقد صلاة الجمعة، وأصبحت لهم بيوتهم واستقرارهم.. وقرية توفر فيها الاستقرار والعدد الواجب للجمعة فلا بد أن يكون فيها مسجد تصلى فيه الجمعة..
وبهذا أخذت أن الشيخ قد بنى مسجدا ولو بالقش عند مجيئه.. وإن كان ليس لديَّ ما يؤكد هذا الذي أخذت به، غير القرائن ومقتضيات الحال..
وقد يكون في أوراق الأستاذ الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم المخطوطة التي لم يتوصل إليها بعد ما يثبت ما ذهبت إليه.. وهذا ما آمله وأرجوه..
ويلاحظ هنا أن الشيخ عبد القادر الجيلي بن الشيخ عبد المحمود ذكر في كتابه (نفحة الرياض البواسم في مناقب سيدي الأستاذ عبد المحمود نور الدائم).. ذكر أن الشيخ عبد المحمود لما جاء إلى أم طرفاية في العام 1283هـ وتزوج فيها ثم بنى مسجداً.. [ص12، نفسه، الطبعة الأولى، 1390هـ/1970م، طباعة الدار السودانية].
فإذا كان الشيخ عبد المحمود قد بنى مسجداً في ذات العام 1283هـ الذي ارتحل فيه إلى أم طرفاية، فهل يعقل أنه لم يبن مسجداً في طابت في ذات السنة التي ارتحل فيها إليها..؟!!
وقول الشيخ عبد القادر الجيلي في كتابه هذا يؤكد ترجيحي أن الشيخ عبد المحمود قد بنى مسجداً في طابت في سنة استقراره فيها..
ومن هذه الفقرة التي نقلناها من كتاب الشيخ عبد القادر الجيلي، يبدو لي أن الأستاذ الشيخ عبد المحمود كان ينوي الاستقرار في (أم طرفاية) بدليل بنائه المسجد فيها عند مجيئه إليها.. وباعتبار أن هؤلاء أهله وأقاربه من السروراب.. لكن شاءت إرادة الله سبحانه أن تنشأ هنا مدينة ناهضة اسمها (طابت)..
هذا، وقد أفادني الأستاذ الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحود (الحفيان) – بعد البحث والتدقيق – أن أول مسجد بناه الأستاذ الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم عند مجيئه هنا في طابت كان في الموقع الذي عليه الآن (ديوان التأييد) في ساحة المسجد الأول ابتغاء التبرك، وحفظ أثر المسجد الأول القديم الذي أسسه الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم..



([2]) توفي العام 1971م.

([3]) توفي في العام 1988م.

([4]) (راجع كتاب – الشيخ عبد القادر الجيلي حياته وآثاره، تأليف الشيخ عبد المحمود(الحفيان) بن الشيخ عبد القادر الجيلي.. ص ص 116- 118)

السماني كمال الدين محمد 06-15-2014 06:40 AM


ونواصل إن شاء الله .. تعليقاتكم تفيدني جداً فأرجو ألا تبخلوا علي بها


ود الحصاحيصا 06-15-2014 10:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السماني كمال الدين محمد (المشاركة 263265)

ونواصل إن شاء الله .. تعليقاتكم تفيدني جداً فأرجو ألا تبخلوا علي بها


ياسلام عليك اخونا السمانى
والله مجهود ضخم وكبير ومعلومات قيمة وثرة ومهمة جدا
ومن الواضح ان قرية طيبة الشيخ القرشى هى نقطة إنطلاقة عدد كبير من الشيوخ إبتداء من الإمام محمد احمد المهدى و الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم و والشيخ الدرديرى حاج الصديق رحمة الله عليهم جميعا،وهنالك رواية تقول بان
الشيخ القرشى ود الزين توفى وعمره خمسة وتسعين عاما ،وصلى عليه الشيخ عبد المحمود نور الدائم وأقام على مقامه الإمام محمد أحمد المهدي القبة الأولى وقام بتحسينها وتجديدها حفيده الصديق المهدي وهي القبة الموجودة الان.
ولعل عنالك رابط اخر بين (طيبة) و (طابت) وهو الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم،وحتى التسمية(طيبة) و (طابت) هى تسميات لها مقاربة فى عدة جوانب.
مشكور استاذنا السمانى على هذه المعلومات القيمة واكيد متابعين.

ابو امجد 06-15-2014 02:45 PM

ذهلت و انا اطالع هنا هذا المجهود الجبار للتوثيق لنشاة مدينه بحجم طابت
فلقد ادمن السودانين الارشفه و التوثيق السماعى لتاريخ الحضر و الريف
دعنى احييك اخى السمانى و اطالبك بالسير قدماً
للتوثيق لطابت الشيخ عبد المحمود
فنشأتها قصه
و لرموزها قصص
و قصص
هنيئاً لهذه المدينه النخله
بابنائها البرره
و هنيئاً لنا بك

ود طابت 06-15-2014 07:45 PM

استاذنا العالم ،،، الأديب ،،، الأريب ،،، المفكر : الخال السماني كمال الدين
لك التحية والتجلة والتقدير
لا استطيع الآن كتابة حرف واحد فى هذا البوست ،،، ربما يكون ذلك لاحقاً ،،،
ولكن الآن وددت ان اسجل مروري وإعتزازي بهذه الإضافة النوعية لهذا المنتدي الرائع ،،،
نحن لا تسعنا الفرحة بأن ينضم لساجتنا عمالقة مثل الأستاذ السماني ،،،
وكفي ،،
ودمتم جميعاً ....

الطيب ابوكرنة 06-16-2014 08:29 AM



تحياتي النواضر
السمانى أسمٌ نحبه ويحبنا ومن رحم طابت يتولّد الإبداع. شيخ السمانى مشاعرك الفياضة وحديثك الشهي وبوحك الرائع يلامس شغاف قلوبنا سوف تبقى طابت على متن صفحات قلوبنا حلمٌ جميل شيخنا السمانى إشراقة حرفك تبعث فى قلوبنا السرور سألت فضل أخى الأصغر ماهو الرابط بين طابت وحقيبة الفن أجابنى شيخ هاشم وسألت الحبيب محى الدين الفاتح عن شيخ هاشم فأجابنى شيخ هاشم عِطر
شيخنا السمانى تعجز الكلمات وإن حاولنا عبثاً أن نجارى ما تكتبه عن طابت ولكن محظوظ من جلس يقرأ هذا البوست لينال من شجر أشواق عبد الباسط عبد العزيز حين تحت الريد ومن نفحات ليمون أب شام


ونحن حضور وبكل أدب فى هذا البوست المنعش وأنا أشتم فيه عبق البخور وأنت خير من يكتب عن طابت المحمود
مودتى







ود طابت 06-16-2014 10:13 AM

احبائي واعزائي اعضاء منتديات الحصاحيصا ،،،
حقيقة اعتز جداً بأن تضيف إدارة المنتدي احد عمالقة الأدب والثقافة فى بلدنا الحبيب ،،،
واعلم تماماً بأن الخال السماني زاهد فى الكتابة والتحدث عنه ،،، بيد أنه سعيد بأن تنشر اسهاماته التي خص بها المنتدي ،،،
إسهاماً مني للأعضاء لمعرفة جوانب كثيرة عن الكاتب الاستاذ السماني ،، انزل لكم السيرة الذاتية له ،،،
****************

الأسم : السماني كمال الدين محمد
الميلاد : فى عام 1945 م ،،، فى طابت الشيخ عبد المحمود ،،،
درس فى معهد طابت الأوسط ،،
مدرسة طابت الأولية ( حسان بن ثابت حاليا )
درس الثانوي فى معهد مدني الثانوي ( النيل الأزرق بنين حاليا )
درس فى جامعة ام درمان الإسلامية ،، 1969 الي 1972 .. كلية اللغة العربية ,,,
كان نائبا لرئيس اتحاد الطلاب بالجامعة فى دورة 69 - 70 ...
عمل فى وزارة الشئون الدينية والأوقاف لمدة عشرة سنوات
عمل مديراً لمركز الثقافة الإسلامية بالخرطوم ،،،
قدم عدداً من البرامج فى الإذاعة السودانية ،،، معداً ومقدماً ,,,
إغترب للمملكة العربية السعودية منذ عام 1985 م ،،
وطيلة هذه الفترة كان يعمل ومازال مدير مكتب تحرير مجلة المنهل السعودية ،،،
مولفاته المخطوطة ،،:
1/ كتاب
طابت الشيخ عبد المحمود انشأة والتكوين والتطور - جزئين ،،،
2/ كتاب الناس والحياة - مجموعة مقا
لات ودراسات عامة ..
3/ كتاب المقال عند الأستاذ / عبد القدوس الأنصاري - الملامح والتوجه ،،،
4/ الكلمة بين الفصحي والدارجة ،،،
5/ محمد احمد المحجوب - الأديب المبدع ،،

********************

ولكم احبتي الشكر والتقدير ولاستاذي العزيز السماني التجلة والتقدير والشكر الجميل بأن يمد رافد علمه لبحر منتديات الحصاحيصا ،،، والشكر ايضاً لأبنه احمد ،، والذي ما فتئ يذلل الصعاب لنشر هذا الكتاب لصالح اعضاء هذا المنتدي الرائع ،،
ودمتم ،،،

الطيب عبدو 06-16-2014 05:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ود طابت (المشاركة 263335)
احبائي واعزائي اعضاء منتديات الحصاحيصا ،،،
حقيقة اعتز جداً بأن تضيف إدارة المنتدي احد عمالقة الأدب والثقافة فى بلدنا الحبيب ،،،
واعلم تماماً بأن الخال السماني زاهد فى الكتابة والتحدث عنه ،،، بيد أنه سعيد بأن تنشر اسهاماته التي خص بها المنتدي ،،،
إسهاماً مني للأعضاء لمعرفة جوانب كثيرة عن الكاتب الاستاذ السماني ،، انزل لكم السيرة الذاتية له ،،،
****************

الأسم : السماني كمال الدين محمد
الميلاد : فى عام 1945 م ،،، فى طابت الشيخ عبد المحمود ،،،
درس فى معهد طابت الأوسط ،،
مدرسة طابت الأولية ( حسان بن ثابت حاليا )
درس الثانوي فى معهد مدني الثانوي ( النيل الأزرق بنين حاليا )
درس فى جامعة ام درمان الإسلامية ،، 1969 الي 1972 .. كلية اللغة العربية ,,,
كان نائبا لرئيس اتحاد الطلاب بالجامعة فى دورة 69 - 70 ...
عمل فى وزارة الشئون الدينية والأوقاف لمدة عشرة سنوات
عمل مديراً لمركز الثقافة الإسلامية بالخرطوم ،،،
قدم عدداً من البرامج فى الإذاعة السودانية ،،، معداً ومقدماً ,,,
إغترب للمملكة العربية السعودية منذ عام 1985 م ،،
وطيلة هذه الفترة كان يعمل ومازال مدير مكتب تحرير مجلة المنهل السعودية ،،،
مولفاته المخطوطة ،،:
1/ كتاب
طابت الشيخ عبد المحمود انشأة والتكوين والتطور - جزئين ،،،
2/ كتاب الناس والحياة - مجموعة مقا
لات ودراسات عامة ..
3/ كتاب المقال عند الأستاذ / عبد القدوس الأنصاري - الملامح والتوجه ،،،
4/ الكلمة بين الفصحي والدارجة ،،،
5/ محمد احمد المحجوب - الأديب المبدع ،،

********************

ولكم احبتي الشكر والتقدير ولاستاذي العزيز السماني التجلة والتقدير والشكر الجميل بأن يمد رافد علمه لبحر منتديات الحصاحيصا ،،، والشكر ايضاً لأبنه احمد ،، والذي ما فتئ يذلل الصعاب لنشر هذا الكتاب لصالح اعضاء هذا المنتدي الرائع ،،
ودمتم ،،،

الاستاذ /السماني كمال الدين

شد ما يسعدني ان يكون بيننا آدباء وعلماء يقامتك استاذنا فلهذا اقيمت المنتديات
لننهل من معينكم ونسعد بصحبتكم استمعت جدا وانا اسوح في مسيد طابت
و سعدت وانا اسرح بين السطور التي صغتها باحساس فريد ينفذ مباشرة لوجدان القاري فلا تفوته شارده ولا وارده بين الحروف
فأحسست و كاني شهدت صرخة ميلادها الاولى .
ساكون هنا ما دام في العمر باقي ارقب كل كلمة تكتب وكل معلومة تطل
فقط و ددت لو انك استاذي اتحفتني بمعنى هذه الكلمه (أويسيا)


السماني كمال الدين محمد 06-16-2014 06:17 PM

أخي الأستاذ ود الحصاحيصا ,,,,, السلام عليكم
الانتماء للدائرة الصغرى هو انتماء بالعرف و الطبع للدائرة الكبرى في كل أبعادها , دائرة الوطن في كل مناحيه ... ناسا و عرفا ..... تراثا و ثقافة ..... فكرا و علما....
أن تقرأ لي فهذا فضل اقدره , و أن تكتب حول ما قرأت فهذه قراءة فوق القراءة ... و هي بالتالي إضافة... جزاك الله خيرا على ما ذهبت إليه.
الشيخ القرشي ود الزين هو اكبر تلاميذ الشيخ احمد الطيب ... و التلميذ في ذاك الرعيل الخالد سر شيخه ..... و ما وفد إليه الشيخ عبد المحمود حفيد الشيخ احمد الطيب إلا لموثوق علمه بفضل الشيخ القرشي.... و لذات السبب وفد إليه محمد احمد المهدي....
أخي الأستاذ الكريم اطمع في تتابع قراءتك ... فإنها إضافة للموضوع ....و أنا سعيد بها
و هذه القراءات الموضوعية لا شك تثري و تفيد,,,,
أخوك
أبو احمد

السماني كمال الدين محمد 06-16-2014 06:19 PM

بسم الله أوله وآخره
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خير خلق الله قاطبة,,,,
احمد الله سبحانه و اشكره على ما وفق و أعان ,,,,,,
و بعد شكر الله سبحانه الشكر موصول لهؤلاء الأفاضل الاكارم أصحاب هذا الموقع المبارك الذين أكرموني بالتواصل مع الإخوة القراء الأفاضل الاكارم....
و الشكر موصول لابن أخي الأستاذ الأديب و الراقم الأريب طارق عبد الغني فقد دلني على خير كان له فيه السبق.
و إلى كل الإخوة القراء الأفاضل الاكارم لهم مني جميعا تحية التقدير و الإكبار ,,,,,, من أسعدني بقراءة هذا الكتاب . و من قرأ و أضاف –أو عدل أو علق –أو سجل رأيا غير ما أرى ,,,, كل هؤلاء أنا سعيد بهم جميعا.....
اكرر التحية و الشكر و التقدير , لهذا المنتدى القيم ,,,, و لكل القائمين عليه و لكل المشاركين ...
و التمس العذر إن تأخرت في الكتابة على الإخوة المتابعين و ذلك لصعوبة قراءتي على الشاشة .... و لأنني لا زلت أتعامل مع الورق.... (أكرف عطر الحبر المعتق).....
أخوكم أبو احمد

السماني كمال الدين محمد 06-16-2014 06:20 PM

أخي الأستاذ أبو امجد ...... السلام عليكم
هذا ملحظ صحيح ... فتاريخنا جله نتناقله شفاهة و هكذا تراثنا و أعرافنا في كل متعلقات حياتنا ... و قليل من يجلس ليوثق .... و قليل من يجلس ليقرا تراثنا و يستنبط منه ما لا يدرك شفاهة ....
أعجبني احد كتاب التراث المكي و قارئيه إذ جمع فتاوى علماء مكة , و الأحكام القضائية في القرن الرابع عشر الهجري ليستنبط منها مجريات الحياة اليومية لأهل مكة في ذاك الزمن,,,, و آخر جمع الأمثال المتناقلة بين الناس وخرج منها بقراءة الفكر و الثقافة العامة السائدة عند القوم آنئذ ..
لعلنا من هنا نستحث أصحاب الأقلام و هم كثر ( عددا و عدة ) أن يلتفتوا للتدوين و التوثيق , و تسجيل ما يرون ليكون إضافة فوق إضافة...
و أنا إذ اشكر لك أخي الكريم هذه الكلمات الطيبة, فإنها توحي بطيب و سماحة نفس كاتبها.... لك أخي الكريم الشكر موصولا.
أخوك
أبو احمد


أخي الأستاذ الطيب أبو كرنة.... السلام عليكم
الطيب بهدي ( التحيات النواضر ) ,,,,فالطيب يظل ناضرا
طابت أيامك أخي الكريم
والدنا و شيخنا و أستاذنا العالم الجليل الشيخ الجليل ما ذكر اسمه إلا وجدتني أقف إجلالا له ,,, فقد ثنيت ركبتي في مجلس علمه,,,,,
الأستاذ العلم و الأديب الشاعر الأستاذ محي الدين الفاتح إن تستمع إليه ترغب في الازدياد....
و الأستاذ الأديب المربي عبد الباسط عبد العزيز هذا الشاعر المبدع تسمعه و تقراه و تعيد قراءته,,,,, و ما أروعه في كل مجالات شعره.
و طابت في مجملها حتى لا يطول بنا ذكر الأسماء ,,,,( إن عصرتها تنقط شعرا )...
شكرا أخي
أخوك
أبو احمد

ابوعمر 06-16-2014 07:13 PM

استاذنا السماني كمال الدين

في البدء مرحباً بك في دوت نت ونشهد بانك اضافة نوعية للمنتدي

البوست ممتع جداً ويحتوي علي توثيق جميل وتعريف كامل يستفيد منه

الصغير قبل الكبير واصــــــــــــــــــــــــــل بالتأكيد سوف نكون متابعين

يوليسا 06-17-2014 05:52 AM

مرحي بيك استاذنا السمانى بين الاهل والاحباب وعمالقة الكتاب،تستحق الترحيب ويستحق استاذ طارق الاشادة على إهداءنا سفرك القيم وتستحق الادارة الشكر على افرادها لنا مساحات الجمال والعشم،وبالجد معلومات مهمة وما اعظم من يدونون تاريخ بلادهم ويحفظونه للأجيال،فالعظماء يمشون بين الناس فى مختلف الازمان ،ولارجال لايعرف قدرهم الا الرجال.

السماني كمال الدين محمد 06-20-2014 05:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب عبدو (المشاركة 263353)


الاستاذ /السماني كمال الدين

شد ما يسعدني ان يكون بيننا آدباء وعلماء يقامتك استاذنا فلهذا اقيمت المنتديات
لننهل من معينكم ونسعد بصحبتكم استمعت جدا وانا اسوح في مسيد طابت
و سعدت وانا اسرح بين السطور التي صغتها باحساس فريد ينفذ مباشرة لوجدان القاري فلا تفوته شارده ولا وارده بين الحروف
فأحسست و كاني شهدت صرخة ميلادها الاولى .
ساكون هنا ما دام في العمر باقي ارقب كل كلمة تكتب وكل معلومة تطل
فقط و ددت لو انك استاذي اتحفتني بمعنى هذه الكلمه (أويسيا)


بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل : الطيب عبدو
لك الشكر على مشاركتك في القراءة ..... ولك الشكر على طيب الكلمات :
أما كلمة (اويسياً) فقد وردت في جملة (وكان الشيخ الجيلي أويسياً) .
واعني به (اويس القرني) وهو من التابعين ..... وقد ورد في حديث لسيدنا رسول الله r، جاء فيه وهو يحدث سيدنا أبا بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا على بن أبي طالب ... رضوان الله عليهم أجمعين .
جاء في الحديث والحديث موجود في صحيح مسلم يراجع في مكانه إتماماً للفائدة ....(يفد عليكم اويس القرني وهو من قرن له أم هو بار بها .... وهو مستجاب الدعوة , فمن أراد منكم أن يدعو له فليفعل ) .
وكان أبو بكر الصديق وعمر وقيل على عليهم رضوان الله أجمعين يسألون الوفود القادمة للحج من قرن من اليمن . هل فيكم اويس ؟
فلما جاء الوفد الذي هو فيه استقبلوه وطلبوا منه الدعاء لهم
فقال له عمر رضي الله عنه : إلى أين أنت ذاهب , فقال إلى البصرة : فقال له عمر : إذن اكتب لك إلى والى البصرة .
فقال له : دعني في سواد الناس خير لي
قصة اويس هذا نستقرىء منها التالي :
1/ أن الرجل كان بسيطاً زاهداً, وكان يرعي غنمه بنفسه ، برغم انه (مستجاب الدعوة ) بشهادة سيدنا رسول الله r.
وكم مدعٍ للصلاح في أيامنا هذه تثنى له الركب و هو ماد يده لتقبيلها.
2- زهد (اويس) في الدنيا وزهرتها ويختار أن يكون بين سواد الناس يسوق أغنامه بين يديه .
3- جواز دعاء المفضول للفاضل ، وجواز طلب الدعاء من المفضول .
4- فضل بر الوالدين وأثره الطيب على البارين بآبائهم وأمهاتهم في الدنيا والآخرة .
5-والدنا وشيخنا العالم الجليل الشيخ (الجيلي الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم) كان (اويسياً) نهجاً وطبعاً . إذ كان يركب حماره ويذهب للزراعة ويبقي سحابة نهاره في (الحواشات) وكان له درس يومي من بعد العصر إلى صلاة المغرب وكان زاهداً في كل شئون حياته .
جزأكم الله خيراً
أخي أبو احمد

السماني كمال الدين محمد 06-21-2014 09:15 AM

الشكر لكما أبو عمر ويوليسا .. الشكر الجزيل إلى كل من شاركني برأيه وتشجيعه وثنائه .. وأعتذر لكم عن تأخري في الرد

السماني كمال الدين محمد 06-21-2014 09:17 AM

الحياة الدينية في طابت...
المساجد والزوايا في طابت

1] المساجد:
- المسجد العتيق.
- مسجد حي النصر.
- مسجد الختمية.
- مسجد مجمع الشيخ عبد المحمود الحفيان.
- مسجد أبناء الشيخ محمد سرور.
- مسجد العشوائي.
- مسجد حلة سعيد.
- مسجد الأكشاك.
- مسجد مجمع الشيخ مبارك الشيخ أحمد

2] الزوايا
- زاوية العجيمية.
- زاوية التيجانية.
- زاوية الختمية.
- زاوية الكبابيش.
- زاوية العشوائي.
- زاوية عبد الغني سليمان.

الصوم بين ناس الشيخ وناس السوق
فتح الكتاب والخيرة
كلمة حق هم أهلها
كلمة حق ينبغي قولها

السماني كمال الدين محمد 06-21-2014 09:19 AM

المساجد والزوايا في طابت

قلت : إن (طابت) تأسست ونشأت بلدة (صوفية)، ذلك لأن الذين قاموا على إنشائها وتأسيسها كانوا متصوفة خلصا.. والذين وفدوا إليها، وطاب بهم المقام فيها كانوا متصوفة أهل طريق، أو كانوا محبين لأهل الطريق..
وكل هؤلاء القوم الذين استوطنوا طابت من بعد، جاؤها بكل توجهاتهم الدينية، وطرقهم الصوفية (التجانية – الختمية – القادرية – الأحمدية – الادريسية – العجيمية..).. إلى آخر هذه القائمة من الطرق.. هذا إلى جانب (الطريقة السمانية) وهي الطريقة الكبرى التي أنشئت عليها طابت..
بعض هذه الطرق أنشأت لها (زوايا ومساجد) تؤدى فيها صلواتها وأذكارها وأورادها الخاصة بها..
والى جانب هذه (المساجد والزوايا) المتعددة في طابت، أنشأ الناس (مصليات) عده في السوق يؤدون فيها صلواتهم في أماكن عملهم.. كل هذا يؤكد الطابع الديني الخاص لهذه المدينة المباركة (طابت).. ويؤكد حرص أهلها على أداء صلواتهم جماعة..
المسجد العتيق :
أول مسجد أسس في طابت هو مسجد الأستاذ الشيخ عبد المحمود.. وكان بالطوب الأخضر – اللَّبِن – في عام 1330هـ([1]) ثم جدد بناءه الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود في عام 1950م.. وهو البناء الذي ظل قائما حتى العام 2007م حيث قام بتجديد بنائه الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود (الحفيان) في معمار جديد أوسع وأرحب، وأجمل منظرا.. حتى يسع الأعداد المتزايدة من المصلين، وبخاصة في الأعياد، والمناسبات..
زاوية العجيميه :
العام 1951م، كان بداية تأسيس (زاوية العجيمية) نسبة الى الطريقة العجيمية التي أسسها الشيخ السيد محمد على العجيمي المتوفى في عام 1952م وقام بتأسيس هذه الزاوية الحاج أحمد علي الحاج وبمشاركة بعض المريدين منهم على سبيل المثال لا الحصر :
(أحمد محمد صالح كوكو – احمد عبد الرحمن حمد – حمد النيل ابراهيم ساباوي – عبد الله ميرغني – سيد أحمد ابراهيم – عثمان ميرغني - والحاج عبد العاطي أحمد ركاب عليهم رحمة الله أجمعين)
وكان التأسيس الأول للزاوية في منزل الحاج احمد علي الحاج في عام 1951م وهو المكان الأول لها، وكانت تقام فيها الصلوات والأذكار والأوراد الخاصة بهم.
واستمر هذا الوضع حتى عام 1969م حيث تم إنشاء الزاوية الجديدة بمكانها الحالي بالحلة الجديدة، ومن ثم توسع نشاطها، فأصبحت مكانا لكثير من المناسبات الاجتماعية، ومحفلا لكل المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف، والإسراء والمعراج. وتؤدى فيها صلاة العيدين منذ أكثر من أربعين عاما. ومن الأئمة الذين تعاقبوا عليها (الفكي علي محمد – وأحمد عبد الرحمن حمد – عليهما رحمة الله تعالى – وعثمان خالد أحمد – ومحمد عيد عبد الحليم أحمد – وعبد الجبار عبد الجبار أحمد.. ( ومصدر هذه المعلومات / عبد الجبار عبد الجبار أحمد – والأستاذ محمد أحمد علي الحاج. والأستاذ عصام سيد أحمد..)
بقيت هنا ملاحظة هامة :
وهي أني قد أعجبت بدقة واهتمام هؤلاء الاخوة أصحاب (زاوية العجيمية).. فقد كنت جلست مع الأخ (علي أحمد علي الحاج) وطلبت منه معلومات مبسطة عن هذه الزاوية لإدراجها ضمن هذه الأوراق، اضافة الى اقامة الصلوات والأذكار فيها.. فإذا به (الأخ علي أحمد علي الحاج) يذهب ويجتمع بكل المسئولين عن الزاوية، ويجري اتصالات بمن هو خارج طابت، ليأتيني صباح الغد بهذه المعلومات مطبوعة على الآلة ومنسقة.. وحرصت كل الحرص أن أدون الكثير من الكلمات والجمل التي وردت في ورقة المعلومات هذه..
هذه دقة واهتمام أقدره وأحترمه لهؤلاء الاخوة.. زادهم الله فضلا..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
([1]) كتاب (الشيخ عبد القادر الجيلي) مصدر سابق / ص147.وص149. وإن كنت أرى أن هذا هو البناء الثاني لمسجد الشيخ عبد المحمود.. حسب الحيثيات التي ذكرتها سابقا.

السماني كمال الدين محمد 06-21-2014 09:23 AM

زاوية التجانية :
في العام 1968م بنيت زاوية (التجانية)، وقام على بنائها وتأسيسها الحاج أحمد عبدالله بكر على نفقته الخاصة، يؤدون فيها الصلوات، ويقرؤن فيها أوراد طريقتهم.. وكانت تعقد فيها بعض الدروس الدينية.. وتقام فيها المناسبات الدينية.. وكان امام الصلوات فيها (الحاج نصر).. وكان رجلا عابدا ذاكرا تاليا للقرآن الكريم.. وكانت هذه الزاوية تمثل مشيخة الطريقة التجانية في طابت والمنطقة.. وإمام الصلوات فيها الآن الشيخ عباس الشيخ محمد الشيخ البشير.. برغم أنه سماني الطريقة..
وقبل إنشاء وتأسيس هذه الزاوية كان (التجانية) يؤدون صلواتهم وأورادهم وأذكارهم في منزل الحاج أحمد عبد الله بكر.. وكانوا يقيمون مناسباتهم الدينية في بيته([1]).

زاوية الختمية ومسجدها :
في عام 1969م تقريبا أسست (زاوية الختمية) ومعلوم أن بناء الزاوية أو المسجد يسبقه نشاط علمي يمهد له.. أو نشاط دعوي ديني.. ومعلوم أن الطريقة الختمية من الطرق الكبرى في السودان.. ولها نشاط ملحوظ في طابت لكثرة عدد المنتمين اليها..
ومن الأسماء التي كان لها دورها في تشكيل وحدة منظمة للطريقة الختمية في طابت نجد ( الخليفة محمد الحسن عبد الماجد) من قرية الضباب في الشمالية – والشيخ سيد أحمد محمد احموده، والشيخ علي محمد إحموده.. ومجموعة أسماء أخرى كان لها دورها الفاعل في التأسيس للطريقة الختمية في طابت، حتى نصل الى الأستاذ الشيخ محمد علي محمد إحموده وهو خليفة الطريقة الختمية في طابت الآن. وهو رجل عالم نشط. له دوره العلمي الملحوظ في مسجد الختمية الآن. وذلك لدروسه الدائمة المستمرة في الفقه المالكي – والتوحيد والتفسير والحديث النبوي الشريف، والموعظة الدينية العامة.. جزى الله الجميع خير الجزاء.
الشيخ علي محمد إحموده – من أبرز مؤسسي الطريقة الختمية في طابت من بعد أخيه الأكبر الشيخ الفكي سيد احمد محمد إحموده، والشيخ الخليفه محمد الحسن عبد الماجد.. الشيخ علي محمد إحموده – موطنه الأصلي (العفاض) منطقة (أب سعيد الجقاليب) وكان مولده في عام 1890م وتوفى في عام 1981م. ودفن في مقابر طابت عن عمر بلغ (91) عاما قضاها في طاعة الله سبحانه وتعالى ؛ عليه رحمة الله تعالى..
كان مجيئه إلى طابت في العام 1930م تقريبا.. حفظ القرآن الكريم على أخيه الفكي سيد أحمد محمد إحموده وأجيز في الفقه المالكي من الشيخ ود سعيد في عام 1935م. وفي طابت درس على العالم الجليل الشيخ هاشم الشيخ عبد المحمود.. وحضر بعض دروس العالم الجليل الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود.. وجعل الشيخ علي محمد احموده من بيته ملتقى لبعض فقهاء المالكية في طابت حيث كانوا يلتقون ويتدارسون ما عندهم من علم. ومنهم الفكي النور عيسى، والشيخ كمال الدين الشيخ محمد وغيرهما من محبي العلم والمعرفة.. وكان يحضر هذا المجلس الشيخ الجليل العالم الشيخ هاشم الشيخ عبد المحمود. وهو أستاذ الجميع في الفقه واللغة والأدب.. وهذا دأب الكبار يجتمعون على حب ومودة للعلم والعلماء. وكانت الأدوار متبادلة. حيث يكون لقاؤهم واجتماعهم متبادلا في بيوتهم أجمعين.. وهذه الحركة العلمية كانت سارية في الكثير من بيوت طابت. وكانت عامرة بالعلم وتقوى الله سبحانه..
رحمهم الله أجمعين وأحسن إليهم.
الشيخ علي محمد احموده قبل بناء الزاوية المخصصة للختمية كان له مجلس علم وذكر يعقد في السوق أمام دكان الحاج الطيب النور. وبعد بناء الزاوية في عام 1969م تقريبا تحول إليها هو ومن معه. وكان هو شيخ الزاوية وإمام المصلين فيها. وكانوا يعقدون فيها مجلس علم على الفقه المالكي، وكان يقرأ عليه المتن الخليفة حسن محمد خير. وكانت قراءتهم في متن (العشماوية بحاشية الصفتي – وحاشية ابن حمدون على شرح ابن عاشر).. وظلوا هكذا في الزاوية حتى وفاة الشيخ علي محمد احموده.. ثم تولى التدريس والإمامة فيها ابنه الشيخ محمد علي محمد احموده.. وقد جلس للتدريس في الزاوية في عام 1987م ثم تحولت الزاوية إلى مسجد في العام 1998م. وهو المسجد الموجود الآن.
الشيخ محمد علي محمد احموده درس على والده، وبدأ حفظ القرآن الكريم على الشيخ عبد الجبار الشيخ السماني الشيخ عبد المحمود في خلوة الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود في طابت..
ومن بعدها ذهب إلى كوستي حيث كان يدرس في المدرسة الثانوية الفنية.. وكان إلى جانب دراسته في المدرسة كان يتلقى الفقه والتوحيد على العالم الجليل الشيخ الطاهر محمد سليمان الأدهمي.. وصحب الشيخ في كثير من رحلاته إلى (واو – الأبيض – الدلنج – كادقلي – الضعين.) وغيرها من مناطق السودان.. وكان مقربا إلى الشيخ لما تميز به من حافظة واستيعاب وجد في تحصيل العلم.. ومن بعد أن أخذ الإجازة العلمية من شيخه الشيخ الطاهر الأدهمي في عام 1983م رجع إلى طابت وبدأ في تدريس الفقه والعلوم الشرعية في مسجد الشيخ عبد المحمود وكان من حضور حلقته مجموعة من الشباب وكبار السن. وكانت دروسه في مؤلفات شيخه الشيخ الطاهر الأدهمي، ومنها (الذخيرة في التوحيد والفقه).. كما درس (الرسالة لابن أبي زيد القيرواني – وأقرب المسالك.) وللشيخ محمد علي احموده بعض المؤلفات والتحقيقات منها (اتحاف المريد بحاشية صغرى ذخيرة التوحيد للعلامة الشيخ الطاهر الأدهمي) و (النفحات المكية واللمحات الخفية في شرح أساس الطريقة الختمية) و (الأسرار المترادفة في شرح راتب الأنوار المتراكمة)..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) هذه المعلومة أفادني بها الأخ (عبد الله أحمد عبد الله بكر)..


السماني كمال الدين محمد 06-21-2014 09:27 AM

مسجد حي النصر :
هذا المسجد أسس في العام (1993م) وهو أول مسجد يبنى في طابت بعد مسجد الشيخ عبد المحمود، وذلك لاقتضاء الضرورة، نسبة لاتساع المدينة وتوسعها وامتدادها جنوبا حتى (ترعة ام دبيب).. وهنا جاءت الحاجة الملحة لبناء مسجد في هذا الحي لمقابلة هذا التوسع.. وليكون المسجد قريبا من الناس ليسهل عليهم أداء صلواتهم وأذكارهم..
بني المسجد في مساحة (1000) متر تقريبا.. وشمل المسجد صالونا للمناسبات واستقبال ضيوف المسجد من الوافدين إليه من خارج طابت.. وبخاصة الجماعات الدعوية المرتحلة من بلد إلى آخر.. ومن مدينة إلى أخرى.. والى جوار الصالون بنيت غرفة لسكن شيخ (الخلوة) في المسجد..
وقام على تأسيس هذا المسجد نفر طيب من أهل الخير، يرجون الثواب عند الله سبحانه.. جزاهم الله خيرا وأحسن إليهم..
وقد تعاقبت على هذا المسجد منذ تأسيسه مجموعة من لجان الخدمات، وكان لهم دور طيب فاعل في رعاية المسجد.. جزاهم الله خيرا وأحسن إليهم..
هذا المسجد منذ تأسيسه وحتى اليوم ظل منارة للعلم والتوعية الدينية.. إذ فيه تعقد حلقات التلاوة والتحفيظ، وحلقات الفقه والتفسير والحديث النبوي الشريف، والسيرة النبوية المطهرة.. والموعظة العامة.. والباب فيه مفتوح لكل من يتحدث بعلم ومعرفة مقيدة بشرع الله سبحانه.. وهذا مما وسع دائرة النشاط الديني في هذا المسجد.. وميزة أخرى في هذا المسجد وهي تعدد خطباء الجمعة، ذلك أن إمام المسجد وخطيبه الدائم يأذن لآخرين بإلقاء خطبة الجمعة ما توفرت فيهم شروط الخطيب.. وهذا بطبيعة الحال يكسر الرتابة المعهودة..
الإمام الدائم في هذا المسجد، وخطيب الجمعة فيه هو الأستاذ الشيخ الجيلي محمد أحمد يعقوب.. وهو فقيه مالكي، يحفظ الفقه المالكي في أدق تفاصيله وحواشيه..([1])
تخرج من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في العام 1965م. وتلقى تعليمه على كبار رجال العلم في المدينة المنورة، إذ درس على : الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبد القادر شيبة الحمد، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني والشيخ عبد المحسن العباد..
وبعد تخرجه ورجوعه الى السودان في العام 1965م بدأ (الأستاذ الشيخ الجيلي محمد احمد يعقوب) نشاطا علميا ودعويا مكثفا..
وأنشأ مجموعة حلقات للدرس.. وبدأت حلقات درسه في بيته، وذلك قبل بناء هذا المسجد.. والتف حوله الناس، وقرأ لهم الفقه المالكي في عدد من كتبه ومصادره.. وأفاد منه الناس كثيرا.. وكانوا يرجعون إليه في الفتوى.. وبخاصة في قضايا الميراث والأحوال الشخصية. وكان يفيدهم علما دقيقا في كل ذلك.. ثم خرج بحلقة علمه ودرسه إلى الشارع العام.. فقد كان يصلي بالناس المغرب والعشاء في (سباتات) أعدها الحاج (خليفة الصعيل) – رحمه الله رحمة واسعة وأحسن إليه – فقد كان رجلا فاضلا خيرا.. أعد هذا المصلى إلى جوار بيته، وهو قريب من الساحة التي بني عليها المسجد..
قلت : كان الشيخ الجيلي محمد احمد يعقوب يصلي بالناس المغرب والعشاء في هذا المصلى.. ويعقد حلقة درسه من بعد صلاة المغرب إلى العشاء..
وأحيانا يمتد الدرس إلى ما بعد صلاة العشاء.. وقد كان لي شرف حضور بعض هذه الدروس الممتعة المفيدة..
ويستمر في عطائه العلمي، ويمتد هذا العطاء وهذا العلم إلى (السوق)..
فقد كان يعقد حلقة درسه في (البرندات) عند صلاة الظهر، ويمتد الدرس طويلا، ويلتف حوله الناس حتى يضيق بهم المكان لما يجدونه عنده من علم غزير ومعرفة واسعة.. ليس هذا فحسب، بل كان الأستاذ الشيخ الجيلي محمد أحمد يعقوب يحمل معه علمه إلى مجالس المناسبات (زواج – عزاء) أو دعوة خاصة، كنت تجده يبث الناس فقها وعلما.
كل هذا الجهد إضافة إلى عمله الرسمي الذي يمارسه يوميا.. فقد كان يعمل معلما في المدرسة..
ولما بنى (مسجد حي النصر) أصبح المسجد مستقر حلقاته العلمية.. ولم ينقطع درسه.. ولم تنقطع حاجة الناس إليه في فتواهم وأسئلتهم..
وسبحان مقدر الأقدار ومسيِّرها، أن تجيء حلقات درس الشيخ الجيلي محمد احمد يعقوب بعد وفاة العالم الجليل الشيخ عبد القادر الجيلي، ذلك لأن العلم رحم موصول عند أهله..
فقد كانت وفاة الشيخ العالم الجليل الشيخ عبد القادر الجيلي في عام 1965م. وفي ذات العام كانت بدايات النشاط العلمي للشيخ الجيلي محمد أحمد يعقوب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
([1]) كتبت مقالاً مفصلاً عن الشيخ الجيلي محمد أحمد يعقوب، نشر في موقع (ناس طابت).. وهو مثبت ضمن هذه الأوراق.


السماني كمال الدين محمد 06-21-2014 09:30 AM

وفي (حي النصر) أنشئت زاويتان إلى الغرب من مسجد حي النصر.. إحداهما أنشأها (عبد الغني سليمان الماحي) على نفقته الخاصة في قطعة أرض مساحتها (400) متر.. تُؤدَّى فيها الصلوات.. وفيها حلقة تلاوة وتحفيظ للنساء والأطفال.. والقائم على الإمامة فيها هو الشيخ نور الدائم الشيخ محمد المبارك الشيخ عبد الجبار.. وهو القائم أيضا على حلقة التلاوة والتحفيظ..
أنشئت هذه الزاوية في العام (2005)..
والزاوية الأخرى في نفس الحي، في الطرف الغربي منه.. أنشأها مجموعة من الخيرين من أهل الحي، والحي المجاور له، ويسمى (العشوائي).. والزاوية نفسها تسمى بزاوية العشوائي.. تقام فيها الصلوات وفيها حلقة للتلاوة والتحفيظ. وفيها تلقى بعض الدروس الدينية والمواعظ..
أنشئت هذه الزاوية في عام (2001) وإمامها الدائم الفكي حسن
وفي العام 2008م بنى مسجد في مكان هذه الزاوية، على نفقة أحد الخيرين من أهل الخليج العربي.. وإمام المسجد الآن وخطيب الجمعة فيه، والمشرف عليه هو الشيخ محمد المبارك الشيخ الطيب الشيخ محمد المبارك الشيخ عبد الجبار وفي المسجد حلقة للتلاوة والتحفيظ.. والناس هنا في حاجة لحلقة علم في الفقه وعلوم الدين.. وقد أفاد أهل الحي من هذا المسجد لقربه منهم..
وفي الحي المعروف بـ(العشوائي) هناك زاوية تسمى (زاوية الكبابيش) تقام فيها الصلوات.. وتقام فيها المناسبات أيضا..
أنشئت هذه الزاوية في العام (1983م)..
وهناك زاوية في الحي المعروف باسم (حلة سعيد) وهو في الجزء الشمالي الغربي من طابت.. أنشأها أهل الحي يؤدون فيها الصلوات.. وفيها حلقة للتلاوة والتحفيظ.. وقد بُني مسجد في هذا الحي في العام 2010م في مكان هذه الزاوية.
والى جوار المقابر في الطرف الشرقي منها هناك مشروع لإقامة مجمع لتحفيظ القرآن الكريم، فقد قام الشيخ المبارك الشيخ احمد الشيخ عبد الجبار بتسوير قطعة أرض هناك تزيد مساحتها على (الألف) متر لهذا المشروع وقد بنى الشيخ المبارك مسجداً في داخل هذا المجمع تؤدى فيه الصلوات.. وصلاة الجنازة لقربة من المقابر.
وفي أقصى الطرف الشرقي الجنوبي من طابت عند استدارة (شارع الزلط) هناك مسجد مبني في مساحة (400) متر.. ولكنه لم يكتمل بعد.. والقائم عليه هو الشيخ متوكل الشيخ محمد سرور الشيخ السماني..
وفي العام 2012م بُنِيَ مسجد في ما يُعرف بـ (الأكشاك) إلى الشمال من صيدلية (النيل) تؤدي فيه الصلوات.
والآن في طور الإنشاء مجمع إسلامي يحمل اسم (مجمع فاطمة الزهراء لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده ودراساته، وهو مختص بالنساء، والقيم عليه هو الشيخ الفاتح الشيخ الحسين الشيخ محمد المبارك وأبناؤه.
جزى الله بفضله الجميع خير الجزاء وأحسن إليهم..
قلت : من كل هذه المساجد والزوايا في طابت (ثمانية مساجد وأربع زوايا)
ومن كل (المصليات) المنتشرة في السوق، من كل أماكن العبادة هذه يرتفع صوت الأذان خمس مرات في اليوم والليلة.. ومنها ترتفع أصوات التالين لكتاب الله سبحانه.. وفي كل ليلة جمعة ترتفع أصوات التالين لسورة (الكهف) من كل هذه المآذن.. ومن مكبرات الصوت في الزوايا.. ترتفع هذه الأصوات الزكية الندية مضمخة بآي القرآن الكريم فتلتقي جميعها في سماء هذه البلدة المباركة (طابت) لتشكل مظلة أو (ظلة) نورانية قرآنيه تحفظ هذه البلدة المباركة وأهلها من طوارق الشر والبأساء.. وما سريت هجدا في شوارع طابت إلا انتهى الى أذنيك صوت التالين الذاكرين المتهجدين..

السماني كمال الدين محمد 06-21-2014 09:34 AM

القباب والسجًادات في طابت


القباب:
1- قبة الأستاذ الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم.
2- قبة الشيخ عبد الجبار الشيخ نور الدائم.
3- قبة الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم.
4- قبة الشيخ محمد المبارك الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم.
5- قبة الشيخ محمد سرور الشيخ السماني الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم.


السجادات :
1- خلافة وسجادة الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم.
2- سجادة ومسيد الشيخ عبد الجبار الشيخ نور الدائم.
3- سجادة الشيخ إبراهيم الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم.
4- سجادة الشيخ السماني الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم.
5- سجادة الشيخ محمد المبارك الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم.
6- سجادة الشيخ محمد عظيم الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم.

السماني كمال الدين محمد 06-21-2014 09:39 AM

القباب والسجًادات في طابت
في طابت خمس قباب، وستّ سجادات :
1ـ قبة الأستاذ الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم الشيخ أحمد الطيب. وهي أول قبة بنيت في طابت.. توفى الشيخ عبد المحمود في عام (1333هـ / 1915م). ودُفن في خلوته التي قامت عليها القبة الآن.. وفي داخل القبة دفن معه بعض أبنائه، وبعضهم الآخر دفن خارج القبة في الجهة الغربية منها..
2ـ قبة الشيخ عبد الجبار الشيخ نور الدائم الشيخ أحمد الطيب، وهي القبة الثانية بعد قبة شقيقه الشيخ عبد المحمود.. توفى الشيخ عبد الجبار في عام (1354هـ / 1936م). ودفن في خلوته التي بُنيت عليها قبته.. ودفن معه في داخل القبة أبناؤه..
3ـ قبة الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم.. وهو الخليفة الأول لوالده.. وبنيت قبته على خلوته التي توفى فيها.. ودفن معه في داخل القبة بعض أبنائه.. توفى في العام (1385هـ / 1965م).
4ـ قبة الشيخ محمد المبارك الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم.. توفى في العام (1378هـ / 1958م).. ودفن في خلوته التي قامت عليها قبته.. ودفن معه في داخل القبة أبناؤه..
5ـ قبة الشيخ محمد سرور الشيخ السماني الشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم.
توفى في 20/12/1979م ودفن في خلوته التي قامت عليها القبة في العام 2000م.


الساعة الآن 08:32 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009