سياحة في دروب المسادير - خالد يوسف العشاري (1)
 

ومن هذه الإطلالة الجميلة ونحن بداخل (منتديات الحصاحيصا) على (الشبكة العنكبوتية) ، (ضربنا خيمتنا) ... (خيمة المسادير) ، ونحن منسربين في وسط البوادي والوهاد والعتامير بأرض البطانة نتنسم عبق عبقرية الزمان والمكان الخوالي مع أهلنا الطيبين من قبيلة الدوباي والمسادير . . . ونحن سادرين في دروب المسادير نسترجع أياماً ليست ككل الأيام، أيام كانت لها مكانة خاصة وطعم خاص يعكس ذلك الأدب الشعبي الشفاهي الرقيق الذي ينم عن ذوق رفيع في محاولة متواضعة لإحياء هذا التراث الراقي الأنيق في مواعين جديدة مستصحبين معنا الأطر والأصول القديمة مع المحافظة عليها .
وهذه المنطقة ، (البطانة) كانت محببة لدى هؤلاء الشعراء ولها مكانة كبيرة في نفوسهم يبذلون من أجلها المهج ويضربون على إيقاع النحاس فرحاً وفي وقت الشدائد وفزعة الملهوف، يقول الشاعر ود عبشبيش يخاطب البطانة :-








والمسدار في لغة أهلنا الزينين هو من مصدر سدر أي ذهب إلى المورد أو المرعى يقول الشاعر الرائد في هذا المجال أحمد عوض الكريم أبو سن الشهير بالـ (الحاردلو) :-






أما المسدار عند أهلنا في الشعر أي من الناحية المعنوية هو القصد إلى ديار المحبوبة واصفاً إياها بكل صفات الجمال حاثاً جملة بالوصول السريع إلى ديار المحبوبة حيث يجد كل ما يتمناه يقول أحدهم :





والحاردلو في مسدار (الصباغ) يخاطب جمله ويمنيه بالخير الوفير الذي ينتظره في ديار المحبوبة من ماء وعلوق .... وغيره ... يقول على لسان المحبوبة وهي تهيئ له (الفراش) للراحة ولجمله الماء والعلوق ...








حيث يسدر الشاعر إلى هناك ويصف وهو في طريق رحلته كل ما يقع على بصرة من (جماد وحيوان وزرع) ويصف حتى العوامل المناخية من الفصول والعين وغيرها ...
يقول الشاعر ود شوراني واصفاً عين السنة ودخول فصل الصيف :








وطه ود الشلهمة الشاعر الفذ في هذه الصورة الجمالية البديعة ، يصف البطانة وقد دخل فصل الخريف ولبست الأرض والجبال ثوبها الأخضر الزاهي وتلبد (المزرقن) السحاب على سمائها وذلك بعد أن لازمها الجفاف والشنا طوال فصل الصيف وأصبحت الآن كما العروس :








ويقول رحمه الله مشبهها بالعروس التي نار وجهها بعد دخول فصل الخريف وأصبح عريسها باشاً فرحاً مسروراً بهذا الجمال ، وقد امتلأت السهول والوديان والعوالي بالسيول والأمطار حيث المراعي المنتشرة ورائحة الأمطار (ريحة الدعاش) قد امتلأت منها صدور الجميع ، والعرب قد أرخو بروشهم استعداداً لهذا الفصل المليء بالحيوية والنشاط :

البهجةُ منتصبةٌ فوق سهلٍِ اخضر .. التراثُ والماضي الجميل .. ..

وبإنتظارِ المزيدِ الممتع ...

شكراً كبيرة ...